الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

السعودية : طوفان عريهن عند المحارم

 كم يبدو العنوان متناقضا؟ أو صادما .. طوفان عُري وأين في بلد دستوره الإسلام ؟ في بلد الحرمين
الشريفين؟ في البلد الموصوم بالانغلاق والتشدد؟
كتبتُ قبلُ عن عُري النساء عند النساء،اقترفت ذلك مرتين .. ولم يكن عُري النساء عند محارمهن مما يخطر لي على بالٍ،حتى لفتتني إليه بعض بُنياتي الكريمات .. ومع ثقتني فيهن،وشعوري بحرقتهن – ولا أزكي على الله أحدا – فقد تساءلت – بيني وبيني – إن كان الأمر مقتصرا على مدينة دون مدينة،أو منطقة دون أخرى.
فسألت .. فوجدت عجبا يكفي أن إحدى أستاذاتنا الفضليات كتبت :
(نعم منتشر وبطريقة مقززة)!!
وتوالت الشهادات حتى صعقت .. من حال المجتمع ومآله!!
وحين ظننت أنني قد "صعقت"بما يكفي .. إذا بالتأكيدات تقول أن الأمر لم تسلم منه بيوت بعض المتدينين!!
وإذا بـ"تسونامي"العري يتجاوز الحدود،حدود البلاد،وحدود العري عند المحارم فقط .. ليصل إلى :
(ونشاهد كثيرا من نماذج ألئك الآباء في الخارج .. قصص وحكايات تشيب الرضع)!
يقول الحق سبحانه وتعالى :
(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 19 ) النور ).
من ظن أنني قصدت بهذه الآية من يسمحون لمحارمهن بالتعري أمامهن .. أو في الخارج فقد أخطأ.
المتأمل يعلم أن القرآن جعل إشاعة الفاحشة جريمة مستقلة عن الفاحشة نفسها ... وذلك لأن شيوع أمر ما – عري النساء عند محارمهن في حالتا – يجعل الأمر،ومع التكرار يدخل في حيز الأمور الطبيعية التي لا تُستنكر.
كمثال لعل الآباء الذين سمحوا لمحارمهن بالعري في الخارج،وقعوا فريسة لتعود عيونهم على عري محارمهم في المنازل المغلقة .. فلم تستنكره في الأماكن المفتوحة.
ولا يدخل في إشارتنا هذه من كانت قناعته أصلا أن (عري ) المرأة أمر طبيعي،أي تلك الفئة التي قد تكون متأثرة بنظرية ترى أن (لباس) المرأة هو الذي يلفت إليها الأنظار!! وقد قرأت قريبا بضع تلميحات حول ذلك .. كما قرأت قديما عن مجموعة وثنية كانت النساء فيها يسرن (مالطات) – أي كما ولدتهن أمهاتهن – ولم يكنّ لافتات لنظر الرجال،حتى جاء (مبشر / منصر) فقال لهم أن ذلك لا ينبغي .. فتسترت النساء،فأصبحن فلفتن انتباه الرجال بسبب الملابس!!
نعود إلى مسألة عري النساء عند محارمهن .. وأُقرُ هنا أنني لا أذكر أنني قرأت - ولا سمعت – حرفا حول هذه المسألة .. إلا مرة واحدة قبل أكثر من عقدين .. وعبر قناتنا الأولى،وفي أحد برامج الفتاوى،حيث اتصل شاب ذكر للشيخ أنه أصبح لا يطيق الجلوس في المنزل بسبب ارتداء أخواته للبناطيل الضيقة والمحددة لمعالم الجسد!!
ثم كان تنبيه بعض بنياتي – كما أسلفت – قبل أسابيع قليلة ...
تجنبا للإطالة .. سأترك المجال لإحدى بُنيتي الفضليات ترسم لنا صورة حددت معالمها بإيجاز بعيد عن الإخلال،وعن قول ما لا يُقال،فكتبت سلمها الله :
‏‫( الشيء الذي لابد أن تعرفه أولا هو أن الشياكة عند أولياء الأمور من أشباه الرجال في لبس البنطال الجنز والعاري مما لايستر الا الشيء اليسير
تطور الأمر إلى أن أصبحت الفتاة تلبس البنطال السكيني أو الستريتش الذي يلتصق بالبدن كأنه جلد آخر فوق الجلد الذي خلقه الله لهن منه ما هو إلى الكعبين ويرقى شيئا فشيئا حتى يصل إلى أعلى الركبة أو أسفل منها بقليل
من عدة سنوات بدأن في لبس الشورت الجينز
ثم صار البنطال يرتفع من ناحية الركبة وينزل من ناحية الخصر
والبلوزة ترتفع من أسفل وتنزل من أعلى
هذا لباس أغلبهن في البيت (..) حتى بيوت بعض المتدينين والله المستعان
في المناسبات من زواج وأعياد وحفلات خاصة
فيستحيل أن ترى من تلبس لباسا محتشما إلا ما رحم ربي
منه الشفاف الذي يشف ويصف ويكشف أكثر مما يستر
أوالقصير والضيق المتناهي في الضيق والقصر
أو ما يجمع بين صفة الشفافية والضيق والقصر
ولو قام أحد بنصحهن وصفوه بالرجعية والتخلف و " القروية " نسبة إلى القرية ). انتهى.
إلى الله المشتكى.. من الواقع ... ومن الصمت عنه.. حسب اطلاعي.
تجنبا لمزيد من الإطالة .. سنقف وقفتين ... قصيرتين .. آمل ذلك :
الوقفة الأولى : قبل أسابيع قليلة أقيم (معرض) في جامعة طيبة بالمدينة المنورة .. وكان يستقبل الجنسين معا .. وقد لفت نظر أحد أعضاء هيئة التدريس،وهو يزور المعرض وجود بعض الفتيات كاشفات وجوههن .. فنصحن .. فإذا بأخرى (حاسرة) لا تضع شيئا على شعرها .. فظنها غير مسلمة .. فطلب أن تنصح بأن هذا لا ينبغي هنا .. فردت عليه.. بـ"لهجة" محلية لإحدى مناطق المملكة!!
فغضب .. وقال لها أن ما تفعله (مجاهرة بالمعصية) .
ماذا فعلت؟
أخرجت جوالها .. وطلبت منه أن يعيد كلامه!!
ثم أُخذ إلى غرفة جانبية .. وهناك أخبر أن (الأمارة) تلقت خبرا بأن (محتسبا) تهجم .. أو شيء من هذا القبيل لم أضبطه.
ما يهمنا .. أن بعض الحضور .. لام عضو هيئة التدريس ذلك لأنه (نهى عن المنكر)!!
وهذه مرحلة متقدمة جدا!!
الوقفة الثانية :
استمعت إلى أستاذ للعقاقير – عبر برنامج"اللهم بك أصبحنا"في إذاعة القرآن الكريم – وكان حديثه حول الأعشاب مفيدا .. ولكن ما لفت نظري – وله علاقة بموضوعنا – انه تحدث عن المواد الضارة والموجودة في (الأصباغ) أو مواد الزينة .. ثم علق .. بأننا لا نستطيع أن نمنع الناس من استعمال تلك الأصباغ،وقد أصبح الجميع يستعملها .. نساء ورجالا كبارا وصغارا.
ومن تلك المواد (أحمر الشفاه) الذي تستعمله النساء .. ويحتوي على مادة"الرصاص" .. والتي تتسرب إلى الدم .. وكذلك الأصباغ بشكل عام .. حين تستعملها الحامل .. ويحتمل أن تكون بعض الأمراض التي يولد بها الأطفال نتيجة تسرب تلك المواد إلى الجنين عبر أمه!!
لماذا أسوق هذه الكلام؟
لأنني لاحظت أن "فعل"الناس أصبح هو الفيصل في الأمر!!
فلم يتطرق أحد – ولا حتى المذيع الكريم – لـ"حلال"أو"حرام"!!
مع أن الجميع يعرف حكم اخذ زوجة لـ"مسدس"وإطلاق رصاصة على زوجها .. أو على نفسها.. أو على جنينها.
بطبيعة الحال لا تكون هذه المقارنة عادلة .. إلا إذا ثبت بما لا يدع مجالا للشك ضرر تلك المواد .. وخصوصا على جنين لا يملك من أمر نفسه شيئا.
مع التذكير – في الهامش – بدراسة "علمية"نُشرت قبل سنوات عدة أثبتت أن بعض تلك الأصباغ "مسرطنة" .. ثم خرجت دراسة"علمية"- أيضا – أثبتت أن الأصباغ "المسرطنة"هي تلك المقلدة .. وغير الأصيلة!! .. وقد مولت الدراسة الأخيرة بعض شركات الأصباغ !!
وبعد .. لابد أن أعترف .. بعد أن قرأت عن مختلف مظاهر عُري النساء عند محارمهن ... أعترف أن "تنور"اليأس من المجتمع قد"فار"لولا أنني تعلقت بعد بـ"فلك"الأمل بالله سبحانه وتعالى.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..