السبت، 3 مايو 2014

الأوربيون يخشون على ثقافتهم من الأمركة!!

لعل من الأمور المضحكة المبكية، أن نجد هذا الاحتفال الكبير بالثقافة الغربية، في كتابات مثقفينا،في الوقت الذي نجد فيه بعض الأوربيين، يخشون على (ثقافتهم) من (الأمركة)، بل ويخشون على (أحلام) أطفالهم، فقد (شعرت لوتشيانا كاستلينا النائبة في البرلمان الأوربي بما هو أكثر من الضيق عندما عجزت عن مشاهدة أي فيلم غير منتج في هوليود في بروكسيل مساء عطلة الأحد. وتقول كاستلينا التي ترأس اللجنة الثقافية التابعة للبرلمان الأوربي وتتزعم حملة ضد " أمركة الثقافة" أن هذه الظاهرة تبين لماذا سيصوت البرلمان غدا الثلاثاء على فرض قيود أشد على الأفلام الأمريكية
التي تعرض في التلفزيونات الأوربية(..) وترى كاستلينا ولجنتها أن الثقافة يجب أن لا تترك لقوى السوق وألا تعامل كسلعة عادية مثل البطاطس أو الغسالات الكهربائية. وتقول : " الناس لهم الحق في الاختيار وألا يكونوا عرضة لقمع قوة احتكارية مثل هوليود .. إنها ليست مواجهة بين أوربا وأمريكا لكنها مواجهة بين أوربا وهوليود، وهذه الهيمنة من قبل هوليود ستحرم أطفال العالم من خيالاتهم وصورهم وأبطالهم وسيشعرون بعزلة كاملة){ جريدة الحياة العدد 12131 في 11 / 11 / 1996م}. وعلى صعيد العلاج النفسي، نجد بعض الاختصاصيين الأوربيين اتخذوا ( المواقف الحاسمة من الأيدلوجية النفسية في أمريكا ومن هذه المواقف :
1- موقف البروفيسور الفرنسي (بورجوا) الذي يعتبر أن الأمريكيين يستخدمون تصنيفهم للأمراض ويحاولون فرضه على الشعوب الأخرى، وكأنه حصان طروادة الذي يدخل من خلاله الفكر الأمريكي إلى عقول الأطباء النفسانيين حول العالم
2- رفض العديد من أساليب العلاج النفسي الأمريكي وهذا الرفض يصل أحيانا إلى حد الرفض المطلق مع الإدانة وأحيانا الاتهام بالاستباحة.
3- إن المنظمة الدولية للتحليل النفسي ترفض الاعتراف بغالبية المدارس التحليلية الأمريكية.
هذه الأسباب وغيرها( منها سياسية) هي التي أدت إلى قيام المدرسة المعادية للطب النفسي في أميركا. وفي تعليقها على هذه المدرسة تقول البروفسورة( موسون ) : " قد يكون ذلك صحيحا في مجتمعهم أما في المجتمع الأوربي فإن ذلك غير صحيح. وما يصح في أميركا وفي ظروفها لا يصح في ظروفنا وفي المجتمعات الأخرى.){ مجلة الثقافة النفسية العدد الخامس المجلد الثاني – كانون الثاني 1991م.}.
إذا كان الأوربيين، الذين لا تختلف ثقافتهم في أصولها عن الثقافة الأمريكية، يشتكون هذه الشكوى فماذا يقول مثقفونا؟! الحقيقة أنهم لا يقولون شيئا فإن المتابع يجد المختصين في علم النفس لدينا يرددون، في غالبيتهم، ما تم تلقينه لهم دون تمييز بين الفروق الواضحة بيننا وبين الغرب!!
ابو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..