الاثنين، 17 فبراير 2014

مهارة التفكير الناقد

1.    إن نعمة العقل كغيرها من النعم تحتاج إلى صونها ورعايتها، وذلك لأن العقل له ملكات وقدرات لا
بد من تنميتها وتدريبها، كي لا تكون أسيرة الاستخدام المحدود لها، مما يؤدي إلى تعطيلها وجمودها.
2.    إن التفكير من أرقى العمليات العقلية، وأكثرها تعقيداً، والإنسان يستخدمه في جميع مناشط حياته، بصورة طبيعية وتلقائية.
3.    إن ممارسة التفكير تختلف من شخص إلى آخر، بحسب نشاطه العقلي، ومهاراته التي اكتسبها أو تعلمها.
4.    إن للتفكير مهارات قابلة للتعلم، كأي مهارات أخرى يتعلمها الإنسان، ليوسّع مداركه، وليكون أكثر فاعلية في مواجهة مشكلاته، وأقدر على الإبداع.

أولاً: أنواع مهارات التفكير
يتم عادةً تصنيف مهارات التفكير إلى قسمين:
1.    مهارات التفكير الأساسية: مثل التذكر، والملاحظة، والتصنيف، والمقارنة.. الخ.
2.    مهارات التفكير العليا: مثل حل المشكلات، اتخاذ القرار، التفكير الإبداعي، التفكير الناقد.
ونلاحظ أن مهارات التفكير الأساسية مثل حروف اللغة، ومهارات التفكير العليا مثل الكلمات، وبدون الحروف لا تنتج الكلمات.
وسوف نركز في هذا الفصل على مهارة التفكير الناقد.

ثانياً: تعريفات التفكير الناقد
1. التفكير الناقد يعني مبدئياً: التمهل في إعطاء الأحكام لحين التحقق من الأمر، وهو يستخدم للحكم على موثوقية، أو قيمة، أو دقة، أو مصداقية، أو منطقية فكرة أو أفكار معينة.
2. التفكير الناقد: عملية تفكيرية مركبة عقلانية أو منطقية، يتم فيها إخضاع (فكرة ) أو أكثر للتحقق والتقصي، وجمع وإقامة الأدلة والشواهد بموضوعية وتجرد على مدى صحتها، ومن ثم إصدار حكم بقبولها من عدمه، اعتماداً على معايير أو قيم معينة.
(الفكرة): قد تكون قضية، أو خبر، أو رواية، أو ادعاء، أو إجراء، أو حدث.
3. التفكير الناقد: نشاط عقلي متأمّل وهادف، يقوم على الحجج المنطقية، وغايته الوصول إلى أحكام صادقة، وفق معايير مقبولة، ويتألف من مجموعة مهارات يمكن استخدامها بصورة منفردة أو مجتمعة، وتصنف ضمن ثلاث فئات، التحليل والتركيب والتقويم.

ثالثاً: مكونات التفكير الناقد
يرتبط التفكير الناقد بالعديد من الأفعال، ومن أبرزها: التمهل، والتعقل، والتفتح العقلي، وطرح التساؤلات، والاستيضاح، والتحقق، والرجوع إلى المصادر، وتقويم المصادر، وجمع الأدلة والشواهد على صحة أمر ما، وتقويم الأدلة، وبناء المعايير للحكم، والتعليل، والاستنتاج، ومعرفة الافتراضات، والاستنباط، وتحليل الأفكار، والبحث عن الأسباب، والأمانة العلمية، واتباع الدليل، والأخذ بالاعتبار جميع الاحتمالات، والاستناد على التعقل أكثر من الانفعال، والأخذ بالاعتبار أيضاً وجهات نظر الآخرين وتفسيراتهم، والاهتمام بإيجاد الحقيقة، والتقويم، وإصدار الأحكام.

رابعاً: مثال على التفكير الناقد
من أبرز مهارات التفكير الناقد (الفرعية) مهارة التمييز بين الحقيقة والرأي.
يشير مفهوم (الحقيقة) إلى معلومات تقريرية، بالإمكان ملاحظاتها أو الاستيثاق منها أو التأكد من دقتها.
أما مفهوم (الرأي) فهو تعبير عن تقييم يعتمد على الحكم الشخصي، أو الانطباع أو الاعتقاد، وفي الوقت نفسه يمكن الوثوق به أو عدم الوثوق به.
أمثلة على (الحقائق) 1. مجموع زوايا المثلث يساوي 180 درجة.
2. الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
3. تقسم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف.

أمثلة على (الآراء ) 1. تخصص الطب البيطري أفضل من تخصص الطب البشري.
2. شعر أحمد شوقي أجمل من شعر حافظ إبراهيم.
3. تعلم الرياضيات أصعب من تعلم اللغة الإنجليزية.
4. مهنة الطب هي أسمى المهن في العالم.

خامساً: خصائص المفكر الناقد
1. مستوعب وملم بالموضوع محل التفكير، وليس متطفلاً يتدخل في كل شيء.
2. لا يجادل في أمر عندما لا يعرف شيئاً عنه.
3. يعرف متى يحتاج إلى معلومات أكثر حول شيء ما.
4. يعرف الفرق بين نتيجة "ربما تكون صحيحة "، ونتيجة "لا بد أن تكون صحيحة ".
5. يعرف بأن لدى الناس انطباعات مختلفة حول فكرة ما.
6. يستطيع تجنب الأخطاء الشائعة في استدلاله للأمور.
7. يتساءل عن أي شيء يبدو غير معقول، أو غير مفهوم بالنسبة إليه.
8. يستطيع فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي.
9. يبحث عن الأسباب والعلل والبدائل.
10. يتعامل مع الموقف المعقّد بطريقة منطقية.
11. يستخدم مصادر علمية موثوق بها ويشير إليها.
12. يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من الأهمية.
13. يبقى على صلة بالنقطة الأساسية أو جوهر الموضوع.
14. يتخذ موقفاً، أو يتخلى عن موقف، عند توافر أدلة وأسباب كافية لذلك.

سادساً: الفوائد التي يكتسبها الإنسان من التفكير الناقد
1. إن تفكيرك بشكل ناقد يجعلك أكثر صدقاً مع نفسك، ولن تخاف بأن تعترف بأنك كنت على خطأ، كما يجعلك تتعلم من أخطائك، وستكون أكثر استقلالية.
2. يساعدك التفكير الناقد أن تتخيل نفسك في مكان الآخرين، ومن ثم إمكانية أن تفهم وجهات نظرهم، وأن تطور قدراتك على الاستماع إليهم بعقلية منفتحة، حتى وإن كانت وجهات نظرهم مخالفة لك.
3. التفكير الناقد يحسّن قدراتك على استخدام عقلك بدل عواطفك، وتستطيع تحديد مشاعرك، وربطها منطقياً مع أفكارك، وسيساعدك ذلك على تطوير مستويات أفضل من التفكير.
4. يساعدك التفكير الناقد على صنع القرار الحكيم في الحياة اليومية.
5. يحسّن التفكير الناقد من قدرتك على البحث الجاد في كثير من الأمور.
6. ممارستك للتفكير الناقد تنمي قدرتك على المناقشة، والحوار، والقدرة على التواصل، والتفاوض مع الآخرين.

.سابعاً: التفكير الناقد.. والإعلام
إن مهارة التفكير الناقد هي أهم عناصر التعامل الواعي مع وسائل الإعلام، الذي يفرز ما هو ( سلبي ورديء )، وما هو ( إيجابي ونافع )، ( وما بينهما ).


سؤال للنقاش
حاول أن تضع نفسك في هذا الموقف وفكر كيف تتصرف، وهو عندما ينقل لك أحد زملائك أن زميلاً آخر قام بالإساءة إليك، وانتقص من قدرك في غيابك، في أحد المجالس أو إحدى المناسبات.
كيف تتعامل مع هذا الموقف من خلال مهارة التفكير الناقد ؟
* * *

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..