أولا أتمنى ان لايكون الزواج مشروعا لان المشروع في لغة الادارة هو
مهمة محددة لها بداية و نهاية و لكننا نتمنى أن يكون الزواج إلى الابد لكن
يبدو ان كثرة حالات الطلاق ترجح فرظية أن الزواج مشروع! و على فكرة لو
أردنا أن نغوص في هذا المعنى سنجد العلة في تحليل أو تحريم الزواج بنية
الطلاق...أقول يكفيني هذا الاسترسال و سأعود لموضوعي!
قبل أن أبدأ بشرح الفكرة أحتاج ان أشرح لفظة رأسمالي و تشغيلي لمن لا يعرفها – و يا حظه انه من لا يعرفها!-
المشروع الرأسمالي هي الذي يعني بشراء الأصول. مثلا شراء أثاث البيت يعتبر مشروع رأسمالي!
المشروع التشغيلي هي الذي يعني بالمصاريف المتعلقة أو المترتبة عن وجود الأصول مثل الصيانة أو بمثال بسيط الخادمة التي تنظف الأثاث الذي شريناه في المشروع الرأسمالي.
رغم سذاجة الأمثلة أعلاه ألا أني تعمدت التبسيط و هي بالفعل تشرح الفرق بين مشروع رأسمالي و تشغيلي و الآن استطيع أن أقول أما بعد
لا يوجد أدنى شك في كون المهر عقبة في طريق الزواج و كذلك المصاريف التأسيسية مثل الأثاث و السيارة و غيرها بالإضافة إلى المصاريف التي ما انزل الله بها من سلطان و التي تعتبر (ٍsunk cost) أو المصاريف التي لا يمكن استرجاعها (الحليب المسكوب) أو استثمارها كمصاريف الفرح و البذخ المصاحب و كل ذلك في الحقيقة انه لا يتناسب مع سماحة ديننا الإسلامي و لا عاداتنا الأصيلة (و لا أقول المحرفة) و لا حتى عادات الغرب و قد عشنا بينهم و رأينا ماذا تعني كلمة بساطة!
كما أنه لا يوجد أدنى شك في جمال و روعة الجهود الرائعة التي تقوم بها المؤسسات التي تسهل عملية الزواج بإقامة الزواجات الجماعية و نشر مفهوم خفض المهر و غيرها الكثير من الجهود المباركة التي نراها من كرام لا يبتغون ألا الأجر من الله لكن –و ما أصعب هذه الكلمة- كل تلك الجهود تصب في تقليص المصاريف الرأسمالية للزواج و بقي ماذا! بقيت مصاريف الحياة اليومية التي تستمر معنا طول العمر بل تزيد و لا تنقص لأن الزواج باختصار شديد هو مشروع تشغيلي و لا أعلم إن كان هناك جهودا لدعم المصاريف التشغيلية في الحياة الزوجية أم أنني أعبث بالحديث لأن من قواعدنا الثقافية قولة "احمد ربك" و هنا يقال "احمد ربك إننا زوجناك" وأنا أقول الحمد لله رب العالمين و الشكر له من قبل و من بعد و لا أطالب تلك المؤسسات بأكثر من طاقتها لكنني أنبه إلى أن مصاريف ما بعد الزواج تستحق لفتة ليس من جمعيات مساعدة الزواج بل من المسئولين عن ذلك و لا تسألوني من هم!!!
لكن اسألوني ماذا تحتاج الأسرة بعد الزواج حتى أقول (للإخوة العزاب أما المتزوجين فهم من سيخبرنا): نحتاج شقة و أجارها الشهري-فواتير كهرب،ماء،هاتف-مصاريف أكل-مواصلات-ضيافة-ترفيه (عشان لا يطفشون و يحصل طلاق أو يجيهم اكتئاب)-ملابس-مصاريف سيارة أو أقساطها و غيرها الكثير قبل أن يأتي المولود الأول الذي بدأ الأهل و الجيران بالسؤال عنه من أول أسبوع زواج و هكذا تبدأ معركة الحياة الحقيقية بعد الزواج ....!
مهما وفرنا من ماديات فلن نستطيع مقاومة سَعَر المصاريف التي تنهشنا لكن نصيحتي لكل مقدم على الزواج أن يفهم أولويات حياته و يعي تفاصيل المسئولية المالية الملقاة على ظهره و يبدأ بالأهم و يرمي بعرض الحائط كل ما يهدد استقراره المادي و ليتذكر أنه مسلم و الإسلام مبنية فروضه على الاستطاعة في عبادة الله فمالنا نتحمل مالا نستطيع في أمر الدنيا! و ألا أنا غلطان!
الثلاثاء 25 ذو القعدة 1431 هـ. الموافق 02 نوفمبر 2010
العدد
6231
الإقتصادية
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
المشروع الرأسمالي هي الذي يعني بشراء الأصول. مثلا شراء أثاث البيت يعتبر مشروع رأسمالي!
المشروع التشغيلي هي الذي يعني بالمصاريف المتعلقة أو المترتبة عن وجود الأصول مثل الصيانة أو بمثال بسيط الخادمة التي تنظف الأثاث الذي شريناه في المشروع الرأسمالي.
رغم سذاجة الأمثلة أعلاه ألا أني تعمدت التبسيط و هي بالفعل تشرح الفرق بين مشروع رأسمالي و تشغيلي و الآن استطيع أن أقول أما بعد
لا يوجد أدنى شك في كون المهر عقبة في طريق الزواج و كذلك المصاريف التأسيسية مثل الأثاث و السيارة و غيرها بالإضافة إلى المصاريف التي ما انزل الله بها من سلطان و التي تعتبر (ٍsunk cost) أو المصاريف التي لا يمكن استرجاعها (الحليب المسكوب) أو استثمارها كمصاريف الفرح و البذخ المصاحب و كل ذلك في الحقيقة انه لا يتناسب مع سماحة ديننا الإسلامي و لا عاداتنا الأصيلة (و لا أقول المحرفة) و لا حتى عادات الغرب و قد عشنا بينهم و رأينا ماذا تعني كلمة بساطة!
كما أنه لا يوجد أدنى شك في جمال و روعة الجهود الرائعة التي تقوم بها المؤسسات التي تسهل عملية الزواج بإقامة الزواجات الجماعية و نشر مفهوم خفض المهر و غيرها الكثير من الجهود المباركة التي نراها من كرام لا يبتغون ألا الأجر من الله لكن –و ما أصعب هذه الكلمة- كل تلك الجهود تصب في تقليص المصاريف الرأسمالية للزواج و بقي ماذا! بقيت مصاريف الحياة اليومية التي تستمر معنا طول العمر بل تزيد و لا تنقص لأن الزواج باختصار شديد هو مشروع تشغيلي و لا أعلم إن كان هناك جهودا لدعم المصاريف التشغيلية في الحياة الزوجية أم أنني أعبث بالحديث لأن من قواعدنا الثقافية قولة "احمد ربك" و هنا يقال "احمد ربك إننا زوجناك" وأنا أقول الحمد لله رب العالمين و الشكر له من قبل و من بعد و لا أطالب تلك المؤسسات بأكثر من طاقتها لكنني أنبه إلى أن مصاريف ما بعد الزواج تستحق لفتة ليس من جمعيات مساعدة الزواج بل من المسئولين عن ذلك و لا تسألوني من هم!!!
لكن اسألوني ماذا تحتاج الأسرة بعد الزواج حتى أقول (للإخوة العزاب أما المتزوجين فهم من سيخبرنا): نحتاج شقة و أجارها الشهري-فواتير كهرب،ماء،هاتف-مصاريف أكل-مواصلات-ضيافة-ترفيه (عشان لا يطفشون و يحصل طلاق أو يجيهم اكتئاب)-ملابس-مصاريف سيارة أو أقساطها و غيرها الكثير قبل أن يأتي المولود الأول الذي بدأ الأهل و الجيران بالسؤال عنه من أول أسبوع زواج و هكذا تبدأ معركة الحياة الحقيقية بعد الزواج ....!
مهما وفرنا من ماديات فلن نستطيع مقاومة سَعَر المصاريف التي تنهشنا لكن نصيحتي لكل مقدم على الزواج أن يفهم أولويات حياته و يعي تفاصيل المسئولية المالية الملقاة على ظهره و يبدأ بالأهم و يرمي بعرض الحائط كل ما يهدد استقراره المادي و ليتذكر أنه مسلم و الإسلام مبنية فروضه على الاستطاعة في عبادة الله فمالنا نتحمل مالا نستطيع في أمر الدنيا! و ألا أنا غلطان!
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..