يا مشايخنا السعوديين ..كيف تشنعون على حزب النور المصري وتعذرون النهضة التونسية؟!

أخي الكريم عبد العزيز قاسم وفقه الله :

السلام عليكم ورحمة الله :
لا زلت أستمع (نعم أستمع) في مجموعتك إلى البكاء على مواد تعميق مرجعية الشريعة التي كانت في
الدستور المصري الذي تمت صياغته في عهد الرئيس الدكتور محمد مرسي ، وهو بكاء ولا شك يعبر عن مشاعري ومشاعر كل مؤمن ، إذ   لا أتصور مؤمناً لا يأسف على حذف مواد تعمق مرجعية الشريعة في دستور دولة مسلمة .

لكن الذي آسف له وأرجو أن لا أكون وحدي من يأسف له هو إقصاء الشريعة بالكلية من مواد الدستور التونسي الذي يتم التصويت عليه هذه الأيام باباً باباً .

والأكثر إيلاماً أن الإخوان المسلمين الذين ملأوا الدنيا نواحاً على حذف مواد تعميق مرجعية الشريعة في مصر ، هم ممثلين في حركة النهضة من يتنازل عن الشريعة برمتها في تونس بل يصوتون على المواد التي تبيح الكفر وتُجرِّم تكفير الكافر .

هذه ليست أكبر المشكلات كما أشاهد ، فالإخوان يلعبون السياسة والمطالبة بالشريعة تفيدهم في مصر ولا تفيدهم في تونس لذلك لا يجدون حرجاً في المطالبة بها في مصر والتنازل عنها في تونس .

مادامت اللعبة سياسة محضة لا علاقة لها بالقٍيَم فلا بأس -في المنظور النفعي الصرف- أن تقاتل بسيف الشريعة هنا وبسيف العلمانية هناك.

ألمشكلة الكبرى عندي هي في الكثير من مشايخنا وأقراننا هنا في السعودية  والذين يشنعون على حزب النور في مصر ويعذرون النهضة في تونس ويؤيدون مطالبات الإخوان في مصر بمواد تعمق مرجعية الشريعة ولا يقولون كلمة واحدة بحق نخب تونسية داخل المجلس التأسيسي تطالب بالشريعة في تونس ، ويثنون على ما قامت به الرئاسة التونسية وحركة النهضة  من تدابير وتغييرات كبيرة في الرئاسة والحكومة لتحاشي حدوث انقلاب شعبي وعسكري ، ولا يلومون الرئاسة والحكومة المصرية السابقة على عدم القيام بمثل هذه التغييرات في مصر  والتي لو تمت لما دخلت مصر في هذا النفق الخطير .

في الختام يحزنني أن تَتَّخِذ بعضُ القوى السياسية في الخارج بعض مشايخنا ودعاتنا عصياً يتوكأون عليها ويهشون بها على أغنامهم  ..

د محمد السعيدي 

الثلاثاء ١٣/ ٣/ ١٤٣٥

د محمد السعيدي

والأكثر إيلاماً أن الإخوان المسلمين الذين ملأوا الدنيا نواحاً على حذف مواد تعميق مرجعية الشريعة في مصر ، هم ممثلين في حركة النهضة من يتنازل عن الشريعة برمتها في تونس
عبد العزيز قاسم

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

بيان حول المواقف السياسية لحزب النور