الأربعاء، 16 يوليو 2014

بروتوكولات عملاء «صحيون»

يُخطئ من يظن أن ما أكتبه حول جماعة "الإخوان المسلمين" الإرهابية ــــ والمتسترة برداء ما يسمى بـ "الصحوة الإسلامية" ــــ يندرج تحت مفهوم "الآراء"، بل هي معلومات حقيقية أستقيها من منابعها "وثائق ودراسات ومحاضر خارجة من رحم تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، أو من مراكز بحثية دولية"، أي أن دوري مقتصرٌ على عمليات الجمع والربط والتلخيص والإبراز، لأضع بين يديك عزيزي القارئ الكريم خلاصة هذا الكم الكبير من الوثائق والدراسات والمحاضر التي أطلع عليها، ولأترك عملية التحليل والاستنتاج لك عزيزي، لحرصي الشديد على التمسك بالموضوعية والحياد، وإيماناً مني بأن القارئ اليوم أكثر وعياً ونباهة من أي وقت مضى. وعلى الرغم من أن بعض العناوين التي أضعها للمقالات قد تكون صادمة، إلا أنها تعكس حقيقة المعلومات التي بين يدي. وها أنا ذا أكتب إليك عزيزي وبين يدي وثيقة سرية داخلية تمثل جزءاً مهماً من الخطة الاستراتيجية لجماعة الإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية، والتي تهدف إلى "تمكين" الجماعة داخل مفاصل أقوى دولة في العصر الحديث، الولايات المتحدة. إنها أشبه ما تكون بخريطة طريق الجماعة، للوصول والتأثير في صناعة القرار الأمريكي، بل وأكثر من ذلك، إنها تهدف صراحة ــــ بحسب ما ذُكر ــــ إلى "استلاب" القرار السياسي الأمريكي المتعلق بالعالمين العربي والإسلامي.
الوثيقة الإخوانية السرية معنونة بـ "المذكرة التفسيرية للهدف الاستراتيجي العام لجماعة الإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية"، والتي جرى اكتشافها أخيرا من قبل جهات أمنية غربية في خزنة لأحد أعضاء التنظيم الدولي، مؤرخة في 22 / 5 / 1991، وقد كتبها أحد قادة هذه الجماعة، والذي يبدو أنه أحد أعضاء مجلس شوراها في أمريكا الشمالية، يدعى محمد أكرم، مصري الجنسية ويقيم حالياً بحسب التقارير ما بين "لندن" و"أوتاوا". كما جرى أخيرا اكتشاف مجموعة أخرى كبيرة من وثائق التنظيم السري في أمريكا لكن لسوء الحظ لم يفرج عنها مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بتوجيه من إدارة أوباما، ولم يسمحوا حتى لأعضاء الكونجرس بالاطلاع عليها - وهو ما اعتبره كثيرون مدعاة للريبة والشك والتساؤل عما إن كانت هناك صفقة من نوع ما ــــ هذه المذكرة السرية التي يصفها مُعدها بأنها "تفسير وشرح لبعض ما جاء في الخطة بعيدة المدى، والتي اعتمدها وأقرها مجلس شورى الجماعة ومؤتمرها العام في دورته عام (1987)"، هي مذكرة داخلية موجهة إلى المراقب العام للجماعة في أمريكا الشمالية، ونسخة منها إلى أمين مجلس شورى الجماعة في أمريكا، وأُخر لجميع أعضاء المجلس، وتبشر هذه الوثيقة بما تصفه "بدخول الجماعة مرحلة جديدة في هذه القارة"!
وأما عن الهدف الاستراتيجي بعيد المدى للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في أمريكا، فقد جاء ذكره واضحاً لا لبس فيه: "تمكين الجماعة في أمريكا الشمالية عبر إيجاد حركة إسلامية فعالة ومستقرة بقيادة الإخوان المسلمين. "تستخدم" قضايا المسلمين محلياً وعالمياً، وتعمل على توسيع "القاعدة" الإسلامية الملتزمة "بسياسات الجماعة وأطروحاتها"، وتهدف إلى "احتواء" وتوحيد وتوجيه جهود "عامة" المسلمين، وتطرح "مشروع الإخوان المسلمين" كبديل إسلامي حضاري، وتدعم دولة الإسلام العالمية "ويقصد بها دولة الإخوان المسلمين أو الخلافة الإخوانية" أينما كانت" أي إن الهدف النهائي هو قيام دولة الخلافة الإخوانية المزعومة على أنقاض الدول العربية الرئيسة، وهو ما يتفق وأدبيات منظري جماعة الإخوان المسلمين "حسن البنا، وسيد قطب"، والذين خرج من رحم فكرهما تنظيما "القاعدة" و"داعش".
وقد قسم القيادي الإخواني محمد أكرم هذه المذكرة إلى ثلاثة أجزاء، ابتدأها بمفهوم التمكين، فكيفية عملية التمكين، ثم مؤسسات التمكين الشاملة وأدواته. معتبراً أن المذكرة بمثابة "الرؤية الاستراتيجية لعمل ووضع الجماعة في أمريكا لعام 2000" أي إنها تمثل الخطة العشرية للتنظيم الإرهابي السري، مُشدداً على أهمية أن يستحضر "جميع الأعضاء" قداسة عملية التمكين هذه، وأنها "جهاد حضاري مجتمعي". كما أبرزت المذكرة "البعد الحركي الواقعي" دون التفريق بين من هو مقيم أو غير مقيم في أمريكا الشمالية، مُركزةً على فكرتين أساسيتين؛ أولهما "التمكين" والتغلغل والانتشار، وثانيهما تحويل عمل الجماعة من محاولات فردية إلى جهود مؤسسية، وذلك في سبيل الوصول إلى التأثير في صناعة القرار الأمريكي بما يصب في مصلحة التنظيم. كما أوضحت المذكرة أهمية جانب الموارد المالية والاقتصادية إلى جانب عمليات التجنيد و"التنشئة"، واللافت أنها ذكرت امتلاك التنظيم لمصارف، وهو ما يتفق والعديد من التقارير حول تغلغل الجماعة في إدارة عدد من المصارف الخليجية والعربية. كما أوردت المذكرة أسماء العشرات من مؤسسات المجتمع المدني الأمريكي، معتبرة إياها غطاء لعمل التنظيم. كما أن ما يستدعي الانتباه أكثر أن هذا التنظيم لديه أجهزة أمنية واستخباراتية وتربوية ودعوية وإعلامية ونسائية ومراكز أبحاث ودراسات وتخطيط، كما أظهرت المذكرة صراحة أن التنظيم لن يتمكن بجهوده الذاتية في تحقيق هدفه في أمريكا بمعزل عن التعاون مع جهات وأفراد آخرين، لذا شددت على ضرورة " أن يتعمق عند الجماعة فقه "التحالفات" وفن "الاستيعاب" وأدب "التعاون" مع المختلف أياً كان".
ويستخلص Douglas & Sandy من هذه الوثائق أربع نقاط رئيسة:
1. معظم المنظمات التي نصبت أنفسها كواسطة بين الجالية الإسلامية في أمريكا والعالم الخارجي أسسها وأشرف عليها الإخوان منذ بداياتها. ومعظم هذه المنظمات قد غيرت من مسمياتها من أجل كسب قبول دولي أوسع.
2. تمكنت جماعة الإخوان من بناء تنظيم شديد التنظيم بأوجه مختلفة داخل الولايات المتحدة، في حين عمدت هذه الفروع المنتمية للإخوان إلى إخفاء تبعيتها للتنظيم الحاضن.
3. إن الأجندة التي تريد تلك المنظمات تطبيقها بعيدة إلى حد كبير عن الأهداف العامة للمنظمات ذات الصلة، كحماية الحقوق المدنية للمسلمين مثلا. إلا أنها تهدف أصلا إلى تقويض الدول من الداخل والعمل على التمكين لدولة الإخوان العالمية (الخلافة) التي تطبق الأرض.
4. إن الهدف الأساسي الذي وضعته كل المؤسسات الإخوانية في مقدمة أجندتها منذ بداية التسعينيات وحتى الآن هو تقديم الدعم المادي والسياسي للحركات الإرهابية ومكتب الإرشاد للإخوان المسلمين في القاهرة".
هذا ما كشفته وثائق الجماعة التي كتبها قادتها بأنفسهم في أمريكا، والتي لم يدخلوها إلا متأخرين نسبياً، لكن السؤال الذي يتبادر للأذهان الآن: ماذا عن تغلغلهم في الدول المستهدفة الرئيسة، والتي دخلوها باكراً كما هو الحال لدينا في المملكة؟ إلى أين وصل هذا التنظيم وهذه الجماعة وهذه "الحكومة العالمية الخفية" في تغلغلها على أرض الواقع؟


عماد المديفر


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..