ﻟﻢ ﺃﺗﻔﺎﺟﺄ ﺃﺑﺪﺍ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﺣﻴﺎﻝ ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ "سعاد الشمري"، ﻭﺭﺩّﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭ"ﺍﻟﻬﺎﺷﺘﻘﺎﺕ" ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺌﺖ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻤﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ، ﺑﻞ ﻭﺫﻫﺎﺏ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻟﻮﺻﻒ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺩﺓ ﻭﻛﻔﺮ.
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻌﺎﻳﺸﺘﻲ ﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﻭﺟﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻤﻬﺎ، ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ
ﻟﺘﺰﺍﻳﺪ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ، ﻭﻟﻮ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻋﻴﻨﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ، ﻋﺒﺮ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻟﻠﻌﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﻃﻴﻦ؛
ﻷﻟﻔﻴﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺠﺎﻫﺮﺓ ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ، ﻭﺗﻄﺎﻭﻝ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ، ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻣﻲ
ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﻣﻦ ﺗﻄﺎﻭﻟﻮﺍ، ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻮﺍ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﻤﻠﺼﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ، ﺃﻡ ﻫﻲ ﺯﻻﺕ ﺃﻗﻼﻡ ﻭﺳﺒﻖ ﺃﻟﺴﻨﺔ؟.
ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺩّﺍﺕ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺗﻨﺒﺠﺲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﺓ ﻭﺣﻤﻴﹽﺔ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻭﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ، ﺃﻡ ﻫﻲ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻮﻥ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ؟، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺇﺯﺍﺀ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻘﻮﻻﺕ ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ، ﻭﺗﺤﺘﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﺿﻴﻦ،
ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺮﺑﻂ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﻮﻻﺕ ﺑﺤﻮﺍﺩﺙ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻟﻴﻦ، ﻭﻳﺴﻘﻄﻮﻥ ﻣﻈﻬﺮﻫﻢ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻲ، ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺩﺩﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﺻﺎﺩﻣﺔ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ.
ﻣﺎ ﺃﻭﺩ ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻫﻨﺎ، ﺃﻧﻨﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻘﺒﻠﺔ ﺳﻴﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺍﻷﻛﺮﻡ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺑﺮﺃﻳﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻼﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺳﻴﺘﺰﺍﻳﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﺑﻤﺘﻮﺍﻟﻴﺎﺕ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺇﻋﻼﻣﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻭﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ، ﺻﻮﺗﺎ ﻭﺻﻮﺭﺓ، ﻛﺎﺗﺒﺎ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺃﻭ ﻣﺘﺴﺘﺮﺍ ﺧﻠﻒ ﺍﺳﻢ ﻭﻫﻤﻲ، ﻟﻴﻐﺮﺩ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻭﺑﺄﻱ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺃﻭ ﻣﺸﻬﺪ،
ﻭﻣﻦ ﻳﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟـ"ﻛﻴﻚ" ﺳﻴﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺬﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪ ﻓﺎﺿﺤﺔ ﻟﻔﺘﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﻨﺎ، ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﺑﺪﺍ ﻫﻨﺎﻙ، ﻟﻜﻨﻪ ـ ﻟﻸﺳﻒ ـ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، ﺑﻜﻞ ﻃﻬﺮﻩ ﻭﺭﺫﻳﻠﺘﻪ، ﺑﻜﻞ ﻧﻘﺎﺋﻪ ﻭﺗﻠﻮﺛﻪ، ﺑﻜﻞ ﺭﻗﻴﻪ ﻭﺗﻮﺣﹽﻠﻪ.
ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ؛ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﻟﻸﺳﻒ، ﻭﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ. ﻓﻬﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻋﻤﺮﻳﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ، ﻳﺮﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﻋﻦ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻪ، ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﺑﺄﻗﺼﺮ ﻃﺮﻳﻖ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺳﻠﻚ ﻣﺴﻠﻚ "ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﺯﻣﺰﻡ"،
ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻸﺳﻒ، ﻭﻟﻐﻮﺍ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﻋﻘﺪﻱ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺑﻪ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺩﻓﻬﻢ، ﻓﻴﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺳﺆﺍﻻﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﺗﺮﺍﻫﻢ ﺃﺳﺎﺭﻯ ﻟﻔﻜﺮ ﺳﺎﺭﺗﺮ ﻭﻧﻴﺘﺸﺔ ﻭﻫﻴﺠﻞ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻓﻴﻨﺰﻟﻘﻮﻥ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﻟﻺﻟﺤﺎﺩ ـ ﻋﻴﺎﺫﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ـ ﻭﻳﻨﺘﻬﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﺗﻠﻚ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻛﺒﺖ ﻣﺎ ﻗﺮﺅﻭﺍ، ﺑﻞ ﺑﻬﻢ ﻧﻬﻢٌ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ، ﺑﻤﺎ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ، ﻣﺘﺒﺠﹽﺤﻴﻦ ـ ﺑﺘﺒﺎﻩٍ ﻛﺮﻳﻪ ـ ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﺁﺭﺍﺀ ﻏﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﺢ ﻭﻣﺼﺎﺩﻣﺔ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻟﻦ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻻ ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺳﻴﻜﺘﺒﻮﻥ ﺑﺘﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﺪﻳﻨﺎ.
ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﺄﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻱ ﻣﻨﻪ، ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ؛ ﺍخترمت ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺎﺕ، ﺑﻞ ﻭﻳﺤﻈﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﻮﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﺑﺎﻟﻄﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻭﺗﺼﺪﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺟﺒﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ، ﻭﻧﺘﻌﺮﺽ ﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﺪﻳﻬﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﻢ؛ ﻛﻲ ﺗﻀﻐﻂ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ،
ﻭﻻ ﻏﺮﻭ ﺃﻧﻨﺎ ﺑﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﻣﻐﻠﻘﺎ، ﺿﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﻭﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺑﻄﻮﻝ ﺣﻘﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﻭﺩﻳﻨﻨﺎ، ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﺿﺪﻧﺎ.
ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﻦّ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ، ﺃﻭ ﺗﻔﻌﻴﻠﻬﺎ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ، ﻭﺇﺷﻬﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﺇﻋﻼﻣﻴﺎ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﺆﺍﺧﺬ ﺩﻭﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﻧﺨﺮﺱ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻜﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﺣﺘﻜﻤﻨﺎ ﻟﻨﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﺨﻄﻬﺎ، ﺃﻭ ﻟﻔﻈﺔ ﻳﻔﻮﻩ ﺑﻬﺎ، ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ؛ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﺭﺗﻀﻮﻫﺎ ﺣﻜﻤﺎ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻨﺎ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺃﺣﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻻﺣﺘﺠﺎﺝ، ﻏﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺣﻤﻴﺔ ﻟﺪﻳﻨﻨﺎ، ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻭﻭﺿﻌﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻣﺎﻧﺘﻬﻢ ﻭﻋﻬﺪﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻫﻨﺎ،
ﻓﺄﺧﺸﻰ ﻣﺎ ﺃﺧﺸﺎﻩ، ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﺳﺮ ﺷﺎﺏ ﻏﺮّ، ﻭﺗﺪﻓﻌﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺧﺎﻃﺌﺔ، ﺗﺆﺩﻱ ﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻓﺮﺝ ﻓﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ. ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻫﻮ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻟﻮﺃﺩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻭﺭﺩﻉ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻝ.
ﺳﻦّ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻭﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ، ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻱ ﻣﺠﺪﻑ ﺃﻭ ﻣﺘﻄﺎﻭﻝ، ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺈﻏﻼﻕ ﺃﻭ ﺗﺤﺠﻴﻢ ﻣﺎ ﺳﻴﺪﻫﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ.
بقلم: عبدالعزيز قاسم
صحيفة الوطن
المصدر
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺩّﺍﺕ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺗﻨﺒﺠﺲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﺓ ﻭﺣﻤﻴﹽﺔ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻭﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ، ﺃﻡ ﻫﻲ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻮﻥ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ؟، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺇﺯﺍﺀ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻘﻮﻻﺕ ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ، ﻭﺗﺤﺘﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﺿﻴﻦ،
ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺮﺑﻂ ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﻮﻻﺕ ﺑﺤﻮﺍﺩﺙ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻟﻴﻦ، ﻭﻳﺴﻘﻄﻮﻥ ﻣﻈﻬﺮﻫﻢ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻲ، ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺩﺩﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﺻﺎﺩﻣﺔ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ.
ﻣﺎ ﺃﻭﺩ ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻫﻨﺎ، ﺃﻧﻨﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻘﺒﻠﺔ ﺳﻴﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺍﻷﻛﺮﻡ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺑﺮﺃﻳﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻼﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﺳﻴﺘﺰﺍﻳﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﺑﻤﺘﻮﺍﻟﻴﺎﺕ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺇﻋﻼﻣﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻭﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ، ﺻﻮﺗﺎ ﻭﺻﻮﺭﺓ، ﻛﺎﺗﺒﺎ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺃﻭ ﻣﺘﺴﺘﺮﺍ ﺧﻠﻒ ﺍﺳﻢ ﻭﻫﻤﻲ، ﻟﻴﻐﺮﺩ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻭﺑﺄﻱ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺃﻭ ﻣﺸﻬﺪ،
ﻭﻣﻦ ﻳﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟـ"ﻛﻴﻚ" ﺳﻴﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺬﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪ ﻓﺎﺿﺤﺔ ﻟﻔﺘﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﻨﺎ، ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﺑﺪﺍ ﻫﻨﺎﻙ، ﻟﻜﻨﻪ ـ ﻟﻸﺳﻒ ـ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، ﺑﻜﻞ ﻃﻬﺮﻩ ﻭﺭﺫﻳﻠﺘﻪ، ﺑﻜﻞ ﻧﻘﺎﺋﻪ ﻭﺗﻠﻮﺛﻪ، ﺑﻜﻞ ﺭﻗﻴﻪ ﻭﺗﻮﺣﹽﻠﻪ.
ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ؛ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﻟﻸﺳﻒ، ﻭﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ. ﻓﻬﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻋﻤﺮﻳﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ، ﻳﺮﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﻋﻦ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻪ، ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﺑﺄﻗﺼﺮ ﻃﺮﻳﻖ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺳﻠﻚ ﻣﺴﻠﻚ "ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﺯﻣﺰﻡ"،
ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻸﺳﻒ، ﻭﻟﻐﻮﺍ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﻋﻘﺪﻱ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺑﻪ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺩﻓﻬﻢ، ﻓﻴﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺳﺆﺍﻻﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﺗﺮﺍﻫﻢ ﺃﺳﺎﺭﻯ ﻟﻔﻜﺮ ﺳﺎﺭﺗﺮ ﻭﻧﻴﺘﺸﺔ ﻭﻫﻴﺠﻞ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻓﻴﻨﺰﻟﻘﻮﻥ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﻟﻺﻟﺤﺎﺩ ـ ﻋﻴﺎﺫﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ـ ﻭﻳﻨﺘﻬﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﺗﻠﻚ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻛﺒﺖ ﻣﺎ ﻗﺮﺅﻭﺍ، ﺑﻞ ﺑﻬﻢ ﻧﻬﻢٌ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ، ﺑﻤﺎ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ، ﻣﺘﺒﺠﹽﺤﻴﻦ ـ ﺑﺘﺒﺎﻩٍ ﻛﺮﻳﻪ ـ ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﺁﺭﺍﺀ ﻏﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﺢ ﻭﻣﺼﺎﺩﻣﺔ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻟﻦ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻻ ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺳﻴﻜﺘﺒﻮﻥ ﺑﺘﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﺪﻳﻨﺎ.
ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﺄﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻱ ﻣﻨﻪ، ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ؛ ﺍخترمت ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺎﺕ، ﺑﻞ ﻭﻳﺤﻈﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﻮﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﺑﺎﻟﻄﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻭﺗﺼﺪﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺟﺒﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ، ﻭﻧﺘﻌﺮﺽ ﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﺪﻳﻬﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﻢ؛ ﻛﻲ ﺗﻀﻐﻂ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ،
ﻭﻻ ﻏﺮﻭ ﺃﻧﻨﺎ ﺑﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﻣﻐﻠﻘﺎ، ﺿﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﻭﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺑﻄﻮﻝ ﺣﻘﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﻭﺩﻳﻨﻨﺎ، ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﺿﺪﻧﺎ.
ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﻦّ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ، ﺃﻭ ﺗﻔﻌﻴﻠﻬﺎ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ، ﻭﺇﺷﻬﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﺇﻋﻼﻣﻴﺎ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﺆﺍﺧﺬ ﺩﻭﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﻧﺨﺮﺱ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻜﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﺣﺘﻜﻤﻨﺎ ﻟﻨﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﺨﻄﻬﺎ، ﺃﻭ ﻟﻔﻈﺔ ﻳﻔﻮﻩ ﺑﻬﺎ، ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ؛ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﺭﺗﻀﻮﻫﺎ ﺣﻜﻤﺎ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻨﺎ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺃﺣﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻻﺣﺘﺠﺎﺝ، ﻏﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺣﻤﻴﺔ ﻟﺪﻳﻨﻨﺎ، ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻭﻭﺿﻌﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻣﺎﻧﺘﻬﻢ ﻭﻋﻬﺪﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻫﻨﺎ،
ﻓﺄﺧﺸﻰ ﻣﺎ ﺃﺧﺸﺎﻩ، ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﺳﺮ ﺷﺎﺏ ﻏﺮّ، ﻭﺗﺪﻓﻌﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺧﺎﻃﺌﺔ، ﺗﺆﺩﻱ ﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻓﺮﺝ ﻓﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ. ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻫﻮ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻟﻮﺃﺩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻭﺭﺩﻉ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻝ.
ﺳﻦّ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻭﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ، ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻱ ﻣﺠﺪﻑ ﺃﻭ ﻣﺘﻄﺎﻭﻝ، ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺈﻏﻼﻕ ﺃﻭ ﺗﺤﺠﻴﻢ ﻣﺎ ﺳﻴﺪﻫﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ.
بقلم: عبدالعزيز قاسم
صحيفة الوطن
المصدر
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..