الأربعاء، 2 يوليو 2014

محاضرة : بيوتنا في رمضان

لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور فالح بن محمد الصغير
المشرف العام على موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
 الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل منا الصيام والقيام وأن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وأن يجعل
تفرقنا من بعده تفرقا معصوما  وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب أيها الإخوة الأحباب في هذه الليلة المباركة من هذا الشهر المبارك نلتقي مع موضوع مهم لكل واحد منا ، لأن كل واحد من الناس يسكن بيتا من البيوت وهذا البيت له حقوق وعليه واجبات ومن هنا فقد اهتم به الإسلام غاية الاهتمام ونوه بشأنه غاية التنويه ، ورمضان أيها الأحبة فرصة عظيمة للوقوف مع النفس والتأمل في أحوال النفس وأحوال البيت وأحوال المجتمع ومن هنا لا غرابة أن نقف قليلا هذه الدقائق مع عناية الإسلام في البيت المسلم وبخاصة في هذا الشهر المبارك .

البيت أيها الأحبة نعمة من نعم الله سبحانه لا يدرك قيمة هذه النعمة إلا من  يسكن الخيام الممزقة أو الطرق أو الشوارع أو لا يجد مأوى يأوي إليه وسكنا يقر فيه .

البيت نعمة كبيره يقضي فيه الإنسان حاجاته الخاصة ويتمتع فيه بمتعه مع أهله وأسرته. البيت مكان الاستقرار والسكن ، نوه بذلك ربنا جل وعلا بقوله  ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا) وسماه ربنا جل وعلا سكن لأن الإنسان يسكن فيه ويقر فيه ويأمن فيه ويرتاح فيه . والبيت أيها الأحبة يقضي الإنسان وقتا طويلا من عمره في هذا البيت ، ولذا يجب أن يكون مكانا مريحا لهذا الإنسان الساكن في بيته ، ونوه بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد وغيره (من بات آمنا في سربه معافى في بدنه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) والبيت أيها الأحبة هو الأصل وهو النواة للمجتمع فإذا صلح هذا البيت صلح المجتمع بأسره، وإذا ما أصيب بأي شيء أو بأي خلل فهو ثغرة أصيب بها المجتمع كله ، والبيت أيها الأحبة مكان عبادة وبخاصة مكان عبادة المرأة ، فصلاتها كما نعلم في بيتها أفضل من غيره ، فهي تصلي في بيتها وتذكر الله في بيتها وتقرأ كتاب ربها في بيتها وتربي أولادها في بيتها وتقر مع زوجها في بيتها وتقضي حاجات أهلها في بيتها.

فالبيت مكان عبادة للمرأة إذا ما قامت بهذه العبادة صلح هذا البيت ومن ثم أثيبت وأثيب المجتمع كله ، والبيت أيها الأحبة هو امتداد الإنسان بعد مماته عندما كان قارا فيه في حياته وقد نوه بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فالولد في هذا البيت هو امتداد لعامر البيت امتداد للأصل الموجود فيه فإذا دخله ذكر صاحب البيت ، وإذا ما قلَّب حاجاته ذكر صاحب البيت فدعا له، فالدعوة الصالحة من هذا الولد الصالح تصل إلى هذا الإنسان في قبره بعد مماته فيؤجر عليها ، ولذلك وجهنا الإسلام لتأسيس هذا البيت تأسيسا صحيحا وتكوينه تكوينا سليما وبنائه بناءا جادا ورعاية هذا البناء رعاية تامة حتى يصل المسلم في بيته مع أهدافه وغاياته فيكون مأجورا فيه في حياته وبعد مماته ولذا سنقف أيها الأحبة وقفة سريعة مع وسائل تكوين البيت المسلم ، ورعاية هذا التكوين ، ومن ثم ننوه إلى ما ينبغي في رمضان خاصة من المعلوم أن الإنسان إذا أراد أن يسكن بيتا يبحث عن الموقع المناسب. والموقع المناسب له أثر روح الصلاح وغيره ذلكم أن البيت إذا كان بجوار المسجد وحول جيران صالحين وحول بيئة صالحة تأثر هذا البيت بهذا الصلاح ، والبيت إذا بعد عن المسجد وكان في بيئة غير صالحه تأثر بهذه البيئة غير الصالحة وأثرت على من في هذا البيت، فلذا ينبغي للمسلم عند تأسيس بيت أو التفكير في بناء بيت أن يبحث عن الموقع المناسب لأجل أن يعينه على طاعة الله جل وعلا لأن للمسجد كما نعلم أثرا عظيما ، حول البيت يسمع الأذان ويسمع القراءة ويسرع إلى الصلاة وهكذا فيصلي مع الجماعة ويأمر أولاده فينتقل هذا الأثر إلى هذا الإنسان في بيته ، فيحرص المسلم على مثل هذا ثم بعد اختيار الموقع يصمم التصميم المناسب والإسلام أعطانا خطوطا عامه لهذا التصميم ينبغي أن نراعيها مثل الستر الكامل في هذا البيت فلا يجوز الاطلاع على من في هذا البيت ، فينبغي أن يكون مستورا سترا كاملا ، لأن الإنسان يقضي حاجاته الخاصة في بيته وحينئذ فلا بد أن يكون مستورا والبيت مكان ستر العورات فينبغي أن يكون مستورا ، ولذا من الخطأ الذي يقع فيه كثير من المسلمين أن يقلد الكفار في بيوتهم فينزل سور البيت أو ينزل النوافذ بحيث تكون مكشوفة للآخرين أو تكون هذه النوافذ من النوع الكاشف لهذا البيت ومن فيه ومن ثم يطلع على عوراته ويطلع على خصوصياته ويطلع على أحواله وهذا ما نهى عنه الإسلام ومن ذلكم الستر الداخلي أيضا في البيت ينبغي أن يكون مستورا بمعنى أن يفصل مكان الرجال عن مكان النساء لأن بيت المسلم بيت قرار وبيت استقرار وبيت ضيافة، بيت يدخله مؤمنون ويدخله الصالحون وبيت يطعم فيه ويؤكل فيه ويشرب فيه ولذا يدخله النساء والرجال  فينبغي أن تفصل أمكنة النساء عن أمكنة الرجال ومن أمور التصميم في البيت ألا يكون مؤذيا للجار بحيث مثلا تطل هذه النوافذ على جاره ليلا ونهارا أو يكون هناك ثقوب يطلع منها على بيت جاره أو يطلع على بيته هو وهكذا وأيضا من الأشياء في التصميم دورات المياه أعزكم الله والملائكة دورات المياه أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن المسلم حال قضاء حاجته يجب أن لا يكون مستقبل القبلة ولا مستدبرها كماقال عليه الصلاة والسلام (لا تستقبلوا القبله وتستدبروها حال البول والغائط) أو كما قال عليه الصلاة والسلام فينبغي أن توجه المراحيض إلى غير القبلة لأن القبلة مكان اتجاه الصلاة ومكان اتجاه عبادة المسلم واتجاه دعائه وتضرعه وخشوعه لربه عز وجل.

 هذه أيها الأحباب وسائل حسية يدركها الإنسان حال عمارته لبيته أو حال شرائه له. ولكن هناك وسائل أخرى وسائل معنوية وهي الأهم ينبغي في تكوين البيت أن يهتم بها المسلم اهتماما كبيرا ذلكم أنه عند التفكير في تكوين البيت المسلم يتجه إلى العامل الأساس وهو اختيار الزوجة وهذا الاختيار له مواصفات ، وهذه المواصفات تكون في أمرين أساسين الدين والخلق كما قال عليه الصلاة والسلام (تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) وبالمقابل أيضا ينبغي إذا خطبت المرأة  أن لا تزوج إلا الكفء صاحب الدين والخلق كما قال عليه الصلاة والسلام (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنه و فساد كبير) أو كما قال عليه الصلاة والسلام . وإذا ما اقترن الرجل بالمرأة تلك المرأة الصالحة التي تسره إذا نظر وتحفظه إذا غاب عنها تحفظه في نفسها وفي ماله وحينئذ تحفظ له دينه تحفظ عليه دينه وتحفظ عليه أخلاقه وتحفظ عليه ناشئته وأولاده ، ومن هنا جعلها الله سبحانه وتعالى وسماها سكنا قال سبحانه وتعالى  ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )[الروم/20] نوه جل وعلا بقوله لتسكنوا إليها ولم يقولوا لتسكنوا معها لأن السكن مع الإنسان يكون مع الصديق ويكون مع الجار بل ويكون مع الغريب أحيانا لكن قال الله جل وعلا لتسكنوا إليها لأنه أعطى زيادة معنى وهو زيادة معنى الاستقرار والقرار والراحة فهي تطلع على الخصوصيات وهو يطلع على خصوصياتها ولذلك جعل عنصرين في قيام هذه العلاقة هي المودة والرحمة فلابد من توفر هذين الأمرين ليقوم بناء البيت بناءا كاملا وحينئذ يجب أن يراعي الإنسان عدة أمور في عمارة هذا البيت وفي رعايته من أهمها صلاح الطرفين صلاح الزوجين صلاح الأبوين والتعاون على ذلك أشد المعاونة التعاون على ذلك لأن له أثرا على حياتهما الحالية ولأن له أثرا على حياتهما المستقبلية ولأن له أثرا على أولادهما بل على عوائلهما بل على المجتمع بأكمله بل على الأمة بأكملها إذا ما خرج هذا البيت ناشئا صالحا عالما فذا مهندسا بارعا طبيبا حاذقا ينفع نفسه وينفع والديه وينفع مجتمعه وينفع أمته ولذا يجب أن يكون التعاون الكبير بين الزوج والزوجه وأن يعملا بكل ما يؤدي إلى هذا التعاون والصلاح كل منهما يعين الآخر يحثه على أمور الخير ويحذره من الشر إذا ما أخطأ أحدهما أصلح خطأه الآخر ونبهه إليه وإذا ما قصر في أمر نبهه إليه وهكذا ولذا نوه الرسول  صلى الله عليه وسلم عنما أثنى على ذلك الرجل الذي قام من الليل وصلى ثم أيقظ زوجته فإن لم تستيقظ نضح في وجهها الماء لأجل أن تستيقظ للصلاة والعكس أيضا إذا قامت المرأة من الليل وصلت ماشاء الله أيقظت زوجها فهذان الزوجان تعاونا على طاعة الله عز وجل وحينئذ تصحبهما الملائكة ويكونان قريرين في هذا البيت مستقرين لاينزغهما نازغة من شياطين الإنس أو شياطين الجن ومما يعمر البيت أيها الأحبه أن يكون معمورا بذكر الله عز وجل ولذا جاء التنويه من الإسلام بأن المسلم إذا دخل بيته أن يذكر الله جل وعلا بالذكر الوارد إذا دخل البيت وإذا أكل في بيته يذكر الذكر الوارد في ذلك وإذا أراد دخول دورة المياه يذكر الذكر الوارد وإذا أراد مجامعة أهله يذكر الذكر الوارد فحينئذ تعيش معه الملائكة ويقر في بيته ويكون مكان أمن واستقرار ومكان صلاح وتقى فمن الأذكار في ذلك مثلا إذا دخل بيته أن يقول (بسم الله بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا اللهم إنا نسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم )ولذلك إذا ذكر الله قال الشيطان للشياطين لا مبيت لكم وإذا طعم وذكر اسم الله عند بداية الطعام :الحمد لله الذي رزقنا هذا أو بسم الله أو بأحد الأذكار الواردة قال الشيطان للشياطين لامبيت ولا طعام لكم هنا فتطعم مرتاحا ويبقى القرار معه ومع أهل بيته وهكذا أيها الأحبة يذكر الله عند الدخول وعند الخروج وعند الطعام وعند المبيت وعند النوم وعند القيام من النوم وعند لبس الجديد من الثياب وعند إدراك المساء أو عند إدراك الصباح ومن ذلكم أيضا أن يكون البيت بيت قرآن بيت تلاوة لكتاب الله عز وجل بيت حفظ لكتاب الله بيت تدريس للأطفال للذرية تمرينهم على كتاب الله وعلى قراءته وتدبره وكما نعلم أن الحديث الوارد أن الشياطين لا تقر في البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ومما يساعد على ذلك إيجاد كتاب الله في البيت وجلوس الأب أو الزوج في البيت يقرأ كتاب الله عز وجل كذلكم إيجاد الأشرطة التي فيها المقرىء الذي يرتاح إلى قراءته يسمع نفسه ويسمع أهل بيته وكم قرأنا وكم سمعنا من العجائز الكبار اللاتي حفظن كتاب الله عزوجل عن طريق سماع هذه الأشرطة النافعة فينبغي أن يوفرها المسلم في بيته ليسمعها نفسه ويسمعها من تحت يده من أهل بيته وأن يكون أيضا بيت علم ,بيت ذكر, بيت تعليم, يقرأ عليهم شيئا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ويقرأ عليهم شيئا من سيرته عليه الصلاة والسلام وشيئا من العلوم النافعة والفتاوى التي يحتاجون إليها فيكون البيت بيت علم يخرج أناسا متعلمين يتأسون على الهدي النبوي وعلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم   ومما يساعد على ذلك الاهتمام منذ الصغر للأطفال منذ الصغر فمن حين يبدأ الطفل يتكلم بل قبل ذلك من حين ذلك ورد أنه يأذن في أذنه كما ورد ذلك في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم لأجل أول ما يسمع الطفل كما قال أهل العلم توحيد الله جل وعلا وأيضا من حين يبدأ الطفل بالكلام يعود على الكلمات الطيبة وعلى الأذكار النافعة يعود لا إله إلا الله سبحان الله والحمدلله الله أكبر ويحذر من أن يتعود لسانه على الأشياء القبيحة أو الكلمات والألفاظ البذيئة فالطفل ينشأ على ما عوده أبوه ويولد المولود على الفطرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ولا ينشغل الإنسان في دنياه يمنة ويسرة وينشغل مع أصدقائه وزملائه ويسمر معهم ويسافر معهم ويذهب ويجيء معهم أو ينشغل عنه في وظيفته ومن ثم إذا كبروا شكى من قلة صلاحهم أو من عبثهم وشكا من عدم اهتمامهم بأمره أو امتناعهم عن نواهيه أو نظر إليهم فوجد حركات لاتعجبه وسمع كلمات لا ترضي الله سبحانه وتعالى ولذا يجب أن يهتم المسلم وأن تهتم المسلمه بأمور أولادهما منذ الصغر ومن ذلكم أيضا التعويد على الصلاة والتدريب على أمور الخير منذ سن التمييز ولذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )مروا أولادكم بالصلاة لسبع لأن سن التمييز في الغالب سن السابعة ولذلك حين يبلغ الطفل هذا السن ينبغي أن يتعاون الأب والأم على أن يدربا الطفل  على هذه الصلاة سواءا في البيت وإذا كان الطفل ذكرا يدرب عليها في المسجد يصحبه أبوه ويمسك بيده ويجلسه بجواره ولا يتركه يعبث في المسجد مع الأولاد الآخرين وإنما يجعله في جنبه بجواره لأجل أن يتعود على هذه الصلاة ويقيمها إقامة تامة ومما يساعد على ذلك الشعور التام بعظم المسؤولية مع هؤلاء الأطفال وعظم مسؤولية البيت بعامه هذه المسؤولية التي نوه بها الإسلام قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا  قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون ) قوا أنفسكم وأهليكم نارا فحينئذ هؤلاء الأهل  مسؤولية تامة فإن قمت بها فأبشر بالبشرى العظيمة وإن لم تقم بها فسيمسكون برقبتك يوم القيامة فيقولون ضيعنا وحين إذ تعاقب على ذلك وتحاسب ولذا يقول عليه الصلاة والسلام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) من الأمور أيضا التي تساعد على رعاية البيت وتساعد على حمايته أيضا دعاء الله سبحانه وتعالى دائما وأبدا لصلاح الحال وصلاح الأسرة وصلاح الذرية والتوفيق والتسديد والإلحاح على الله سبحانه وتعالى بهذا الدعاء فهذه سمة الأنبياء وسمة المرسلين وسمة الصالحين من عباد الله جلا وعلا جاء عن إبراهيم (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) [إبراهيم/35] وعن زكريا ( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ) [آل عمران/38] فينبغي أن يلح العبد على الله جل وعلا بالدعاء لصلاح ذريته وصلاح أهل بيته من إخوة وأخوات وزوجة وأم وأب ومن في البيت عموما ومن الخطأ الكبير والهضم الفاحش أن يولد المولود وعند عبث يسير أو خطأ قليل ترى الأم مثلا عنما يكسر الطفل زجاجة من الزجاجات أو يعبث بفرش البيت مثلا أو يتكلم بكلمة لا ترضيها تجدها تسارع على هذا الدعاء بالموت أو بالهلاك أو بالعمى أو بنحو ذلك و دعاء الوالد لولده أو على ولده مستجاب فربما وافقت بابا مفتوحا فحينئذ تستجاب هذه الدعوة فالذي يدعو على ولده بعدم الصلاح أو بالهلاك أو بالعمى أو بنحو ذلك فقد ضر نفسه وضر ولده وقد يعاقب على هذا الدعاء في الدنيا والآخرة وبدل أن يدرب الإنسان نفسه بالدعاء على أولاده بأدعية مثل هذه فيقلبها إذا أغضبه ابنه أوأغضبته ابنته أن يدعو لهم بالصلاح أو بالتوفيق أو بالهداية أو بنحو هذه الأدعية الطيبة التي لعلها أن توافق بابا مفتوحا عند الله سبحانه وتعالى فيهتدي هذا الابن ويكون امتدادا صالحا لوالده والذي نوه الله جل وعلا بهذا  ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) [النساء/57] ومن الوسائل أيضا التي تعين على رعاية البيت المسلم وتكوينه معرفة الرجل لوظيفته ومعرفة المرأة لوظيفتها ومن المعلوم أن الإسلام جعل القوامة والمسؤولية  على الرجل هو المسؤول الأول عن هذا البيت الذي يجب أن يصرف شؤون البيت فلا ينبغي أن يرمي المسؤولية على زوجته أو على السائق أو على الخادم ومن المعلوم أن الإسلام جعل القوامة والمسؤولية الكبرى على الرجل هو المسؤول الأول عن هذا البيت الذي يجب أن يصرف شؤون البيت فلا يرمي بالمسؤولية على زوجته أو على السائق أو على الخادم أو على أحد خارجي ومن ثم هو يسرح ويمرح في أمور دنياه هذا قد إرتكب جرما كبيرا وأخطأ على نفسه  قبل أن يخطىء على الآخرين فيجب أن يستشعر مسؤوليته وقوامته على هذا البيت ينبه على السلوك السليم ويربي على الخلق الفاضل ويصحح الأمر المعوج وينبه إلى الخطأ الذي يرتكب وكذلكم المرأه يجب أن تعلم عظم مسؤوليتها في بيتها فهي المسؤولة مسؤولية مباشرة وهي المديرة التنفيذية في هذا البيت التي تباشر التربية وبخاصة مع الصغار فهي تباشر أمور زوجها وتربية أبنائها وهي تقوم بأعظم وظيفة يقام بها في هذه الحياه إذا ما قامت بها كان هؤلاء الأولاد تاج من ذهب وفضه على رأسها يوم القيامه تراهم قبل أن يراها الآخرون ولذلك جاء التنويه بعظم هذه المسؤولية قال عليه الصلاة والسلام (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) أو كما قال عليه الصلاة والسلام فينبغي للمسلمة أن تتنبه تنبها كبيرا لأنها مسؤولة عن هذا البيت وسيسألها الله جل وعلا عن من في البيت وعن مسؤوليتها في هذا البيت وتلك المرأة الأخرى التي رمت المسؤولية على الخادمة وجعلت الأطفال في أحضان الخادمة وقد تكون كافرة فتربيهم على الكفر على النصرانية أو على المجوسية أو على الوثنية أو على عبادة النار وقد قرأت في إحدى الصحف قبل سنوات أن امرأة مدرسة دخلت بيتها وإذا طفلها الصغير في سن الرابعة أو الثالثه جالس أمام الشمعة وجالس بصموت وسكوت مستمر تكلمه لا يرد حتى قضى وقتا يسيرا ثم رد عليها وقالت لما لم تجب لما كلمتك قال إني أعبد إلهي وهو النار نتيجة لأن رمت المسؤولية على هذه الخادمة المجوسية فتربى هذا الابن منذ صغره على أن إلهه هذه النار بدل أن كان يتربى على لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن الخطأ الفاحش والغبن الكبير لهؤلاء الصغار أن يرمو في أحضان الخادمات أو أحضان غيرهن ومن ثم نجد الأم في الصباح في العمل الوظيفي وفي المساء بين الأسواق وفي العشاء بين الصديقات والزميلات وإذا ما جلست في بيتها مع الهاتف ونحو الهاتف فينبغي أن ندرك الخطر العظيم الذي يرتكبه بعض الناس تجاه أولادهم وتجاه أسرهم من رجال أو نساء ومن ثم تنشأ هذه الناشئه على أخطاء كبيرة فنحاول أن نرقع في المستقبل ولكن الخرق أكبر من الراقع فننتبه لأطفالنا منذ الصغر والزمن الآن تكالبت علينا الأعداء من كل جانب فغزيت البيوت وغزي الناس في البيوت وغزوا في غرفهم ومع أطفالهم وفي شوارعهم وفي كل مكان ولذا يجب أن نتنبه لهذه الأخطار العظيمة التي غزانا بها العالم من خلال الهواء ما يسمى بالفضائيات وغيرها فننتبه إلى أبنائنا والله جل وعلا يتكفل بالحفظ والرعاية لهم إذا ما عملنا الأسباب المشروعة وقمنا بتربية هؤلاء الأطفال ومن ذلكم أيضا مما يساعد على رعاية هذا البيت حماية البيت من الأعداء سواءا الأعداء الحسيين أو الأعداء من الأمور المعنوية مثل أن يدخل الإنسان في بيته كلبا أو صورة كبيرة أو صورة صغيرة فكل هذه تمنع دخول الملائكة والبيت الذي لا تدخله الملائكة تدخله الشياطين ويكون مرتعا للشياطين وكما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت الذي لا تدخل فيه الملائكة بيتا فيه كلبا أو فيه صورة سواءا كانت صورة معلقة أو غير معلقة سواءا كانت على شكل مجسم أو غير مجسم أما ما يحتاج إليه من أمور الحياة فهذه تقدر بقدرها وتعمل بحال قدرها والله سبحانه وتعالى لا يكلف النفس إلا وسعها لكن يحذر من أمور الترف التي أتت على الناس بويلات كثيرة فأحجم الملائكة عن دخول البيت وحينئذ كانت مراتع للشياطين والعياذ بالله وتصوروا بيتا يكون مملوءا بالشياطين فما حال أهل هذا البيت وكذلك حماية البيت من المؤثرات الأخرى من ذلكم أيضا كثرة الخلافات بين الزوج وزوجته كثرة الخلافات التي تظهر أمام الأطفال فتنشأ هذه الناشئة على اضطراب الشخصية وعدم استقرار هذه الشخصية لهؤلاء الأطفال فينشؤون متذبذبين ينشؤون لا يدرون يطيعون الأب أو يطيعون الأم دائما قلقين دائما غير مستقرين فيجب أن تحصر الخلافات بين الرجل وبين زوجته بين الأب والأم في الغرفة الخاصة وبمقدار خاص وينبغي أن يشعروا بالتنازل فيما يمكن التنازل فيه من الأخطاء اليسيرة وهي غالب مشاكل البيوت تنشأ من أخطاء يسيرة لا يتنازل أحد الطرفين عن الخطأ الذي ارتكب في حقه ومن ثم يكبرها الشيطان وتكبرها النفس والهوى فيكون أثر ذلك على الأولاد من طلاق ونحوه وتشرد لهؤلاء الأولاد وهذه الأسرة من المؤثرات أيضا التي تخل في البيت المسلم عدم إدراك المسؤولية من قبل الرجل أو المرأة فينشغل الرجل خارج بيته وتنشغل المرأة خارج بيتها وكما ذكرنا الأطفال لمن يربيهم غير هؤلاء أيضا إدخال الملهيات وإشغال الأطفال بها إدخال الملهيات الكثيرة التي بدأت تجد على الناس يوما بعد يوم وسنة بعد سنة ونحن نلاحقها تمام الملاحقة من غير إدراك لأضرارها أو مع إدراك أضرارها لكن لضعف فينا في مواجهتها والله سبحانه وتعالى سيسألنا عن هذا الضياع الذي ضيعنا فيه أبنائنا وبناتنا فينبغي أن نهتم ونعلم بأن هذه الملهيات الكثير تنشِئ أبناءنا وبناتنا على الضعف وعلى الخور وعلى عدم تحمل المسؤولية وعلى عدم طاعة الله عز وجل وعلى ضياع الأوقات الكثيرة بهذه الملهيات . ونختم أيها الأحبه هذه الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس قد يقع خطأ في البيت قديما أو حديثا لكن إذا وقع الخطأ ينبغي أن يعالج كما أن المرض إذا مرض الإنسان يسارع ويذهب إلى الطبيب فكذلك إذا وقع خطأ ينبغي أن يعالج تمام المعالجة لأجل أن يكون هذا الصدع الذي كان في هذا البيت يرمم وأن يكون هذا الخطأ الذي حدث يمحى وأن يكون هذا الذنب الذي ارتكب يغفر وهكذا حتى ينشأ هذا البيت النشأة الصالحه وتستمر عمارته وصيانته فيلقى الإنسان ربه وقد خلف وراءه ولدا صالحا يدعو له وأسرة صالحة وذكرا حسنا فإذا ما ذكر هذا الولي ذكر الصلاح والتقى وتوالت الدعوات الحارة وتوالت الصدقات والتبرعات له وهو في قبره فيلقى الله عز وجل والعمل الصالح مستمر له .

أيها الأحبة ورمضان فرصة عظيمة جليلة لأن نصحح مسارنا ولأجل أن نقّوم بيوتنا ولأجل أن نستمر في عمارتها العمارة السليمة رمضان كما نعلم موسم عظيم وفرصة تجارة رابحة فيه ذنوب مغفورة وعيوب مستورة جنان الخلد مفتوحة النيران مغلقة رمضان فرصة للعبادة والتقرب إلى الله جل وعلا رمضان منحة من الله جل وعلا فيه وقفات محاسبة مع النفس فيه وقفات تأمل فيه وقفات مراجعة مع أنفسنا ,مع أهلينا ,مع بيوتنا مع أعمالنا وهكذا أيها الأحبه رمضان ينبغي أن نتقدم فيه إلى الله سبحانه وتعالى درجات كبرى فالحسنة فيه مضاعفة إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيره ومع ذلك إلا الصوم يقول الله عز وجل (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) لا حصر لهذا الأجر الذي يحصل عليه الصائم إذا ما صام إيمانا واحتسابا رمضان ينبغي أن نراجع فيه بيوتنا ينبغي أن نراجع فيه دورنا ينبغي أن نراجع فيه أحوالنا مع أبنائنا ومع بناتنا نصحح الأخطاء الواقعة معهم وننتبه لهم لا يدري الإنسان هل يعيش إلى رمضان آخر أو لا .

 لايدري الإنسان ربما لا تمر عليه فرصة عظيمة بعد هذه الفرصة فينيب إلى الله ويرجع فيها فينبغي أن نستغله وبخاصة ونحن في بداية رمضان وما علينا أيها الأحبة إلا أن نعمل بأشياء يسيرة ومن ثم نتقدم إلى الله جل وعلا بأعمال كبيرة كالجبال التي نجدها جبالا راسخة من الأعمال الصالحة في صفحاتنا غدا عندما نلقى الله جل وعلا .

من أهم هذه الأمور التي تراعى في رمضان وفي البيوت خاصة :

- تنظيم الوقت ؛ الوقت كبير والوقت كثيف لكننا نهدره كثيرا بعدم تنظيم هذا الوقت بالنوم الكثير وبالملهيات الكثيرة وبقلب الليل نهار وبقلب النهار ليل نقتل الوقت بالملهيات التي وفرناها لأنفسنا ولأبنائنا ولبناتنا . نظم الوقت أيها الحبيب وأيها المسلم وأيتها المسلمة فستجد خيرا كثيرا . لم يفضل عليك ذاك الآخر الذي يختم القرآن كل ثلاث ويذكر الله في كل حين ويتصدق من ماله كل يوم لا يفضل عليك إلا لأنه انتبه لنفسه ونظم وقته أما الإنسان الآخر الذي لم ينظم وقته فأهدر وقته سدى نوم كثير إلى قرب الغروب ومن ثم الليل يسيح بين الشوارع وبين الأصدقاء والزملاء وبين الصديقات والزميلات ومن ثم يذهب الليل والنهار والإنسان يتقدم فيه إلى القبر ويتأخر عن الدنيا فينظم الإنسان وقته لأجل أن يستثمر هذا الوقت لا يضرك أن تجلس نصف ساعة أو ساعة بعد صلاة الفجر  سواءا في مسجدك أو مع أولادك أو في بيتك لتقرأ ولتراجع حفظك ولتقرأ شيئا من كتاب الله ولتسمع قراءة أبنائك وفي الليل وفي النهار صبحة طويلة لمن يريد أن ينام لا يضرك أن تحدد وقتا بعد صلاة الظهر مثلا لتقرأ شيئا من كتاب الله وشيئا من حديث رسول الله أو تعمل مسابقة لأبنائك في الكتاب في القرآن أو في السنة أو في علوم نافعة أو تضع جوائز لمن كان أكثر قراءة أو أحسن قراءة أو حفظ أكثر أو نحو ذلك أيضا مما يساعد على ذلك وضع برامج لجميع من في الأسرة الأم لها برنامجها والإخوة والأخوات لهم برامجهم والأبناء الصغار لهم برامجهم ينتبه الولي لمثل هذه البرامج ويرعاها رعاية تامة لأجل أن يحصل على نتيجة طيبة وعلم نافع وصلاح وتقى أيضا الحذر كل الحذر من ضياع الأوقات في غير المفيد من كثرة الخروج إلى الأسواق وبخاصة في ليالي العشر تجد الأسواق غاصة بمن ؟

برجال المسلمين وبنساء المسلمات لاتنشط الأسواق إلا في هذه الليالي المباركة لماذا؟

مالذي أزهم وأخرجهم إلى هذه الأسواق ذهابا ومجيئا إلا غلبة الشيطان عليهم .  بإمكان الإنسان أن يقتطع شيئا من وقته إذا لم يقتطعه قبل رمضان يقتطع الآن في الأيام الأولى لأجل أن يشتري ما يحتاجه من الأغذية أو من الأمور التي يحتاجها للعيد أو لعطلته أو نحو ذلك أما أن ينتظر بين نوم وسهر ونحو ذلك فإذا ما جاءت العشر الفضيلة وإذا ما جاءت الليالي الفاضلة التي يشد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم المأزر ويوقظ أهله حينئذ نرى الأسواق نشطت والبضائع نشطت والناس بين ذهاب ومجيء إلى قرب السحر أو قرب صلاة الفجر وهذه من الأخطاء الشنيعة التي يقع فيها كثير من أبناء وبنات المسلمين فيجب أن يتنبه من هذا ويحذر الناس من ذلك مما يساعد على ذلك أن تأخذ الكتيبات التي فيها الأذكار وأن يحفظها الإنسان أو يراجع حفظه فيها التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد علمنا عليه الصلاة والسلام أذكارا كثيرة في الأحوال المتعددة وفي أوقات معينة وفي أمكنة معينة عند دخول البيت وعند الخروج منه ,عند المساء وعند الصباح ,عند النوم وعند الاستيقاظ وهكذا نحفظها ونحفِّظها أبناءنا وبناتنا وندربهم عليها فإذا ما جلس الإنسان عند أبنائه للطعام مثلا يسأل فلان ثم يسأل فلان ماذا سنقول الآن وماذا ينبغي أن نقول وإذا قام الطفل من طعامه يذكره بذكر الطعام والطفل بطبيعته يحفظ سريعا فإذا ما تمرن على هذه الأذكار صارت ديدنا له فندرب أبناءنا وبخاصة أننا في وقتين فاضلين في هذا الشهر المبارك وفيهما دعوات مستجابه للصائم كما قال  عليه الصلاة والسلام (دعوة عند فطره لا ترد ) وفي السحر كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله وعظمته ليسمع دعاء الداعين ويغيث المستغيثين ويغفر للمستغفرين فتدريب الأطفال على الدعاء في هذه الأوقات الفاضلة خير عظيم ربما يرد شرا عظيما عن البيت نفسه وعن الأسرة نفسها بل وعن المجتمع بل ويجلب خيرا كثيرا ومن ذلكم أيضا أن يعود الناس على الأوقات الفاضلة فيجلس الأب في حلقة مع أبنائه عند الإفطار يقول لهم الآن الدعوة مستجابة قبل خمس دقائق فقط كل يرفع يديه ليذكر الله ويدعو بما شاء من خبري الدنيا والآخرة وعند السحر كذلك يذكرهم عند بداية السحر أو عند نهاية السحور يذكرهم أن الله تعالى يستجيب الدعاء فيدربهم على ذلك ويدربهم على هذا الدعاء فيجلب لهم خيرا عظيما أو يرد عنهم شرا كان مقدرا عنهم .

-  من ذلكم أيضا الذي كان يجب أن ننتبه لها مشاركة البنات لأمهن كثير من البنات يقضين أوقاتهن في الاختبار بمثل هذه الأيام وتأتي قبل العصر لتنام ومن ثم لا تستيقظ إلا قبل المغرب وبعد العشاء ستذاكر وأمها المسكينة هي التي في هذا المطبخ وهي ليس عليها إلا الأكل والشرب والتذمر من نوع الطعام وإذا ما كان لها وقتا آخر قضته بالمكالمات الهاتفية بينها وبين زميلاتها هذا جرم عظيم تخطئ فيه الأم لأنها لم تدرب بناتها على ذلك ويخطئ فيه الأب لأنه لم يشرف على هذا الأمر وتخطئ فيه البنات أنفسهن لأنهن فرطن في أمر عظيم فحق الوالد عظيم وحق الوالدة عظيم فيجب أن يدربن البنات على أن يجلسن مع أمهن في المطبخ يشاركنها فيه ومما يخص النساء أيضا أن لا تقضى الأوقات الكثيرة في هذا الشهر الفضيل في المطبخ للتفنن في المأكولات وأصنافها فمن المعلوم أن الإنسان يكفيه قدر ولا مانع من التنويع لكن اليوم نوع وغدا نوع أما التنوع والتفنن في كل يوم لتقضي المرأة من بعد صلاة الظهر إلى الإفطار وهي في المطبخ فقد فرطت في وقت كثير وعظيم من نهار صيامها من هذا النهار العظيم حال صيامها فكل ذلك بتنويع هذه الأكلات الذي يؤكل شيء منه ويرمى كثير منه للأسف الشديد من ذلكم أيضا الحذر من السهر إلى الفجر وبخاصة إذا كان لايرضي الله سبحانه وتعالى فيحذر من ذلك تمام الحذر فنحن في الشتاء والشتاء ليله طويل وفيه فرصة للقيام وللمناجاة مع رب العالمين والاستغاثة بالله سبحانه وتعالى وبالصلاة وبأخذ الراحة ولتعويد النفس على الصيام كل ذلك يجب أن يجعل الإنسان للنوم حظا وافرا من هذا الليل لأجل أن يقضي نهاره في غير النوم ويقضي ليله بين العبادة وبين النوم المريح الذي يساعده على القيام بطاعة الله جل وعلا أيضا سماع القرآن في البيت فإذا تعب الإنسان من القراءة يسمع ويسمع أولاده والمرأة تسمع أو سماع البرامج المفيدة من محاضرات نافعة قيمة أو من برامج إذاعة القرآن التي سهر عليها وتعب عليها وعدم الانشغال بالملهيات الكثيرة التي أتعبت الناس وأتعبت قلوبهم وأفكارهم بل وعيونهم أيضا .

-   من ذلكم أيضا تدريب الوالد ولده على الصلاة معه وبخاصة صلاة التراويح التي إذا قام الإنسان مع إمامه حتى ينصرف فكأنما قام الليل كله ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . فكون ولدك يصلي معك يذكر الله ويسمع القراءة ويدعو الله ربما كانت نجاتك من ضلال هذه الدنيا ومن مشاكلها ومن النار يوم القيامة بسبب صلاح ابنك هذه بعض اللمسات السريعة لبيوتنا التي يجب أن نهتم بها غاية الاهتمام وإذا ما نشأت صالحة حينئذ كانت امتدادا لنا بعد مماتنا وكانت نشأة صالحة للمجتمع فالمجتمع ماهو إلا بيوت مجتمعه .

 فالله الله في إصلاح هذه البيوت وما علينا إلا أن نشد العزم وندعو الله سبحانه وتعالى والأمر يسير والإنسان عامل إما عامل لأمور الخير أو عامل لغير ذلك فكن من أهل الخير وبخاصة في هذا الشهر المبارك والرسول صلى الله عليه وسلم دعا بقول (رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له) ولذلك من الغبن الفاحش أن يدخل رمضان وأن يخرج والإنسان لم يستفد منه .
أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وبصفاته العلى أن يصلح لنا أنفسنا وقلوبنا وأقوالنا وأعمالنا وسلوكنا وأسرنا وذرارينا وأزواجنا ومجتمعنا وأن يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وأن يصلح أئمتنا وولاة أمورنا إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

1435/9/3





مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..