السبت، 22 مارس 2014

الزير الإلكتروني وعمم يا معمم

في الحكاية القديمة أن شخصاً تقاعد اضطراراً، كان متعوداً على الأمر والنهي ومن حوله أفراد يتراكضون لتنفيذ كل أمر، وبعد التقاعد انفضّ الناس من حوله، أصيب بالاكتئاب، إلى أن عمل بنصيحة صديق.
اشترى زيري ماء اثنين وليس واحداً، ووضعهما أمام منزله وبينهما جلس على كرسي وثير، فإذا جاء أحد ليشرب من الزير الأول نهاه وأمره بأن يشرب من الزير الثاني والعكس أيضاً، عندها استعاد صحته النفسية ونضارة وجهه مع ابتسامة عريضة، وضع رجلاً فوق الأخرى، وأصبحت المكالمات تصل إليه متوسطة لشخص للشرب من الزير الأيمن أو الأيسر.
أظن أن بعض الموظفين يخافون من التقاعد وهم على رأس العمل! كيف؟ التقاعد المقصود هنا ليس التقاعد النظامي مبكراً كان أو بحسب السن القانونية بل التقاعد عن تعطيل الناس، التقاعد عن القدرة على الإعاقة والتعقيد، وهو تقاعد قسري يضرب في مقتل أهمية حصل عليها الشخص بلباس بيروقراطية وضعف إدارة رقابية وفايروس «تعرف أحد»!
ونرى الآن مع توسع الخدمات الإلكترونية الحكومية نماذج من ذلك، جهد ضخم وكبير ومكلف لخدمات إلكترونية يمكن تعطيله من شخص واحد يقف على الباب فيأمر وينهى أو يضع شروطاً ويحدد أوقاتاً من تلقاء نفسه. هذه الفئة من معوقات التنمية والجهود التي تبذل في أعلى السلم الإداري يتلاشى أثرها في درجة السلم الأخيرة التي يتعامل معها المواطن في حاجاته.
ولو افترضنا وعلى سبيل المثال أن التوجيه الإداري الصادر من أعلى سلطة في جهاز حكومي بلون أحمر، فإنه لسوء وترهل المحطات الإدارية التي يمر بها نزولاً للتنفيذ، يتحول إلى لون مائي عند «المنصة» الأخيرة التي لا يعرف المواطن سواها باباً للخدمة، لذلك يجد الناس اختلافاً واضحاً بين ما يصرح به في الصحف وما يجدونه أمامهم في المكاتب، بالتأكيد المسألة لا تشمل من يعرف طرق المكاتب الخلفية.

عبد العزيز أحمد السويد


Posted: 21 Mar 2014 03:23 PM PDT

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..