مقال يجدر بنا الاطلاع عليه ..
يـروى عـن أكثـم بن صيفي التميمي قوله: «يؤتى الحذر من مأمنه»، والمعنى ببساطة هو أن الخطر قد يأتي من حيث أمن الإنسان منه، فهو يحذر ويحتاط عما يرى فيه خطرا عليه، لكنه ربما يفاجأ بالخطر والأذى آتيا من مكمنه: شخص أو أشخاص يثق بهم ويطمئن إليهم. وإن حصل ذلك فبموجب ما قدره الله له مما لا بد منه. ويؤكد ذلك ما جاء على لسان أبي هريـرة رضي الله عنه، أن رسول الله عليه الصلاة والسلام، قال : «لا ينفـع الحـذر من قـدر ...» (رواه أحمد والبزار والبيهقي والطبراني وآخرون).
ولنأخذ كمثال حي ما يسمى بـ «الثـورة الإسلامية» في إيـران، حينما رفعت شعارات الوحدة الإسلامية والتضامن الإسلامي، وادعاء قادتـها أنها ثورة قامت ضد الظلم والطغيان والاستـبـداد، وأنـها إنـما تـهـدف لتحريـر الإنسان من الفقـر والاستغلال والإقصاء والاستعباد وحياة الذلة ... إلخ الشعارات التي أغرت بطنينها الكثير من العرب والمسلمين فاستأمنوها وأيدوها، وبالتالي أمنوا جانب إيـران، لكن من خلال واقـع الممارسة فإن الشعارات والأهداف التي ادعى قادة الثورة أنها قامت لتحقيقها ما هي إلا مجرد تقية من ورائـها في الحقيقة أهداف سياسية وقومية وطائفية أوضحتـها تدخلات إيـران في الشؤون الداخلية للدول العربية وإثارتها للنعرات والصراعات الطائفية التي أشعلت نـار الفتن والحروب والفرقة بين مواطني هذه الدول، كما في سوريـا واليـمـن والبحريـن ... وخلال مؤتمر نصرة سوريـا المنعقد في اسطنبول 2013م، كشف أحد المشايخ خداع إيـران وحزب الله من خلال المعتـقد (المذهب) الطائفي، حسب النموذج الفارسي، وعملهما من أجل تحقيق أهداف سياسية وقومية وطائفية ليس لصالح الإسلام وإنما لتنفيذ مخطـط أكبر لنشر الصراعات الطائفية التي تؤدي إلى الفرقة والحروب. لقد استأمن الشيخ إيـران وثورتـها فلاحظ الخطر من حيث أمن، خاصة بعد دخول إيـران وحزب اللـه الحرب في سوريـا، فذكر أنهما خدعاه حيث دافـع عنهما طوال السنين.. صـرح الشيخ بأقواله هذه بعدما اتضح له العداء المذهبي لحـزب اللـه ضـد السنة ومشاركته النظام السوري بارتكاب المجازر ضـد أهل السنة في سوريـا. فبعد أن اكتشف حقيقة إيـران وحزب اللـه، اعترف الشيخ بخطئه وأعلن تراجعه عن موقفه المؤيـد لهما، وقال في المؤتمر المذكور: «إنني دافعت يوما عن حسن نصر اللـه وهو ليس نصر اللـه إنما ينصر الشيطان، ويسمي حزبـه حزب اللـه إنما هو حزب الطاغوت، بل هو حزب الشيطان» . كما قال الشيخ : «لقد وقفت فترة أدافع عنهم وأقاتل من أجلهم، وقفت ضد المشايخ الكبار من السعودية أدعو لنصرة هؤلاء ممن يسمى حزب اللـه، يبدو أن المشايخ كانوا أنضج مني وأبصر مني لأنهم عرفوا هؤلاء على حقيقـتـهـم، وأنهم ليسوا ناصحين للمسلمين، هم كذبة في قولهم إننا نعمل لنصرة المسلمين».
وهناك سوابق تاريخية لخداع الفرس. فقد استأمن الخليفة هـارون الرشيد رضي اللـه عنه البرامكة الفرس فتـغـلـغـلـوا وتدخلوا بل تحكموا في كل أمور الدولة العباسية، فأصبحوا وزراء فيها فـزاد نفوذهم وأصبح لهم الأمر والسلطان. وعندما اتضح لهارون خطرهم على أمـن الدولة قـرر التخلص منهم ووضع حدا لنفوذهم، فأمر رجاله في أول صفر 187هـ (29 يناير 803م) بالقبض على جميـع البرامكة، ومن ثم قضى عليـهـم. أغضب ذلك الفرس المتعصبين للقومية الفارسية فعمدوا إلى تشويـه سمعة هارون، فوصفوه بالمجـون ونعـتـوه بـما لا يلـيـق بـه مـن النعـوت، هـذا مـع أن هـارون كان مثـالا للمـسلـم المؤمـن، فقـد كان يحـج ماشيا على الأقـدام في عام ويجاهـد في عام (عام حج وعام جهاد)، ويـروى عـنه أنـه كان يصلي مائـة ركعة كل يـوم.
لم ينس محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (نصير الدين الطوسي) ومحمد بن أحمد العلقمي (ابن العلقمي)، وأصلهما من الشيعة الفرس، سقوط إمبراطوريـتهـم الفارسية على يد الفاتحين العرب وكذلك نكبة البرامكة، فأخذا بالثـأر بالتحالف مع هولاكو القائد التتـاري فقضوا على الدولة العباسية. الطوسي كان عالما وابن العلقمي وزيـرا للخليفـة المستـعـصـم باللـه الذي استأمنهـما، وكِلا الاثنين من مواليد توابـع قـم في خراسان بـإيـران. وغدرا بالمسلمـين بعـد أن تـتـالت انتـصارات الدولة العثمانية في أوروبـا، قامت الدولة الصفويـة فهاجمـت الدولة العثمانية فتـقـهـقرت القوة العثمانية قبل أن تحقـق هدفـها بوضع أوروبـا تحت لواء الإسلام. وقد ساعد الفـرس ومن هـم على شاكلتهـم الطائفية، مثـل النصيريين، أعداء العرب الغزاة كالصليبيين في بـلاد الشام، والمستـعـمـرين، كفرنسا في سوريـا، وزاد النصيريون بأن طلبوا من فرنسا أن لا تمنح سوريـا استقلالها .. واللـه أعـلـم.
المصدر
يـروى عـن أكثـم بن صيفي التميمي قوله: «يؤتى الحذر من مأمنه»، والمعنى ببساطة هو أن الخطر قد يأتي من حيث أمن الإنسان منه، فهو يحذر ويحتاط عما يرى فيه خطرا عليه، لكنه ربما يفاجأ بالخطر والأذى آتيا من مكمنه: شخص أو أشخاص يثق بهم ويطمئن إليهم. وإن حصل ذلك فبموجب ما قدره الله له مما لا بد منه. ويؤكد ذلك ما جاء على لسان أبي هريـرة رضي الله عنه، أن رسول الله عليه الصلاة والسلام، قال : «لا ينفـع الحـذر من قـدر ...» (رواه أحمد والبزار والبيهقي والطبراني وآخرون).
ولنأخذ كمثال حي ما يسمى بـ «الثـورة الإسلامية» في إيـران، حينما رفعت شعارات الوحدة الإسلامية والتضامن الإسلامي، وادعاء قادتـها أنها ثورة قامت ضد الظلم والطغيان والاستـبـداد، وأنـها إنـما تـهـدف لتحريـر الإنسان من الفقـر والاستغلال والإقصاء والاستعباد وحياة الذلة ... إلخ الشعارات التي أغرت بطنينها الكثير من العرب والمسلمين فاستأمنوها وأيدوها، وبالتالي أمنوا جانب إيـران، لكن من خلال واقـع الممارسة فإن الشعارات والأهداف التي ادعى قادة الثورة أنها قامت لتحقيقها ما هي إلا مجرد تقية من ورائـها في الحقيقة أهداف سياسية وقومية وطائفية أوضحتـها تدخلات إيـران في الشؤون الداخلية للدول العربية وإثارتها للنعرات والصراعات الطائفية التي أشعلت نـار الفتن والحروب والفرقة بين مواطني هذه الدول، كما في سوريـا واليـمـن والبحريـن ... وخلال مؤتمر نصرة سوريـا المنعقد في اسطنبول 2013م، كشف أحد المشايخ خداع إيـران وحزب الله من خلال المعتـقد (المذهب) الطائفي، حسب النموذج الفارسي، وعملهما من أجل تحقيق أهداف سياسية وقومية وطائفية ليس لصالح الإسلام وإنما لتنفيذ مخطـط أكبر لنشر الصراعات الطائفية التي تؤدي إلى الفرقة والحروب. لقد استأمن الشيخ إيـران وثورتـها فلاحظ الخطر من حيث أمن، خاصة بعد دخول إيـران وحزب اللـه الحرب في سوريـا، فذكر أنهما خدعاه حيث دافـع عنهما طوال السنين.. صـرح الشيخ بأقواله هذه بعدما اتضح له العداء المذهبي لحـزب اللـه ضـد السنة ومشاركته النظام السوري بارتكاب المجازر ضـد أهل السنة في سوريـا. فبعد أن اكتشف حقيقة إيـران وحزب اللـه، اعترف الشيخ بخطئه وأعلن تراجعه عن موقفه المؤيـد لهما، وقال في المؤتمر المذكور: «إنني دافعت يوما عن حسن نصر اللـه وهو ليس نصر اللـه إنما ينصر الشيطان، ويسمي حزبـه حزب اللـه إنما هو حزب الطاغوت، بل هو حزب الشيطان» . كما قال الشيخ : «لقد وقفت فترة أدافع عنهم وأقاتل من أجلهم، وقفت ضد المشايخ الكبار من السعودية أدعو لنصرة هؤلاء ممن يسمى حزب اللـه، يبدو أن المشايخ كانوا أنضج مني وأبصر مني لأنهم عرفوا هؤلاء على حقيقـتـهـم، وأنهم ليسوا ناصحين للمسلمين، هم كذبة في قولهم إننا نعمل لنصرة المسلمين».
وهناك سوابق تاريخية لخداع الفرس. فقد استأمن الخليفة هـارون الرشيد رضي اللـه عنه البرامكة الفرس فتـغـلـغـلـوا وتدخلوا بل تحكموا في كل أمور الدولة العباسية، فأصبحوا وزراء فيها فـزاد نفوذهم وأصبح لهم الأمر والسلطان. وعندما اتضح لهارون خطرهم على أمـن الدولة قـرر التخلص منهم ووضع حدا لنفوذهم، فأمر رجاله في أول صفر 187هـ (29 يناير 803م) بالقبض على جميـع البرامكة، ومن ثم قضى عليـهـم. أغضب ذلك الفرس المتعصبين للقومية الفارسية فعمدوا إلى تشويـه سمعة هارون، فوصفوه بالمجـون ونعـتـوه بـما لا يلـيـق بـه مـن النعـوت، هـذا مـع أن هـارون كان مثـالا للمـسلـم المؤمـن، فقـد كان يحـج ماشيا على الأقـدام في عام ويجاهـد في عام (عام حج وعام جهاد)، ويـروى عـنه أنـه كان يصلي مائـة ركعة كل يـوم.
لم ينس محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (نصير الدين الطوسي) ومحمد بن أحمد العلقمي (ابن العلقمي)، وأصلهما من الشيعة الفرس، سقوط إمبراطوريـتهـم الفارسية على يد الفاتحين العرب وكذلك نكبة البرامكة، فأخذا بالثـأر بالتحالف مع هولاكو القائد التتـاري فقضوا على الدولة العباسية. الطوسي كان عالما وابن العلقمي وزيـرا للخليفـة المستـعـصـم باللـه الذي استأمنهـما، وكِلا الاثنين من مواليد توابـع قـم في خراسان بـإيـران. وغدرا بالمسلمـين بعـد أن تـتـالت انتـصارات الدولة العثمانية في أوروبـا، قامت الدولة الصفويـة فهاجمـت الدولة العثمانية فتـقـهـقرت القوة العثمانية قبل أن تحقـق هدفـها بوضع أوروبـا تحت لواء الإسلام. وقد ساعد الفـرس ومن هـم على شاكلتهـم الطائفية، مثـل النصيريين، أعداء العرب الغزاة كالصليبيين في بـلاد الشام، والمستـعـمـرين، كفرنسا في سوريـا، وزاد النصيريون بأن طلبوا من فرنسا أن لا تمنح سوريـا استقلالها .. واللـه أعـلـم.
10/04/1435 هـ
10 02 2014 م
العدد : 4621
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..