الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

الكل يتكلم ولكن القرآن يجيب ... ( حرية الاسلام وعبودية بنى علمان )



بسم الله الرحمن الرحيم
* يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا *
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين ،
سيدنا محمد النبي الأمي الأمين ،

وعلى آله و أصحابه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ....
قال الملك سبحانه فى محكم كتابه ..
* وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ *
تبياناً لكل شيء في تشريع الكون وتشريع الحياة :
من الفرد إلى الأسرة إلى المجتمع إلى الدولة إلى الكون طرداً وعكساً
وهذا الكلام ، لكل عاقل رصين ، أو متعقل ،
وليس للذين طبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ولا يفقهون .
وقد كثر اليوم الجدل والنقاش والكلام وبات من لا يفهم يفتى ويتحدث فى امور الدنيا والدين
فطمسوا الحقائق ولبسوها بباطلهم المزيف وأهوائهم المريضة
فى حين ان القرآن الكريم لم يترك أمر من أمور الدنيا والاخرة الا وأوضحها وبينها
لذا ... دعونا نعد الى الاصل
دعونا نأخذ مفاهيمنا وأصولنا وقيمنا من كتاب ربنا جل وعلا
فدعو من يتحدث يهزى ويجعج بالكلام كما يشاء
ولنتأمل نحن ونؤمن ونصدق بما جاء به الملك جل فى علا
فحقا بات الكل يتحدث ولكن ... مهلا فالقرآن فقط هو من يجيب وينطق بالحق
* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا *


 


حرية الاسلام وعبودية بنى علمان

قد خلق الله الإنسان حراً، وخلق بني آدم أحراراً، ليسوا بعبيد للعبيد، وهذا هو الأصل فيهم،
 والله عز وجل أعطى الإنسان إرادة، ومشيئة، واختياراً، فليس العبد مجبوراً على عمل، وإنما هو حر في اختياره ومشيئته،
 وبناء على هذه الحرية في الاختيار والمشيئة؛ يحاسبه الله عز وجل، فلو كان العبد مكرهاً مجبراً لا حرية له في الاختيار،
فإن الله لا يؤاخذه على أفعاله: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)
رواه ابن ماجه وصححه الالبانى

 ولكن.... انتشرت حريات هي في الحقيقة عبوديات،
 حرية الغريزة فصار بعض الناس عبيداً للشهوات، فالشهوة هي التي تحركه، 
 فصار هذا عبداً لامرأة، وهذا عبداً لكأس ومخدر يدفع من أجله شبابه وثروته، بل ويسرق لأجل تحصيله،
 فصار هنا عبيد للنساء، وهناك عبيد للمخدرات والمسكرات، وفي ذاك التوجه عبيد للمال،
 وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم)،
 وهنالك من هو عبد للثياب والقماش: (تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة)
وهنالك من هو عبد لشخص إذا عشقه وهويه فصار معشوقه، فهو الذي يحركه، فهو يذكره في قيامه،
 وقعوده، وأكله، وحتى يراه في نومه، فهذه عبودية خطيرة، عبودية العشق،
 فيظن هذا الإنسان أنه حر ليس بعبد لأنه ليس ملكاً لفلان يسوقه من رقبته بسلسلة،
 ولكنه في الحقيقة عبد لهذه الشهوة، وهذه المادة.

اخوتى الكرام  ان العبودية لله 
 تحرر الناس من هذه العبوديات لغير الله، فإذا صرت عبداً لله تحررت من عبودية الشهوة،
وإذا صرت عبداً لله تحررت من عبودية الدرهم والدينار،
 فصار الدرهم والدينار يخدمك لا أنت الذي تخدمه،

وقد نفخ أعداء الإسلام في بعض الناس باسم الحرية ما يجعلونهم بذلك عبيداً لشهواتهم، وأهوائهم،
 ومبادئ الغرب والشرق، وهذه الأطروحات الباطلة التي يأتون بها ليلاً ونهاراً؛
 ولذلك فإن الله لما أعطى للبشر حرية في التصرفات  بيعاً، وشراء، واستئجاراً، وكفالة، ورهناً، وحوالة، ونحو ذلك،
وأعطاهم الحرية في الطعام، واللباس، والنكاح، فإنه سبحانه  وتعالى جعل لذلك قيوداً،
 وفهم القيود مهم جداً لمعرفة بطلان مبدأ الحرية المطلقة.
أولاً:    وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
سورة الأحزاب36،
 فإذا هوي الإنسان شيئاً، ومال إليه، وأراد الله ورسوله عكس هذا فيجب عليه الانقياد لما أراده الله ورسوله:
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
سورة النور51
 ولذلك من المبادئ الإسلامية العظيمة لا حرية في فعل المعصية، ويجب التفريق بين الحرية وبين الحرام،

ولذلك فلا يمكن أن يقال:
 أن هناك حرية في سب الله، أو أنبيائه ورسله، أو التطاول على ثوابت الدين وأحكامه وشرائعه،
وليس هناك حرية في انتقاد أحكام الميراث، أو أحكام الولاية في الإسلام، أو انتقاد أحكام الطلاق، أو أحكام النكاح،
 ليس هناك حرية في انتقاد ما جاءت به الشريعة من الحدود؛ كحد السرقة، أو حد الزنا، ونحو ذلك
، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تترك عقوبة الزاني إذا كان راضياً بفعله هو والزانية؛ لأن الله ليس براض،
 ولا يمكن أن يكون الربا حلالاً إذا كان المرابي والذي يدفع إليه الربا الآخذ والمعطي راضيين،
لا يمكن أن يكون حلالاً إذا كانا راضيين؛ لأن الله ليس براض،
ولا يمكن أن تكون المرأة حرة في طريقة خروجها، ولباسها، وتبدي ما تشاء من الزينة،
 وتتبرج، وتتعطر، وتمر على من تشاء من الرجال، وتمشي بأي طريقة في الأسواق، وتخلو بمن تشاء،
 وتفعل ما تشاء بحجة أنها حرية شخصية؛ لأن الله لا يرضى عن هذا.
 
وبعض الناس يفهم في ضوابط الحرية شيئاً واحداً، وهو أنك لا تضر بالآخرين،
 ويقول لك: حريتك تقف عند ضرري،
 فالتدخين عنده يمكن أن يفهم على أنه ممنوع إذا كان يضر بالآخرين؛ ولذلك يتحدثون عن التدخين السلبي،
 ويقول لك بالتالي: إذا كنت في بيتك وحدك فدخن أنت حر، لكن لا تدخن أمامي لأنك تضرني بأنفاسك،
والخطأ في هذا أنه قال له مقراً: إذا كنت في بيتك وحدك دخن أنت حر، فهذه عبارة خاطئة شرعاً،
 فلا يجوز لك أن تدخن لا في بيتك، ولا خارج بيتك، لا عند الناس، ولا وحدك؛ لأن التدخين محرم، وأنت تضر نفسك.

فكثير من الناس لا يفهمون في قضية الحرية الشخصية أن الشرع يحرم ما يضر بنفس الإنسان،
 ويقولون: ما دام هو يضر نفسه فله أن يفعل ما يشاء، وبناء عليه إذا أغلق عليه بابه، وأخذ إبرة مخدر،
 وبقي في بيته لا يؤذي أحداً، ولا يخرج إلى الناس حتى يذهب مفعول المخدر، ويقوم، ويسوق السيارة بعقله فعندهم أنه حر.

وهذا والله الذي لا إله إلا هو، إنها من أكبر مكائد إبليس، ومن أبطل الباطل؛
 لأنه ليس حراً، والملكان يقيدان عليه ما يفعله في قعر بيته، وحسابه عند الله يوم القيامة،
  ولذلك فمن الانحرافات الحديثة أن تجد من يقول: لا تكفر أمامي، لا تسب الأنبياء والصحابة أمامي،
اذهب أغلق على نفسك البيت وسب من تشاء، سب الرب، سب الدين، سب الصحابة، سب الأنبياء، افعل ما تشاء،
 هذا من أبطل الباطل، فكيف يقر، ويسمح له أن يسب الله، أو الدين، أو الأنبياء، أو الصحابة في بيته إذا كان لا يسمعه أحد،
 فلا يجوز أن يقر على ذلك؛ لأن هذا السماح بالكفر حرام، ولو كان الإنسان يفعله وحده، فالكفر لا يقر، والمعصية لا تقر
حتى لو كان العاصي يفعلها وحده في بيته، أنت لا تراه لست مسئولاً عنه،

 ولكن لو سئلت: ما يفعله فلان في بيته الآن من المعصية، هل هي حرية شخصية؟
 تقول: لا، ليس حراً أن يعمل ذلك في بيته وحده أبداً،
 أنت لا تدري عنه، وأنت لا تحاسبه، وله رب يحاسبه، نعم، لكن ما حكمه؟
 حرام، وهل يحق له أن يفعل ذلك وحده؟ لا يحق له ذلك شرعاً، بل هو حرام، وهو آثم، ومعاقب عند الله.
وبالمناسبة لا يوجد معصية لا تتعدى إلى الغير، هذا لا بد أن يكون في قلبه نكتة سوداء،
 ستظهر في معاملته للناس بعدما يخرج من بيته.
عباد الله:
 
لا حرية مطلقة في الإسلام، وإلا ما كان للعبودية لله معنى؛ لأن الحرية المطلقة تقتضي ألا تقيد بأي قيد
 
لما قالت الشريعة: (لا ضرر ولا ضرار)، ما معنى ذلك؟
لا ضرر بالنفس، ولا ضرار بالغير، وبعض الناس يفهم النصف الثاني فقط 
: (لا ضرار) يعني: لا يجوز أن تضر غيرك.
وقوله: (لا ضرر) يعني: لا يجوز أن تضر بنفسك حتى لو كنت مع نفسك وحدك أين تذهب بهذا؟
ولذلك فإن الحرية في الإسلام مقيدة، فمن أبطل الباطل قول: الحرية المطلقة، نريد الحرية المطلقة،
فنقول: لا حرية مطلقة في الإسلام، وإلا ما كان للعبودية لله معنى؛ لأن الحرية المطلقة تقتضي ألا تقيد بأي قيد،
 فكيف يبتلي الله الناس، هذا عبد صالح أو لا، إذا كان لم يقيد حريتهم، فمبدأ القيود على الحرية هي التي تبين هل هذا عاص،
 أو طائع، وكيف ستتبين قضية الصلاح والمعصية والطاعة بدون قيود.
القيود هذه لما يقال لك:
 لا تزني، ولا تتعامل بالربا، ولا تشرب الخمر، ولو كنت وحدك، ولا يجوز لك أن تأكل الخنزير،
 لو قال: آكل الخنزير وحدي أنا في البيت ما أضر أحداً، فلا يجوز ذلك، ولو كان وحده، والعبودية لله هنا
 تظهر أن يمتنع الإنسان عما قيده الله به، فهذه الحدود ليست فقط أشياء تضر بالغير، فالحدود أشياء تضر بالنفس أيضاً،
 فلو شرب الخمر في بيته، هذه حدود لله، انتهك حد الله، ولو زنا وإياها برضاها ورضاه انتهك حد الله،
ولو سب الأنبياء وحده في البيت انتهك حد الله.
إذن هذا الانتهاك لحد الله يحاسب عليه الإنسان، والحريات الغربية لا تقول بهذا أبداً،
 فالحريات الغربية فقط تقيد بالإضرار بالآخرين،
 إذا أضررت بالآخرين فحريتك تنتهي،
 وإذا ما أضررت بالآخرين بزعمهم على تعريفهم للإضرار بالآخرين فحريتك مطلقة.

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..