كنت بعيد عهدٍ بالاستماع إلى الإذاعة .. وحين عدت للاستماع إليها وإلى إذاعة القرآن الكريم بالذات،وفي وقت الصباح تحديدا .. وجدت الإذاعة تقدم برنامجا اسمه ( اللهم بك أصبحنا) .. وهو تغير لافت وخروج على البرامج التقليدية التي تعودنا عليها ... وقد أسعدني البرنامج جدا .. وطربت – في غير محل الطرب – للطريقة التي يقدمه بها مذيعوه .. فأصبحت أحد(زبائنه) الدائمين ..
ولكنني دهشتُ .. ثم فوجئتُ .. ثم صدمتُ ..
ولكن قبل ذلك من أحب الفقرات إلى نفسي .. وقد سعدت بها .. وسعدت باستماع أطفالي لها – ونحن في السيارة – هي فقرة ( في ظلال السيرة).
ومع شديد الأسف فإن هذه الفقرة المحببة إلى نفسي هي التي أصابتني بالدهشة .. ثم فاجأتني .. ثم صدمتني.
أول ما لفت نظري كثرة استعمال عبارة ( الوثنين) عند وصف كفار قريش ..
ثم فوجئت بهذا العنوان :
(القائد يتنازل لليهود)!!
المقصود هو حكم سيدنا سعد بن معاذ – رضي الله عنه - في يهود بني قريظة.
والحقيقة أن القائد صلى الله عليه وسلم .. لم يتنازل لليهود . . بل تنازل عن حقه في الحكم لسيدنا سعد .. قلت في نفسي لعلي أعاني من لفظة ( التنازل) في زمن التنازلات .. كما أعاني من حساسية عدم تسمية الكفار .. كفارا ..
وجاء "صلح الحديبية"
ولكن ماذا قال برنامج (في ظلال السيرة) أو كيف جاء عنوانه ؟
كان ذلك في حلقة يوم الاثنين 23/12/1434هـ أما العنوان فهو :
"كفار قريش يملون شروطهم والرسول يقبل"!!
استمعت إلى حلقات كثيرة .. وهذه أول مرة أستمع إلى عبارة (كفار قريش)!!
وجاءت حلقة يوم الأربعاء .. 25 / 12
وفيها هذا العنوان :
( شروط الحديبية طوق نجاة لأي دولة إسلامية ) نعم بالحرف!!
ثم عرضت الحلقة بعض شروط الصلح :
إعادة أي مسلم قرشي جاء دون إذن وليه
من أراد الدخول في عهد محمد صلى الله عليه وسلم،ومن أراد الدخول في عهد قريش فعل.
عدم منع أي من الصحابة القرشيين إن أراد الانضمام إلى قريش
ثم تم توظيف مصطلح حديث لم يكن معروفا آنذاك :
(معاهدة دفاع مشترك بين الدولة الإسلامية وقبيلة وثنية)!!
أما خاتمة هذه الحلقة فهي :
(شروط لو قبلها غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكم عليه بالردة)!!
ثم جاءت حلقة يوم الخميس 26 /12 :
تم سرد قصة أبو جندل .. وكيف قبض عليه أبوه سهيل بن عمرو .. مستغلا بنود المعاهدة التي لم توقع بعد .. وقد تعرف الأب على ابنه عبر القيود التي كان هو نفسه قد قيده بها .
وفي حلقة يوم السبت 29 / 12 :
جاء العنوان هكذا :
(المجاهد أبو جندل يسلم لكفار ..)!!
أعيد سرد قصة أبو جندل بديباجة مختلفة .. وهروبه من زنزانته ... وإصرار والده على عدم التخلي عن تسليمه له – ورفضه وساطة النبي صلى الله عليه وسلم الشخصية - تنفيذا لشروط الصلح.
ونختم بآخر حلقة استمعت إليها .. وهي حلقة يوم السبت 2 / 1 / 1435هـ.
ومن أبرز ما جاء فيها :
التأكيد على أن ما قام النبي صلى الله عليه وسلم .. لو قام به غيره لاعتبر قد أتى ناقضا من نواقض لا إله إلا الله
وأن المعاهدة تفتح بابا لتعاهد المسلمين مع الأعداء
وأن القياس على المعاهدة يكون بالسعي نحو بناء الأمة .,, علميا ..إلخ
وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يهدف إلى مصلحة شخصية ...
فهل في الأمر ما يصدم أم أنني أعاني من الحساسية؟!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني.
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
وأنا أقترح للكاتب أن يهاجر الى الحبشة مادامت هذه البلاد وأهلها قد ضيقت على "عقيدته" !
ردحذف