السبت، 25 يناير 2014

فوائد في النحو والإعراب + طرفة

القدماء يقولون في النحو : باب ما لم يُسَمَّ فاعله ، والمتأخرون يقولون : باب المبني للمجهول .
واصطلاح القدماء أفضل بلا شك ، وهناك نكتةٌ من الأدب الرفيع ، انتبه لها السَّلف ولم ينتبه لها
الخلف ؛ وهي عندما نُعرب فعلاً في القرآن الكريم ، مثل : أُوحي ، في قوله تعالى : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا } [سورة الجن : 1] .
فهل يُقال مبني للمجهول ؟! وهل يستسيغ المؤمن أن يُوصف الله تعالى بالمجهول ؟! .
هذا سِرُّ اصطلاح السَّلف ، وقولهم : باب ما لم يُسَمَّ فاعله .
ومن ذلك ما استحدثه ابن هشام وتبعه فيه الأزهري والآثاري من مصطلحات إعراب الأدب مع الله تعالى، كقوله في لفظ الجلالة من قولنا: دعوتُ الله: "منصوب على التعظيم"، بدلا من "مفعول به".
وقد خصص الآثاري فصلا من آخر ألفيته "كفاية الغلام" عقده باسم: "خاتمة الفصول"، تحدث فيه عن مسائل وضوابط في إعراب الأدب مع الله تعالى، وذلك في قوله رحمه الله:
خاتمةُ الفصول: إعرابُ الأدبْ *** مع الإلهِ، وهو بعضُ ما وجبْ
فالربّ مسؤول بأفعال الطلبْ *** كـ(اغفرْ لنا)، والعبدُ بالأمر انتدِب
وفي : (سألتُ الله) في التعليمِ *** تقولُ منصوبٌ على التعظيمِ)
فقسْ على هذا، ووقعْ بلعلّْ *** منه، وحققْ بعسَى تُعطَ الأملْ
بالله طالبٌ ومطلوبٌ عُلمْ *** "قد يعلمُ الله" بمعنى : قد عَلِمْ
وامنعْ من التصغير ثم التثنيهْ *** والجمعِ والترخيمِ خيرَ التسميهْ
وشاع في لفظ من التعجبِ *** (ما أكرمَ الله)، وفي معنًى أبِي
وحيثما قيل (الكتابُ) انهضْ إليهْ *** كتابُ ربي، لا كتابُ سيبويهْ
لأنه بكل شيء شاهدُ *** ولا تقلْ: (ذا الحرفُ منه زائدُ)
بل: هو توكيدٌ لمعنًى، أو صِلهْ *** للفظِ في آياتِه المفصلهْ
أو لمعانٍ حُققتْ عمن رَوَى *** كهلْ، ونحوُ: بلْ لمعنى، لا سِوى
ومنْ يقلْ بأنَّ ما زاد سقطْ *** أخطأ في القول، وذا عينُ الغلط
كمثل "أنْ" مفيدةِ الإمهالِ *** وكافِه نافيةِ الأمثالِِ
ولا تكن مستشهدا بـ"الأخطلِ *** فيه، ولا سواه كـ"السموألِ"
وغالبُ النحاةِ عن ذا البابِ *** في غفلةٍ، فانحُ على الصوابِ
تكنْ كمنْ بلغة العدناني *** أعربَ، وهْي لغة القرآنِ
والأخذُ فيه عن قريشٍ قد وجبْ *** لأنهم أشرفُ بيتٍ في العربْ
فكنْ كمنْ بقولِهم قدِ اكتفى *** وحسبُنا الله تعالى، وكفَى
منقول
To: سليمان الأحمد

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..