الأحد، 26 يناير 2014

دعم الكتاب السعودي : ورحم الله من دفع الريبة عن نفسه

ليس جديدا عليّ أن يطلب مني – من باب إحسان الظن - أحد القراء الكتابة عن موضوع يشغله،أو يراه مما يستحق أن يُكتب عنه ... سوف أترك الموضوع المقصود – مؤقتا – لأتحدث عن موضع آخر،ولن تكون هناك صعوبة في الربط بين الموضوعين.
دعم المؤلف السعودي
كنت – ولا زلت – أتعجب من (ظاهرة) إهداء المؤلف السعودي كتبه للأصدقاء والزملاء والمعارف!! فإذا كنا في مجتمع يُقال أنه لا يقرأ، فمن سيشتري الكتاب إذا؟!
وإذا كان (تسويق) الكتاب يعاني ما يعاني ... فمن سيشتري الكتاب؟!! قارئ لم يعلم بصوره أصلا؟! أم قارئ لا يستطيع الحصول عليه؟! وما أكثر الكتب التي علمت بصدورها ولكنني لم أستطع الحصول عليها ... وأحيانا أحصل عليها بعد طول بحث ... وآخرها مذكرات الأستاذ عزيز ضياء ... كما قرأت أن الأجزاء التي صدرت من مذكرات الأستاذ إبراهيم الحسون غير متوفرة في المكتبات!!
إذا تجاوزنا مسألة إهداء الكتب،فإن الجهة التي يُفترض بها أن تدعم الكتاب هي الجامعات ... خصوصا بعد أن أصبح لدينا (عشرين جامعة) أو تزيد!!!!
بعيدا عن عدد الجامعات،تبقى القضية – إن وجدت من يهتم بها أصلا - في الآلية التي سيتم دعم الكتاب عبرها .. هل سيكون الدعم عبر شراء كل جامعة عددا محددا من كل كتاب سعودي يصدر؟ ... حتى لو كان لا يساوي الحبر الذي كتب به؟!!! ... وهل من الأفضل أن يكون الدعم عبر مبلغ (مقطوع) لا يزيد ولا ينقص؟ أم أن الأفضل أن يتم عرض الكتاب على أعضاء هيئة التدريس في كل جامعة،ثم تشتري الجامعة نسخا بعدد الأعضاء الراغبين في الحصول على الكتاب؟ وإن كان ذلك يقتضي – في المحصلة – أن يكون أعضاء هيئة التدريس لديهم إلمام بالكتاب المعروض... أم أن الدعم سيكون بعد (تقييم) الكتاب،من قبل "لجنة" ؟!! وهل ستفتح "اللجنة" بابا للمجاملات،فتوصي بتأمين عدد كبير من كتاب "فلان" لمجرد أنه "فلان"؟!!
لا أهمية للملاحظة الأخيرة،إلا أنها تقودنا للجزء الآخر من العنوان الموجود على رأس هذه الكُليمة :
رحم الله من دفع الريبة عن نفسه
لا بد أن أعترف في البادية أنني وجدت حرجا شديدا في الكتابة عن هذه (القصة)،لا لشيء إلا أنني بطبيعتي أتحرج من الكتابة فيما قد يمس الأعراض ... ولكي لا أطيل عليكم سأسرد (القصة) كما أُحطت بتفاصيلها ... مرة أخرى لو كان الأمر يتعلق برجل لكتبت اسمه الثلاثي ،ووضعت صورته – إن تيسرت لي – طالما أنني أملك (المستندات) التي أتحدث على ضوئها ... ولكن حين يتعلق الأمر بإحدى أخواتنا فإن الأمر مختلف جدا .. لست في حاجة للإشارة إلى (التعليق) الذي زاد من تحرجي،ومع ذلك فسوف أشير إليه .. تقول (القصة)،والتي يعمل راويها في إحدى جامعاتنا العريقة :
عرضت إحدى الكاتبات،على جامعتنا، كتابا من تأليفها،وقد اشتمل عرضها على استعدادها لتأمين حتى (5000) نسخة!!!!! وفي نفس المعاملة يوجد خطاب بنفس الرقم وبنفس التاريخ (تقترح) المؤلفة فيه أن تؤمن الجامعة (1000) نسخة من الكتاب،وجاءت الموافقة على تأمين ألف نسخة،بسعر (70) ريالا.
بالنظر للخطابين علق (مسؤول) كبير إن كانت الكاتبة (تعرف) أحدا!
{ استعمل كلمة أكثر حدة!!}

على كل حال،تم تأمين الكتب بمبلغ (70000) سبعين ألف ريال.
كان للقصة أن تنتهي هنا،ولكن (صاحبنا) يقول أنه حصل على نسخة من الكتاب،وصلت إلى مكتبه مع (الصحف) اليومية!!! مما يشي بأنهم لم يجدوا مكانا لتلك النسخ الألف،فقرروا (التخلص منها) عبر توزيعها مع الصحف!!!!!
ولم تنته القصة هنا أيضا !  بعد ثلاثة أشهر – تقريبا – وصل طلب من (المكتبات) يطلبون تأمين (700) نسخة من نفس الكتاب!! ليس هذا فقط ...
بل أصبح سعر الكتاب (100) مائة ريال!! ..
يقول راوي القصة : كتاب والل برميل بترول؟
وقد زاد سعره في ثلاثة أشهر 40% تقريبا!!


أبو أشرف : محمود الشنقيطي المدني

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..