الأربعاء، 5 مارس 2014

ثقافة إسحب عليه!

 ملاحظة : كتبت هذه المقالة المتواضعة قبل إنتهاء بعثتي في الولايات المتحدة الأمريكية, و المعني بها ليس الجميع بل البعض ممن إحترفوا "ثقافة إسحب عليه!"
ثقافة إسحب عليه!


طريقة تعاملنا مع الآخر بغض النظر عن لونه، عرقه، جنسه او شكله هي التي تعكس ثقافتنا و تربيتنا و أصلنا و الأهم ديننا. إستوقفني منظر حصل أمامي أثناء خروجي من أحد متاجر المواد الغذائية الكبيرة المشهورة، حيث كانت سيدة قد جاوزت العقد السادس من العمر على ما أعتقد، تحاول جاهدة بعمل عمل ليست مرغمة على فعله.

 هذا المتجر الكبير يقوم بتوفير العربات الكهربائية للمسنين لتسهل عليهم عملية التسويق، و يستطيع المسن بعد أن ينتهي من التسوق ،أن يترك العربة الكهربائية مكانها أين شاء. لكن هذه السيدة التي إستوقفني صنيعها, كانت تحاول جاهدة أن تعيد العربة الكهربائية مكانها من حيث أخذتها، و من ثم حاولت جاهدة أيضاً لتضع السلك الكهربائي الذي يقوم بشحن العربة في مخرج الطاقة، و قد كانت تحاول جاهدة جداً لدرجة ان علامات التعب كانت واضحة عليها, لكنها لم تطلب من أحد المساعدة و لم تترك العربة بلا شحن، بل حاولت و حاولت حتى نجحت في وضع السلك الكهربائي في مخرج الطاقة، و خرجت بظهرها المنحني و على وجهها ابتسامة الرضى.

 هذا الموقف جعلني افكر، لماذا هذه السيدة العجوز لم تترك العربة مكانها؟ لماذا  فعلت هذا العمل؟ لماذا عانت لتجعل كل شيء جاهز للمستخدم الآخر للعربة؟ مع العلم أنها بإمكانها ترك العربة الكهربائية مكانها دون أي حرج عليها!

بكل بساطة لأن هذه السيدة الفاضلة لم تعرف و لم تستخدم طيلة حياتها  "ثقافة إسحب عليه" أي "أنا و من خلفي الطوفان" و هذا مثال حي لما رأيت. فكم من مبتعث إستخدم هذة الثقافة أثناء فترة إبتعاثه, او تخرجه و عودته للوطن، أو أثناء إنتقاله من جامعة لجامعة أخرى، او من منزل لمنزل آخر. و لم يهتم أن صنعه هذا سيؤثر على كثيرين من المبتعثين بعده، و سيجعل الشركات و المؤسسات و غيره من مجالات الأعمال تعمل الف حساب لكل سعودي يطلب خدمة, لأنه قد إستخدم معهم "ثقافة إسحب عليه".

 و بسبب هذة الثقافة عندما يطلب أي مبتعث خدمة, مثل البحث عن سكن أو إيجار سكن، يقوم السكن برفع مبلغ التأمين، لأنه ذاق من سعودي آخر محترف في "ثقافة إسحب عليه"، و أيضاً في متجر تأجير السيارات, يقوم البائع برفع السعر على المستأجر لأنه سعودي و قد ذاق من بعضهم ممن "إستخدموا ثقافة إسحب عليه"، و أيضاً شركات التقسيط الصغيرة التي تقوم بتقسيط الأجهزة الإلكترونية للجميع لكنها أصبحت ترفض عمل الخدمة للسعوديين لأنهم ذاقوا منهم و من صنيعهم من "ثقافة إسحب عليه"، و شركات الكهرباء و الإنترنت و التلفزيون أصبحوا يطلبون من البعض مبلغ مقدم حتى لا يقعوا ضحايا "ثقافة إسحب عليه" التى إحترفها بعض المبتعثين السعوديين و بجدارة.

 أخيراً، أخواتي المبتعثات و  إخواني المبتعثين، طريقة تعاملنا مع الآخر هي التي تعكس تربيتنا و أصالتنا و الأهم ديننا. لنتوقف عن هذة الثقافة التي لا تمثلنا و لنسحب عليها.

 

صورتي
م. معتصم كتوعه

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..