الأحد، 23 فبراير 2014

أحلام حمدين صباحي !

كتب المرشح السابق واللاحق للرئاسة المصرية حمدين صباحي على صفحته في تويتر: (في ذكرى الوحدة المصرية نجدد العهد والسعي نحو وطن عربي واحد من المحيط إلى الخليج تحت راية الحرية
والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني)، هكذا.. تتطاير عصافير الأحلام الوردية في السماء بمناسبة ذكرى لم يعد يتذكرها أحد، وبما أن الأحلام ما زالت مجانية، فمن حق السياسي الناصري المخضرم أن يمد حلمه الوحدوي ليشمل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج في زمن أصبحت فيه كل مدينة عربية تحلم بأن تبقى متحدة مع القرى المحيطة بها!.
ولكن في عالم السياسة لا قيمة للأحلام، فالأمر الواقع هو دائما سيد الموقف، والأمر الواقع يقول بأن سوريا الشقيقة على حافة التقسيم، أما مصر العروبة فهي تعيش حالة من الانقسام لم تشهد لها مثيلا من قبل، هذا بخصوص البلدين الكبيرين اللذين اتحدا وانفصلا في العهد الناصري، أما حين يمتد حديث الأمر الواقع يشمل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، فإن دولا مثل العراق والسودان واليمن وليبيا ولبنان والصومال أصبح أقصى أحلامها استعادة وحدتها الداخلية، حتى فلسطين التي ما زالت محتلة من قبل الكيان الصهيوني انقسمت إلى سلطتين منفصلتين قبل أن تنال تحريرها.
ولو كان حمدين صباحي شاعرا أو كاتبا أو حتى مواطنا عربيا عاديا ما زالت أذنه تطرب للنشيد المدرسي القديم: (بلاد العرب أوطاني) لما كان حلمه ملفتا للنظر، ولكنه سياسي وهو بحلمه هذا يجسد حالة انفصال السياسيين العرب عن الواقع، فالقوميون منهم ما زالوا يفكرون وكأننا في خمسينيات القرن الماضي، بينما الإسلاميون يظنون أننا نعيش في عهد الدولة العباسية، حيث ينظرون إلى العالم من حولنا وفقا لنظرية: (أمطري حيث شئت)، أما الليبراليون فهم يريدون تطبيق نمط الحياة في الدول الاسكندنافية على أوطان يمزقها التعصب المذهبي والقبلي.
هذه النخب السياسية التي تبيع الأحلام على قارعة الطريق هي التي تسببت ــ بقصد أو دون قصد ــ في ضياع العالم العربي، كانت تتجاهل دائما أن المواطن العربي المغلوب على أمره يحتاج إلى الجامعة والمستشفى ورغيف الخبر النظيف والطريق المعبد كي يكون بإمكانه تحرير نفسه ثم تحرير فلسطين وتوحيد الوطن العربي من الخليج إلى المحيط العربي؛ لذلك حين قامت ثورات الربيع العربي انفصل الشارع تماما عن النخب التي لا تمثله ولا تعنيه، فكانت ثورات بلا قاده تسيرها مجموعات شبابية تملك الرغبة الجامحة في التغيير، ولكنها لا تعلم إلى أين تتجه؟ ومتى تتوقف؟.
حقا.. ما أضيق العيش لو فسحة الأمل، والأمل بخروج العالم العربي من جحيم الصراعات الداخلية التي تسيطر عليه اليوم يخفف من ضيق العيش ويهدئ روع الخائفين من المستقبل المظلم، ولعل الحلم باستعادة شكل الدولة العربية الواحدة المتماسكة أجدى من حلم الوحدة العربية الذي أصبح اليوم طورا من أطوار الرومانسية التي لا يأخذها أحد على محمل الجد، والعرب اليوم في أمس الحاجة للتفكير الجاد بعد أن أنهكهم الواقع الهزلي!.
أحلام حمدين صباحي !
خلف الحربي







المصدر
23/04/1435 هـ
23 02 2014 م
العدد : 4634

---------------------
التعليق :
مقال يصعب  تصديق انه لخلف الحربي  ،، قياسا على مقالات سابقة  تفتقد للرشد !     :)
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..