الاثنين، 6 يناير 2014

عندما يصبح حب الكمال هوساً مدمراً

سم الـPerfectionism شلل أم عمل؟ (عندما يصبح حب الكمال هوساً مدمراً)
السلام عليكم
"الزايد أخو الناقص"
مَثَل جدتي -شفاها الله- الذي رأيته يتحقق مع "هوس الكمال" الـ(Perfectionism)
والبحث عن الكمال لا يعد مرضا بحد ذاته، فهو يشبه سم الأفعى، منه الداء ومنه الدواء،
ينفع إذا حث على العمل المتقن دون كلل،
وينقلب مرضا إن أوقع في الشلل فالفشل،
فالمرض (والإدمان) إنما هو (في) تعطل المنفعة
*مثال1: الجراح الذي يفرطُ في "طلب الكمال" يزعجُ طبيبَ التخدير لأنهُ يعرضُ حياة المريض للخطر بسبب طول الفترة التي يريدُهُ فيها مخدَّرًا

*مثال2: في اختبار مهم، تجمد قلمه عن الكتابة لأنه يريد إجابة "ما حصلتش" فسلم الورقة بلا إجابة! (أنا)
*مثال3: الصورة معبرة أكثر من 1000 كلمة

*مثال4: يبدأ اللعبة من جديد إن لم يكن أداؤه فيها 100%
(أيضا أنا، والجدير بالذكر أن المرة الوحيدة التي وصلت فيها لمراحل متقدمة جدا في تلك اللعبة كانت عندما تركت نفسي أكمل على بدايات غير ممتازة!!!)
بعض المعلومات النفسية عنه
*تعريفات: يمكننا تعريف الكمالية Perfectionism بأنها "جَعْل أيّ خطأ بسيط سيئا مثل عيب كامل والرغبة في الوصول بالأداء إلى مستويات قياسية مما يؤدي إلى بطء الأداء وكثيرا ما يؤدي إلى التكرار.....
أو هو: اعتقاد غير معقول بوجوب الكمال!
(العمل: يا أبيض، يا أسود، ما فيش رمادي)
*ينتقل من أحد القدوات المصاب غالبا ويظهر منذ الصغر
*3 سمات معرفية سلوكية ليصبح "طلب الكمال" مرضا:
1- وضع معايير عالية جدا للأداء (لنفسك أو للآخرين) والكفاح المستمر لتحقيقها، برغم كونها صعبة بالنسبة للفرد، ويراها من ينظر من الخارج غير معقولة بالنسبة للفرد وظروفه.
2- تقييم النفس/ الآخر دائما على أساس القدرة على تحقيق المعايير.
3- عدم القدرة على التخلي عن هذه المعايير رغم الاعتراف بالتضرر من آثارها السلبية.
* بعدان متعامدان يزيد معهما المرض:
-1- الإحساس المتضخم بالمسؤولية أو بالذنب أو بعدم الثقة في القدرة على مواجهة الكرب
كذلك بالاجترار الوسواسي وبالتصاحب المرضي مع اضطراب الاكتئاب الجسيم.
-2- الشعورُ بعدم الاكتمال والتردد Indecisiveness

*دوامة هوس الكمال والوسواس القهري وازدراء الذات

*قد يسبب الاكتئاب والقلق ونوبات الغضب والوسواس القهري والشلل عن العمل
*
كما قد يؤدي إلى الخوف من النجاح: لو نجحت فهل سأستطيع المحافظة على النجاح؟
* حكاية محزنة من واقع طفل:
يقول د.وائل الهنيدي (بتصرف): وقد عرضت عليَّ حالةٌ لطفلٍ في آخر السنة الأولى من الابتدائي لأنه يعجزُ عن تعلم الحروف، وظللتُ أحاولُ تفهم أسباب ذلك إلى أن اشتكت أمه يوما من شدة انفعاله وبكائه لأنه يريد النزول من البيت قبل الموعد بساعتين لكي يكونَ موجودًا في موعد الجلسة بالضبط

مع تعليله لعدم تنفيذ واجباته المدرسية بأنهم لا يعطونه الوقت الكافي لكي يستطيع عملها. كما اتضح لي أنهُ لا يقدم على تعلم لعب جديدة بل يظل يلعبُ نفس اللعب القديمة التي أتقنها

الدواء برأيي: في الاعتراف بالعبودية لله، وقبولها
فسبحان القائل:
(وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)

وصلى وسلم على القائل: "كل ابن آدم خطاء.."
و"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"

بعض المصادر:
القرآن والسنة
التجربة الشخصية
الكماليةُ (فرطُ الإتقان) وعدمُ الاكتمال
Overcoming Perfectionism

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..