أجرى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مكالمة هاتفية مع رئيس حركة حماس خالد مشعل يوم
الاثنين وتعهد بدعم "المقاومة في غزة بأي وسيلة ممكنة". من ثم دعا نصرالله الذي ذاع صيته بأنه زعيم الحزب الذي يحظى بدعم إيراني كبير, زعيم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية رمضان شلح للحوار حول الحفاظ على علاقات دبلوماسية وثيقة في القتال الدائر ضد إسرائيل.
ولكن الرسالة الحقيقية لحسن نصرالله هي كالتالي :" حماس, أنت لوحدك في الميدان".
هذا الموقف, بعيد كل البعد عما كان عليه الشرق الأوسط قبل عقد من الزمن عندما كان حزب الله, بدفع من إيران, ينصب نفسه زعيما للمقاومة ضد إسرائيل وقائدا للحركة الإسلامية العابرة للطوائف المستعدة للدفاع ليس عن الشيعة فقط ولكن عن السنة أيضا في مواجهة ما كانوا معتادين على وصفهم "باليهود والصليبيين".
عام 2006, عندما هاجمت إسرائيل غزة في الجنوب, بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ ومهاجمة إسرائيل من الشمال وخطف جنود إسرائيليين, مما أدى إلى نشوب حرب شرسة خاص فيها مقاتلو حزب الله حربا شرسة في مواجهة قوات الدفاع الإسرائيلي ووصل فيها الأمر إلى طريق مسدود.
ولكن لدى حزب الله ضرورات استراتيجية أكثر إلحاحا اليوم, كما لا يعرف عن نصرالله بأنه زعيم متسرع. فهو يأخذ وقته في التخطيط والتآمر والدراسة عندما يرى أن الأمور تسير لصالحه. فهو يعرف أنه إذا أثارت حماس رد فعل إسرائيلي عنيف كما حصل في حرب 2006, فإن حزب الله سوف يخسر في هذه الجولة – ليس لأن إسرائيل سوف سوف تخوض حربا أكثر ذكاء ولكن لأن قوات نصرالله متمددة الآن على جبهات الدفاع عن حلفائه في طهران ودمشق وحتى في بغداد.
يقول مايكل يونغ, وهو كاتب في صحيفة الدايلي ستار اللبنانية الناطقة باللغة الانجليزية وناقد قديم لحزب الله :" في الحرب الدائرة في غزة, حزب الله غير مؤهل للمشاركة, فالحزب منشغل إلى أبعد الحدود في سوريا نيابة عن الرعاة الإيرانيين".
قيادة حماس كانت تخشى أن مثل هذا اليوم ربما يأتي. حيث كانت حماس قد حذرت حزب الله مما رأت أنه تدخل من الحزب بكامل طاقته في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد.
خلال العام الماضي, زاد حزب الله من مساعداته العسكرية للأسد مما أدى إلى تحول مد الحرب لصالحه, وحثت حماس حزب الله على سحب قواته من سوريا والتركيز على قتال إسرائيل بدلا من ذلك.
ولكن حماس, تمثل جزء من حركة الإخوان المسلمين العالمية السنية الملتزمة بالإطاحة بالأسد. هذا الحقيقة المتناقضة يمكن التغاضي عنها إذا كان تركيز الجميع منصبا على العدو الإسرائيلي, ولكن لا يمكن تجاهلها فيما أصبح يتحول بسرعة إلى حرب بين السوريين السنة والشيعة.
وكان موسى أبو مرزوق القيادي في حماس قال في صفحته على الفيسبوك :" ندعو حزب الله إلى سحب قواته من سوريا والحفاظ على سلاحه موجها نحو العدو الصهيوني".
وحذر حزب الله من أن تدخله في سوريا يمكن أن يثير النيران الطائفية على امتداد الشرق الأوسط – كما فعل في واقع الأمر.
وردت تقارير غير مؤكدة بأن مقاتلي حماس قدموا نصائح للمتمردين السنة في سوريا حول كيفية القتال ضد حزب الله في المناطق الحضرية باستخدام الأنفاق (وهو التكتيك الذي علمه حزب الله لحماس, والذي يستخدم الآن لشن غارات فدائية في إسرائيل وشن حرب عصابات داخل غزة).
رفض نصرالله نصيحة حماس, قائلا إن قواته سوف تستمر في القتال إلى جانب الأسد,
الذي يعتمد حكمه على الطائفة العلوية التي تعتبر جزء من الإسلام الشيعي.
وجدت حماس نفسها معزولة بصورة متزايدة خلال العام الماضي. الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين في مصر العام الماضي لم تؤد إلى إزالة حليف حيوي فقط, ولكنها جلبت إلى السلطة نظاما عسكريا مصمما على سحق الجماعة وأذرعها في المنطقة, خصوصا
في غزة.
في غضون ذلك, فإن خصومة حماس مع حزب الله وطهران تركت هذه المجموعة الفلسطينية
محاصرة ماليا ومعزولة ومنبوذة على نحو متزايد, وذلك وفقا لجوناثان تشانزر من
مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن دي سي. ولهذا بدأت حماس بمحاولة إعادة
الأمور إلى مجاريها.
جهود التقارب تضمنت محاولة مشعل النأي بحماس عن دعمه الصريح السابق للتمرد
السوري, قائلا إنه "وبينما يحاول الناس الانتفاض للحصول على حقوقهم" فإن ذلك
"يجب أن يتم بوسائل سلمية". ولكن تحالفا من المتمردين السوريين الذي يعرف باسم
جيش الإسلام رد قائلا :"الذي يمارس الجهاد من مكتبه لا يجب أن يقدم النصائحلأولئك الموجودين في الخنادق".
وبصرف النظر عن الاقتتال الداخلي, فإن الحقيقة هي أن المواجهة مع إسرائيل في
هذا الوقت لا تناسب لا حزب الله ولا طهران.
بالنسبة لحزب الله فإن الضرورة تتمثل الآن في إنقاذ الأسد, وإبعاد تهديد الجهاديين المتطرفين مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام. وهذه الحرب لم تكسب بعد. وهي بعيدة كل البعد عن ذلك.
الإيرانيون مصممون على التوصل إلى اتفاق مع الغرب حول برانمجهم النووي, وبالتالي ضمان نجاتهم, وهم لا يريدون المخاطرة من أجل حماس. على الأقل ليس الآن.
لذا, نعم, نصرالله يرفع صوته إلى جانب أصدقائه السابقين في حماس والجهاد الإسلامي لتقديم الدعم المعنوي, ولكن عندما يشير لهم فإنهم يفهمون رسالة إيران
وحزب الله بصورة جيدة . فهو يقول بوضوح "لا تدعونا , نحن سوف ندعوكم".
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
المصدر
جيمي ديتمير
دايلي بيست 23\7\2014
--
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
الاثنين وتعهد بدعم "المقاومة في غزة بأي وسيلة ممكنة". من ثم دعا نصرالله الذي ذاع صيته بأنه زعيم الحزب الذي يحظى بدعم إيراني كبير, زعيم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية رمضان شلح للحوار حول الحفاظ على علاقات دبلوماسية وثيقة في القتال الدائر ضد إسرائيل.
ولكن الرسالة الحقيقية لحسن نصرالله هي كالتالي :" حماس, أنت لوحدك في الميدان".
هذا الموقف, بعيد كل البعد عما كان عليه الشرق الأوسط قبل عقد من الزمن عندما كان حزب الله, بدفع من إيران, ينصب نفسه زعيما للمقاومة ضد إسرائيل وقائدا للحركة الإسلامية العابرة للطوائف المستعدة للدفاع ليس عن الشيعة فقط ولكن عن السنة أيضا في مواجهة ما كانوا معتادين على وصفهم "باليهود والصليبيين".
عام 2006, عندما هاجمت إسرائيل غزة في الجنوب, بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ ومهاجمة إسرائيل من الشمال وخطف جنود إسرائيليين, مما أدى إلى نشوب حرب شرسة خاص فيها مقاتلو حزب الله حربا شرسة في مواجهة قوات الدفاع الإسرائيلي ووصل فيها الأمر إلى طريق مسدود.
ولكن لدى حزب الله ضرورات استراتيجية أكثر إلحاحا اليوم, كما لا يعرف عن نصرالله بأنه زعيم متسرع. فهو يأخذ وقته في التخطيط والتآمر والدراسة عندما يرى أن الأمور تسير لصالحه. فهو يعرف أنه إذا أثارت حماس رد فعل إسرائيلي عنيف كما حصل في حرب 2006, فإن حزب الله سوف يخسر في هذه الجولة – ليس لأن إسرائيل سوف سوف تخوض حربا أكثر ذكاء ولكن لأن قوات نصرالله متمددة الآن على جبهات الدفاع عن حلفائه في طهران ودمشق وحتى في بغداد.
يقول مايكل يونغ, وهو كاتب في صحيفة الدايلي ستار اللبنانية الناطقة باللغة الانجليزية وناقد قديم لحزب الله :" في الحرب الدائرة في غزة, حزب الله غير مؤهل للمشاركة, فالحزب منشغل إلى أبعد الحدود في سوريا نيابة عن الرعاة الإيرانيين".
قيادة حماس كانت تخشى أن مثل هذا اليوم ربما يأتي. حيث كانت حماس قد حذرت حزب الله مما رأت أنه تدخل من الحزب بكامل طاقته في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد.
خلال العام الماضي, زاد حزب الله من مساعداته العسكرية للأسد مما أدى إلى تحول مد الحرب لصالحه, وحثت حماس حزب الله على سحب قواته من سوريا والتركيز على قتال إسرائيل بدلا من ذلك.
ولكن حماس, تمثل جزء من حركة الإخوان المسلمين العالمية السنية الملتزمة بالإطاحة بالأسد. هذا الحقيقة المتناقضة يمكن التغاضي عنها إذا كان تركيز الجميع منصبا على العدو الإسرائيلي, ولكن لا يمكن تجاهلها فيما أصبح يتحول بسرعة إلى حرب بين السوريين السنة والشيعة.
وكان موسى أبو مرزوق القيادي في حماس قال في صفحته على الفيسبوك :" ندعو حزب الله إلى سحب قواته من سوريا والحفاظ على سلاحه موجها نحو العدو الصهيوني".
وحذر حزب الله من أن تدخله في سوريا يمكن أن يثير النيران الطائفية على امتداد الشرق الأوسط – كما فعل في واقع الأمر.
وردت تقارير غير مؤكدة بأن مقاتلي حماس قدموا نصائح للمتمردين السنة في سوريا حول كيفية القتال ضد حزب الله في المناطق الحضرية باستخدام الأنفاق (وهو التكتيك الذي علمه حزب الله لحماس, والذي يستخدم الآن لشن غارات فدائية في إسرائيل وشن حرب عصابات داخل غزة).
رفض نصرالله نصيحة حماس, قائلا إن قواته سوف تستمر في القتال إلى جانب الأسد,
الذي يعتمد حكمه على الطائفة العلوية التي تعتبر جزء من الإسلام الشيعي.
وجدت حماس نفسها معزولة بصورة متزايدة خلال العام الماضي. الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين في مصر العام الماضي لم تؤد إلى إزالة حليف حيوي فقط, ولكنها جلبت إلى السلطة نظاما عسكريا مصمما على سحق الجماعة وأذرعها في المنطقة, خصوصا
في غزة.
في غضون ذلك, فإن خصومة حماس مع حزب الله وطهران تركت هذه المجموعة الفلسطينية
محاصرة ماليا ومعزولة ومنبوذة على نحو متزايد, وذلك وفقا لجوناثان تشانزر من
مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن دي سي. ولهذا بدأت حماس بمحاولة إعادة
الأمور إلى مجاريها.
جهود التقارب تضمنت محاولة مشعل النأي بحماس عن دعمه الصريح السابق للتمرد
السوري, قائلا إنه "وبينما يحاول الناس الانتفاض للحصول على حقوقهم" فإن ذلك
"يجب أن يتم بوسائل سلمية". ولكن تحالفا من المتمردين السوريين الذي يعرف باسم
جيش الإسلام رد قائلا :"الذي يمارس الجهاد من مكتبه لا يجب أن يقدم النصائحلأولئك الموجودين في الخنادق".
وبصرف النظر عن الاقتتال الداخلي, فإن الحقيقة هي أن المواجهة مع إسرائيل في
هذا الوقت لا تناسب لا حزب الله ولا طهران.
بالنسبة لحزب الله فإن الضرورة تتمثل الآن في إنقاذ الأسد, وإبعاد تهديد الجهاديين المتطرفين مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام. وهذه الحرب لم تكسب بعد. وهي بعيدة كل البعد عن ذلك.
الإيرانيون مصممون على التوصل إلى اتفاق مع الغرب حول برانمجهم النووي, وبالتالي ضمان نجاتهم, وهم لا يريدون المخاطرة من أجل حماس. على الأقل ليس الآن.
لذا, نعم, نصرالله يرفع صوته إلى جانب أصدقائه السابقين في حماس والجهاد الإسلامي لتقديم الدعم المعنوي, ولكن عندما يشير لهم فإنهم يفهمون رسالة إيران
وحزب الله بصورة جيدة . فهو يقول بوضوح "لا تدعونا , نحن سوف ندعوكم".
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
المصدر
جيمي ديتمير
دايلي بيست 23\7\2014
--
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..