(١)
تراه في أغلب الشوارع العربية يمشي بكامل أناقته ووقاحته، يجر خطواته القذرة ولا تعنيه نظرات المارة المشمئزة منه. أشباهه في أماكن أخرى يعيشون في الزوايا المظلمة.. يتوارون عن الأنظار خوفاً من القانون والنظام والمؤسسات التي تطاردهم في كل زاوية... في الشوارع العربية - ما شاء الله تبارك الله - يمشي مرفوع الرأس، ويضع عينه بعينك، ويقول: هاه.. وش عندك.. ماذا تريد؟.. نعم أنا السيّد « فساد »!
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
تراه في أغلب الشوارع العربية يمشي بكامل أناقته ووقاحته، يجر خطواته القذرة ولا تعنيه نظرات المارة المشمئزة منه. أشباهه في أماكن أخرى يعيشون في الزوايا المظلمة.. يتوارون عن الأنظار خوفاً من القانون والنظام والمؤسسات التي تطاردهم في كل زاوية... في الشوارع العربية - ما شاء الله تبارك الله - يمشي مرفوع الرأس، ويضع عينه بعينك، ويقول: هاه.. وش عندك.. ماذا تريد؟.. نعم أنا السيّد « فساد »!
تقول له: يا عمي مو هيك / مو كذا / مش كده / مو چذي.. احترمنا، وتوارى قليلاً عن الأنظار!
يقول لك: سأفعلها أمامك.. وأعلى ما بـ خيلك اركبه!
ولأنه لا يوجد لديك أسطبل ولا خيل تركبها، تكتفي بالجلوس عند زاويتك الصحفية.. وتصرخ!
(٢)
يُدعى إلى كل المناسبات المهمة في المدينة.
يجلس في صدر المجلس.
يصافحه الجميع باحترام وتقدير.. رغم أنهم قبل قليل كانوا يتهامسون عنه بلغة مختلفة.
الغالبية - إلا من رحم ربي - تحاول أن تتقرب منه.
لا تستغرب إذا تم اختياره من جمعية أو مؤسسة : شخصية العام!
لا تستغرب إذا قرأت في اليوم التالي ثلاثة مقالات لثلاثة كتاب تُشيد بحكمة هذا الاختيار.
لا تستغرب إذا شاهدت في أحد شوارع المدينة لوحة إعلانية ضخمة تدعوك لحضور محاضرة مهمة بعنوان " الأمانة " يُلقيها السيّد « فساد » !
له حضور عجيب ومدهش ويدخل في كل تفاصيل الحياة..
في وجوده يتحول المشهد بأكمله إلى لوحة فاسدة..
رائحته تملأ الفضاء: حتى المُصاب بالجيوب الأنفية لديه القدرة على شم الفساد المنبعث من جيوبه المنتفخة.
(٣)
يأتيك أحياناً على هيئة أموال عامة: لا تدري كيف أتت .. لا تعلم إلى أين ذهبت؟
يأتيك أحياناً على هيئة «ولد» ينتمي لعائلة مهمة قرّر، في ليلة غاب فيها القمر والنزاهة والذوق، أن يصبح شاعراً.. فيتم شراء الكلمات والموسيقى وصوت المغني لتحقيق هذا الغرض.. وتصديره لنا كنجم مزيّف.
يأتيك أحياناً على هيئة شخص لا أحد يعرفه، وبعد فترة يقرأ الجميع اسمه ضمن قائمة الأثرياء العرب.
يأتيك أحياناً على شكل «شركة» يتم إنشاؤها خلال ليلة لتحصل في الصباح على المشروع الذي تم تفصيله خصيصاً لها.. قبل ولادتها.
يأتيك على شكل «فزعة» وواسطة تأخذ حق أحدهم لتمنحه لك.
يدخل في الطابور فـ «يلخبطه» وينظمه بفوضاه، يدخل في الذائقة فيفسدها ويفسد الفن قبلها، يدخل في الموروث والعادات فيربك العلاقات الاجتماعية والوعي، يدخل في الجمعية الخيرية فيصيبه شئ من الثراء المفاجئ، يدخل في كرة القدم فتحصل على ركلة جزاء مشبوهة!
يأتيك وقد أطلق لحيته.. فتظنه ورع وتقي.
يأتيك وقد قام بحلقها وحلق شواربه.. فتظنه عصري متحضر.
يلبس القبعة.. يلبس العمامة.. يأتي عاري الرأس: في كل الأحوال هو السيد « فساد » مهما اختلفت ملابسه وملامحه. كل أطباء وجراحي التجميل وخبراء المكياج في العالم لا يمكنهم تجميل وجهه البشع.
يأتيك بألف صورة وصورة.. يتحوّل إلى ثقافة شعبية:
« لك ؟ ولاّ للذئب؟ » .. طبعاً لك، يخسا الذئب!
« إذا سرقت .. اسرق جمل » .. ولا تكن من اللصوص الصغار الذين يكتفون بسرقة الدجاج فقط!
(٤)
الحكمة الفاسدة تقول لكم : فسد فـ سَاد!
يقول لك: سأفعلها أمامك.. وأعلى ما بـ خيلك اركبه!
ولأنه لا يوجد لديك أسطبل ولا خيل تركبها، تكتفي بالجلوس عند زاويتك الصحفية.. وتصرخ!
(٢)
يُدعى إلى كل المناسبات المهمة في المدينة.
يجلس في صدر المجلس.
يصافحه الجميع باحترام وتقدير.. رغم أنهم قبل قليل كانوا يتهامسون عنه بلغة مختلفة.
الغالبية - إلا من رحم ربي - تحاول أن تتقرب منه.
لا تستغرب إذا تم اختياره من جمعية أو مؤسسة : شخصية العام!
لا تستغرب إذا قرأت في اليوم التالي ثلاثة مقالات لثلاثة كتاب تُشيد بحكمة هذا الاختيار.
لا تستغرب إذا شاهدت في أحد شوارع المدينة لوحة إعلانية ضخمة تدعوك لحضور محاضرة مهمة بعنوان " الأمانة " يُلقيها السيّد « فساد » !
له حضور عجيب ومدهش ويدخل في كل تفاصيل الحياة..
في وجوده يتحول المشهد بأكمله إلى لوحة فاسدة..
رائحته تملأ الفضاء: حتى المُصاب بالجيوب الأنفية لديه القدرة على شم الفساد المنبعث من جيوبه المنتفخة.
(٣)
يأتيك أحياناً على هيئة أموال عامة: لا تدري كيف أتت .. لا تعلم إلى أين ذهبت؟
يأتيك أحياناً على هيئة «ولد» ينتمي لعائلة مهمة قرّر، في ليلة غاب فيها القمر والنزاهة والذوق، أن يصبح شاعراً.. فيتم شراء الكلمات والموسيقى وصوت المغني لتحقيق هذا الغرض.. وتصديره لنا كنجم مزيّف.
يأتيك أحياناً على هيئة شخص لا أحد يعرفه، وبعد فترة يقرأ الجميع اسمه ضمن قائمة الأثرياء العرب.
يأتيك أحياناً على شكل «شركة» يتم إنشاؤها خلال ليلة لتحصل في الصباح على المشروع الذي تم تفصيله خصيصاً لها.. قبل ولادتها.
يأتيك على شكل «فزعة» وواسطة تأخذ حق أحدهم لتمنحه لك.
يدخل في الطابور فـ «يلخبطه» وينظمه بفوضاه، يدخل في الذائقة فيفسدها ويفسد الفن قبلها، يدخل في الموروث والعادات فيربك العلاقات الاجتماعية والوعي، يدخل في الجمعية الخيرية فيصيبه شئ من الثراء المفاجئ، يدخل في كرة القدم فتحصل على ركلة جزاء مشبوهة!
يأتيك وقد أطلق لحيته.. فتظنه ورع وتقي.
يأتيك وقد قام بحلقها وحلق شواربه.. فتظنه عصري متحضر.
يلبس القبعة.. يلبس العمامة.. يأتي عاري الرأس: في كل الأحوال هو السيد « فساد » مهما اختلفت ملابسه وملامحه. كل أطباء وجراحي التجميل وخبراء المكياج في العالم لا يمكنهم تجميل وجهه البشع.
يأتيك بألف صورة وصورة.. يتحوّل إلى ثقافة شعبية:
« لك ؟ ولاّ للذئب؟ » .. طبعاً لك، يخسا الذئب!
« إذا سرقت .. اسرق جمل » .. ولا تكن من اللصوص الصغار الذين يكتفون بسرقة الدجاج فقط!
(٤)
الحكمة الفاسدة تقول لكم : فسد فـ سَاد!
محمد الرطيان
الإثنين 13/01/2014
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..