هذه السنة -لا أقول عام- اجتمعت مبررات عدة تدفع الإنسان للعودة للمنزل
«دهر ومعاوينه» كما يقال.. بعيداً عن الغرق في التفاصيل، بات كل ما حولك
يدعوك للعودة للمنزل.
يدعوك لالتزام بيتك.
يدعوك للابتعاد قدر الإمكان عما يدور في الخارج.
يحفزك على الانعزال.. يشجعك على الانزواء.. حتى مخزونك المعرفي يقدم لك ما يدعم ذلك.. يدفعك نحوه.. بل يسوّغه لك!
ما المبرر أصلاً للخروج من المنزل.. لماذا تخرج من منزلك.. ما المغريات التي تدفعك لذلك!
حتى لا يلتبس الفهم، فكونك تميل للركون إلى منزلك، لا يعني ذلك أنك لست اجتماعياً.. أتحدث عن الفترة الحالية.. هذه التي تنذر بأن الوطن العربي سيصبح بحراً شديد الظلمات!
في السابق كان الإنسان بحاجة للخروج بحثاً عن الناس.
بحاجة للخروج كي يعرف ماذا يجري حوله..
ماذا يحدث في العالم..
ما الذي يجري في الشارع المجاور..
ما اللازم لكل هذا اليوم -إن كان لازماً - كل شيء يأتيك وأنت «منسدح» في صالة منزلك، تتصارع مع «صحن الإندومي»!
كن متيقناً أن الحياة لن تتعطل ولن تتوقف حينما تعزف عن الخروج.. من هنا عُد إلى منزلك فالحياة لن تفقد بهجتها حينما تقضي أغلب وقتك في منزلك.. الحروب لن تخمد نيرانها.. التصريحات لن تهدأ.. التهديدات سترتفع وتيرتها.. حز الرؤوس سيستمر.. حشد المراهقين والسذج في ساحات القتال سيستمر.. ألاعيب وحيل العرب على بعضهم ستستمر.. حياتهم ستستمر على طبيعتها الطارئة دون تغير.
الزم منزلك، وإن امتلكت القناعة بعدم جدوى الخروج منه -وهذا المفترض- فكن مطمئناً أن العالم اليوم يدعم هذه الفكرة بل ويوفر لك السبل كلها!
- ما المفترض عليك القيام به في هذه الحالة إذن.. بالضبط هو ما تفكر فيه، الاهتمام بالمكان الذي ستقضي أغلب حياتك فيه، وهو بيتك!
للأسف يتعامل الكثيرون مع المنزل كمحطة استراحة فقط.. يلجأ إليها للراحة ثم يعاود الركض.. وهذا أبداً ليس الهدف الذي من خلاله تم بناء بيوت الشعر والخيام.. فما بالك ببيوتنا المسلحة -الخليجيون يطلقون على بيوتهم بيت «مسلّح»، ويقصدون بها التسليح بالحديد، يظهر أن هاجس الحرب والغزو يسيطر عليهم منذ اكتشاف ثروة النفط- أكرر ما قلته وهو أن العودة للمنزل لأجل النوم والغذاء ثم مغادرته ليس الهدف الذي أنشئت من أجله البيوت!
هذا لم يكن السبب الذي دفع الإنسان الأول للسكنى في الكهوف.. فما بالك اليوم والناس تسكن المنازل الحديثة!
عد إلى منزلك..
عد إلى منزلك؛ فالمنزل هو الركن الأساسي في حياة الإنسان اليوم.. الإنسان الخليجي بحاجة للاهتمام بمنزله أكثر من أي وقتٍ مضى، بعيداً عن المبررات التي سقتها قبل قليل.
يفترض أن يجعل منه مكاناً بهيجاً.. مكاناً مهيئاً للراحة والاستقرار.. مكاناً مُعداً للراحة الذهنية.
قلت في غير هذا المكان: إن الكثير من أشقائنا في الشام ومصر يعيشون في شقق سكنية صغيرة مساحتها لا تتجاوز صالات منازلنا.. لكنك حينما تدخلها تشعر بالدفء.. ولذلك تجدهم يقضون في منازلهم أكثر من الوقت الذي يقضيه غيرهم.. تلمس الجمال في كل زوايا منازلهم.. الجمال مكثّف في مساحات صغيرة.. بينما نحن لكي تنتقل من «مجلس الرجال» إلى «صالة البيت» تحتاج لعربة «جولف» لكي تنقلك، فراغات هائلة باردة، أصبح أهل البيت يبحثون عن بعضهم أحياناً عبر الجوال.. وإمعاناً في الفراغ سيطرت علينا الازدواجية، وابتكرنا الملاحق الخارجية!
أود القول: إننا نحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الهدوء والركون إلى منازلنا.. العالم يشتعل من حولنا.. الأوضاع وصلت لمرحلة بالغة السوء.. نحن بحاجة للتمعن في مآلات الحال.. كلما قرأت لأحد الأصدقاء شيئاً «يثير النقع» -كما يقال- بعثت له رسالة خاصة: «اهدأ.. أرجوك.. اهدأ.. الزم دارك، واهتم بها، ولا تكن مغفلاً.. ليس ثمة ما يستحق التضحية من أجله»!
..
العرب القطرية
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
يدعوك لالتزام بيتك.
يدعوك للابتعاد قدر الإمكان عما يدور في الخارج.
يحفزك على الانعزال.. يشجعك على الانزواء.. حتى مخزونك المعرفي يقدم لك ما يدعم ذلك.. يدفعك نحوه.. بل يسوّغه لك!
ما المبرر أصلاً للخروج من المنزل.. لماذا تخرج من منزلك.. ما المغريات التي تدفعك لذلك!
حتى لا يلتبس الفهم، فكونك تميل للركون إلى منزلك، لا يعني ذلك أنك لست اجتماعياً.. أتحدث عن الفترة الحالية.. هذه التي تنذر بأن الوطن العربي سيصبح بحراً شديد الظلمات!
في السابق كان الإنسان بحاجة للخروج بحثاً عن الناس.
بحاجة للخروج كي يعرف ماذا يجري حوله..
ماذا يحدث في العالم..
ما الذي يجري في الشارع المجاور..
ما اللازم لكل هذا اليوم -إن كان لازماً - كل شيء يأتيك وأنت «منسدح» في صالة منزلك، تتصارع مع «صحن الإندومي»!
كن متيقناً أن الحياة لن تتعطل ولن تتوقف حينما تعزف عن الخروج.. من هنا عُد إلى منزلك فالحياة لن تفقد بهجتها حينما تقضي أغلب وقتك في منزلك.. الحروب لن تخمد نيرانها.. التصريحات لن تهدأ.. التهديدات سترتفع وتيرتها.. حز الرؤوس سيستمر.. حشد المراهقين والسذج في ساحات القتال سيستمر.. ألاعيب وحيل العرب على بعضهم ستستمر.. حياتهم ستستمر على طبيعتها الطارئة دون تغير.
الزم منزلك، وإن امتلكت القناعة بعدم جدوى الخروج منه -وهذا المفترض- فكن مطمئناً أن العالم اليوم يدعم هذه الفكرة بل ويوفر لك السبل كلها!
- ما المفترض عليك القيام به في هذه الحالة إذن.. بالضبط هو ما تفكر فيه، الاهتمام بالمكان الذي ستقضي أغلب حياتك فيه، وهو بيتك!
للأسف يتعامل الكثيرون مع المنزل كمحطة استراحة فقط.. يلجأ إليها للراحة ثم يعاود الركض.. وهذا أبداً ليس الهدف الذي من خلاله تم بناء بيوت الشعر والخيام.. فما بالك ببيوتنا المسلحة -الخليجيون يطلقون على بيوتهم بيت «مسلّح»، ويقصدون بها التسليح بالحديد، يظهر أن هاجس الحرب والغزو يسيطر عليهم منذ اكتشاف ثروة النفط- أكرر ما قلته وهو أن العودة للمنزل لأجل النوم والغذاء ثم مغادرته ليس الهدف الذي أنشئت من أجله البيوت!
هذا لم يكن السبب الذي دفع الإنسان الأول للسكنى في الكهوف.. فما بالك اليوم والناس تسكن المنازل الحديثة!
عد إلى منزلك..
عد إلى منزلك؛ فالمنزل هو الركن الأساسي في حياة الإنسان اليوم.. الإنسان الخليجي بحاجة للاهتمام بمنزله أكثر من أي وقتٍ مضى، بعيداً عن المبررات التي سقتها قبل قليل.
يفترض أن يجعل منه مكاناً بهيجاً.. مكاناً مهيئاً للراحة والاستقرار.. مكاناً مُعداً للراحة الذهنية.
قلت في غير هذا المكان: إن الكثير من أشقائنا في الشام ومصر يعيشون في شقق سكنية صغيرة مساحتها لا تتجاوز صالات منازلنا.. لكنك حينما تدخلها تشعر بالدفء.. ولذلك تجدهم يقضون في منازلهم أكثر من الوقت الذي يقضيه غيرهم.. تلمس الجمال في كل زوايا منازلهم.. الجمال مكثّف في مساحات صغيرة.. بينما نحن لكي تنتقل من «مجلس الرجال» إلى «صالة البيت» تحتاج لعربة «جولف» لكي تنقلك، فراغات هائلة باردة، أصبح أهل البيت يبحثون عن بعضهم أحياناً عبر الجوال.. وإمعاناً في الفراغ سيطرت علينا الازدواجية، وابتكرنا الملاحق الخارجية!
أود القول: إننا نحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الهدوء والركون إلى منازلنا.. العالم يشتعل من حولنا.. الأوضاع وصلت لمرحلة بالغة السوء.. نحن بحاجة للتمعن في مآلات الحال.. كلما قرأت لأحد الأصدقاء شيئاً «يثير النقع» -كما يقال- بعثت له رسالة خاصة: «اهدأ.. أرجوك.. اهدأ.. الزم دارك، واهتم بها، ولا تكن مغفلاً.. ليس ثمة ما يستحق التضحية من أجله»!
..
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..