خسرت حماس وكسبت إسرائيل

من البداية أؤكد أنني مع الشعب الفلسطيني، وهذا الحب الصادق والنقي وجد مع ولادتنا. ولكن آن الأوان أن نعترف بأخطاء وتجاوزات وسلبيات جماعة حماس ونتصارح معها. فهي من استفزت إسرائيل بخطفها للثلاثة المدنيين العزل الذين لا ذنب لهم في أي شيء، حماس تعتقد أن صفقة الجندي شاليط سوف تتكرر ويساومون إسرائيل بإطلاق أسرى جدد. ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة يا حماس!. إن أعضاء جماعة حماس ومفاصلها الكبيرة يبدو أنها لم تفهم تداعيات أي قرار تتخذه وردة فعله. ولم يحسبوا بدقة ردة فعل إسرائيل تجاه عملية الخطف. وأيضا جماعة حماس حتى الآن لم تفهم وتستوعب أن تسليح إسرائيل بكل أفرع الجيش الإسرائيلي لا تستطيع أن تصده أو تقف ضده. فالمرحلة لم تعد تحتمل فكرة استخدام الحجارة، أو صواريخ حماس التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فهي قادرة على السقوط في مواقع مجهولة وفضاءات، لأن تقنيتها بدائية جداً.

حماس أعطت إسرائيل كل الفرصة لتدمير البنية التحتية والمكتسبات العامة للشعب الفلسطيني الغزاوي البريء والأعزل وقام الطيران الإسرائيلي الحربي بقتل ما يقع تحت طائراته وصواريخه وقنابله ولم يرحم طفلا ولا امرأة ولا عجوزا ولا شيخا كبيرا. ودمر المنازل والمساكن والمستشفيات ومراكز الشرطة والخنادق وغيرها. وكل يوم يزداد عدد القتلى الفلسطينيين. لذا كان من الأجدر على جماعة حماس أن تبتعد كليا عن استفزاز إسرائيل وعدم اللعب بشوارب أو ذيل الأسد. فلا يمكن لإسرائيل وقادته العسكريين والسياسيين أن يصمتوا عن خطف أي مواطن إسرائيلي. وبالنسبة لي أتفهم لماذا اتجه البعض من الكتاب والمثقفين والمفكرين المصريين لتأييد ضرب جماعة حماس، وذلك عائد للنفسية الذهنية المصرية التي تأكد لها اشتراك ومشاركة جماعة حماس في ثورة 23 يناير 2011م، ومشاركة عناصر من حماس في قتل الشعب المصري، فردة الفعل هذه طبيعية جداً من الأشقاء المصريين. الخلاصة أن هذه الأزمة ثم المعركة العسكرية أو الحرب خسرت فيها حماس وكسبت إسرائيل، هكذا أرى الأمور والموقف.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

• زهير كتبيالمصدر
  

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :