أبدأ بتفسير العبارة (المقوسة)
الأولى، تقول القصة أن جيش فرنسا كان يعاني في إحدى حروبه، وكان رئيس
الحكومة “أعرجا” وبينما كان يسير ذات يوم إذا صوت امرأة يسأله : سيدي “كيف
تسير الأمور”؟ فالتفت فإذا بها امرأة “حولاء” فقال لها : “كما ترين”!
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
لن أتحدث في هذه “الضمضمية” عن
قلة المشافي ولا طول المواعيد التي تأتي بعد أشهر وأشهر .. ولا عن البنية
التحتية المهترئة .. ولا عن التعليم المتخبط .. فتلك قضايا (بسيطة) حلها
بسيط هو أيضا إنفاق مزيد من مال الميزانية الترليونية .. أو صرفه في المكان
الصحيح .. وخنق (الفساد) .. مع قليل من التخطيط وتطليق العشوائية في اتخاذ
القرارات .. فتنتهي كل المشاكل المذكورة سابقا.
إذا سأحكي قصة أخرى … قبل
(هجمة) النفط أو عوائده .. كان المواطن السعودي (مثل الناس) يقوم بكافة
أعماله بنفسه .. من أشدها تواضعا إلى أسماها.
ثم تفجرت خيرات (النفط) .. فعلق
لكل مواطن سعودي (وسام) تميز .. بحسن نية – دون شك – توفر المال بشكل جعل
السعودي يترفع عن الأعمال اليدوية .. واستقدمت لها العمالة من كل أصقاع
الأرض ..
وأصبحنا أمنية حسناوات العالم!!
حتى تغنين بنا (يا رب يا معبودي .. بدي شب يكون سعودي)… وبعد ذلك بأقل من
خمسة عقود .. قرأت في اشتراطات إحدى دول شرق آسيا .. لمن يريد أن يستقدم
(شغالة) من ذلك البلد .. أن يذهب المواطن السعودي إلى قسم الشرطة ويحضر ما
يثبت حسن سلوكه .. أو ما يسميه إخواننا في مصر – فرج الله عنهم وكفاهم شر
المتربصين بهم- (فيش وتشبيه)!!
أليس أمرا يدعو إلى التأمل ؟
ألا نسال أنفسنا كيف انتقلنا في هذه الفترة الوجيزة – في عمر الزمن – من
(يا رب يا معبودي …إلخ) إلى الـ(فيش والتشبيه)؟!!
عفوا .. هذا أيضا ليس الموضوع الذي أريد التحدث عنه.
بحسنة النية ذلك .. أفسدنا
أجيالا .. وصنعنا واقعا مجنونا .. نقرأ – إن صدقا وإن كذبا – أن العمالة
الوافدة تسيطر على مرفق ما – حلقة الخضار مثلا – وأن المواطن عاجز وليس في
يده شيء!!
الآن .. وبعد كل تلك الخيبات ..
في البنية التحية .. والتعليم .. والصحة .. يتم إفساد الأجيال الجديدة
(تحت التأسيس) .. وذلك عبر التقنيات الحديثة .. أطفال .. فوق الرضع بقليل
يحملون أجهزة اتصال (آي فون) .. أو أي من تلك الأجهزة .. طلاب في الصف
الثالث والرابع الابتدائي يحضرون إلى المدرسة (جوالات) .. وأحدهم على الأقل
يحضر (آي فون) .. يلهو به أثناء الحصة ..
هل يستطيع جيل ربي على هذا الترف المصطنع – معظمه قروض من البنوك – أن يخرج مواطنا ينظف شوارعه .. أو يصنع خبزه .. أو يغسل ملابسه؟
وكل ذلك في إطار سعي حثيث في كل العالم للاستغناء عن (النفط) .. بغض النظر عما يتعلق بنضوبه.
قبل الوداع : يقول عنترة بن شداد :
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ. للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ.
و(الضمضميات) نفثات في صدري .. ربما أضمضمها بين الحين والآخر.
تلويحة الوداع:
يقول بيجوفيتش :
(ينتج المزارع الدانمركي غذاءً
لـ 120 من البشر. وفي الولايات المتحدة والنمسا 64،وهولندا 52،وفي
يوغسلافيا لخمسة أشخاص فقط){ص 190 (هروبي إلى الحرية )/ علي عزت بيجوفيتش /
ترجمة : إسماعيل أبو البندورة : دمشق / دار لفكر / الطبعة الثالثة /
1429هـ = 2008م. }.
هل أحتاج إلى طرح سؤال – بلا لون ولا رائحة – وكم ننتج نحن؟!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 17/3/1434هـ
الضمضميات (2)
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..