السبت، 7 يونيو 2014

عبد العزيز الخميس بين: السعودية وقطر !!

الأستاذ عبد العزيز الخميس صحفي سعودي مارس الصحافة سنوات كثيرة؛ فعمل في (الشرق الأوسط)، ثم عمل رئيسا لمجلة المجلة، أبعد بعد ذلك عن رئاسة تحريرها لمخالفات ارتكبها - حسب نظم
مالكي الجريدة - فكان نصيبه الإبعاد عنها!!

*** ولأن مجلة المجلة محسوبة على السعودية فقد انقلب السيد عبدالعزيز الخميس على دولته فأصبح مابين عشية أو ضحاها معارضاً سياسيا يكتب ضد بلده منتقدا ومطالبا بالإصلاح ومتصلا بهذا أو بذاك لتنسيق المواقف وتهيئة الوسائل الموصلة للأهداف!!

السيد الخميس وفي رسالة وجهها للسيد عبدالعزيز قاسم يرد فيها على اتهامه له وكذلك اتهام السيد عبدالرحمن الأنصاري له بالعمالة للأجنبي وبأنه - أيضا- متناقض سياسيا، قال مدافعا عن نفسه، وكان مما قاله: (التابعون للأجنبي ليسوا في لندن بل هم في شوارع الرياض ومكاتبها، وهم الذين يفرطون في مصالح شعوبهم ويوافقون سياسات واستراتيجيات الأجنبي، ولم نر يوما مثقفا ينتقدهم في علن بل يسن سكاكينه على المهاجرين)!! فالرجل - كما جاء في رده - ليس ضد وطنه ولكنه ضد من يصنع سياسة وطنه!!

والغريب في الأمر سرعة تحوله غير المبرر من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، وهذا النوع من التصرف غالبا ما يقوم به الأطفال، وفي بلدنا مثل ينطبق على حالة السيد الخميس والتي هي تنطبق أيضا على حالة الأطفال عندما يختلفون مع قرنائهم وهذا المثل هو: (عطوني وإلا بخرّب عليكم)!!

*** عاد السيد عبد العزيز الخميس إلى الصحافة رئيسا لجريدة (العرب) التي تصدر في لندن، ومعروف تاريخ هذه الجريدة ومن ينفق عليها ولماذا!! وإذا تجاوزنا هذه النقطة على اعتبار أن من ينفق على وسيلة إعلامية يكون بمقدوره التحكم في سياستها فإن تجاوزات الخميس المتكررة أساءت له كثيرا، كما أنها في الوقت نفسه أساءت لجريدته ومصداقيتها، وهذا كله سيسيء إلى من ينفق عليها وقد يدفعه للتوقف عن الإنفاق، وهنا ستغلق الجريدة - كما أعتقد - وهنا - مرة أخرى - قد ينقلب الخميس ويصبح معارضا سياسيا ولكن هذه المرة على غير وطنه!

*** كتب الخميس مرارا عن (قطر)، ومن حقه ومن حق غيره أن يكتب عن قطر أو غيرها كما يريد، ولكن الخلق الإسلامي وكذلك ميثاق الشرف الإعلامي، وأيضا المصداقية التي تحدد موقع الكاتب ومكانته عند قرائه كل ذلك يستلزم منه صدقا فيما يكتبه، لكن السيد الخميس تجاوز ذلك كله إلى الكذب والافتراء والتلفيق، ويعجب المتابع من هذا الأسلوب الغريب الذي انتهجه الخميس والذي لا يصب في صالحه مطلقا حتى عند من ينفق على جريدته! والأعجب من ذلك والأسوأ منه على الإطلاق أن الرجل يفخر بما يفعل بشكل غير مسبوق!!

*** نعرف جميعا أن هناك خلافا بين بعض دول الخليج، لكننا نعرف - أيضا - أن دول الخليج تحاول لملمة هذا الخلاف لأنها جميعها تدرك أنه ليس في مصلحتها بقاؤه، ونعرف أن المملكة العربية السعودية - وهي كبرى هذه الدول - تعمل جاهدة على لم الشمل، وكان آخر تلك الجهود دعوة خادم الحرمين قبل أيام وبمناسبة مرور ثلاثة وثلاثين عاما على قيام مجلس التعاون الخليجي إلى التحول من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد في كيان واحد، وقد سبق أن دعا خادم الحرمين إلى الاتحاد عام ٢٠١١م ثم جدد هذه الدعوة قبل أيام وهذا يؤكد حرصه الشديد على وحدة دول الخليج واستقرارها، بل إن مجلس الوزراء السعودي ناقش هذه القضية وقال عنها: (إن الاتحاد من شأنه أن يحقق الخير ويدفع الشر ويسهم في المزيد من التلاحم والتعاون والتنسيق والتكامل بين دول مجلس التعاون خصوصا في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة والعالم).

هذه الدعوة المباركة كان يجب أن يتبناها كل المخلصين في دول الخليج، ومن أبجديات هذا التبني العمل على تقريب وجهات النظر، سواء بين الدول الخليجية ذاتها أو بين مكوناتها الداخلية المختلفة فيما بينها على غرار ماهو موجود في البحرين، ولكن الذي فعله السيد الخميس هو العكس تماما مما كان يجب أن يفعله!! لم يذكر الحقائق، وإنما ذكر نقيضها متعمدا، وهذا الفعل لايصب في مصلحة دول الخليج ولا شعوبها ولا في مصلحته هو شخصيا!!

*** وإلى القارئ الكريم بعض النماذج الكاذبة التي تعمد الخميس ذكرها في جريدته (العرب)، وكانت محل سخرية القراء.

++ نشرت جريدة الخميس (العرب) أن المملكة العربية السعودية أوقفت خلية تجسسية تعمل لصالح قطر وتركيا!! (طبعا يعرف القارئ لماذا وضع تركيا إلى جانب قطر!!
السعودية وعلى لسان المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية نفت هذا الخبر، وطالبت الجريدة باحترام مبادئ ومواثيق العمل الإعلامي والابتعاد عن الأخبار الملفقة.

+++ ونشرت جريدته - أيضا - حديثا منسوبا للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قوله: إن قطر قدمت تنازلات في موضوع الخلاف مع بعض دول الخليج، وكان ذلك أثناء اجتماع وزراء خارجية دول الخليج في ١٧/ أبريل / ٢٠١٤ م!!

وزارة الخارجية السعودية وعلى لسان المتحدث باسمها نفت هذا الخبر تماما، وزادت على ذلك بأنها تحتفظ بحقها في الرد واتخاذ الإجراءات النظامية حيال تلك الأكاذيب.

+++ ومن أكاذيب جريدته أيضا قولها: إن قطر نفت الشيخ القرضاوي إلى تونس!! وقد كذّب وزير خارجية تونس هذا الخبر في ١١/أبريل ٢٠١٤

*** عندما قيل عن الخميس وجريدته بأنهما كاذبان كنت أتوقع من الخميس أن يطأطئ رأسه خجلا، وأن يبادر إلى الاعتذار وأيضا يصحح منهجه الرديء، لكنه فاجأ الجميع - كما أعتقد - بأنه في غاية الفرح والسرور لكون السعودية كذبته تحديدا دون سواه مع أن غيره كذب مثله، وقد عدَ هذا التكذيب وساما على صدره!!

ذكّرني موقفه هذا بذاك الرجل المصري المغمور الذي كان ينتقد الدكتور طه حسين باستمرار ولما قيل له في ذلك قال: أتمنى أن يشتمني الدكتور لكي أكون مشهورا!! وربما نسي هذا وأمثاله أن هذه الشهرة لا تعود عليه بخير.
*** وأخيرا: إن كان السيد الخميس حريصا على دولته فهذا منهجها واضح وقد أشرت إليه، وإن كان حريصا على مَن يُعطيه المال وينفق على جريدته فأيضا من مصلحته عدم توسيع شقة الخلاف بين دول الخليج، فهناك قوى يعرفونها تستعد لابتلاعهم، ولن تتوقف عن ذلك مهما فعلوا إلا أن يكونوا متحدين أقوياء، وهذا كله يجب أن يدفعه للاتزان والعمل على تقريب وجهات النظر، وهذا دور الإعلام الجاد ودور الإعلامي المخلص.

*** هناك بعض الخلافات الداخلية في بعض دول الخليج وأبرزها ما نراه في البحرين وهو خلاف طال وما كان له أن يستمر كل هذه المدة، وهذا الخلاف له تأثير سلبي كبير على الداخل البحريني، وإذا كنا نتحدث عن اتحاد خليجي فيجب أن تتكاتف كل دول الخليج وأهمها السعودية للضغط والتدخل من أجل إنهائه، وعلينا أن نتكاتف جميعا من أجل خليج قوي موحد يعتمد على أبنائه...

..



د. محمد علي الهرفي

د. محمد علي الهرفي



الشرق / قطر
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..