قال أبو العتاهية : كان الرشيد يعجبه غناء الملاحين
في الزلالات إذا ركبها، وكان يتأذى بفساد
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
كلامهم، وكثرة لحنهم، واستحالة
معاني ألفاظهم، فقال يوماً لعيسى بن جعفر وجماعة من ندمائه: قولوا لمن معنا
يعمل شعراً لهؤلاء الملاحين حتى يحفظوه، ويترنموا به ويريحوني من هذا الذي
أسمعه منهم، فقيل له: ليس أحد أحذق بهذا ولا أقدر عليه، وعلى ما أشبهه من
أبي العتاهية، وكان الرشيد قد حبسني وقال: لا أطلقك أو تقول شعراً في
الغزل، وتعاود ما كنت عليه، فبعث إلي وأنا في الحبس يأمرني أن أقول شعراً
للملاحين، ولم يأمر بإطلاقي فغاظني ذلك، وقلت: والله لأقولن شعراً يحزن به
ولا يسره، فعملت شعراً ودفعته إلى من حفظه الملاحين، فما ركب الحراقة اندفع
الملاحون يغنون:
قال فلما سمع ذلك الرشيد جعل يبكي وينتحب , كلما زادوا بيتاً زاد في بكائه ونحيبه ،
وكان الرشيد من أغزر الناس دموعا في وقت الموعظة وأشدهم عسفا في وقت الغضب والغلظة .
فلما رأى الفضل بن الربيع كثرة بكائه أومأ إلى الملاحين أن يسكتوا (1) .
استمع للقصيدة أو حملها من هذا الرابط :
http://www.epda3.net/iv/clip-2204.html
وهنا إضافة من المنشد / علي العامر
_____________
(1)الأغاني (ج 4 / ص 108) , بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 2 / ص 160) .
خانَك الطَّرْفُ الطَّمُوحُ أيُّها القَلبُ الجَمُوحُ
|
لِدَوَاعِي الخَيْرِ والشّرِّدُنُوٌّ ونُزُوحُ
|
هلْ لمطلوبٍ بِذَنْبٍ توبةٌ منه نصُوحُ
|
كيف إصلاحُ قُلُوبٍ إنّما هُنَّ قُروحُ
|
أَحْسَنَ اللهُ بنا أَنَّ الخَطَايَا لا تَفُوحُ
|
فإذَا المستورُ مِنَّابينَ ثَوْبَيْهِ فُضُوحُ
|
كَمْ رأينا مِنْ عَزِيزٍطُوِيتْ عنه الكشُوحُ
|
صاحَ منه بِرَحِيلٍ صائحُ الدَّهْرِ الصَّدُوحُ
|
موتُ بعضِ الناسِ في الأرْضِ على قومٍ فُتُوحُ
|
سيصير المرءُ يوماًجَسَداً ما فيه رُوحُ
|
بين عَيْنَيْ كُلَّ حَيِّ عَلَمُ الموتِ يلوحُ
|
كُلُّنا في غَفْلةٍ والْمَوْتُ يغدو ويروح
|
لِبَنِي الدُّنيا مِنَ الدُّنْيَاغَبُوقٌ وصَبُوحُ
|
رُحْنَ في الوَشْي وأصْبَحْـنَ عليِهنَّ المُسُوحُ
|
كلَّ نَطَّاحٍ مِنَ الدَّهْــرِ له يومٌ نَطُوح
|
نُحْ على نٌفْسِك يا مِسْـكينُ إنْ كنتَ تنوح
|
لتَمْوتَنَّ وإنْ عُمِّــرْتَ ... مـا عُمِّر نُـوح
|
قال فلما سمع ذلك الرشيد جعل يبكي وينتحب , كلما زادوا بيتاً زاد في بكائه ونحيبه ،
وكان الرشيد من أغزر الناس دموعا في وقت الموعظة وأشدهم عسفا في وقت الغضب والغلظة .
فلما رأى الفضل بن الربيع كثرة بكائه أومأ إلى الملاحين أن يسكتوا (1) .
استمع للقصيدة أو حملها من هذا الرابط :
http://www.epda3.net/iv/clip-2204.html
وهنا إضافة من المنشد / علي العامر
_____________
(1)الأغاني (ج 4 / ص 108) , بغية الطلب في تاريخ حلب (ج 2 / ص 160) .
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
جميل جدا
ردحذفبارك الله فيك