قبل سنوات، كنت سأقول: يا مرحبا يا مرحبا، لكن تجربتي القاسية مع
هوس أطفالي بهذا الـ«جون سينا» تجعلني اليوم نافرا من فكرة زيارته للمملكة،
ومستعدا لمنازلته في أي حلبة رغم انتحارية الفكرة!طيلة
أعوام، تحول كل ركن في منزلي إلى حلبة مصارعة تتطاير فيها الأجساد وتتقاذف
فيها الوسائد وتتعالى فيها الصرخات، حتى خيل إلي ــ في بعض الأحيان ــ أن
هذا المنزل جزء من حلبة «ماديسون سكوير» بنيويورك!طيلة
أعوام، امتلأت الأرفف بصور المصارعين الأشداء ومجسمات أجسادهم الضخمة،
والآن عندما أسدل الصغار الستار على ذكراه، جاء يريد أن يسطو على عقولهم من
جديد ويغير عليهم في عقر دارهم؟! لا مرحبا لا مرحبا!سيقول
قائل إن «المصارعة» صناعة فن وترفيه كغيره من فنون الترفيه الاختيارية،
لكنني سأقول له إننا غير مجبرين على أن نشرع أبوابنا لكهذا ترفيه لا ينسجم
مع طبيعة الإنسان وروحه المسالمة، يكفي أننا نقف عاجزين أمام رياحه التي
هبت علينا عبر الفضاء لتغير الكثير من سلوكيات أطفالنا وتغذيها بالعنف
والشراسة، حتى نجعل أرضنا مستقرا لما تحمله تلك الرياح!إن
ما نحتاجه ــ كبارا وصغارا ــ ليس حلبات فنون صاخبة يتقاتل فيها
«المجالدون» بكل عنف وشراسة وبذاءة، بل مسارح فنون يتبارى عليها الموهوبون
لإظهار معاني الإنسانية لا وحشيتها!.
جهات الخمس
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..