في التسعينات الهجرية ، بعد الطفرة الاقتصادية الأولى الناتجة عن زيادة
إنتاج النفط ، وارتفاع سعره ، وتزامنه مع خطة التنمية الأولى ، صدر كتاب
مهم لأستاذ الاقتصاد الاقتصادي السعودي المعروف دكتور محسون جلال رحمه الله
( توفي عام 1423) تحت عنوان \"خيار التصنيع\" دعا فيه إلى ضرورة التركيز
على الصناعات الثقيلة وشبه الثقيلة للدخول في المستقبل .. كما أصدر كتاباً
آخر بعنوان \"زراعة البترول\" ويقصد بزراعته تحويل عائداته إلى مؤسسات تدر
دخلاً..
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
وكان يرى استثمار عوائد البترول في بناء مشاريع صناعية ضخمة في المملكة،
وهو ما تحقق جزئيا عندما أنشئت الهيئة الملكية للجبيل وينبع لتقوم من
خلالها صناعات بترو كيميائية تستفيد من ميزة توفر المواد الخام حيث أصبح
يشار إلى شركة سابك كعملاق الصناعات في هذا المجال.
وكان هناك خيار آخر مطروح وهو الخيار الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي بغض النظر عن التكلفة الاقتصادية المرتفعة ، وقد استنزف كثير من الموارد المالية والأهم من ذلك الموارد المائية التي تشكو من شح أصلا خاصة ونحن نعيش في منطقة شبه صحراوية تعاني من قلة الإمطار ولا يوجد فيها أنهار مع الأخذ بالاعتبار التكلفة الكبيرة لمياه البحر المحلاة .
وقد صرفت المليارات على الزراعة تغليبا لمصالح غير اقتصادية ، وكان لذلك التوسع في تمويل الأنشطة الزراعية على ماله من ايجابيات ، أثر سلبي تمثل في استنزاف الثروة المائية الغالية جداً حيث تم سحب 460 بليون م3 خلال 30 عاما وهو رقم ضخم كما يشير وزير الصناعة والكهرباء .
واليوم يدرك المسئولون أن هناك خطورة كبيرة على الثروة المائية التي هي ملك للأجيال القادمة \"وأنه ليس بالضرورة أن يكون الأمن الغذائي داخليا وعلى حساب الثروة المائية واستنزافها\" . وأن المصلحة العامة تحتم انتهاج سياسات تنموية غير مؤثرة على الثروة المائية الشحيحة والاتجاه إلى الصناعة ..
إن الالتفات للصناعة كخيار استراتيجي لم يكن غائبا منذ انطلاق خطط التنمية ولكنه لم يكن بالدرجة المأمولة وكان الخيار الزراعي يزاحمه . أما الآن فنلمس اتجاها حكوميا قويا لدعم الصناعة وهو ما تضح أخيرا في تصريح مدير عام هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية د توفيق الربيعة عندما قال: أن العوامل التي كانت تعيق أداء الهيئة وفي مقدمتها التمويل قد أزيلت وستشهد الفترة القادمة عملاً غير مسبوق في خدمة الصناعة من باب توفير الأرض والخدمات البنيوية واللوجستيه وتأسيس المدن الصناعية الجديدة وتطوير وتأهيل وتوسعة المدن القائمة... ويؤكد : \" كنّا نواجه تحديات تمويلية في الماضي لكن أصبح بيدنا الآن تأكيدات وضوء أخضر من وزير المالية بأن الدعم قادم بعد موافقة مجلس الوزراء على خطط طموحة للاستنهاض الصناعي..\"
إن هذا التوجه يثلج الصدر ذلك أن خيار التصنيع ليس ذا أثر اقتصادي بحت فله آثار اجتماعية وثقافية تنعكس إيجابا على الاستقرار الاجتماعي بما في ذلك توفير مئات الآلاف من الوظائف يستفيد منها الشباب وبالتالي المساهمة في التخفيف من حدة البطالة . ولا يغيب عن البال القيم الاجتماعية الايجابية الحديثة المرتبطة بالتصنيع خاصة في ظل عودة بعض الاتجاهات السلبية نحو العمل والإنتاج ، وارتفاع بعض الأصوات النكوصية لمرحلة ما قبل الدولة من تعصب وعنصرية وخلافه..
عندما صدر كتاب محسون جلال في عز الطفرة عن خيار التصنيع وأهميته لم يكن في وقتها إلا القليل من المصانع في المملكة ، أما الآن فهناك مصانع تعد بالآلاف ومع ذلك فالحاجة إلى المزيد من المصانع مع التركيز على النوع والجودة ..
والمتابع للسياسات الاجتماعية الأخيرة يلمس اهتماما كبيرا بالتنمية البشرية من خلال إنشاء العديد من الجامعات ومعاهد التدريب ، كما أن تصريحات المسئولين المعنيين تشير إلى اهتمام بالصناعة ودعمها لما لها من آثار ايجابية على جميع النواحي وهذا يعني تزامن وتكامل البناء البشري والصناعي وكم نتطلع إلا بناء مصانع عملاقة على غرار سابك تبدأ بتخطيط وأشراف حكومي ثم تنتهي إلى التخصيص وهي سياسة أثبتت نجاحها خاصة مع المشاريع الضخمة والعملاقة ويفضل أن تكون غير معتمدة على البترول ومشتقاته إذا عرفنا انه السلعة الرئيسة وشبه الوحيدة التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني وقابليتها للنضوب..
إن الصناعة هي أبرز المعالم في سبيل التحديث، وهي مدخل مناسب جدا للدخول في الحداثة وصنع الإنسان الجديد المتحرر من بعض الترسبات الماضوية المعيقة للتطور وهي بالمناسبة ترسبات اجتماعية ثقافية غير دينية بل قد تتعارض مع الدين.. إن التصنيع قادر على تغيير أنماط التفكير وأساليب السلوك والقضاء على كثير من معوقات الانطلاق. فمن خلال التصنيع يتم تحقيق أهداف كثيرة اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية...
عبدالله العرفج
وكان هناك خيار آخر مطروح وهو الخيار الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي بغض النظر عن التكلفة الاقتصادية المرتفعة ، وقد استنزف كثير من الموارد المالية والأهم من ذلك الموارد المائية التي تشكو من شح أصلا خاصة ونحن نعيش في منطقة شبه صحراوية تعاني من قلة الإمطار ولا يوجد فيها أنهار مع الأخذ بالاعتبار التكلفة الكبيرة لمياه البحر المحلاة .
وقد صرفت المليارات على الزراعة تغليبا لمصالح غير اقتصادية ، وكان لذلك التوسع في تمويل الأنشطة الزراعية على ماله من ايجابيات ، أثر سلبي تمثل في استنزاف الثروة المائية الغالية جداً حيث تم سحب 460 بليون م3 خلال 30 عاما وهو رقم ضخم كما يشير وزير الصناعة والكهرباء .
واليوم يدرك المسئولون أن هناك خطورة كبيرة على الثروة المائية التي هي ملك للأجيال القادمة \"وأنه ليس بالضرورة أن يكون الأمن الغذائي داخليا وعلى حساب الثروة المائية واستنزافها\" . وأن المصلحة العامة تحتم انتهاج سياسات تنموية غير مؤثرة على الثروة المائية الشحيحة والاتجاه إلى الصناعة ..
إن الالتفات للصناعة كخيار استراتيجي لم يكن غائبا منذ انطلاق خطط التنمية ولكنه لم يكن بالدرجة المأمولة وكان الخيار الزراعي يزاحمه . أما الآن فنلمس اتجاها حكوميا قويا لدعم الصناعة وهو ما تضح أخيرا في تصريح مدير عام هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية د توفيق الربيعة عندما قال: أن العوامل التي كانت تعيق أداء الهيئة وفي مقدمتها التمويل قد أزيلت وستشهد الفترة القادمة عملاً غير مسبوق في خدمة الصناعة من باب توفير الأرض والخدمات البنيوية واللوجستيه وتأسيس المدن الصناعية الجديدة وتطوير وتأهيل وتوسعة المدن القائمة... ويؤكد : \" كنّا نواجه تحديات تمويلية في الماضي لكن أصبح بيدنا الآن تأكيدات وضوء أخضر من وزير المالية بأن الدعم قادم بعد موافقة مجلس الوزراء على خطط طموحة للاستنهاض الصناعي..\"
إن هذا التوجه يثلج الصدر ذلك أن خيار التصنيع ليس ذا أثر اقتصادي بحت فله آثار اجتماعية وثقافية تنعكس إيجابا على الاستقرار الاجتماعي بما في ذلك توفير مئات الآلاف من الوظائف يستفيد منها الشباب وبالتالي المساهمة في التخفيف من حدة البطالة . ولا يغيب عن البال القيم الاجتماعية الايجابية الحديثة المرتبطة بالتصنيع خاصة في ظل عودة بعض الاتجاهات السلبية نحو العمل والإنتاج ، وارتفاع بعض الأصوات النكوصية لمرحلة ما قبل الدولة من تعصب وعنصرية وخلافه..
عندما صدر كتاب محسون جلال في عز الطفرة عن خيار التصنيع وأهميته لم يكن في وقتها إلا القليل من المصانع في المملكة ، أما الآن فهناك مصانع تعد بالآلاف ومع ذلك فالحاجة إلى المزيد من المصانع مع التركيز على النوع والجودة ..
والمتابع للسياسات الاجتماعية الأخيرة يلمس اهتماما كبيرا بالتنمية البشرية من خلال إنشاء العديد من الجامعات ومعاهد التدريب ، كما أن تصريحات المسئولين المعنيين تشير إلى اهتمام بالصناعة ودعمها لما لها من آثار ايجابية على جميع النواحي وهذا يعني تزامن وتكامل البناء البشري والصناعي وكم نتطلع إلا بناء مصانع عملاقة على غرار سابك تبدأ بتخطيط وأشراف حكومي ثم تنتهي إلى التخصيص وهي سياسة أثبتت نجاحها خاصة مع المشاريع الضخمة والعملاقة ويفضل أن تكون غير معتمدة على البترول ومشتقاته إذا عرفنا انه السلعة الرئيسة وشبه الوحيدة التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني وقابليتها للنضوب..
إن الصناعة هي أبرز المعالم في سبيل التحديث، وهي مدخل مناسب جدا للدخول في الحداثة وصنع الإنسان الجديد المتحرر من بعض الترسبات الماضوية المعيقة للتطور وهي بالمناسبة ترسبات اجتماعية ثقافية غير دينية بل قد تتعارض مع الدين.. إن التصنيع قادر على تغيير أنماط التفكير وأساليب السلوك والقضاء على كثير من معوقات الانطلاق. فمن خلال التصنيع يتم تحقيق أهداف كثيرة اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية...
عبدالله العرفج
الخميس,13,جمادى الثاني,1431 الموافق 2010,آيار (مايو),27
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..