الاثنين، 13 يناير 2014

التحرش الجنسي وتقنين عقوبته

لتحرش الجنسي هو النظر والكلام واللمس بشهوة.
التحرش الجنسي وسيلة إلى الفاحشة (الزنا واللواط)، وقد جرى الخلط بين هذه المعاني؛ فمُثِّل للتحرش
الجنسي بقصص تدل على الاعتداء والانتهاك الجنسي الكامل (الفاحشة الكبرى).
ويدل على الفرق بينهما ما رواه البخاري عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئًا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه».
وقد يكون التحرش الجنسي غاية، ولا يراد به الوصول إلى الغاية الكبرى، وهذا كثير.
قال السبكي: المراد بالشهوة أن يكون النظر لقصد قضاء وطر؛ بمعنى أن الشخص يحب النظر إلى الوجه الجميل، ويلتذ به. قال: فإذا نظر ليلتذ بذلك الجمال؛ فهو النظر بشهوة، وهو حرام.
وقال: ليس المراد أن يشتهي زيادة على ذلك من الوقاع ومقدماته, فإن ذلك ليس بشرط، بل زيادة فسق.
قال: وكثير من الناس لا يقدمون على فاحشة، ويقتصرون على مجرد النظر والمحبة, ويعتقدون أنهم سالمون من الإثم، وليسوا بسالمين. (ينظر مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج ، للخطيب الشربيني (3/169)
ومن أعظم أسباب التحرش الجنسي عدم غض البصر، والخلوة بالمرأة أو الأمرد، واختلاط النساء بالرجال سافرات عن وجوههن، أو أن يكونوا بحيث يرى بعضهم بعضًا، فخير لهم أن لا يفعلوا؛ قال الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن).
ومن أسباب التحرش الجنسي إنشاد أشعار الذين في قلوبهم مرض من العشق ومحبة الفواحش ومقدماتها بالأصوات المطربة؛ فإن المغني إذا غنى بذلك حرك القلوب المريضة إلى محبة الفواحش، فعندها يهيج مرضه ويقوى بلاؤه، وإن كان القلب في عافية من ذلك؛ جعل فيه مرضًا؛ كما قال بعض السلف: الغناء رقية الزنا.
كما أن عكس هذه الأسباب من أعظم وسائل الوقاية من التحرش الجنسي.
أما علاجه فبالإضافة إلى فعل أسباب زيادة الإيمان بالله واليوم الآخر: شرع العقوبة عليه، وهي مشروعة، ولكنها غير محددة؛ لأن التحرش الجنسي يختلف حسب:
النوع.
ومقدار الفحش.
والمتحرِّش يختلف حسب:
كثرة التحرش منه وقلته.
ومجاهرته به أو استخفائه...
والمتحرَّش به يختلف من حيث:
العلم بالتحرش.
والرضا به...
ودوره في التحرش به...
فعقوبة التحرش الجنسي يختلف مقدارها وصفتها حسب ذلك، وليس حسب مزاج القاضي -كما يظن بعض الناس- ولذلك يصعب تقنينها بقوانين محددة، وفي الجداول الآتية مشروع قانون لعقوبة التحرش الجنسي يدل على صعوبة تقنينها بقوانين محددة:
نوع التحرش الجنسي
التكرار
الجهر
علم المتحرش به
رضا المتحرش به
دور المتحرش به
العقوبة
ضابط
1
2
3
> 3
مجاهرة>
خفية
نعم>
لا
نعم<
لا
نعم<
لا
بصري













<التشهير <الضرب
<الحبس
لفظي













<الحبس
بصري ولفظي














جسدي باليد














جسدي بالفم














جسدي كامل















يلاحظ من هذا أن قانون عقوبة التحرش الجنسي يحتاج إلى 72 مادة على الأقل...
والله أعلم.
فؤاد ابو الغيث
ع  ق
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..