في قرية "المزرع" التابعة لمدينة الباحة والتي يعمل معظم أهلها في مهنة الزراعة، ولد "محمد الغامدي" يوم عرفة (عام 1992) لأب أمضى سنين عمره يعمل في الدفاع المدني وله من الأبناء والبنات أربعة عشر...
في قرية "المزرع" التابعة لمدينة الباحة والتي يعمل معظم أهلها في مهنة الزراعة، ولد "محمد الغامدي" يوم عرفة (عام 1992) لأب أمضى سنين عمره يعمل في الدفاع المدني وله من الأبناء والبنات أربعة عشر.. "محمد" هو آخر العنقود من الزوجة الأولى التي لا تقرأ ولا تكتب ولكنها جامعة تمشي على الأرض بحكمتها وقدرتها على تنشأة أبنائها الذين خرج من بينهم الطبيب والمعلم والتاجر.
نقلا عن صحيفة مكة
في قرية "المزرع" التابعة لمدينة الباحة والتي يعمل معظم أهلها في مهنة الزراعة، ولد "محمد الغامدي" يوم عرفة (عام 1992) لأب أمضى سنين عمره يعمل في الدفاع المدني وله من الأبناء والبنات أربعة عشر.. "محمد" هو آخر العنقود من الزوجة الأولى التي لا تقرأ ولا تكتب ولكنها جامعة تمشي على الأرض بحكمتها وقدرتها على تنشأة أبنائها الذين خرج من بينهم الطبيب والمعلم والتاجر.
محمد الذي لا يعرف "المدرسين الخصوصيين" طوال حياته، كان
متفوقاً في دراسته ولا يقبل إلا بالإمتياز نتيجةً، في المرحلة المتوسطة بدأ يتعلم
على الكمبيوتر، وبذكاء ونشاط وأمانة "أهل الجنوب" أنشأ أول مشاريعه وهو
في المرحلة الثانوية حتى أصبح أيقونة الباحة التي يبحث عنها الجميع؛ كونه الأبرز
في تصميم المواقع الإلكترونية وتقديم خدمات الإستضافة لهذه المواقع، وبدأ يجني من
هذا العمل دخلاً شهرياً ثابتاً لم يثنه عن إكمال تعليمه بتفوق حيث ألتحق
"بكلية الصيدلة" في جامعة الباحة، وها هو في سنته الرابعة وبتفوق كما
أعتاد.
طموحات الشاب النحيل كانت أكبر من تصميم المواقع واستضافتها، فبدأ يعمل
في وكالة للدعاية والإعلان، بجانب عمله كمراسل صحفي لصحيفة "سبق"
الإلكترونية، التي قرر أن ينشر من خلالها صوت شباب الباحة للمسؤولين، يقول محمد:
"من أبرز العقبات والصعوبات التي تواجه شباب الباحة، هي منطقة الباحة نفسها؛ كونها
تفتقد للحراك التجاري والإستثماري الذي يوجد في المدن الكبيرة ويستوعب طاقات شباب
المنطقة، بجانب ندرة المراكز الشبابية التي تستوعب أفكار وطموحات ومشاريع الشباب".
بهذه المشاعر تجاه "الباحة" الذي عُرف عن أهلها الكرم
والنخوة والصبر، اندفع إبن الثالثة والعشرين للمشاركة في تأسيس "مجلس شباب
منطقة الباحة" ومن هذا المجلس الذي ضم خيرة شباب المنطقة، خرج محمد بفكرة
مشروع ريادي، هو بيع فاكهة "الرمان" عبر الشحن لأي مدينة في المملكة من
خلال موقع إلكتروني أسماه "متجر رمان بيدة" romanbedah.com الذي انطلق قبل أسابيع، بعد استشارته لأحد رواد الأعمال من جدة
"محمد الزهراني" الذي لم يتوانى لحظة في نصيحة الغامدي وتوجيهه، يقول
محمد الغامدي: "بدأت أنظر لهذا المنتج الذي يستهوي الجميع لكنهم لا يستطيعون
القدوم إلى منطقة الباحة لشراءه بسهولة, وكذلك قلة خبرة المزارعين الذين يبذلون
جهدا طوال العام للخروج بأفضل المحاصيل لفاكهةٍ ذكرت في القرآن الكريم، في بيعها وتسويقها
بطرق إحترافية وسهلة تساعدهم على زيادة كميات البيع داخلياً والتصدير خارجيا، فقررت
إنشاء المتجر الالكتروني الذي يتيح لكافة سكان مناطق المملكة الحصول على الرمان بضغطة
زر وفي وقت قياسي".
محمد الذي يعرف أسرار فاكهة الرمان على صحة الإنسان وجمال المرأة،
يقوم يومياً بفرز الفاكهة لإنتقاء أجودها، ومن ثمّ تعبئتها بطرق إحترافية مع نفس
المزارعين الذين لم يثقوا في فكرته في بادئ الأمر كونه حاول إقناعهم بفكرته ومعه
جهاز الـ iPad الذي سيستقبل من خلاله الطلبات وينفذ من خلاله أوامر الشحن بدلاً
من الشاحنات وتجار المدن الكبرى الذين سيأتون بأنفسهم لشراء محاصيلهم.
اليوم بلغت مبيعات متجره (أسبوعياً) عشرات الآلاف من الريالات، وأصبح
ملاك المزارع الشيبان، الذين ينادونه بـ (يا راعي الكمبيوتر) يتواصلون معه يومياً لحجز
محاصيلهم وبيعها لهم، وبالأخص عبد المجيد الزهراني وأشقاءه ووالده الذين آمنوا
بمحمد ومشروعه وبدأوا يقدمون له منتجات مزارعهم، حتى ينطلق وينجح في مشروعه.
يقول صديق محمد "وليد الخاطر" مؤسس وأمين مجلس شباب الأعمال
في الباحة: "محمد مبهر في عطاءه ومثابرته، وجميع شباب المنطقة قادرون على
تحقيق ما يرغبون به لأن الفرص متاحة للجميع, فقط تحتاج للشخص المبادر الذي يؤمن
بفكرته مثل محمد, وأن يبتعدوا عن الأعذار والمثبطات التي تدفع الشباب للإستسلام
قبل بدء الطريق".
منذ أن انطلق محمد بمشروعه وهو يعمل في صمت دون علم والديه؛ حتى لا
يرهقهما بتفاصيل ومشاكل العمل اليومي براً بهما، ولسبب آخر، حتى يضمن لمشروعه
النجاح الذي يرجوه وهو أن يجعل من "فاكهة الجنة" ومزارعها، سلعةً تليق
بجمال الباحة وعذوبة أهلها.. لذلك أعتذر لمحمد، أن كشفت سره لوالديه؛ حتى يفخران
به أكثر.
للرمان أسرار صحية وجمالية.. قال تعالى عن جنته (فيهما فاكهة ونخل ورمان)
صناديق الرمان بعد تعبئتها استعدادا للشحن
محمد أثناء أحد المؤتمرات التي قام بتغطيتها صحفياً
وزير الداخلية السابق "الأمير أحمد بن عبد العزيز" بجوار أمير منطقة الباحة أثناء مهرجان الرمان
في الباحة أكثر من 25 ألف شجرة رمان تتميز بلذتها وكبر حجمها
رمان الباحة أفضل هدية يقدمها زوار الباحة لذويهم عند عودتهم
محمد يخطط لإضافة محاصيل أخرى؛ لينعش الحركة الإقتصادية في الباحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..