يذهب حسن فرحان المالكي
ويجيء بين السنة والشيعة في مراوحة غير مستقرة، ادعى لأن يمنحنا تفريطا
عقديا وفكريا كفيلا بضخ التطرف بين الطرفين، وذلك ببساطة؛ لأن حركته غير
سليمة وليست صحيحة الاتجاه
غالبا، لا تأتي الثغرات الفكرية التي تنفذ منها رياح الشك في الثوابت وتخضعها لمبضع التشريح الفلسفي والمنطقي، إلا من أحد عقلين، سطحي أو عميق إلى الحد الفلسفي الذي يستبطن الحقائق والدقائق، وليس متصورا أن يخوض الأدعياء في مجاهيل يصعب أن يدركوا معها خطوط الرجعة أو طرق العودة قبل أن تتقطّع بهم السبل فيمارسون رذيلة التيه أو التوهان، أو بحسب السياق الديني ضالين ومضللين يخدعون أنفسهم وغيرهم.
وفتح الثغرات الفكرية عملية معقدة لا يطلع بها إلا جريئون سطحيون، لأننا في الواقع لا يمكن أن نلتمس عقلا لمدّعٍ أو باحث عن شهرة، تائه لا يعرف أين موقعه من الإعراب المذهبي أو الديني أو الفقهي، أو مرجعيته الثقافية والعلمية، ولذلك فإن هناك موضوعات تحتمل أن تصلح ثغرات لاختراقات فكرية، على نحو نقد الموروث، وذلك في عرف وذهنية الإسلاميين مدخل ليبرالي لنبش المغالطات الجدلية في الفكر الديني، ولكن هناك من وقع في الفخ، فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وأصبح معلقا بين كل تيارين أو جهتين أو فكرين أو.. مذهبين.
ما سبق يجعلني أتوقف عند مقاصد ومآرب حسن المالكي، الذي يميل إلى نقد التاريخ الإسلامي دون منهجية تسمه بالاتزان وتبعده عن التأرجح الذي يشق على من يتابعه أن يركز معه على أين يستقر؟ وأين يذهب؟ وتلك حال مجهدة للبصر والبصيرة، وهو وإن كان يدعو أو يعمل على تحقيق أي شكل نسبي من التعايش والتقارب بين المذهبين السني والشيعي، فإنه في الواقع يعمل بعمل "من أراد أن يكحلها فيعميها" فيبذل وسعه من أجل التخريب بين المذهبين ونسف أي طموحات أو محاولات للتعايش والاستقرار المذهبي والوطني، وهو وإن قال إنه لا يهمه إن قيل عنه إنه ليس من أهل السنة وإنه زيدي، إلا أنه من الضروري أن يثبت ويستقر على تصنيف بعينه، في صورة ذاتية كاملة، بما تمليه ضرورة المبدأ والموقف الأخلاقي والديني.
مراوحة المالكي ذات اليمين والشمال، انتهت به منبوذا حتى من دوائر سلفية سنية ووسائل إعلامها التي تطرح كثيرا من التطرف البغيض، فقد طردته قناة وصال الطائفية المتطرفة عندما فشلت في أن تستبين منهج وفكر الرجل وموقعه المذهبي، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا رفضا مؤكدا لسياسة اللعب على الحبلين التي لا تخدم قضايا التعايش وتعزيز اللحمة الوطنية لجميع المكونات الاجتماعية باختلافاتها وتنوعاتها المذهبية، وذلك يضعنا أمام حالة متقلبة ومتحولة يصعب أن تقدم فكرا مستنيرا ومتوازنا، وذلك فإن بارتكازه إلى حيثيات نقد التاريخ الإسلامي والموروث إنما يواصل العبث بثوابت ذات دلالات فقهية ومذهبية من جهة، واجتماعية من ناحية أخرى باعتبار أن الثوابت الاجتماعية مرجعيتها دينية.
لا يمكن للمالكي أن يبرئ منهجه الجدلي من العيوب "البيزنطية" فالموروث ليس مادة مهترئة أو قابلة للفعل الفلسفي دون أن ترتد بتداعياتها على الواقع، لأنه لا يمكن له أن ينال من أبي بكر وعمر وغيرهم من الصحابة ويستعصم بالرؤية النقدية الفكرية، ذلك ينتج لنا عسفا وتفريطا مهينا في قواعدنا الدينية، لأنه بذلك لا يمالئ الشيعة أو ينافقهم، وفي الوقت نفسه لا يحظى بموضوعية السنة في رؤيته التاريخية والثقافية لمجريات السيرة، وذلك هو عين التخبّط والعشوائية التي تعصف باستراتيجيات الجدل والحوار الذي يفترض أن يفضي تعزيز القواسم المشتركة بين المذاهب، ويؤسس لعقد ديني ينتهي إلى ثوابت الدين المانعة للتفرقة والشتات والتحارب والتشاحن وإعلاء قيم التسامح والسلام بين جميع أبناء الأمة عامة والوطن خاصة، غير أننا في الواقع نتضرر كثيرا من الحركة العشوائية لمثل هذه السلوكيات التي يقوم بها المالكي، الذي يريد أمرا ويفعل ضده تماما.
يذهب المالكي ويجيء بين السنة والشيعة في مراوحة غير مستقرة، ادعى لأن يمنحنا تفريطا عقديا وفكريا كفيلا بضخ التطرف بين الطرفين، وذلك ببساطة؛ لأن حركته غير سليمة وليست صحيحة الاتجاه، وهو وإن دعا عقلاء الشيعة لضرورة النقد الداخلي لكشف التيارات المتشددة، خصوصا أن هناك تيارات متعددة لدى الشيعة، والنقد الداخلي يكشف هذه التيارات ويعريها، فإنه يرى أن ذلك النقد عند أهل السنة أكبر وأوسع منه عند الشيعة، وهي المغالطة التي يتناقض فيها حين يلحق ذلك بقوله "علينا قبل أن نتحاور مع الشيعة أن نتحاور فيما بيننا" أي ينكر أن هناك حوارا داخليا سنيا، ومثل عدم الاتزان هذا هو الثغرة التي يتسرب منها التطرف وينفذ المتطرفون الذين يتيهون مع التائهين.
ثم إن المالكي في مراجعاته التراثية يبدو متغطرسا فكريا حين يقول: "المشكلة في ظني أن التراث عندما طبع خرج لنا تراثا مغاليا"، وهو في الواقع يريد أن يبرر لنفسه التغوّل المتعسف في المناطق الجدلية التي تمتعه بما يزعمه من نقد يؤسس في النهاية للتطرف، شيعيا أو سنيا، وذلك ما يجعل مذهبه غير مفيد وغير ذي جدوى فكرية لخدمة قضايا التعايش والموروث، إنه في الحقيقية يقترب أكثر من أن يكون داعية للتطرف، سواء مال ناحية الشيعة أو السنة، وذلك يجعله مخربا بمرتبة داعية أو مفكرا يوهم كل متعرض لطرحه بصورة زائفة، تعمد إلى تشويه كل ثابت تاريخي أو اجتهاد موضوعي ونزيه للتحاور والتعايش في وطن واحد يسع الجميع حين تصفو النفوس وتتعافى من الأدعياء والمتطرفين في كل فكر أو مذهب.
الوطن السعودية
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
غالبا، لا تأتي الثغرات الفكرية التي تنفذ منها رياح الشك في الثوابت وتخضعها لمبضع التشريح الفلسفي والمنطقي، إلا من أحد عقلين، سطحي أو عميق إلى الحد الفلسفي الذي يستبطن الحقائق والدقائق، وليس متصورا أن يخوض الأدعياء في مجاهيل يصعب أن يدركوا معها خطوط الرجعة أو طرق العودة قبل أن تتقطّع بهم السبل فيمارسون رذيلة التيه أو التوهان، أو بحسب السياق الديني ضالين ومضللين يخدعون أنفسهم وغيرهم.
وفتح الثغرات الفكرية عملية معقدة لا يطلع بها إلا جريئون سطحيون، لأننا في الواقع لا يمكن أن نلتمس عقلا لمدّعٍ أو باحث عن شهرة، تائه لا يعرف أين موقعه من الإعراب المذهبي أو الديني أو الفقهي، أو مرجعيته الثقافية والعلمية، ولذلك فإن هناك موضوعات تحتمل أن تصلح ثغرات لاختراقات فكرية، على نحو نقد الموروث، وذلك في عرف وذهنية الإسلاميين مدخل ليبرالي لنبش المغالطات الجدلية في الفكر الديني، ولكن هناك من وقع في الفخ، فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وأصبح معلقا بين كل تيارين أو جهتين أو فكرين أو.. مذهبين.
ما سبق يجعلني أتوقف عند مقاصد ومآرب حسن المالكي، الذي يميل إلى نقد التاريخ الإسلامي دون منهجية تسمه بالاتزان وتبعده عن التأرجح الذي يشق على من يتابعه أن يركز معه على أين يستقر؟ وأين يذهب؟ وتلك حال مجهدة للبصر والبصيرة، وهو وإن كان يدعو أو يعمل على تحقيق أي شكل نسبي من التعايش والتقارب بين المذهبين السني والشيعي، فإنه في الواقع يعمل بعمل "من أراد أن يكحلها فيعميها" فيبذل وسعه من أجل التخريب بين المذهبين ونسف أي طموحات أو محاولات للتعايش والاستقرار المذهبي والوطني، وهو وإن قال إنه لا يهمه إن قيل عنه إنه ليس من أهل السنة وإنه زيدي، إلا أنه من الضروري أن يثبت ويستقر على تصنيف بعينه، في صورة ذاتية كاملة، بما تمليه ضرورة المبدأ والموقف الأخلاقي والديني.
مراوحة المالكي ذات اليمين والشمال، انتهت به منبوذا حتى من دوائر سلفية سنية ووسائل إعلامها التي تطرح كثيرا من التطرف البغيض، فقد طردته قناة وصال الطائفية المتطرفة عندما فشلت في أن تستبين منهج وفكر الرجل وموقعه المذهبي، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا رفضا مؤكدا لسياسة اللعب على الحبلين التي لا تخدم قضايا التعايش وتعزيز اللحمة الوطنية لجميع المكونات الاجتماعية باختلافاتها وتنوعاتها المذهبية، وذلك يضعنا أمام حالة متقلبة ومتحولة يصعب أن تقدم فكرا مستنيرا ومتوازنا، وذلك فإن بارتكازه إلى حيثيات نقد التاريخ الإسلامي والموروث إنما يواصل العبث بثوابت ذات دلالات فقهية ومذهبية من جهة، واجتماعية من ناحية أخرى باعتبار أن الثوابت الاجتماعية مرجعيتها دينية.
لا يمكن للمالكي أن يبرئ منهجه الجدلي من العيوب "البيزنطية" فالموروث ليس مادة مهترئة أو قابلة للفعل الفلسفي دون أن ترتد بتداعياتها على الواقع، لأنه لا يمكن له أن ينال من أبي بكر وعمر وغيرهم من الصحابة ويستعصم بالرؤية النقدية الفكرية، ذلك ينتج لنا عسفا وتفريطا مهينا في قواعدنا الدينية، لأنه بذلك لا يمالئ الشيعة أو ينافقهم، وفي الوقت نفسه لا يحظى بموضوعية السنة في رؤيته التاريخية والثقافية لمجريات السيرة، وذلك هو عين التخبّط والعشوائية التي تعصف باستراتيجيات الجدل والحوار الذي يفترض أن يفضي تعزيز القواسم المشتركة بين المذاهب، ويؤسس لعقد ديني ينتهي إلى ثوابت الدين المانعة للتفرقة والشتات والتحارب والتشاحن وإعلاء قيم التسامح والسلام بين جميع أبناء الأمة عامة والوطن خاصة، غير أننا في الواقع نتضرر كثيرا من الحركة العشوائية لمثل هذه السلوكيات التي يقوم بها المالكي، الذي يريد أمرا ويفعل ضده تماما.
يذهب المالكي ويجيء بين السنة والشيعة في مراوحة غير مستقرة، ادعى لأن يمنحنا تفريطا عقديا وفكريا كفيلا بضخ التطرف بين الطرفين، وذلك ببساطة؛ لأن حركته غير سليمة وليست صحيحة الاتجاه، وهو وإن دعا عقلاء الشيعة لضرورة النقد الداخلي لكشف التيارات المتشددة، خصوصا أن هناك تيارات متعددة لدى الشيعة، والنقد الداخلي يكشف هذه التيارات ويعريها، فإنه يرى أن ذلك النقد عند أهل السنة أكبر وأوسع منه عند الشيعة، وهي المغالطة التي يتناقض فيها حين يلحق ذلك بقوله "علينا قبل أن نتحاور مع الشيعة أن نتحاور فيما بيننا" أي ينكر أن هناك حوارا داخليا سنيا، ومثل عدم الاتزان هذا هو الثغرة التي يتسرب منها التطرف وينفذ المتطرفون الذين يتيهون مع التائهين.
ثم إن المالكي في مراجعاته التراثية يبدو متغطرسا فكريا حين يقول: "المشكلة في ظني أن التراث عندما طبع خرج لنا تراثا مغاليا"، وهو في الواقع يريد أن يبرر لنفسه التغوّل المتعسف في المناطق الجدلية التي تمتعه بما يزعمه من نقد يؤسس في النهاية للتطرف، شيعيا أو سنيا، وذلك ما يجعل مذهبه غير مفيد وغير ذي جدوى فكرية لخدمة قضايا التعايش والموروث، إنه في الحقيقية يقترب أكثر من أن يكون داعية للتطرف، سواء مال ناحية الشيعة أو السنة، وذلك يجعله مخربا بمرتبة داعية أو مفكرا يوهم كل متعرض لطرحه بصورة زائفة، تعمد إلى تشويه كل ثابت تاريخي أو اجتهاد موضوعي ونزيه للتحاور والتعايش في وطن واحد يسع الجميع حين تصفو النفوس وتتعافى من الأدعياء والمتطرفين في كل فكر أو مذهب.
الوطن السعودية
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..