الاثنين، 17 فبراير 2014

تعليم واستخدام الطرق الثلاث للتفكير

 إننا-كمعلمين-غالبا ما نسائل أنفسنا : لماذا يجدي القيل جدا من أساليب التعليم التي نستخدمها الكثير من الطلاب ، وربما مع القليل منه ؟ فإذا طلبنا مثلا من الطلاب في حصة الأدب أن يحللوا إحدى الشخصيات ، فربما يسعد البعض ،وقد نجد البعض الآخر وكأنهم ضلوا الطريق . وأيضا إذا سألنا نفس الطلاب كيف يمكنهم تطبيق ماتعلموه في الدرس الأدب على حياتهم اليومية ، فقد نجد البعض منهم يمكن أن يتجاوب مع السؤال . قد يحدث نفس التفاوت في أية مادة دراسية أخرى. على سبيل المثال ، في مادة العلوم , يلجأ بعض الطلاب إلى حل المشكلات من خلال الكتاب المقر،ويلجأ البعض الآخر إلى القيام بمشروعات مستقلة ، ومنهم من يلجأ إلى تطبيق مبادئ العلوم على حياتهم اليومية ، أو من خلال استخدام التكنولوجيا.ثمة عدد كبير من الأسباب التي تفسر عدم جدوى أساليب التدريس مع البعض.ولكن من المؤكد أن الطلاب-وحتى أي فرد آخر –يتمتعون بقدرات وذكاءات متعددة ، فإذا رغبنا في الوصول أقصى فائدة ممكنة للطلاب،فالطريقة التي تتلاءم وهذا العرض تتجسد في تنوع التعليم والتقييم .
 يمكن استخدام نظرية المنحنى الثلاثي للذكاء الإنساني داخل الفصل فاستخدام هذه النظرية يختلف تماما عن استخدم بعض نظريات الذكاء المتعدد الأخرى ، مثل نظرية جاردنر،تحدد نظريه الذكاء المتعدد لجاردنر للموهبة. وبذلك فإنها تقترح ميادين للأداء الذي نأمل في تضمينه بالمنهج،مثل الأداء الجسماني أو الموسيقي. على عكس ذلك تماما ، تحدد نظرية المنحى الثلاثي “استخدامات” المعرفة الإنسانية الأهداف تحليلية والابتكارية والعلمية. تنطبق هذه النظرية على جميع المجالات والمواد الدراسية المختلفة والموقف الغريب الذي يكمن في هذا الرأي يمثل في أي هاتين النظرتين غير متعارضتين. لذلك قمنا فعلا بدمجها في برنامج متطور مشترك.
   العديد من المدرسين أن معظم عملياتهم في التعليم والتقييم موجهة نحو  يرى القدرات التحليلية أكثر من القدرات الابتكارية. هنالك نمط رابع من التعليم والتقييم داخل المدرسة بالطبع ، وهو نمط سياق وسائد فعلا داخل معظم الفصول. إن ذلك النمط من التعليم والتقييم يركز على مايعرفه الطلاب . ومن الواضح أن مثل ذلك الهدف لا تشوبه شائبة. فالطلاب يحتاجون إلى اكتساب قاعدة من المعرفه. ولكن مع توسع الأهداف تشمل تطوير مهارات التفكير لدى الطلاب ، فلابد أن تصنع في اعتبارك أن ما يهم في هذا الشأن ليس هو ماتعرفه بالضبط ، بل كيف تستخدم ماتعرفه استخدما جيدا بأسلوب تحليلي ابتكاري عملي.
وما يعد أمرا هاما في عمليه التعليم هو التوازن ” يجد أن يعطي للطلاب الفرصة للتعلم من خلال التفكير التحليليوالابتكاري والعلمي. بالإضافة إلى التعلم باستخدام المذاكرة.
كنا نظن دائما أن عدد كبيرا من الطلاب لن يصلوا إلى مستوى البراعة في الموضوعات الدراسية التي نقوم بتدريسها.وعندما شرعنا في أساليب التعليم والتقييم باستخدام نظرية المنحنى الثلاثي ، اكتشفنا أن العديد منهم كانوا على مستوى أعلى مما كنا نظن،ولكن عند منحهم الفرصة فقط.
فالطلاب في حاجة ماسة إلى علاج مواطن الضعف لديهم ، فباستطاعة المدرسين مساعدتهم على القيام بذلك من خلال التوجه نحو المرونة في عمليتي التعليم والتقييم ، وخاصة نظرية المنحنى الثلاثي .
التعود(الموالفة)
يضم التعود مجموعة من الإجراءات التعليمية لنقل مهارات التفكير.إليك تفاصيل مانقصده في هذا الشأن :
العرض والحل التفاعلي لإحدى المشكلات الواقعية:
شمل أول عنصر تقديم مجموعة أو أنين أو ثلاث مجموعات  من المشكلات الواقعية والعمل بالتعاون مع الطلاب كمجموعة واحدة كل تلك المشكلات.
مشكلة منتزه برايارود للأطفال في المرحلة الابتدائية ، ومشكلة المدرسة العليا بوسط المدينة لطلاب المرحلة الثانوية ،والهدف في هذه المرحلة من التعليم هو تحفيز الطلاب فلننظر إلى المهارات الراد تعلمها كمهارات تتعلق بالحياة العادية ، ولوضع اللبنة الأولى لاستخدام تلك المهارات في الحياة اليومية.
بالتفكير في مشكلة حشرات شجرة البقس ، مع مساعدة بسيطة من قبل المدرس ، يتعلم الطلاب كيف يدنون من المشكلات التي قد تعن لهم أو تواجههم في بيئتهم.حتى هذه اللحظة,فلابد أن يعمل المدرس بالأسلوب ” السقراطي ” وليس بالأسلوب الإرشادي ، حيث يجذب انتباه الطلاب فقط لتحديد المشكلة والعمل على حلها ، ثم يقوم بتقييم البديلة التي تطرأ أثناء تلك العملية.
التحليل الجماعي لعمليات حل المشكلات
 بمجرد الوصول إلى حل المشكلتين أو ثلاث مشكلات ، يقترح المدرس على الطلاب التفكير في العمليات العقلية والاستراتيجيات التي لجأوا إلى استخدمها لحل كل مشكلة ، ثم يسال المجوعة بكاملها عن أهمية العمليات العقلية والاستراتيجيات التي استخدموها فعلا. على سبيل المثال ،كيف سعوا إلى حل مشكلة شجرة البقس؟ والهدف هو تحفيز الطلاب –وليس المدرس بالطبع – للوصول إلى المهارات التي تجيب تعليمها.ربما يصل الطلاب إلى بعض الإجراءات مثل “مقارنة شيئيين”أو”استخدام الخبرات الماضية أو ” التنبؤ ” وهكذا إن تأملاتهم النائية حول الإجراءات التي يقومون بها دائما مايكون صحيحة.فدور المدرس في هذه الحالة ينفصل عن عملية التقييم ليشجع الطلاب على التأمل الذاتي بقدر الإمكان.
الاستراتيجيات والعمليات العقلية
بمجرد أن عرض الطلاب لقائمة شاملة ومعقولة من العمليات والاستراتيجيات ، يدرك المدرس أن درس اليوم سيتعامل فقط مع مجموعة فرعية من العمليات والاستراتيجيات ، كما يوضح أنه من المفيد جداً تحديد اسم مشترك لتلك العمليات والاستراتيجيات بين الطلاب جميعاً(أسماء العمليات أو الاستراتيجيات) . ومن الأهمية أن يؤكد المدرس على أن العناوين تعتبر مسألة متفقاً عليها بهدف تيسير عملية الاتصال ، وأن مجموعة المفاهيم – وليس مجموعة العناوين – هي التي تعد ذات أهمية لفهم التفكير الإنساني.
تطبيق العمليات المعنونة على المشكلات الأولي
يقوم المدرس الآن تحديات للطلاب لإيضاح كيف تم استخدام العمليات التي تمت عنونتها حديثاً في حل المشكلات التي عرضت أولاً. مثلاً ، يمكن أن يتحدث المدرس عن ” تحديد المشكلة “. خلال هذه الخطوة ، يقوم الطلاب يربط حل المشكلة الأولي بدرس اليوم.
تطبيق العمليات المعنونة على المشكلات الجديدة
هنا يقوم المدرس مشكلتين أو ثلاث جديدة – بناء على مشكلة شجرة البقس – ويطلب من الطلاب العمل المشارك لحل تلك المشكلات. توفر التسميات وسيلة لفظية للطلاب بحيث يتوصلون إلى فهم افضل لما يقومون به ، وبحيث يمكنهم إيصاله لزملائهم بصورة أفضل.
ابتكار الطلاب لمشكلات جديدة
أخيراً يطلب من الطلاب ابتكار مشكلات متدرجة ذات أهمية بالنسبة لهم ، ثم حل تلك المشكلات بالمشاركة مع الآخرين باستخدام الاستراتيجيات و العمليات العقلية. تعتبر هذه الخطوة أساسية ، إذا أنها تعمل على تشجيع الطلاب على استخدام مهارات التفكير التي تطورت حديثاً ، ليس فقط في المشكلات التي يعرضها شخص ما عليهم ، ولكن أيضاً في المشكلات التي قد تواجههم خارج الدراسة بالفصل.
الأسلوب الجماعي لحل المشكلات
خلال استخدام الأسلوب الجماعي لحل المشكلات ، يعمل جميع الطلاب داخل الفصل سوياً لحل مشكلة جديدة ، دون أي تدخل من قبل المدرس سوى أن يعمل كمراقب لمناقشات الفصل. ويمكن للمدرس أن يختار أحد الطلاب ليعمل كمنظم للمناقشات. أما الطلاب فيتم تشجيعهم على استخدام الاستراتيجيات والعمليات  التي تم تعليمها . وربما يختار المدرس دور ” المعلق ” على العمليات التي تنفذها جماعة الطلاب لحل المشكلة ، ولكن في حالة إتمام الحل. يتم تشجيع الطلاب على العصف الذهبي وعلى الدعم الذاتي المتبادل.
أسلوب حل المشكلات داخل المجموعات
الخطوة الثالثة في النموذج تشمل أسلوب حل المشكلات داخل المجوعات.في هذه الاستراتيجية،يعمل الطلاب خلال مجموعتين أو ثلاث لابتكار حلول بديلة.يمكن أن تعمل المجموعتان مستقلتين،ثم يقوم أفراد المجموعتين بمقارنة ومضاهاة الحلول ، أو متخصص مسبقا بعض جوانب المشكلة لكل مجموعة،كم هو الحال في النقاش ذي الطرفين . لا تتركز الفكرة حول التنافس ، ولكن لتحفيز المراقبة الحذرة وتقييم الحلول. وأسلوب حل المشكلات داخل المجوعات يعد طريقة ملائمة لتحسين العصف والمهارات التعاونية. ولكن احيانا ما تكون المجموعات متلاحمة أيمكن أكثر من اللازم فتفشل في هذه الحالة في مراقبة جودة الحلول التي توصلت إليها .إذا يحفز أسلوب حل المشكلات داخل المجموعات استدام مراقبة وتقييم جميع العناصر الأولية للعمليات والإجراءات ، بالإضافة إلى عناصر التخطيط. احيانا مايتخذ  أسلوب حل المشكلات داخل المجموعات شكل الألعاب وخاصة في المستوى الأدنى من التعليم . تؤكد خبراتنا أن الألعاب  أن تمثل متعة للطلاب ، بالإضافة إلى تحديات فكرية إزاء الطلاب. ومن الأهمية تقديم الألعاب والمسابقات بروح الدعابة والمتعة وعدم التركيز الشديد على التنافس. وينبغى أن يكون الهدف الرئيسي تشجيع الطلاب على استخدام أقصى تفكير ممكن كسبيل لمساعدة أنفسهم.ومساعدة فريقهم.

الأسلوب الفردي لحل المشكلات
في الخطوة النهائية للنموذج-الأسلوب الفردي لحل المشكلات –تقديم المشكلات للطلاب للعمل بأسلوب فردي ، وحل تلك المشكلات بنفي الأسلوب –يأتي بعد ذلك نموذج فيجيو تسكي لاكتساب المعرفة حيث يتم خلاله تطبيق الحل الفردي للمشكلات بعد الحل الجماعي وليس قبلة.فالجهود الجماعية وداخل المجموعات تؤدي وظيفة معرفية-اجتماعية تعيين الطلاب على تحويل فهم وحل المشكلات داخليا أو ذاتيا. يضمن النموذج الرباعي الذي قدمناه أن يسير هدف المدرس نحو تعليم الطلاب التفكير بطريقة أفضل من إشراكهم في الحوار مع المدرس،ومع الطلاب الآخرين ،وحتى مع أنفسهم وبالمثل ، فإن الطلاب يتعلمون إجراء الحوارات بطريقة تضمن توازن مهارات التفكير التحليلية والابتكارية والعلمية وبذلك يمكنهم تحقيق التوازن بين أنماط التفكير.
ملخص موجز
في هذا الفصل ، عرضنا لاستراتيجية ذات أربعة أفرع لتعليم الأطفال التفكير. والفروع الأربعة هي : الموالفة ويتم فيها توجيه الطلاب نحو المشكلة ، والحل الجماعي للمشكلات وفيها يعمل الطلاب في مجموعة واحدة وخلال مجموعات صغيرة لتحديد المشكلة والتعامل معها ، وحل المشكلات خلال المجموعات وفيها يناقش الطلاب خلال المجموعات كيف تعاملوا مع المشكلة المتداولة ، والحل الفردي للمشكلات وفي هذا الفرع سيتعامل كل طالب مع المشكلة بمفرده.
سيترنيبرج ، روبيرت . (2009) . تعليم مهارات التفكير . مصر (القاهرة) : دار الفجر للنشر والتوزيع .
____________
كتاب: تعليم مهارات التكفير , الفصل الرابع .
بشاير سامي اللهيبي

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
مهارة التفكير الناقد

التفكير الناقد والتفكير الإبداعي
التربية الإعلامية : كيف نتعامل مع الإعلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..