شيء جيد أنني لحقت هذه الأسطر قبل أن يمزقها كاتبها.
( أخبرتنا وسائل الإعلام أن الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي قد وجهت له – رسميا – تهمة(التخابر) مع حركة حماس .. وربما مع غيرها.
لم نقرأ تحديدا للمحاكمة .. ولكننا نستطيع أن نتصورها .. وسنترك للخيال المبني على الصورة العامة لما يحدث في مصر الآن،يحدثنا عن تلك المحاكمة المنتظرة،والتي نستطيع أن نسميها – دون كبير عناء – محاكمة هذا القرن .. بل وكل قرن ..
بعد أن جلس القاضي،فرج بتاي وأشار للحضور الذي ضجت به قاعة المحكمة بالجلوس ..
كان من الطبيعي ألا يكون الدكتور مرسي حاضرا .. لكي لا يكرر ما قاله من قبل .. أنه لا يعترف بالمحكمة .. وأنه هو الرئيس الشرعي للبلاد .. إلخ.
بدأ الإدعاء .. بمطولة في مدح القضاء .. وثورة 30 يونيو ..
تحدث عن التهمة الأولى :
"التخابر مع حركة حماس" .. وعلق :
"صحيح أن الحركة قانونا لا تعتبر حتى الآن منظمة إرهاب...)
قاطعه القاضي ..
لا تخرج عن الموضوع.
ثم أمر بعدم تسجيل تلك الملاحظة في سجلات القضية.
التهمة الثانية كانت " زيارة البرازيل" .. شرب المدعي جرعة من الماء .. ثم تساءل بصوته الجهوري :
هل زار فخامة الرئيس جمال الدين عبد الناصر البرازيل؟
هل زار فخامة الرئيس محمد أنور السادات البرازيل؟
هل زار فخامة الرئيس محمد حسني مبارك – حفظه الله – البرازيل؟
ترك اللغة الفصحى .. ليعلق بالعامية :
أش معنى الري... كح وتنحنح .. وشرب جرعة ماء .. ثم قال :
اش معنى الدكتور مرسي يروح البرازيل؟!!
ثم ألقى خطبة عصماء .. حول علاقات مصر الدولية .. وتقعر في الكلام .. حتى قال له القاضي :
- خش في الموضع.
- حاضر.
- سيدي القاضي .. لقد أطلت الحديث .. في انتظار آخر وثيقة في قضيتنا هذه .. وهي وثيقة رسمية .. لا تقبل الطعن .. وستثبت لعدالة المحكمة ..
وهنا فتح باب القاعة .. ليدخل منه جندي يحمل ورقة .. سكت ممثل الإدعاء حتى وصل إليه المجند ..
أخذه منه الورقة .. نظر إليها مليا ..
رفع يده بها .. هذه هي الوثيقة الأخطر في ملف القضية التي بين أيدنا .
ران الصمت على القاعة .. حتى كأن الحاضرين قد توقفوا عن التنفس ...
أخذ المدعي كأس الماء وشرب منه جرعة .. بينما مد الصمت أشرعته فوق جميع الحاضرين .. وكما يقال كأن فوق رؤوسهم الطير.
أعاد الكأس إلى مكانه ببطئ .. متعمدا .. ليزيد من عملية التشويق .. وأخيرا وبعد أن أعاد النظر إلى الورقة قال :
- هذه الوثيقة تحدد بالساعة والدقيقة .. بل وبالثانية .. "تخابرا" للرئيس محمد مرسي مع – لم يفطن لفرط حماسه أنه قال الرئيس !! - أجال عينيه في الحضور .. ثم نظر إلى القاضي ومستشاريه .. قبل أن يكمل ..
نعم. إنها وثيقة تحدد بدقة متناهية "تخابر الدكتور محمد مرسي – ولمدة سبعة عشر دقيقة وثلاثين ثانية – مع "الحاجة أم محمد"
انفجرت ضحكة مدوية .. ضجت بها القاعة .. ضحك كل من في القاعة .. ضحك حتى القاضي ومستشاريه .. ضحك رجال الأمن الذي يحرسون المحكمة .. كما ضحك بائع سريح .. كان يمر صدفة من جوار المحكمة ..
كان القاضي هو أول من تمالك نفسه وتوقف عن الضحك .. وضرب بمطرقته على الطاولة .. مرة بعد مرة .. خفت الأصوات .. ثم هدأت .. وحين ضرب بمطرقته مرة ثالثة ساد الصمت .
دون أن يعود لمستشاريه قال :
حكمت المحكمة بالتالي :
أولا : رد القضية .
ثانيا : تحذر المحكمة من مخدرات مضروبة .. منتشرة اليومين دول في البلد وهي من فئة "لميس الحديدي" و"عمرو أديب".فضحتونا.
رفعت الجلسة.
ملاحظة : القاضي الآن في سجن أبو زعبل بعد أن اتضح أنه "إخوان" .. ولكن زيارته ممنوعة.)
بعد أن انتهى الكاتب من سرد هذه الوقائع - التي لو كتبت بالإبر على مآق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر - صعد على مكتبه وقال :
عشرة يكتفوني!!
والحمد لله أنني أدركت هذه الأسطر قبل أن يمزقها كاتبها.
ابو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
( أخبرتنا وسائل الإعلام أن الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي قد وجهت له – رسميا – تهمة(التخابر) مع حركة حماس .. وربما مع غيرها.
لم نقرأ تحديدا للمحاكمة .. ولكننا نستطيع أن نتصورها .. وسنترك للخيال المبني على الصورة العامة لما يحدث في مصر الآن،يحدثنا عن تلك المحاكمة المنتظرة،والتي نستطيع أن نسميها – دون كبير عناء – محاكمة هذا القرن .. بل وكل قرن ..
بعد أن جلس القاضي،فرج بتاي وأشار للحضور الذي ضجت به قاعة المحكمة بالجلوس ..
كان من الطبيعي ألا يكون الدكتور مرسي حاضرا .. لكي لا يكرر ما قاله من قبل .. أنه لا يعترف بالمحكمة .. وأنه هو الرئيس الشرعي للبلاد .. إلخ.
بدأ الإدعاء .. بمطولة في مدح القضاء .. وثورة 30 يونيو ..
تحدث عن التهمة الأولى :
"التخابر مع حركة حماس" .. وعلق :
"صحيح أن الحركة قانونا لا تعتبر حتى الآن منظمة إرهاب...)
قاطعه القاضي ..
لا تخرج عن الموضوع.
ثم أمر بعدم تسجيل تلك الملاحظة في سجلات القضية.
التهمة الثانية كانت " زيارة البرازيل" .. شرب المدعي جرعة من الماء .. ثم تساءل بصوته الجهوري :
هل زار فخامة الرئيس جمال الدين عبد الناصر البرازيل؟
هل زار فخامة الرئيس محمد أنور السادات البرازيل؟
هل زار فخامة الرئيس محمد حسني مبارك – حفظه الله – البرازيل؟
ترك اللغة الفصحى .. ليعلق بالعامية :
أش معنى الري... كح وتنحنح .. وشرب جرعة ماء .. ثم قال :
اش معنى الدكتور مرسي يروح البرازيل؟!!
ثم ألقى خطبة عصماء .. حول علاقات مصر الدولية .. وتقعر في الكلام .. حتى قال له القاضي :
- خش في الموضع.
- حاضر.
- سيدي القاضي .. لقد أطلت الحديث .. في انتظار آخر وثيقة في قضيتنا هذه .. وهي وثيقة رسمية .. لا تقبل الطعن .. وستثبت لعدالة المحكمة ..
وهنا فتح باب القاعة .. ليدخل منه جندي يحمل ورقة .. سكت ممثل الإدعاء حتى وصل إليه المجند ..
أخذه منه الورقة .. نظر إليها مليا ..
رفع يده بها .. هذه هي الوثيقة الأخطر في ملف القضية التي بين أيدنا .
ران الصمت على القاعة .. حتى كأن الحاضرين قد توقفوا عن التنفس ...
أخذ المدعي كأس الماء وشرب منه جرعة .. بينما مد الصمت أشرعته فوق جميع الحاضرين .. وكما يقال كأن فوق رؤوسهم الطير.
أعاد الكأس إلى مكانه ببطئ .. متعمدا .. ليزيد من عملية التشويق .. وأخيرا وبعد أن أعاد النظر إلى الورقة قال :
- هذه الوثيقة تحدد بالساعة والدقيقة .. بل وبالثانية .. "تخابرا" للرئيس محمد مرسي مع – لم يفطن لفرط حماسه أنه قال الرئيس !! - أجال عينيه في الحضور .. ثم نظر إلى القاضي ومستشاريه .. قبل أن يكمل ..
نعم. إنها وثيقة تحدد بدقة متناهية "تخابر الدكتور محمد مرسي – ولمدة سبعة عشر دقيقة وثلاثين ثانية – مع "الحاجة أم محمد"
انفجرت ضحكة مدوية .. ضجت بها القاعة .. ضحك كل من في القاعة .. ضحك حتى القاضي ومستشاريه .. ضحك رجال الأمن الذي يحرسون المحكمة .. كما ضحك بائع سريح .. كان يمر صدفة من جوار المحكمة ..
كان القاضي هو أول من تمالك نفسه وتوقف عن الضحك .. وضرب بمطرقته على الطاولة .. مرة بعد مرة .. خفت الأصوات .. ثم هدأت .. وحين ضرب بمطرقته مرة ثالثة ساد الصمت .
دون أن يعود لمستشاريه قال :
حكمت المحكمة بالتالي :
أولا : رد القضية .
ثانيا : تحذر المحكمة من مخدرات مضروبة .. منتشرة اليومين دول في البلد وهي من فئة "لميس الحديدي" و"عمرو أديب".فضحتونا.
رفعت الجلسة.
ملاحظة : القاضي الآن في سجن أبو زعبل بعد أن اتضح أنه "إخوان" .. ولكن زيارته ممنوعة.)
بعد أن انتهى الكاتب من سرد هذه الوقائع - التي لو كتبت بالإبر على مآق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر - صعد على مكتبه وقال :
عشرة يكتفوني!!
والحمد لله أنني أدركت هذه الأسطر قبل أن يمزقها كاتبها.
ابو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..