الاثنين، 16 ديسمبر 2013

"شقافي".. من خبير للجينات الوراثية في الجامعة الكندية إلى "كدَّاد" في موقف صبيا

13 صفر 1435-2013-12-1609:16 AM
رفضه وكيل جامعة جازان رغم موافقة مركز الأبحاث على توظيفه
عبد الله البارقي- سبق:
اتجه الشاب أحمد حسين محمد شقافي، في العقد الثالث من عمره، للعمل على سيارته الخاصة في موقف
كدادة صبيا، بعد أن كان مرشحاً للعمل محاضراً في الجامعة الكندية "وينبج"، التي حصل على درجة الماجستير منها في علوم الجينات الوراثية والجزيئات الحيوية، ولكن رفض جامعة جازان له بدون سبب قاده لموقف السيارات.

"شقافي".. من خبير للجينات الوراثية في الجامعة الكندية إلى "كدَّاد" في موقف صبيا
ابتسامة في موقف الكدادة

بعباراته الرائعة وابتسامته كان يلاطف الجميع لأجل الحصول على لقمة العيش، ليوفر لأسرته مطالبها، وما أن تصعد لسيارته حتى تشاهد صورة شهادة تخرجه من الجامعة الكندية، وملفات خضراء يحملها في رحلته التي تصل إلي جدة، وعند الحديث عن الصورة يتجرع معها ألم العبارات، ولكن تبقى عبارته "الحياة كفاح، سواء في مقاعد الدراسة أو موقف السيارات".

خبير الجينات الوراثية "شقافي" كما يلقبه أهالي قرية سمرة في محافظة بيش، التي كانت مع موعد لابنها في الرابع من أغسطس 2012 وهو عائد إليها حاملاً شهادته في علم الجينات الوراثية والجزيئات الحيوية، احتفلت به سمرة وأهلها بعد أن تفوق في دراسته حتى فاوضته الجامعة الكندية على أن يتربع على منابرها ليكون أحد أعضاء هيئة التدريس، لكنه فضل وطنه وجامعة جازان، غير أن الجامعة قررت أن تصرف النظر عنه بعد أن ألح مركز بحوث المؤثرات العقلية في قبوله لديهم، ورفع خطاباً لإدارة الجامعة لتعيينه بعد أن اجتاز المقابلة والامتحان، غير أن الأدراج كانت نهاية أوراقه، لتدون عليها عبارة "تحفظ" بقلم وكيل الدراسات العليا.

أصبح خبير علم الجينات والكيمياء الحيوية الذي قدم عدداً من الأبحاث يتنقل بين مواقف "الكدادة" بعد أن اصطدمت أحلامه بحاجز حفظ المعاملات.


"سبق" التقت خبير علم الجينات الذي يقول: الطموحات لا تتوقف أبداً، ولكن انكسرت الروح الحماسية التي كنت أعيشها حينما عدت من أرض الغربة إلى أرض الوطن؛ لأنني لم أتوقع أن يحدث معي مثل ما حدث في جامعة جازان.

في الجامعات الكندية وغيرها من الجامعات الأجنبية هناك استقطاب للعقول المفكرة، بغض النظر عن الأشياء العنصرية والمصالح القبلية أو العائلية، المبدع هو مبدع، علماً أن الفرصة مازالت سانحة لكي أعود إلى الأراضي الكندية ومواصلة مشوار الطموح الذي فشلت في أن أقدمه لبلدي ووطني.

وأضاف قائلاً: أما بالنسبة لمواقف السيارات وحظائر الأغنام فهي مصدر رزق، والعمل ليس عيباً، ولذلك طرقت هذه الأبواب حتى لا أكون عبئاً على أحد، وأيضاً لكي أوفر مصاريف أولادي وأسرتي، وأشار قائلاً عندما أتحدث عن المعاناة يضيق صدري، والسبب أنني تحطمت كثيراً مما واجهت في جامعة جازان ممثلة في مسؤوليها؛ لأن قصتي معهم تشبه قصص الدراما التي لا تفهم بدايتها من نهايتها، المعاناة تمتد لمدة مقدارها سنة وأربعة أشهر تقريباً.


وقال "شقافي" تبدأ قصتي عندما تقدمت إلى مركز الأبحاث الطبية بجامعة جازان للحصول على فرصة وظيفية، لأن اهتمامي كبير جداً بالأبحاث، وأيضا بناء على ما توجه به العديد من الأساتذة الأفاضل، وعلى رأسهم عميد كلية الطب والعلوم الطبية الدكتور حسين عقيلي - حفظه الله - حينما قال أنت مكانك الحقيقي هو مركز الأبحاث، إضافة إلى الدكتور أحمد عبدالحق، والدكتور أحمد جرة، ودكتور سوداني فاضل لا يحضرني اسمه الآن، ولكنه كان شديد اللهجة معي بأنني مؤهل جداً لمركز الأبحاث، ولا بد أن أذهب لألتحق بالمركز فوراً، بعد ذلك توجهت لمقابلة الدكتور رشاد السنوسي، رئيس المركز وعميد البحث العلمي، الذي تمكنت من مقابلته بعد عناء وجهد كبير، نظراً لمشاغله الكثيرة حسب ما علمت، وعندما تقدمت له بخطابي الذي يتضمن الالتحاق بالمركز ومدى أهمية الأبحاث لديَّ، وقد كان الحديث شيقاً معه، دعاني إلى التوجه إلى منسق الوحدات البحثية الدكتور صديق عبدالوهاب لإجراء المقابلة والاختبارات اللازمة لمعرفة مدى تحصيلي العلمي والبحثي، وماذا سوف أقدم للمركز في المستقبل.

هذا وبعد فترة ليست بالبعيدة تلقيت رسالة من الدكتور صديق عبدالوهاب يدعوني فيها للحضور تنفيذاً لتوجيه الدكتور رشاد السنوسي، وفعلاً قام منسق الوحدات البحثية بكل الإجراءات التي وجهت إليه، والتي على أثرها أُرسل خطاب من مكتبه إلى مكتب رئيس المركز وعميد البحث العلمي الدكتور رشاد السنوسي الذي بدور أشاد بما تضمنه الخطاب الصادر من منسق الوحدات البحثية، لينتج عن ذلك إصدار خطاب وتوصية عاجلة وفورية لوكيل الدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة بتسهيل وتسريع إجراءات القبول لديهم، لما سوف يضاف للمركز من كوادر سعودية مؤهلة.

وعندما صدرت المعاملة كاملة من مكتب رئيس مركز الأبحاث الطبية وعميد البحث العلمي الدكتور رشاد السنوسي تحدث إليَّ الدكتور صديق عبدالوهاب بأنني مرحب بي في أي وقت في المركز لبدء العمل البحثي حتى أنه قال: "تعال اشتغل معنا وسوف نعطيك فلوس إذا لو سمح الله تأخرت أوراقك في مكتب الوكيل"، وأيضاً أضاف: "أنت معك هذي الأوراق البحثية المنشورة لو شافها الوكيل راح تقبل على طول لأنك أنت مؤهل وهذا مجال عملك".

الدكتور صديق عبدالوهاب دعاني بعد ذلك إلى مكتبه وناقشنا معظم الأبحاث على الساحة، إضافة إلى أنه قدم لي أكثر من ورقة بحثية للنظر فيها، مما دعاني لإرسال أكثر من أربع أوراق بحثية مهمة جداً كان يحتاج إليها الدكتور في مجال عمله، وقد شكرني عليها، وأثنى على ذلك.

انتظرت طويلاً فلم يصلني شيء، سواء من مكتب وكيل الدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة، أو مكتب رئيس مركز الأبحاث الطبية وعميد البحث العلمي، مما دعاني إلى التواصل مع الأستاذ الفاضل إيهاب حوباني السكرتير بمكتب وكيل الدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة، الذي أفادني بأن المعاملة وصلت، ولكن الوكيل أمر بحفظها بدون مبرر، وهو ما دعا إلى استغراب الأستاذ إيهاب حوباني للموضوع بقوله: "أول مرة أشوف الوكيل كذا يأمر بحفظ معاملة ما أدري وش فيه".


وأضاف "الشقافي" حاولت أن أتواصل مع وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، لكن بلا فائدة، ومن شدة الألم الذي حصل لي جراء ذلك اضطررت إلى الذهاب إلى أحد الإعلاميين بالجامعة بعد نصيحة تلقيتها من أحد الزملاء بأنه سوف يتواصل مع الوكيل لمعرفة سبب حفظ المعاملة، وعندما قابلته أفادني بأنه يعمل مع الجامعة ولا يستطيع عمل شيء، وهذا ليس من اختصاصه، فشكرته على وقته، وذهبت، وفي اليوم التالي توجهت قبل صلاة الفجر من منزلي كي أحصل على فرصة لمقابلة وكيل الدراسات العليا الدكتور محمد علي ربيع، وبفضل من الله ثم بتعاون السكرتير الذي تعاطف معي كثيراً تمكنت من مقابلته، وأثناء الدخول إلى مكتبه قابلني بعبارة: "لا تجلس أنا وراي شغل أيش عندك"، قلت: طال عمرك بخصوص مركز الأبحاث، قاطعني وقال: "وظائف ما فيه من وين أجيب وظائف"، حتى فرصة للحديث ما عطاني، قلت له: طيب أنت عرفت موضوعي، قال: "أية وظائف في مركز الأبحاث ما فيه"، بعد ذلك شكرته على وقته وذهبت وأنا مكسور الجناح ليس على الوظيفة، ولكن على العبارة التي قال فيها: "لا تجلس أنا وراي شغل أيش عندك"، حسيت أنني بلا قيمة تذكر.


بحوث "الشقافي"

أشار "الشقافي" إلى أنه قدم عدداً من البحوث والكورسات، ففي جانب الكورسات فقد كانت تتضمن الجينات الوراثية والجزيئات الحيوية، وما يتعلق بقضايا الأمراض الوراثية وتشخيصها باستخدام التقنيات الحديثة الممكنة، وأيضاً مناقشة تأثيرها على البيئة المحيطة بنا عندما يتم استخدام الخلايا الجذعية أو العلاج الجيني، بالإضافة إلى تأثيرها الديني أو الأخلاقي كما يطلق عليه.


في جانب الأبحاث، كانت عبارة عن دراسة مستفيضة في إنزيمات وأمراض معينة تهم الساحة الطبية والبحثية في وقتنا الحاضر منها إنزيم Galatothione S transerase وهو مسؤول عن إخراج السموم من الجسم، حيث إن هذا الإنزيم وجد في كثير من الدراسات السابقة أنه مسؤول عن تحويل العلاج الكيميائي لدى مرضى السرطان إلى مادة قابلة للذوبان في الماء، مما يجعلها سهلة الخروج من الجسم، وهذا الأمر يشكل ضرراً لهؤلاء المرضى، لذلك كانت المحاولة تقضي بوقف عمل هذا الإنزيم بالمواد العضوية الطبيعية المستخلصة من النباتات الطبية المختارة بعناية فائقة، بالاعتماد على الدراسات السابقة عليها واستخدام الطرق العلمية الحديثة في عزل واستخلاص العناصر النشطة التي تساعد على وقف عمل هذا الإنزيم وتطويرها.


وأيضا إنزيم Acetylcholinesterase، وهو إنزيم مسؤول عن تكسير Acetylcholine إلى choline و Acetate group.. طبعاً استناداً على الدراسات العلمية السابقة لمرضى "آلزهايمر" وجد أن الأشخاص الذي يكون عندهم Acetylcholine بنسبة عالية أفضل من الأشخاص الذين تكون النسبة عندهم قليلة، وعلى هذا الأساس كان الاستنتاج يقضي بوقف عمل هذا الإنزيم لكي نثبط عملية التكسير الخاصة بـAcetylcholine الذي يعتبر ناقلاً للسيلات العصبية في الدماغ، وطبعاً بطريقة الإنزيم السابق نفسها، باستخدام المواد العضوية الطبيعية المستخلصة والمعزولة من النباتات الطبية والعمل على تطويرها بدارسة العلاقة التركيبية الكيميائية والجزيئية بينها وبين الإنزيم المستهدف، إضافة إلى تثبيط Free radical scavenging في الجسم، والتي ينتج عنها مخرجات غير مرغوب فيها أثناء العمليات الحيوية الداخلية للخلايا مما يجعلها تتحول إلى سرطانات مستقبلاً.


وأخيرا مرض اللشمانيا Leishmania الذي يسببه هذا الطفيل كان له نصيب من الجانب البحثي، وهو مرض تنقله ذبابة الرمل ويهم الساحة الطبية بشكل كبير.




---------------
التعليق :
من يتبنى هذه القضية !؟
والله  ان هذا حرام 
وخسارة  في مصاريف الإبتعاث
وسوء تقدير للكفاءات !
لماذا يا وطني  ؟؟؟؟؟


الخبر نشرته "سبق"









حالة مماثلة 

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..