صالح بن عبد القدوس ? - 160 هـ / ? - 776 م صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس
الأزدي الجذامي، أبو الفضل.
شاعر حكيم، كان متكلماً يعظ الناس في البصرة، له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، وشعره كله أمثال وحكم وآداب، اتهم عند المهدي العباسي بالزندقة، فقتله في بغداد.
قال المرتضى: (قيل رؤي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود،
فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟
قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد!)
وعمي في آخر عمره.
وهو من شعراء الدولة العباسية عاصر الخليفتين المهدي والرشيد شعره جيد وله أبيات في الحكمة والزهد في الدنيا ومحاسبة النفس ، وقد ذكره الثعالبي في كتابه " لباب الآداب " وقال عنه : كل شعره حكم وأمثال ..
كان مولي لبني أسد وكان حكيما أديبا فاضلا شاعرا مجيدا وكان يجلس للوعظ في مسجد البصرة اسمه لمع في سماء الشعر وحلّق في فضائه ..
أغلب شعره من الحكمة وهو يترجم رجاحة العقل وتفعيله والزهد في الدنيا والنأي عنها ولذلك يعدّ الشاعر من القلائل الذين نأوا بأنفسهم عن التكسب بالشعر
هذه قصيدة من بعض قصائده وهي رائعة من روائع القصائد
الأزدي الجذامي، أبو الفضل.
شاعر حكيم، كان متكلماً يعظ الناس في البصرة، له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، وشعره كله أمثال وحكم وآداب، اتهم عند المهدي العباسي بالزندقة، فقتله في بغداد.
قال المرتضى: (قيل رؤي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود،
فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟
قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد!)
وعمي في آخر عمره.
وهو من شعراء الدولة العباسية عاصر الخليفتين المهدي والرشيد شعره جيد وله أبيات في الحكمة والزهد في الدنيا ومحاسبة النفس ، وقد ذكره الثعالبي في كتابه " لباب الآداب " وقال عنه : كل شعره حكم وأمثال ..
كان مولي لبني أسد وكان حكيما أديبا فاضلا شاعرا مجيدا وكان يجلس للوعظ في مسجد البصرة اسمه لمع في سماء الشعر وحلّق في فضائه ..
أغلب شعره من الحكمة وهو يترجم رجاحة العقل وتفعيله والزهد في الدنيا والنأي عنها ولذلك يعدّ الشاعر من القلائل الذين نأوا بأنفسهم عن التكسب بالشعر
هذه قصيدة من بعض قصائده وهي رائعة من روائع القصائد
صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ | و الدهر فيه تصرّم وتقلب |
نشرت ذوائبها التي تزهو بها | سوداً ورأسك كالنعامة أشيب |
و استنفرتْ لما رأتك وطالما | كانت تحنُّ إلى لقاك وترهب |
و كذلكَ وصل الغانيات فإنه | آل ببلقعة ٍ وبرق خلب |
فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمَانُهُ | وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منه ولّى الأَطْيَبُ |
ذهب الشباب فما له من عودة | و أتى المشيب فأين منه المهرب |
ضيفٌ ألمَّ اليك لم تحفل به | فَتَرى له أَسَفا وَدَمْعا يسْكُبُ |
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا | واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب |
واخْشَ مناقَشَة َ الحِسَابِ فإِنَّه | لا بدّ يحصى ما جنيت ويكتب |
لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيْتَه | بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ |
و الروح فيك وديعة أودعتها | سنردّها بالرغم منك وتسلب |
وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها | دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ |
و الليل فاعلم والنهار كلاهما | أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ |
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ | حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ |
تَبًّا لدارٍ لا يَدُومُ نَعيمُها | و مشيدها عما قليلُ يخرب |
فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكها | برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدب |
صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا | ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ |
أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة | فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب |
لا تأمن الدهر الصروف فإنه | لا زال قدماً للرحال يهذب |
و كذلك الأيام في غدواتها | مرت يذلُّ لهاالأعزُّ الأنجب |
فعليك تقوى الله فالزمها تفزْ | إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ |
واعْمَلْ لطاعته تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا | إنَّ المطيع لربه لمقرب |
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعَة ِ رَاحَة ٌ | واليَأْسُ ممّا فات فهو المَطْلَبُ |
وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خِيَانَة ً | فجميعهن مكائد لكّ تنصب |
لا تأمن الانثى حياتك إنها | كالأُفْعُوانِ يُراعُ منه الأَنْيُبُ |
لا تأمن الانثى زمانك كله | يوما ، وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينا تَكْذِبُ |
تُغري بطيب حَديْثِها وَكَلامِها | وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب |
والْقَ عَدُوَّكَ بالتَّحِيَّة ِ لا تكنْ | مِنْهُ زمانَك خائفا تترقَّبُ |
واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتى لك باسما | فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ |
و إذا الحقود وإن تقادمَ عهده | فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ |
إن الصديق رأيته متعلقاً | فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنَّبُ |
لا خير في ودِّ امرءٍ متملقٍ | حلو اللسان وقلبه يتلهب |
يلقاه يحلف أنه بك واثقٌ | وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ |
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ً | وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ |
واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا | إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ |
إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرمٌ | و تراه يرجى مالديه ويرهب |
وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ | ويقام عند سلامه ويقرب |
والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ | يزرى به الشهم الأديب الأنسب |
واخفض جناحك للأقارب كلهم | بتذللٍ واسمح لهم إن أذنبوا |
و دع الكذب فلا يكن لك صاحباً | إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ |
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرَّة ً | أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ |
و زن الكلام إذا نطقت ولا تكن | ثرثارَة ً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ |
و احفظ لسانك واحترز من لفظه | فالمرء يسلم باللسان ويعطب |
والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق به | فهو الأسير لديك اذ لا ينشب |
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى | فرجوعها بعد التنافر يصعب |
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها | شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ |
وكذاك سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ | نشرته ألسنة ٌ تزيد وتكذب |
لاْ تَحْرَصَنَ فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ | في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب |
وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً | والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ |
كم عاجزٍ في الناس يؤتى رزقهُ | رغداًو يحرم كيس ويخيب |
أَدِّ الأَمَانَة َ والخِيَانَة َ فاجْتَنِبْ | وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ |
وإذا بُلِيْتَ بِنْكبَة ٍ فاصْبِرْ لها | من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب |
و إذا أصابك في زمانك شدة ٌ | و أصابك الخطب الكريه الأصعب |
فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ | يدعوه من حبل الوريد وأقرب |
كن مااستطعت عن الأنام بمعزلٍ | إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ |
واجعل جليسك سيداً تحظى به | حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ |
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْما صائبا | و اعلم بأن دعاءه لا يحجب |
وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاق بِبَلْدَة ٍ | و خشيت فيها أن يضيق المكسب |
فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسِعَة ٌ الفَضَا | طُولاً وعِرْضا شَرْقُها والمَغْرِبُ |
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي | فالنصح أغلى ما يباع ويوهب |
خُذْها إِلَيْكَ قَصِيْدَة ً مَنْظُومَة ً | جاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ |
حِكَمٌ وآدابٌ وَجُلُّ مَواعِظٍ | أَمْثالُها لذوي البصائِر تُكْتَبُ |
فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها | طود العلوم الشامخات الأهيب |
أعني عليًّا وابنَ عمِّ محمَّدٍ | مَنْ نالَه الشَرَفُ الرفيعُ الأَنْسَبُ |
يا ربّ صلِّ على النبيِّ وآله | عَدَدَ الخلائِقِ حصْرُها لا يُحْسَبُ |
صالح بن عبد القدوس أبو الفضل البصري هو صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس الأزدي الجذامي.
وهو شاعر عباسي كان مولى لبني أسد.
كان حكيماً متكلماً يعظ الناس في البصرة، له مع أبي الهذيل العلاف
مناظرات، واشتهر بشعر الحكمة والأمثال والمواعظ، يدور كثير من شعره حول
التنفير من الدنيا ومتاعها، وذكر الموت والفناء، والحثّ على مكارم الأخلاق،
وطاعة الله، ويمتاز شعره بقوة الألفاظ، والتدليل، والتعليل، ودقة القياس.
مرت أحداث في حياة الشاعر جعلته يقارن بين الأسباب كما يقارن بين النتائج؛ فيَصل إلى آراء مُحكمة مستخلصة من تجاربه وتجارب غيره. قال المرتضى: (قيل رؤي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود، فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟ قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد!) وعمي في آخر عمره.
وفاته
اتهم بالزندقة وقتل بها؛ قيل إن الخليفة محمد المهدي قتله وقيل أيضاً أن هارون الرشيد قتله وصلبه على جسر بغداد.وصل إلى الرشيد عن صالح بن عبد القدوس أبيات شعر يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وآله، فقال له الرشيد: أنت القائل هذه الأبيات؟
قال: لا، والله يا أمير المؤمنين، ما أشركت بالله طرفة عين، ولا تسفك دمي على الشبهة، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله: " ادرءوا الحدود بالشبهات ما استطعتم " وأخذ يرقق قلبه، ويستنزله عما عزم عليه بفصاحته وبيانه، ويتلو القرآن، حتى رقّ له وأمر بتخلية سبيله،
فلما أراد أن يخرج من بين يديه قال: أنشدني قصيدتك السينية فأنشده حتى إذا بلغ قوله: والشيخ لا يترك أخلاقه … حتى يواري في ثرى رمسه قال: يا شيخ، هذا الكلام يشبه هذا الكلام، وهذا الشعر من نمط ذلك الشعر - يعني الأبيات التي نسبت إليه - ونحن نتمثل وصيتك، ثم أمر فضربت عنقه وصلب على الجسر.
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..