المقالة من وحي أحداث العراق..
فيه دعوة للاعتراف بما فعلته داعش في هذه الثورة وعدم تقزيمهم. ومحاولة اشغالهم بالحرب والاتجاه
بهم شرقاً حيث إيران أو غرباً حيث النصيريين..
لأنه في حال توقفهم سينكفئون ويقاتلون أهل السنة الثائرين معهم اليوم بالعراق ..
___________________
معظم من تهاتفت معهم، عقب سقوط مدينة الموصل العراقية، كان رأيهم ـ مثل رأيي ـ أن ما حصل انسحاب تكتيكي من جيش المالكي الطائفي، وأنهم سيكرّون عليهم خلال أيام.لكن الذي حصل فاق توقعات كل المراقبين والمحللين السياسيين، بل حتى حسابات أعتى الاستخبارات الغربية، التي وقعت في حيرة مما حصل ويحصل هذه الأيام في عراقنا الأبيّ، الذي انتفض على الطائفية والتهميش والتصفية المذهبية، وكل الممارسات الظالمة التي قام بها ربيب إيران بأحفاد الرشيد والمنصور.
هل كانت هذه الانتفاضة هي من "داعش" بما تحاول إيهامنا به وسائل الإعلام الغربية، وأبواق إيران والمالكي؛ ليبرروا لاحقا سحق هذه الثورة من سنّة وعشائر وبعثيي العراق؟.
الإجابة بالنفي ـ بتصور كاتب السطور ـ خطأ، والموافقة الكاملة أيضا خطأ، فمن قام بتلك الثورة ـ بحسب علماء وسياسيين من داخل العراق ـ خليط من بقايا جنود صدام والبعثيين، ومن العشائر العراقية السنية، ومن تنظيم "داعش" الذي رجح بتفوق أفراده ـ بما تقول الاستخبارات الأميركية ـ وحسم المعركة هناك، في مدن الموصل ونينوى والفلوجة، ومدائن عدة تساقطت كقطع الدومينو بين أيديهم، وانجفل جنود المالكي أمامهم، واستسلم البعض منهم، في مشهد تابعه الملايين من العالم، وهم الذين رصدوا ما فعله المالكي البغيض بحق إخوتنا السنّة من ممارسات طائفية شنيعة.
من الذي قام بتنظيم هذه الفسيفساء السنّية المتنافرة نوعا ما؟ من الذي أقنع هذا التنظيم المتطرف "داعش" بالموافقة على الانسلاك في هذه الثورة؟
وعهدنا بقياداتهم العناد الشديد والمكابرة، والتأكيد على تزعمهم المشهد والرأي، فضلا عن غلوهم الفكري والديني، وهو ما رأيناه في ثورة الشام، حيث صوبوا فوهات رشاشاتهم إلى من معهم في خندق المعارضة، ورأوا ـ من عنادهم الشديد وفقههم السياسي الضحل ـ أن محاربة "النصرة" والجيش الحرّ، أولى وأهم من محاربة جلاوزة بشار النصيريين، وجنود "حزب اللات" المتعصبة، بل كفروا وقتلوا حتى العلماء والدعاة الذين توسطوا بالصلح بين تلك الفصائل.
السؤال الذي يحيرني: من الذي أقنع "داعش" بهذه المشاركة، وقبولهم التوزيع التكتيكي، بل أكثر من ذلك أنهم ـ بحسب العربية نت ـ أعلنوا وقف الحرب على الجيش الحرّ. وهذا برأيي تقدم كبير، كي ينضووا مع بقية الفصائل المعارضة ضد نظام بشار الأسد؟.
الأكيد أن من أقنعهم بذلك ينبغي شكره، سواء أكان جهات استخبارات أم علماء، ولا أظن أن قيادات "داعش" قبلت هذا إلا مرحليا، وفي كل الأحوال، ما حدث في الأيام الماضية كان مكسبا وقتيا للسنّة.
لا ندري ما الذي سنشهده في قادم الأيام؟، لكن التاريخ يحدثنا أن الثورة تأكل أبناءها، وأن هذا التحالف السنّي سينقلب بعضه على بعض، إلا إذا كان العدو حاضرا، وهو ما أتمناه؛ كي ينشغل التنظيم ويتجه شرقا، حيث الداعم الحقيقي للمالكي وأذنابه، أو غربا حيث أوباش النصيرية التي فتكت بشرفاء أهل الشام.
تظل نقطة مهمة هنا ينبغي أن ننتبه لها؛ فهذه المعارك ستشعل حماسة كثير من الشباب العربي، الملتزم منه وغير الملتزم دينيا، وسيتوافدون أفواجا أفواجا للالتحاق بـ"داعش"، وناقشت في مقالات سابقة الفكر الذي يقوم عليه التنظيم، فأخشى ما أخشاه أن تأخذهم سكرة الانتصارات على أذناب إيران، الذين أذاقوا إخوتنا السنة في أرض الرافدين ألوان المهانة والعذاب، وننسى الفكر الحقيقي الذي عليه "داعش"؛ لأن لهم حلما يودون تحقيقه،
إلا أن يلهم الله قياداتهم، وينبري العلماء لإيقاف غلوهم، وتوجيههم إلى حيث العدو الحقيقي للأمة، وهنا الدور المنتظر من علمائنا، طالما أثبت التنظيم وجوده، ومن الخطأ الكبير؛ النظرة التقزيمية له، أو تجاهلهم وإهمالهم، بل الصحيح أن نقوم بإصلاحهم ما أمكننا، أو توجيههم حيث العدو الحقيقي لهم ولنا.
لعلماء ودعاة الأمة دور كبير اليوم، بجمع كلمة إخوتنا السنّة في العراق؛ كي يعود السلام والاطمئنان إلى أرض الرافدين، والله نسأل أن يعصم بلادنا من الشرر المتطاير حولنا.
بقلم :عبدالعزيز قاسم
صحيفة الوطن
المصدر
فيه دعوة للاعتراف بما فعلته داعش في هذه الثورة وعدم تقزيمهم. ومحاولة اشغالهم بالحرب والاتجاه
بهم شرقاً حيث إيران أو غرباً حيث النصيريين..
لأنه في حال توقفهم سينكفئون ويقاتلون أهل السنة الثائرين معهم اليوم بالعراق ..
___________________
معظم من تهاتفت معهم، عقب سقوط مدينة الموصل العراقية، كان رأيهم ـ مثل رأيي ـ أن ما حصل انسحاب تكتيكي من جيش المالكي الطائفي، وأنهم سيكرّون عليهم خلال أيام.لكن الذي حصل فاق توقعات كل المراقبين والمحللين السياسيين، بل حتى حسابات أعتى الاستخبارات الغربية، التي وقعت في حيرة مما حصل ويحصل هذه الأيام في عراقنا الأبيّ، الذي انتفض على الطائفية والتهميش والتصفية المذهبية، وكل الممارسات الظالمة التي قام بها ربيب إيران بأحفاد الرشيد والمنصور.
هل كانت هذه الانتفاضة هي من "داعش" بما تحاول إيهامنا به وسائل الإعلام الغربية، وأبواق إيران والمالكي؛ ليبرروا لاحقا سحق هذه الثورة من سنّة وعشائر وبعثيي العراق؟.
الإجابة بالنفي ـ بتصور كاتب السطور ـ خطأ، والموافقة الكاملة أيضا خطأ، فمن قام بتلك الثورة ـ بحسب علماء وسياسيين من داخل العراق ـ خليط من بقايا جنود صدام والبعثيين، ومن العشائر العراقية السنية، ومن تنظيم "داعش" الذي رجح بتفوق أفراده ـ بما تقول الاستخبارات الأميركية ـ وحسم المعركة هناك، في مدن الموصل ونينوى والفلوجة، ومدائن عدة تساقطت كقطع الدومينو بين أيديهم، وانجفل جنود المالكي أمامهم، واستسلم البعض منهم، في مشهد تابعه الملايين من العالم، وهم الذين رصدوا ما فعله المالكي البغيض بحق إخوتنا السنّة من ممارسات طائفية شنيعة.
من الذي قام بتنظيم هذه الفسيفساء السنّية المتنافرة نوعا ما؟ من الذي أقنع هذا التنظيم المتطرف "داعش" بالموافقة على الانسلاك في هذه الثورة؟
وعهدنا بقياداتهم العناد الشديد والمكابرة، والتأكيد على تزعمهم المشهد والرأي، فضلا عن غلوهم الفكري والديني، وهو ما رأيناه في ثورة الشام، حيث صوبوا فوهات رشاشاتهم إلى من معهم في خندق المعارضة، ورأوا ـ من عنادهم الشديد وفقههم السياسي الضحل ـ أن محاربة "النصرة" والجيش الحرّ، أولى وأهم من محاربة جلاوزة بشار النصيريين، وجنود "حزب اللات" المتعصبة، بل كفروا وقتلوا حتى العلماء والدعاة الذين توسطوا بالصلح بين تلك الفصائل.
السؤال الذي يحيرني: من الذي أقنع "داعش" بهذه المشاركة، وقبولهم التوزيع التكتيكي، بل أكثر من ذلك أنهم ـ بحسب العربية نت ـ أعلنوا وقف الحرب على الجيش الحرّ. وهذا برأيي تقدم كبير، كي ينضووا مع بقية الفصائل المعارضة ضد نظام بشار الأسد؟.
الأكيد أن من أقنعهم بذلك ينبغي شكره، سواء أكان جهات استخبارات أم علماء، ولا أظن أن قيادات "داعش" قبلت هذا إلا مرحليا، وفي كل الأحوال، ما حدث في الأيام الماضية كان مكسبا وقتيا للسنّة.
لا ندري ما الذي سنشهده في قادم الأيام؟، لكن التاريخ يحدثنا أن الثورة تأكل أبناءها، وأن هذا التحالف السنّي سينقلب بعضه على بعض، إلا إذا كان العدو حاضرا، وهو ما أتمناه؛ كي ينشغل التنظيم ويتجه شرقا، حيث الداعم الحقيقي للمالكي وأذنابه، أو غربا حيث أوباش النصيرية التي فتكت بشرفاء أهل الشام.
تظل نقطة مهمة هنا ينبغي أن ننتبه لها؛ فهذه المعارك ستشعل حماسة كثير من الشباب العربي، الملتزم منه وغير الملتزم دينيا، وسيتوافدون أفواجا أفواجا للالتحاق بـ"داعش"، وناقشت في مقالات سابقة الفكر الذي يقوم عليه التنظيم، فأخشى ما أخشاه أن تأخذهم سكرة الانتصارات على أذناب إيران، الذين أذاقوا إخوتنا السنة في أرض الرافدين ألوان المهانة والعذاب، وننسى الفكر الحقيقي الذي عليه "داعش"؛ لأن لهم حلما يودون تحقيقه،
إلا أن يلهم الله قياداتهم، وينبري العلماء لإيقاف غلوهم، وتوجيههم إلى حيث العدو الحقيقي للأمة، وهنا الدور المنتظر من علمائنا، طالما أثبت التنظيم وجوده، ومن الخطأ الكبير؛ النظرة التقزيمية له، أو تجاهلهم وإهمالهم، بل الصحيح أن نقوم بإصلاحهم ما أمكننا، أو توجيههم حيث العدو الحقيقي لهم ولنا.
لعلماء ودعاة الأمة دور كبير اليوم، بجمع كلمة إخوتنا السنّة في العراق؛ كي يعود السلام والاطمئنان إلى أرض الرافدين، والله نسأل أن يعصم بلادنا من الشرر المتطاير حولنا.
بقلم :عبدالعزيز قاسم
صحيفة الوطن
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..