الثلاثاء، 13 مايو 2014

حاصل القول في مسألة التوسل

 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }
حاصل القول في مسألة التوسل :
أن التوسل على قسمين :

مشروع : وهو ثلاثة أقسام :
توسل بأسماء الله وصفاته :
ودليله : من القرآن : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }.
ومن السنة : «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي» ، فهو توسل بصفات الله ليقي الله له امره صلى الله عليه وسلم.
توسل بالعمل الصالح :
دليله من القرآن : { رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ) = (فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ).
ومن السنة : حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار.
توسل بدعاء الصالحين لا بذواتهم :
دليله : توسل الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند القحط ، في الاستسقاء ، ومعناه طلبهم منه الدعاء ، ثم من بعده صلى الله عليه وسلم بالعباس ، وهو الوارد عن عمر ضي الله عنه من قوله (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلّى الله عليه وسلّم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون) ، والمقصود بدعاءه ، لا بذاته ، كما كان يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بما فسرته الاحاديث الواردة .
والقسم الثاني : توسل غير مشروع :
التوسل إلى الله - عز وجل - بذوات المخلوقين، كأن يقول المتوسل: اللهم إني أتوسل إليك بفلان - أي بذاته - أن تقضي حاجتي.
وهذا النوع من التوسل لم يكن الصحابة يفعلونه مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا في الاستسقاء، ولا في غيره لا في حياته ولا بعد مماته، لا عند قبره، ولا عند غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المعروفة المشهورة بينهم، وكل ما نقل في هذا إنما هو أحاديث ضعيفة، أو عمن ليس قوله حجة.
التوسل إلى الله - عز وجل - بجاه أحد، أو حقه على الله - عز وجل - أو حرمته، ومنزلته عند ربه - سبحانه وتعالى .
كأن يقول أسألك بحق النبيين عليك ، أو بجاه فلان .
والسؤال بحق أحد من الخلق مبني على أصلين:
الأصل الأول: هل له حق عند الله؟. الصواب: أنه ليس لأحد من الخلق حق على خالقهم إلا ما أوجبه - سبحانه - على نفسه لخلقه تكرماً منه وتفضلاً، لا إلزاماً من أحد عليه، كما بين - سبحانه – في مثل قوله: { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }، وفي الحديث (يا معاذ: أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ ». قال: الله ورسوله أعلم. قال: «أن لا يعذبهم».
الأصل الثاني : هل يُسأل الله عزّ وجل بذلك الحق؟
والجواب عن هذا أن يقال: إن كان الحق الذي سأل به سبباً لإجابة السؤال حَسُن السؤال به، كالحق الذي يجب لعابديه وسائليه ، كمن اتبع الوحي ، فسأل باتباعه ، ان ينجيه الله ، وهو داخل في جملة الأقسام الماضية في المشروع.
أما إن كان السائل يسأل بحق غيره ، فسؤاله أجنبي عن الدعاء ، ومثاله : اللهم إن فلانا يقوم الليل ويطعم المسكين ويفعل ويفعل ...فاللهم إني أسألك بحقه عليك ، أو بجاهه أن تفرج كربي ، فما ذكر من أعمال ، فهي إنما تنفع صاحبها ، لا من الداعي بها .
ومثال آخر : رجل له ابن (زيد) بار به ، يطيعه ويخدمه ويحفظ عليه عهده .


وله ابن آخر (عمرو) لا يطيعه ، ولا يعمل لقوله حسابا .
فلو جاء عمر لوالده فقال : زيد بار بك ويحسن إليك ، أسألك ببره لك ، أن تعطني عشرة جنيهات.
فالجواب من الوالد : إنما بره ينفعه هو ، فلو سألني ببره ، لأعطيته وزدته ، أما أنت فاصنع عملا يرضيني عنك.
ولله المثل الأعلى.
هذا حاصل ما في هذه المسألة ، ويمكن لمتأمل أن يزد أو ينقص من القسمات المذكورة ، بحسب ما تقتضيه النصوص ، وجماع الوسيلة الشرعية هو: التوسل باتباع ما جاء به الوحي.
والله أعلم.
للتوسع (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام){ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }
حاصل القول في مسألة التوسل :
أن التوسل على قسمين :

مشروع : وهو ثلاثة أقسام :
توسل بأسماء الله وصفاته :
ودليله : من القرآن : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }.
ومن السنة : «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي» ، فهو توسل بصفات الله ليقي الله له امره صلى الله عليه وسلم.
توسل بالعمل الصالح :
دليله من القرآن : { رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ) = (فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ).
ومن السنة : حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار.
توسل بدعاء الصالحين لا بذواتهم :
دليله : توسل الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند القحط ، في الاستسقاء ، ومعناه طلبهم منه الدعاء ، ثم من بعده صلى الله عليه وسلم بالعباس ، وهو الوارد عن عمر ضي الله عنه من قوله (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلّى الله عليه وسلّم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون) ، والمقصود بدعاءه ، لا بذاته ، كما كان يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بما فسرته الاحاديث الواردة .
والقسم الثاني : توسل غير مشروع :
التوسل إلى الله - عز وجل - بذوات المخلوقين، كأن يقول المتوسل: اللهم إني أتوسل إليك بفلان - أي بذاته - أن تقضي حاجتي.
وهذا النوع من التوسل لم يكن الصحابة يفعلونه مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا في الاستسقاء، ولا في غيره لا في حياته ولا بعد مماته، لا عند قبره، ولا عند غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المعروفة المشهورة بينهم، وكل ما نقل في هذا إنما هو أحاديث ضعيفة، أو عمن ليس قوله حجة.
التوسل إلى الله - عز وجل - بجاه أحد، أو حقه على الله - عز وجل - أو حرمته، ومنزلته عند ربه - سبحانه وتعالى .
كأن يقول أسألك بحق النبيين عليك ، أو بجاه فلان .
والسؤال بحق أحد من الخلق مبني على أصلين:
الأصل الأول: هل له حق عند الله؟. الصواب: أنه ليس لأحد من الخلق حق على خالقهم إلا ما أوجبه - سبحانه - على نفسه لخلقه تكرماً منه وتفضلاً، لا إلزاماً من أحد عليه، كما بين - سبحانه – في مثل قوله: { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }، وفي الحديث (يا معاذ: أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ ». قال: الله ورسوله أعلم. قال: «أن لا يعذبهم».
الأصل الثاني : هل يُسأل الله عزّ وجل بذلك الحق؟
والجواب عن هذا أن يقال: إن كان الحق الذي سأل به سبباً لإجابة السؤال حَسُن السؤال به، كالحق الذي يجب لعابديه وسائليه ، كمن اتبع الوحي ، فسأل باتباعه ، ان ينجيه الله ، وهو داخل في جملة الأقسام الماضية في المشروع.
أما إن كان السائل يسأل بحق غيره ، فسؤاله أجنبي عن الدعاء ، ومثاله : اللهم إن فلانا يقوم الليل ويطعم المسكين ويفعل ويفعل ...فاللهم إني أسألك بحقه عليك ، أو بجاهه أن تفرج كربي ، فما ذكر من أعمال ، فهي إنما تنفع صاحبها ، لا من الداعي بها .
ومثال آخر : رجل له ابن (زيد) بار به ، يطيعه ويخدمه ويحفظ عليه عهده .


وله ابن آخر (عمرو) لا يطيعه ، ولا يعمل لقوله حسابا .
فلو جاء عمر لوالده فقال : زيد بار بك ويحسن إليك ، أسألك ببره لك ، أن تعطني عشرة جنيهات.
فالجواب من الوالد : إنما بره ينفعه هو ، فلو سألني ببره ، لأعطيته وزدته ، أما أنت فاصنع عملا يرضيني عنك.
ولله المثل الأعلى.
هذا حاصل ما في هذه المسألة ، ويمكن لمتأمل أن يزد أو ينقص من القسمات المذكورة ، بحسب ما تقتضيه النصوص ، وجماع الوسيلة الشرعية هو: التوسل باتباع ما جاء به الوحي.
والله أعلم.
للتوسع (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام){ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }
حاصل القول في مسألة التوسل :
أن التوسل على قسمين :

مشروع : وهو ثلاثة أقسام :
توسل بأسماء الله وصفاته :
ودليله : من القرآن : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }.
ومن السنة : «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي» ، فهو توسل بصفات الله ليقي الله له امره صلى الله عليه وسلم.
توسل بالعمل الصالح :
دليله من القرآن : { رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ) = (فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ).
ومن السنة : حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار.
توسل بدعاء الصالحين لا بذواتهم :
دليله : توسل الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند القحط ، في الاستسقاء ، ومعناه طلبهم منه الدعاء ، ثم من بعده صلى الله عليه وسلم بالعباس ، وهو الوارد عن عمر ضي الله عنه من قوله (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلّى الله عليه وسلّم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون) ، والمقصود بدعاءه ، لا بذاته ، كما كان يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بما فسرته الاحاديث الواردة .
والقسم الثاني : توسل غير مشروع :
التوسل إلى الله - عز وجل - بذوات المخلوقين، كأن يقول المتوسل: اللهم إني أتوسل إليك بفلان - أي بذاته - أن تقضي حاجتي.
وهذا النوع من التوسل لم يكن الصحابة يفعلونه مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا في الاستسقاء، ولا في غيره لا في حياته ولا بعد مماته، لا عند قبره، ولا عند غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المعروفة المشهورة بينهم، وكل ما نقل في هذا إنما هو أحاديث ضعيفة، أو عمن ليس قوله حجة.
التوسل إلى الله - عز وجل - بجاه أحد، أو حقه على الله - عز وجل - أو حرمته، ومنزلته عند ربه - سبحانه وتعالى .
كأن يقول أسألك بحق النبيين عليك ، أو بجاه فلان .
والسؤال بحق أحد من الخلق مبني على أصلين:
الأصل الأول: هل له حق عند الله؟. الصواب: أنه ليس لأحد من الخلق حق على خالقهم إلا ما أوجبه - سبحانه - على نفسه لخلقه تكرماً منه وتفضلاً، لا إلزاماً من أحد عليه، كما بين - سبحانه – في مثل قوله: { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }، وفي الحديث (يا معاذ: أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ ». قال: الله ورسوله أعلم. قال: «أن لا يعذبهم».
الأصل الثاني : هل يُسأل الله عزّ وجل بذلك الحق؟
والجواب عن هذا أن يقال: إن كان الحق الذي سأل به سبباً لإجابة السؤال حَسُن السؤال به، كالحق الذي يجب لعابديه وسائليه ، كمن اتبع الوحي ، فسأل باتباعه ، ان ينجيه الله ، وهو داخل في جملة الأقسام الماضية في المشروع.
أما إن كان السائل يسأل بحق غيره ، فسؤاله أجنبي عن الدعاء ، ومثاله : اللهم إن فلانا يقوم الليل ويطعم المسكين ويفعل ويفعل ...فاللهم إني أسألك بحقه عليك ، أو بجاهه أن تفرج كربي ، فما ذكر من أعمال ، فهي إنما تنفع صاحبها ، لا من الداعي بها .
ومثال آخر : رجل له ابن (زيد) بار به ، يطيعه ويخدمه ويحفظ عليه عهده .


وله ابن آخر (عمرو) لا يطيعه ، ولا يعمل لقوله حسابا .
فلو جاء عمر لوالده فقال : زيد بار بك ويحسن إليك ، أسألك ببره لك ، أن تعطني عشرة جنيهات.
فالجواب من الوالد : إنما بره ينفعه هو ، فلو سألني ببره ، لأعطيته وزدته ، أما أنت فاصنع عملا يرضيني عنك.
ولله المثل الأعلى.
هذا حاصل ما في هذه المسألة ، ويمكن لمتأمل أن يزد أو ينقص من القسمات المذكورة ، بحسب ما تقتضيه النصوص ، وجماع الوسيلة الشرعية هو: التوسل باتباع ما جاء به الوحي.
والله أعلم.
للتوسع (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام)

حاصل القول في مسألة التوسل
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..