أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق. وتعيش مجموعات أصغر في تركيا ,سوريا، إيران ،جورجيا وأرمينيا. عرقيا ينتمون إلى اصل كردى ذات جذور هندو أوروبية رغم أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية اشورية وسريانية فأزيائهم الرجالية قريبة من الزي العربي[1] اما ازيائهم النسائية فسريانية. يتكلم الايزديون اللغة الكردية وهي لغة الأم ولكنهم يتحدثون العربية أيضا، خصوصا ايزيدية بعشيقة قرب الموصل، صلواتهم وادعيتهم والطقوس والكتب الدينية كلها باللغة الكردية، أو مرگه الشيخان حيث موطن امرائهم، والتي سميت في كتب التاريخ ب(مرج الموصل)[2] وقبلتهم هي لالش حيث الضريح المقدس لـ(الشيخ أدي) بشمال العراق ويعتبر الأمير تحسين بك من كبار الشخصيات الديانة الايزيدية في العراق والعالم.
التوزع والتعداد السكاني
يقدر تعدادهم في العالم بحوالي 500,000 يتواجد أغلبهم في العراق.[3] و 30 ألف في سوريا ولم يبقى منهم أكثر من 500 نسمة في تركيا بعدما كان عددهم أكثر من 25 ألف نسمة في بدايات الثمانينيات حيث هاجر غالبيتهم لأوربا. كما توجد أقليات منهم في أرمينيا وجورجيا تعود أصولها لتركيا. كما توجد أقلية صغيرة من الايزيدية في إيران دون توفر معلومات عن تعدادهم.مواطنهم
كان الأيزيديين يسمون في فترات تأريخية سابقة بـالداسنية والتيراهية ثم بعد ظهور الشيخ عدي الهكاري اشتهروا بالصحبتية والعدوية والهكارية. ويبدو أن تسمية الأيزيدية اطلق عليهم ايام سيطرة العثمانيين على كردستان والعراق. ومن أشهر مواطنهم سابقا حسب (كتاب الشرفنامه) جزيرة ابن عمر (بوطان) والموصل ودهوك ودياربكر وحلب واورفا وخوي بأيران (امراء دنبلي)[4]. ولكن هذا الانتشار انكمش تحت ضغط حملات الإبادة وفرمانات الدولة العثمانية. أكبر تجمعاتهم اليوم عبارة عن:- في العراق:
- في محافظة نينوى/الموصل:- قضاء الشيخان، بعشيقة، بحزاني، شنكار (سنجار)،زمار والقوش.
- في محافظة دهوك :- شاريا (سميل)، مجمع خانك ومنطقة ديرهبون
- في سوريا:
- القامشلي، عفرين ومنطقة الجراح والقرى التابعة لها[5].
- في تركيا:
- ماردين، سيرت ،اورفا، قارس، اغري واردهان (على الحدود الارمنيه).
- في أرمينيا:
- الاگز (قرى جبل ارارت وداخل العاصمه يريفان).
- في جورجيا:
- داخل العاصمه تفليسي.
- في المهجر:
- ألمانيا والنمسا وفرنسا وأمريكا
التسمية
الازدانية أو ئيزدي أو ايزيدي ويزيدية.-
- التسمية جاءت من (يزد)أو (يزدان)وذللك لاعتقادة هذه الفئة بـ(إله) بهذا الاسم.
- مدينة (يزاد) أو (يزدان) الفارسية ومعنى التسمية (الله)
التوزع والتعداد السكاني
يقدر تعدادهم في العالم حسب أرقام لمنظمات تابعة للأمم المتحدة بحوالي 2,550,000 يزيدي يعيش حوالي 750 ألف منهم في العراق. و 30 ألف في سوريا[6] ولم يبقى منهم أكثر من 500 نسمة في تركيا بعدما كان عددهم أكثر من 25 ألف نسمة في بدايات الثمانينيات حيث هاجر غالبيتهم لأوروبا. كما توجد أقليات منهم في أرمينيا وجورجيا تعود أصولها لتركيا.كما توجد أقلية صغيرة من الايزيدية في إيران دون توفر معلومات عن تعدادهم.رموز ومعتقدات
- الرّب، الله
- (لا تجري ماهيته في مقال، ولا تخطر كيفيته ببال، جل عن الأمثال والاشكال، صفاته قديمة كذاته، ليس كمثله شيء)
- (بانه الرب هو اله البشر وانّ الملك الطاووس ملك للملائكة)
- الملك طاووس
- وهو يحكم الكون بمعية سبعة من الملائكة. وهذه الملائكة السبعة خاضعة للرب الأعلى.
- يرمز الملك بـ شكل طاووس.
- يمثل الملك على شكل طاووس مصنوع من النحاس بحجم الكف المضمومة.
- كتب مقدسة
- كتاب الجلوة لـ عدي بن مسافر
- مصحف رش (بالعربية:الكتاب الأسود)
- شخصيات بارزة
- الشيخ ادي
- معتقدات
- وادي لالش في العراق هو المكان المقدس.
- الحج إلى وادي لالش.
- الصلاة عبارة عن أدعية مع التوجه نحو الشمس.
- الصوم : يصوم الايزديون في السنة أكثر من مرة والايزدي مدعو للصيام طول السنة فهو يمكن ان يصوم متى ما شاء وهذا الصيام يكون خاصا يرتبط برغبة الشخص ولكن هناك صوم عام يسمى صوم (ايزي) (ئيزي) اي صيام(الله) لمدة ثلاثة ايام يصادف غالبا شهر كانون الأول الميلادي لان الايزديين يتبعون التقويم الشرقي القديم(الكريكوري) وفي هذه الايام الثلاث يصوم الايزدي من كل ملذات الدنيا وفي اليوم الرابع بعد الصيام يصادف العيد المسمى (رۆژيێت ئيزي).
-
- القبلة:القبلة لدى الايزديين هي الشمس باعتبارها اعظم ما خلقه الله حيث يتوجه الايزدي أو الايزدية نحو الشمس للدعاء التي تاخذ شكل الدعاء والمصلي عليه الاغتسال اولا ومن ثم الوقوف بخشوع رافعا يديه إلى السماء وهو حافيا القدمين وهذا يتكرر في اليوم ثلاثة مرات عند الشروق وعند الغروب وكذلك في الليل قبل النوم ويتلى في كل مرة تراتيل وادعية خاصة تتميز بأسلوب ادبي ولغوي قوي جدا اشبه بالشعر الموزون والمقفى.
- التناسخ كوسيلة للتكفير عن الذنوب.
- التعميد المولود.
- التوحيد: التوحيد من احدى الاسس الثابتة في فلسفة الدين الايزدي لذا الايزديون لايعتقدون بوجود الأرواح الشريرة والعفاريت والشياطين والابالسة لانهم يعتقدون أن الإقرار بوجود قوى أخرى تسيير الإنسان يعني الثانوية وتبرير لما يقوم به البشر من افعال. لذا الإنسان في العقيدة الايزدية يمثل المسؤول عما يفعله وليس الجن أو الأرواح الشريرة. وان الله هو كله خير اما الشر فياتي أيضا من بابه نتيجية لافعال البشر لذا الصراع بين الخير والشر هو في الأساس صراع بين النفس والعقل فاذا انتصر العقل على النفس نال الإنسان خيرا
- قصة الخلق لديهم تشابه قصة الخلق في الأسلام في بعض النواحي ألا أنهم يعتبرون ان ابليس أو عزازيل كما يسميه الايزيديين كان من أفضل الموحديين حيث رفض السجود لادم لانه اعتبر السجود لغير الله ذل وبذلك رفعه الله لمكانه عظمية ونصبه ملكا على الملائكة.
- الاحتفال في أول أربعاء من شهر نيسان في كل عام من السنة الشرقية.
لالش
اعياد الايزيدية
يعتبر عيد جما من أشهر وأكبر أعيادهم وتعني بالكردية (عيد التجمع) وتستمر طقوس احيائها لسبعة أيام متتالية تبدأ بطقوس ومراسيم دينية خاصة أبرزها مراسيم (السما) و(ذبح الثور). وهناك عيد سرى سال (الرأس السنة) ويعتبر امتدادا لأعياد شرقية قديمة حيث يتطابق مع عيد رأس السنة البابلية الذي يقع في الربيع. ثم عيد خدر الياس يقع هذا العيد في أول يوم خميس من شهر شباط إن شخصية (خدر الياس) لها ما يماثلها وما يتطابق معها في العديد من الأديان والمعتقدات، القديمة منها والجديدة. مثلاً هو (الخضر) عند العرب المسلمين، ويسمى (خواجة خضر) عند الهنود المسلمون، وعند الأكراد هو (خدرى زينده Xidirê Zêndê) أي خدر الخالد الحي، ويسمى عند النصارى (جرجي أو جرجيوس) وعند بني إسرائيل (ارميا) بينما يرى آخرون انه (إيليا) بسبب التشابه اللفظي بين (إيليا والياس) وعند بعض العرب (شيخ البحر) وعند آخرين (راعي المياه)[8].عيد صوم ايزيد ويقع هذا العيد في أول يوم جمعة من كانون الأول الشرقي بعد صيام لثلاثة أيام. عيد چله (مربعانية الصيف) ومربعانية الشتاء.[[ملف:من طقوس عيد جما.PNG|تصغير|يسار|250بك|قباغ من طقوس عيد جما وعيد النوروزمراكز ثقافية ايزيدية
تعد الايزدية كثقافة ولغة وتراث، العمق التاريخي الأكثر اصالة للكرد عموما وعلى الرغم من أن نسبتهم بين الأكراد في العالم قد لاتتجاوز 4-5 % الا انهم لايزالوا يحتفظون بالجزء الأكبر من التراث والتاريخ الكردي وخاصة الادب الديني الشفاهي أو المكتوب باللغة الكردية. وتحاول مراكز ثقافية ابراز هذه الاصالة عبر توثيق هذا التراث الحي وربطه بالحاضر. يعتبر مركز لالش الثقافي والاجتماعي الايزيدي من أشهر وأقدم المراكز الثقافيه الخاصه بالأيزيديه في كردستان وللمركز احتفال سنوي خاص يسمى (مهرجان لالش) يحضره سنويا نخبة من الباحثين الكرد والاجانب[9] وله موقع على الانترنيت [10]. وهناك أيضا مركز ثقافي ايزيدي في مدينة اوكسبورك في ألمانيا تأسس حديثا. وهناك أيضا جمعية كانيا سبي kaniya sipi الثقافية والاجتماعية وأيضا جمعية بورلنكي الثقافية في شمال السويد [11].آراء حول الايزيدية
تعد اليزيدية حلقة شبه مفقودة في سلسلة الديانات الشرقية الهندوأرية القديمة, وقد اختلف الباحثون في تحديد نشاته وظهوره وحركة تطوره[12] التاريخي ومعرفة كمااختلف الباحثون حول اصل وتسمية الايزيدية، فهناك من يرجع اصلهم إلى الخليفة الاموي يزيد بن معاوية, وهناك من يرى بانها تنتسب إلى يزيد بن انيسة الخارجي, واخر يقول بان تسميتها جاءت نسبة إلى مدينة يزد الإيرانية, وهناك من يرى بان الايزيدية انما تطور للديانة الزرادشتية واخرون يربطون بين الايزيدية والمثرائة. يبدو أن هذا الاختلاف في تسمية الايزيدية جاء اما عن قصد. وخاصة بالنسبة إلى اصحاب الرأيين الأول والثاني, وذلك لكي يؤكدوا على ان الايزيدية فرقة إسلامية.منشقة ولا يكتفون بهذا (أي جعل الايزيديية فرقة إسلامية منشقة) وانما يذهبون إلى ابعد من هذا. وهو عروبة الايزيدية. ويكفي ان ناتي برأي (سعيد الديوهجي) حول هذا الموضوع عندما يقول: "ان الايزيدية حركة سياسية خالصة, جعلت لها صبغة دينية تسير تحتها لتعيد الحكم إلى الامويين". اما اصحاب الاراء الأخرى فربما جاءت ارائهم هكذا. حول الايزيدية لعدم اطلاعهم على نصوص الديانة الايزيدية المقدسة خاصة انه هناك تشابه في بعض المسائل ما بين الايزيدية والزرادشتية والمثرائية أو ان ذلك التشابه بين الايزيدية والديانات الأخرى[5] قد قادهم إلى حد زعمهم ان الأيزيدية: هي نتاج افكار ومعتقدات قديمة منذ نشاءة الكون، وبعض المفكرين يعتبرون الايزيدية مزيجا مكونا من عناصر من المانوية، الزردشتية، المسيحية والغنوصية ومعتقدات عراقية قديمة.[بحاجة لمصدر] ومن الاراء أن اصولهم آشورية بسبب وجود تماثيل ورموز في ديانتهم مشابهة لما هو موجود بالديانة الآشورية القديمة وحيث ان أماكن سكناهم الحالية كانت في السابق مكان عاصمة الآشوريين الأثرية نينوى. وكما تجد ان هناك الكثير من الامور المشتركه بينهم وبين السريان.[من صاحب هذا الرأي؟][13]أشهر الشخصيات
- الأمير تحسين بك هو من أشهر امراء اليزيدية حاليا.
- الأمير “حسين بك الداسنى” زعيم الايزيدية الاشهر، الذي ساند السلطان العثماني سليمان القانونى في حملته لاستعادة بغداد من سيطرة الصفويين. فكافأه وجعله اميرا على امارة صوران واربيل ودهوك التي كانت تسمى ببلد داسن.
- عرب شمو (عرب شاميلوف) (1897-1978) من كبار الروائيين الكرد له روايات عديدة اشهرها (قلعة دمدم) ولد في قارس (تركيا الحالية) والتجأ إلى أرمينيا ومات فيها.ويعتبر أكثر الكتاب الكرد شهرة في العالم لان نتاجاته ترجمت إلى أهم لغات العالم (الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الروسية، العربية، الارمنية، الجورجية).ان الدور الذي نهض به عرب شمو في تأهيل الفن الروائي في الادب الكردي دور ريادي وتأريخي كما ان رواياته تعد أفضل ما كتب باللغة الكردية من نثر فنى وطفرة كبرى في المضمون الفكري والمستوى الفني للرواية الكردية.[14]
- برو شرقي من كبار المطربين الشعبيين الأكراد عاش ايام مجد إبراهيم باشا المللي الكردي ولد عام 1880 م ذائع الصيت بأغانية التي تمجد البطولة والحب والوفاء.
- درويشي عفدي, ملحمة درويشي عفدي والوقائع التاريخية لهذه الملحمة. أن درويشي عفدي كان يسعى لكسب ثقة تمر باشا المللي، من أجل أبنته (عدولة) وكان بينه وبين تمر باشا خلاف شديد يمنعه من لقاء عدولة أبنة الباشا، وعندما كانت الحرب بين الباشا المللي والتحالف العثماني العربي، كانت فرصة درويشي عفدي أن يكون في بيت الباشا وإلى جانبه وبدعوة من الباشا شخصياً. وقد كانت المصلحة مشتركة في هذه اللعبة الخطرة، لأن تمر باشا كان يرى في هذه الحرب سبيلاً للخلاص من درويش، الذي الحق العار به وبالملليين جميعاً في قصة حبه لعدولة. أما الوقائع التاريخية تقول : أن الحرب بين تمر باشا المللي والحكومة العثمانية كانت لأسباب سياسية ومادية، فالباشا المللي عندما أصبح قوة لا تقهر في قلب الإمبراطورية العثمانية، والذي شكل جيشاً تجاوز تعداده 70 ألف محارب ، وذاع صيته في الإمبراطورية وأصبح رئيساً دون منازع للتحالف المللي الذي كان يتألف من 47 عشيرة وأصبح حاكماً نافذ الكلمة، يهابه الولاة والمتصرفين في الدولة العثمانية ،وسيطر على جميع الطرق المؤدية إلى حلب وديار بكر والموصل وغيرها من المدن الرئيسية، وذهبت كل جهود السلطان العثماني عبثاً في السيطرة على هذا الأمير الكردي الذي أوشك في استقلال هذه الإمارة الكردية عن الدولة العثمانية، وكانت منطقة نفوذه تمتد من أرز روم إلى بيراجيك جنوباً ثم شرقاً إلى جبل عبد العزيز وجبل سنجار في الجنوب الشرقي وشمالاً إلى جزيرة بوتان ودياربكر وكانت عاصمته ويران شهر. امتنع تمر باشا المللي عن دفع الضرائب للباب العالي ولم يدع أحداً من رجال العشائر المللية أن يخدم في الجيش العثماني، الأمر الذي دفع الحكومة العثمانية الالتفات جدياً إلى الخطر الكردي بزعامة تمر باشا، فقرر السلطان العثماني تعيين سليمان باشا آل شاوي والي بغداد ورئيس عشيرة العبيد العربية قائداً عاماً للجيوش الزاحفة ضد تمر باشا المللي عام 1791 م. وقد ضم إلى جيشه آلاف من الفرسان غير النظامية من عشيرة الجيس والتركمان، منهم قوات كوسه مصطفى باشا والي حلب وأوزون إبراهيم باشا والي الرقة وعمر باشا متصرف ملطية. وزحفت هذه القوات إلى ماردين، حيث واجهت الجيش المللي بقيادة : درويشي عبدي وسعدون باشا أخو تمر باشا، وحاصروا الجيش المللي في قلعة (بووك) وعندما لم يستطع الجيش المللي الصمود أمام تلك الجيوش الجرارة أخلى القلعة وتراجع جنوباً، وأخذ سليمان باشا آل شاوي يعاقب العشائر المللية بقسوة، حيث أعدم رؤساء العشائر وقادتهم منهم : سعدون باشا أخو تمر باشا ومحمود بك ابن عمه وعين إبراهيم بك أخا تمر باشا رئيساً للعشائر المللية، وعزل حاكم ماردين من منصبه وأنهك القوة المللية في تلك المنطقة. ودرويش عفدي الذي هو عدو تمر باشا، هو قائد الجيش المللي وسند الباشا في المصادر التاريخية. أما (عدولة) حبيبة درويش فهي : رمز الأرض، رمز الإمارة الكردية التي يجب الدفاع عنها بدمائهم وأموالهم حتى تكون حرة مصانة، ولم يكن هناك من يدافع عنها سوى قائد جيشها درويش عفدي.
حملات الاباده ضد الايزيديين
أكثر المصادرالايزيدية تقول أنها تعرضت لأضطهاد ومجازر على مر التأريخ بفضل فتاوى التكفير والخروج عن الدين[15]. بدءأً بأيام مير جعفر الداسني (ايام الخليفة العباسي المعتصم 224 هجرية) إلى حملات القرنين السادس والسابع عشر ومن ثم حملات ولاة بغداد العثمانيين: حملة حسن باشا 1715 ميلادية وحملة احمد باشا 1733 م وحملة سليمان باشا 1752 ومن ثم حملة نادر شاه الفارسي التي تواصلت للفترة من 1732-1743 ومن ثم حملات امراء الموصل من الجليليين[16] والحملة على إمارة الشيخان والحملات على ايزيدية جبل سنجار...ثم حملات الباشوات العثمانيين[17] اولها يعود للعام1560 م عندما صدرت فتوى من مفتي الأستانة أبو السعود العمادي بقتلهم ومنها حملة علي باشا عام1802 م وحملة سليمان باشا الصغير 1809 م وحملة اينجه بيرقدار 1835 م وحملة رشيد باشا علم 1836 وحملة حافظ باشا 1837 م وحملة محمد شريف باشا 1844-1845 م وحملة محمد باشا كريدلي اوغلو 1845- 1846 م وحملة طيار باشا 1846-1847 وحملة أيوب بك 1891 وحملة الفريق عمر وهبي باشا 1892 م ومن ثم حملة بكر باشا 1894 م[18]. وحملات أمراء رواندز حملة محمد باشا السوراني [19] 1832-1834 م وحملة بدرخان بك 1844 م.[20] والحملات خلال القرن العشرين وحتى اليوم منها تشريد الإيزيديين من قبل الأتراك الفتيان إبان مذابح الأرمن 1915 ومن ثم حملة إبراهيم باشا 1918 م وحملة سنة 1935 من قبل الجيش العراق الملكي ومن ثم حملات الأنفال في العراق خلال الفترة1963-2007 م[21][22][23] وفتاوى المتطرفين وإحلال هدر دم الإيزيديين ونكبة سنجار آب 2007.التمثيل السياسي
اقر مجلس انواب العراقي في اب\2012 بتاسيس ديوان "اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية"[24] ويمتلك الايزيدين مقعدا في مجلس النواب العراقي ومقعد في في مجلس محافظة نينوى ومجلس قضاء الموصل [25]المصادر والملاحظات
- ^ يذكر ان العقال العربي دخل على الزي الايزدي بسبب أعمال مضايقة كان يتعرض لها الايزدية أثناء زياراتهم للموصل سواء للتسوق أو لبيع محصول ما في عشرينيات القرن الماضي، حيث اضطر الايزديون إلى رمي اللفة الحمراء (دهسرۆكى سۆر) او السوداء (رهشك) او القبعة المصنوعة من الصوف (كولك) وارتداء العقال تجنبا للمشاكل
- ^ مرج الموصل: ويعرف بمرج أبي عبيدة: عن جانبها الشرقي موضع بين الجبال في منخفض من الأرض شبيه بالغور فيه مروج وقرى ولاية حسنة واسعة وعلى جباله قلاع، قيل: إنما سمي بالمرج لان خيل سليمان بن داود، عليهما السلام، كانت ترعى فيه فرجعت إليه خصبة فدعا للمرج أن يخصب إذا أجدبت البلاد وهو كذلك، ينسب إليه أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجي، سكن بعض آبائه الموصل وولد أبو القاسم بها، يروي عن أبي يعلى الموصلي وغيره، روى عنه جماعة آخرهم أحمد بن عبد الباقي بن طوق. انظر أيضا مركا
- ^ http://www.adherents.com/Na/Na_670.html#4286
- ^ مينورسكي، دائرة المعارف الأسلاميه ،الجزء الثاني /ليدن/ لندن 1965 ص112
- موقف الدولة العثمانية من الاقليات الدينية والطائفية (لايزيدية انموذجا)دراسة تاريخية في الفترة 1808 – 1876 م/..سعيد خديدة
- ^ عفرين
- ^ ويكي بيديا : ماده لالش
- ^ أبو داسن، حول حقيقة الخدر، مجلة روز، العدد 4 ـ5 مركز الايزيدية خارج الوطن، ألمانيا
- ^ مهرجان لالش السنوي
- ^ موقع لالش على الانترنيت
- ^ http://www.kaniya-sipi.de/
- ^ الديانة الأيزيدية : عمار قربي
- ^ ولابد من توضيح ان هناك مشتركات في بعض اعياد الايزدية مع اعياد سكان بلاد الرافدين القدماء كالبابليين وكمثال على ذلك، ان عيد رأس السنة الايزدية يتطابق مع عيد رأس السنة البابلية الذي يقع في الربيع، وكان يوم الأربعاء هو اليوم البابلي المقدس، وما زال الايزيدية يعتبرون يوم الأربعاء يوما مقدسا لهم.. إضافة إلى أن عيد رأس السنة الخريفي البابلي يتوافق مع عيد (جما)
- ^ الراعي الكردي الذي قابل لينين
- ^ الأيزيدية في كتب التأريخ العربي..زهير كاظم عبود
- ^ (مأساة الإيزيديين)كتابة: عدنان زيان فرحان وقادر سليم شمو، دهوك ،عام 2009.
- ^ الفرمانات (حملات الابادة الجماعية) التي شنت ضد الشعب الايزيدي، أبو بكر المرواني
- ^ الفرمانات وحملات الإبادة ضد الكورد الإيزيديين عبر التاريخ
- ^ *امارة سوران ودورها في طرد اليزيدية والسريان!
- ^ [1]
- ^ http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=251997&r=0
- ^ http://www.yek-dem.com/moxtarat=6-24-3-2005.htm
- ^ http://www.gundeme.net/arabic/index.php?option=com_content&view=article&id=4105:2013-02-04-12-17-05&catid=35:2010-02-24-17-47-26&Itemid=61
- ^ http://parliament.iq/Iraqi_Council_of_Representatives.php?name=articles_ajsdyawqwqdjasdba46s7a98das6dasda7das4da6sd8asdsawewqeqw465e4qweq4wq6e4qw8eqwe4qw6eqwe4sadkj&file=showdetails&sid=7534
- ^ http://www.ezidi-islah.net/showthread.php?getid=7414
- جريدة اليزيدة المستقلة http://www.al-yezidi.com/1,000000516531,8,1http://www.al-yezidi.com/1,000000516531,8,1
- اليزيدية، أحوالهم ومعتقداتهم، تأليف الدكتور سامي سعيد الأحمد.
- اليزيدية ومنشأ نحلتهم، تأليف أحمد تيمور.
- تاريخ الكرد وكردستان ،محمد أمين زكي
- مجموعة الرسائل والمسائل، ابن تيمية.
- مباحث عراقية، تأليف يعقوب سركيس.
- اليزيدية من خلال نصوصها المقدسة، آزاد سعيد سمو
- Devil Worship; The Sacred Books and Traditions of the Yezidiz by Isya Joseph 1919 كتب اليزيديين المقدسة وعاداتهم، عبدة الشيطان
- موقع اليزيدية
- [حقيقة الأيزيدية http://www.yeziditruth.org/ The Truth about the Yezidis]
----------------------------------------------------------------
السؤال:
يوجد معنا في بلد الدراسة بعضا الزملاء ذوي
الأصول الكردية وهم من اتباع الطائفة اليزيدية، وهي كما علمت طائفة تؤمن
بوجود الله سبحانة وتعالى إلا أنهم والعياذ بالله يقدسون إبليس اللعين
ويعتبرونه طاووس الملائكة حتى الآن، وهم لا يقومون بتأدية أي فرض من الفروض
المعروفة في ديننا الإسلام الحنيف، وبحكم الزمالة فإنهم كثيراً ما يدعوننا
إلى منازلهم لتناول الطعام والشاي وغيره، ونحن المسلمون نشعر بالإحراج
منهم إذ إنهم ليسوا كتابيين ولا يحل لنا تناول طعامهم، ولا نريد أن نجرح
مشاعرهم برفضنا لدعواتهم العديدة، فأعينونا على حل هذه القضية، وحبذا لو
تنورونا أكثر عن حقيقة هذه الطائفة؟ جزاكم الله عنا الخير كله.
----------------------------------------------------------------
السؤال:
يوجد معنا في بلد الدراسة بعضا الزملاء ذوي الأصول الكردية وهم من اتباع الطائفة اليزيدية، وهي كما علمت طائفة تؤمن بوجود الله سبحانة وتعالى إلا أنهم والعياذ بالله يقدسون إبليس اللعين ويعتبرونه طاووس الملائكة حتى الآن، وهم لا يقومون بتأدية أي فرض من الفروض المعروفة في ديننا الإسلام الحنيف، وبحكم الزمالة فإنهم كثيراً ما يدعوننا إلى منازلهم لتناول الطعام والشاي وغيره، ونحن المسلمون نشعر بالإحراج منهم إذ إنهم ليسوا كتابيين ولا يحل لنا تناول طعامهم، ولا نريد أن نجرح مشاعرهم برفضنا لدعواتهم العديدة، فأعينونا على حل هذه القضية، وحبذا لو تنورونا أكثر عن حقيقة هذه الطائفة؟ جزاكم الله عنا الخير كله.
الإجابــة
الأربعاء 4 ذو القعدة 1425 - 15-12-2004-----------------------------------------------------------------
عجائبُ اليزيدية واعتدالُ الزيدية
20 يوليو، 2011، الساعة 10:42 صباحاً
على
الرغم من التشابه فى الاسم بين "اليزيدية" و " الزيدية" وكونهما فرقتين من
الفرق الدينية التى عاشت قديماً، وتعيش حالياً، فى نطاق العالم العربى
الإسلامى. فإن الصلة بين اليزيدية والزيدية، كما سنرى بعد قليل، تكاد تكون
مقطوعةً تماماً.. وقد اشتهرت عن "اليزيدية" الغرابة والعجائبية، بينما
يشتهر الزيدية (الزيود) بالاعتدال. وهى أحكامٌ تحوم حولها الشكوك، من وجهة
نظرنا، فدعونا نؤجِّل الحكم عليهما إلى حين التعرف على كل فرقةٍ منهما،
بعيداً عن التهاويل والأحكام العامة.
"اليزيدية طائفة من الأكراد يسكن أكثرهم فى جهات الموصل.. وهم من أغرب طوائف المبتدعة (=أصحاب البدع) يدينون بعبادة الشيطان ويقولون بالتناسخ، ولهم فى كتم نِحْلتهم (= عقيدتهم) والاحتفاظ بأسرارهم، مبالغةٌ شديدةٌ طوت أمرهم عن الناس زمناً، ثم أُتيح لبعض من خالطهم من رواد الإفرنج (= المستشرقين) وغيرهم، كشف القناع عن كثير من دخائلهم.. وعثر أحد الفضلاء على مخطوطة من كتابيهم: الجلوة ومصحف رَشْ (= الكتاب الأسود) فنشرهما. وكتاب الجلوة يتضمَّن ما خاطب به الله عباده اليزيدية، ومصحف رش فيه حديث خلق السماوات والأرض، ونزول طاووس مَلَك أو الشيطان إلى الأرض.. وفى كلا الكتابين من التلفيق والخبط ما فيه، قال علاء الدين القونوى: إنهم متفقون على أباطيل وأقاويل كلها توجب الكفر والضلال، منها أنهم ينكرون القرآن والشرع.. ويحلّون (يسمحون) الزنا إذا جرى بالتراضى، ويفضِّلون الشيخ "عدى بن مُسافر" على الرسول، ويمكِّنون شيوخهم من زوجاتهم ومحارمهم، ويستحلُّون ذلك ويعتقدونه، ويصرِّحون بأنه لا فائدة من الصلاة ولا بأس فى تركها، وقرية اللالش عندهم أفضل من الكعبة .. إلخ."
تلك هى الصورة التى ارتسمت فى ذهنى عن (اليزيدية) منذ زمن الابتداء، وحسبما قال الإمام عبد القادر الجيلانى، بحق، فإن بواطن أهل الابتداء كالشمع تقبل كلَّ نقش! ولكننى أدركتُ مؤخراً، أن هذه الصورة العجائبية التى رسمها المؤرِّخون القدامى والكُتَّاب المعاصرون، لا تتطابق بالضرورة مع الواقع الفعلى لهذه الجماعة التى عاشت (جغرافياً) فى منطقة الصراع المستمر بين السُّنة والشيعة، وحظيت دوماً بنقمة وعداء المسلمين؛ فلقيت صنوف العنت والاضطهاد، والتشهير الذى لا سبيل أمامهم للردِّ عليه.
ومن ناحية التسمية، فقد قيل فى المصادر إن "اليزيدية" سُميت بذلك نسبةً إلى (يزيد بن معاوية) وهو الخليفة الأموى الثانى، الذى اشتهر فى تاريخنا بفجوره العارم.. وقيل بل ينتسبون إلى رجل من الإباضية اسمه يزيد بن أبى أُنيسة، كان يزعم أن الله سوف يرسل نبياً من العجم، وينـزِّل عليه كتاباً ينسخ القرآن، وبالتالى فهم جماعة (إباضية) من الخوارج الذين تمردوا على الموقفين الشيعى والسُّنى على السواء.. وقيل إنهم اشتقوا اسمهم من بلدة فارسية كان اسمها "يزد" فكان لقبهم الأول (اليَزْديون) ولكن العامَّة من الناس حرَّفوه إلى (اليزيديون) واليزيدية.. وقيل بل هم جماعة انحرفت حين أخذت فلسفة الغُلاة من الشيعة الإسماعيلية، وتأثرت بما جاء فى رسائل إخوان الصفا، التى كتبها سراً فلاسفة الإسماعيلية.. لكنها مجرد أقاويل!
اليزيدية هم بقايا الديانة الفارسية القديمة التى سُمِّيت بالزرادشتية نسبةً إلى "زرادشت" وسميت أيضاً بالثنوية بسبب قولها بإلهين "اثنين" هما النور والظلام. والنور يمثله فى هذه الديانة الغابرة، الإله (يزدان) بينما الظلام المستولى على العالم الآن يمثله (أهريمن) الذى صار اسمه عند اليزيدية "طاووس مَلَك" أو عزازيل. وهو الذى بحسب اعتقادهم انحدرت منه مِلَّة اليزيدية، لكنهم لا يرونه مطابقاً لمعنى الشيطان فى اليهودية والمسيحية والإسلام، وإنما يقدسونه على نحوٍ قريب من تقديس المصريين القدماء للإله (ست) بل هم يحرِّمون لفظ كلمة "شيطان" ومشتقاتها، ولا ينطقون الألفاظ القريبة من اسمه. ويعتقدون بأنه اتصل ببعض مشايخهم السابقين الذين ارتفعوا بهذا الاتصال إلى مرتبةٍ إلهيةٍ فصاروا بدورهم مقدَّسين عند اليزيدية. ومن هؤلاء المشايخ الإلهيين (الشيخادى) الذى فسَّره البعض: الشيخ هادى، ورجَّح البعض أنه (الشيخ عدى) فربطوا بينه وبين المتصوف المعروف "عدى بن مسافر" الذى كان من أصحاب عبد القادر الجيلانى، الإمام الصوفى الحنبلى (المتوفَّى 561 هجرية).
وقد تطورت الديانة اليزيدية خلال الألف سنة الماضية، وحاول بعض أهلها الهروب من الاضطهاد فنسبوا عقيدتهم إلى الإسلام، فكانت النتائج عليهم وخيمة. إذ طالبهم المسلمون السُّنة (العثمانيون) بالالتزام بقواعد وأصول الإسلام السُّـنِّى، فاستعصموا منهم بالمناطق الوعرة فى الجبال، فما كان من الحكام (الأتابكة) و (العثمانيين) إلا ملاحقتهم ومحاولة إبادة أفرادهم لقطع شأفتهم من الوجود. وقد سرد عددٌ من الباحثين المعاصرين من أمثال الدكاترة (محمد الزعبى، محمود الدرة، خلف الجراد) عديداً من وقائع القتل والفتك والإبادة التى تعرَّض لها اليزيدية طيلة القرون الماضية، حتى كاد نسلهم ينقطع. فلم يبق منهم اليوم إلا قرابة الثلاثمائة ألف إنسان، يعيشون بين جبال العراق الشمالية يحوطهم الأكراد والحدود المتوترة مذهبياً بين تركيا وإيران والعراق وسوريا. وليس أمامهم اليوم فيما يبدو، إلا خياران قاسيان: الذوبان فى الجماعات المجاورة للاستقواء بها إلى حينٍ، أو الانسحاب من الوجود إلى أبد الآبدين. وبالتالى فقد صارت ديانتهم فى حكم المندثر، أو الذى فى طريقه للاندثار، لأن التطورات الكبيرة التى لحقت بعقائدهم والهجوم الصارم عليهم من المسلمين، والمتغيرات الدولية العاصفة من حولهم، جعلت من احتفاظهم بالخصوصية أمراً عسير المنال، حتى فى المناطق النائية التى يعيشون فيها.
وبحسب الدراسات المعاصرة، فإن العجائب التى ذكرها العلامة (الفقير إلى الله) أحمد تيمور، وسابقوه من المؤرخين القدامى. إنما هى خليط من الوهم ونقص الفهم، والحرص على إدانة هذه الجماعة الكُردية التى تعيش فى محيطٍ إسلامى سُنِّى لا يوافق على عقائدهم، ولا يتوافق مع عاداتهم.. وعلى وجه الإجمال، فاليزيدية ديانةٌ مستقلةٌ عن الإسلام (السُّنى والشيعى) وهى تؤمن بتناسخ الأرواح، وبأن هذا العالم فيه آلهةٌ عديدة، ولا تسمح للمؤمنين بها بالتزاوج مع الآخرين، وتعتقد بأن أميرهم معصوم لأن به رُوح الله، ولذلك لا يجوز خلعه.. ومع أن اليزيدية جماعة مسالمة، إلا أنها لم تعرف السلام منذ مئات السنين. وقد سعوا فى القرن الثامن الهجرى للنـزوح إلى مصر، وأقاموا زاوية لهم فى "القرافة الكبرى" لكن الحكام تعقبوهم وأحبطوا محاولتهم بالسيف.
يعود (اعتدال) الزيدية إلى مواقف إمامهم الأول زيد بن علىّ، الذى رفض "الرفض" الذى يعتبره أهل السُّنة سُبَّة فى الشيعة، ولذلك يسمونهم بالرافضة. وقد امتنع الإمام "زيد" عن الخوض فى أحقية أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب بالخلافة بعد النبى، وامتنع عن مسايرة الشيعة الإمامية، وأعلن موالاة الشيخين (أبى بكر، وعمر) وجواز خلافتهما للنبى، بل ودعا لعدم الغلو فى قَدْر آل البيت، بعبارةٍ شهيرةٍ نصُّها: يا معشر أهل العراق أحبونا (آل البيت) حبَّ الإسلام، ولا ترفعونا فوق حقنا، فقد كنتم تنالون من أصحاب رسول الله حتى أبغضتمونا إلى الناس. وبناءً على هذا الموقف، تطورت عند الزيدية من بعد إمامها الأول، أفكار سياسية وعقائدية متوازنة، من أهمها مبدأ جواز ولاية الصالح مع وجود الأصلح منه.
وكان الإمام "زيد" فيما رواه المؤرخون، من أصحاب مؤسس مذهب المعتزلة "واصل بن عطاء" وقيل بل كان من تلامذته. والمعتزلة من الجماعات الإسلامية (السُّنية) التى اشتهرت بالعقلانية. وكذلك كان الإمام "يحيى بن الحسين" وهو من أَجِلاَّء أئمة الزيدية، من تلامذة أبى القاسم البلخى (المعتزلى) ومن هنا احتفى الزيود دوماً بمذهب الاعتزال. ولذلك لم يكن من الغريب أن يتم فى اليمن (معقل الزيدية) اكتشاف المخطوطة الوحيدة من العمل الموسوعى (المغنى فى أبواب التوحيد والعدل) وهو أكبر وأوفى ما كُتب عن مذهب المعتزلة، على يد مفكرهم الكبير "القاضى عبد الجبار".
إذن، كانت مجانبة (الرفض) والقرب من فكر (المعتزلة) والقول بجواز إمامة (المفضول) والعيش بسلامٍ وسط محيط سُنىِّ. من أسباب اقتراب الزيدية من الموقف العام لأهل السُّنة، ومن هنا وصفوهم دوماً بالاعتدال، مع أن الزيدية عرفت اتجاهات فرعية فيها بعض الغلو، كالخابطية، لكنها اتجاهات لم تعمِّر طويلاً .. ومن أسباب اقتراب الزيدية من أهل السنة، أيضاً، أنهم يعتمدون فى فروع الفقه والمعاملات، مذهبىْ الشافعية والأحناف، وهما من المذاهب الفقهية الأربعة عند السُّنة. ولزمنٍ طويل، لم ترضَ عامة "الزيدية" ولا مشايخها الكبار، بالمذهب (الجعفرى) الذى يلتزم به معظم الشيعة، خصوصاً الإثنى عشرية منهم.
كانت الزيدية خلال تاريخها الطويل، قد انقسمت إلى جماعاتٍ فرعيةٍ انتمى إليها جماعاتٌ كبيرة من الناس. ومع أن ابتداء الزيدية كان فى خراسان والعراق، إلا أنها تركَّزت منذ ألف سنة، فى بلاد اليمن. وقد شهد شمال اليمن استقرار الفرق الأكثر اعتدالاً من الزيدية، وكان عموم الناس هناك لا يرون بأساً فى طاعة حكام ينتمون إلى المذهب الزيدى. ولكن فى العام 1962 ثار على (الإمام) ثوارٌ ساعدهم عبد الناصر بجيش مصر، وصار الحكم "جمهورياً" فلم يعد الأئمة الزيود يحكمون.
ومنذ ثلاثة وعشرين عاماً يتولى "على عبد الله صالح" حكم اليمن، وهو فيما يقال من أصولٍ زيدية. لكنه فيما تبديه الشواهد، كان قلقاً من التقارب الإيرانى (الإثنى عشرى) مع جماعة الحوثى (الزيدية) وهو القلق الذى تفاقم مع اختيار الحوثيين للفقه الجعفرى المعمول به اليوم فى إيران، فضلاً عن التقارب (الأيديولوجى) بين الحوثيين والإيرانيين فى السنوات الأخيرة، وهو ما أهاج قلق حكام السعودية، الذين ينظرون لإيران بعين الشك والريبة. خصوصاً أن الحوثيين يسكنون شمال اليمن، ويتصلون بالتالى بجنوب السعودية.
واضطربت الأحوال فى اليمن مع ثورة الحوثيين، وفشل الرئيسُ اليمنى المدعوم من أمريكا والسعودية (وكلتاهما تكره إيران) فى الوصول إلى صيغة مقبولة، تحلُّ خلافه مع الحوثى. فأسرف "على عبد الله صالح" فى الاعتقالات وفى ضرب الحوثيين بعنف، فاختل ميزان البلاد. وتفاقم الأمر فى اليمن (السعيد) الذى لم يعد سعيداً، بسبب ازدياد الفساد، والسعى لتوريث الحكم. فتدهورت الأحوال العامة فى البلاد، مما أدى فى النهاية إلى الثورة اليمنية التى نشهد الآن فصولها الدامية فى نشرات الأخبار.
* * *
فى السنة الأولى من المرحلة الثانوية، كنتُ بمدرسة "شدوان" بمحرم بك، وكان
السور الفاصل بين المدرسة ومكتبة بلدية الإسكندرية، مهدَّماً من آخره.
فكنتُ أعبرُ سور المدرسة، أو بالأحرى أقفز من فوقه، لقضاء الوقت الأطول فى
القراءة بالمكتبة، بدلاً من انتظار المدرسين الذين لا ينتظم معظمهم فى
التدريس. وفى أحد الأيام وقع بيدى كتاب أحمد تيمور الذى بعنوان "اليزيدية
ومنشأ نِحْلتهم" وهو كتاب صغير، منشور منذ قرابة مائة عامٍ فى المطبعة
السلفية بالقاهرة. بدأ العلامةُ أحمد تيمور (الذى يصف نفسه على غلاف
الكتاب، بالفقير إلى الله) بمقدمةٍ حاسمةٍ تعكس الغرائبية التى طالما
اشتهرت عن اليزيدية، وذاعت فى الكتابات التى صدرت عنهم.. يقول أحمد تيمور
فى مقدمته:"اليزيدية طائفة من الأكراد يسكن أكثرهم فى جهات الموصل.. وهم من أغرب طوائف المبتدعة (=أصحاب البدع) يدينون بعبادة الشيطان ويقولون بالتناسخ، ولهم فى كتم نِحْلتهم (= عقيدتهم) والاحتفاظ بأسرارهم، مبالغةٌ شديدةٌ طوت أمرهم عن الناس زمناً، ثم أُتيح لبعض من خالطهم من رواد الإفرنج (= المستشرقين) وغيرهم، كشف القناع عن كثير من دخائلهم.. وعثر أحد الفضلاء على مخطوطة من كتابيهم: الجلوة ومصحف رَشْ (= الكتاب الأسود) فنشرهما. وكتاب الجلوة يتضمَّن ما خاطب به الله عباده اليزيدية، ومصحف رش فيه حديث خلق السماوات والأرض، ونزول طاووس مَلَك أو الشيطان إلى الأرض.. وفى كلا الكتابين من التلفيق والخبط ما فيه، قال علاء الدين القونوى: إنهم متفقون على أباطيل وأقاويل كلها توجب الكفر والضلال، منها أنهم ينكرون القرآن والشرع.. ويحلّون (يسمحون) الزنا إذا جرى بالتراضى، ويفضِّلون الشيخ "عدى بن مُسافر" على الرسول، ويمكِّنون شيوخهم من زوجاتهم ومحارمهم، ويستحلُّون ذلك ويعتقدونه، ويصرِّحون بأنه لا فائدة من الصلاة ولا بأس فى تركها، وقرية اللالش عندهم أفضل من الكعبة .. إلخ."
تلك هى الصورة التى ارتسمت فى ذهنى عن (اليزيدية) منذ زمن الابتداء، وحسبما قال الإمام عبد القادر الجيلانى، بحق، فإن بواطن أهل الابتداء كالشمع تقبل كلَّ نقش! ولكننى أدركتُ مؤخراً، أن هذه الصورة العجائبية التى رسمها المؤرِّخون القدامى والكُتَّاب المعاصرون، لا تتطابق بالضرورة مع الواقع الفعلى لهذه الجماعة التى عاشت (جغرافياً) فى منطقة الصراع المستمر بين السُّنة والشيعة، وحظيت دوماً بنقمة وعداء المسلمين؛ فلقيت صنوف العنت والاضطهاد، والتشهير الذى لا سبيل أمامهم للردِّ عليه.
ومن ناحية التسمية، فقد قيل فى المصادر إن "اليزيدية" سُميت بذلك نسبةً إلى (يزيد بن معاوية) وهو الخليفة الأموى الثانى، الذى اشتهر فى تاريخنا بفجوره العارم.. وقيل بل ينتسبون إلى رجل من الإباضية اسمه يزيد بن أبى أُنيسة، كان يزعم أن الله سوف يرسل نبياً من العجم، وينـزِّل عليه كتاباً ينسخ القرآن، وبالتالى فهم جماعة (إباضية) من الخوارج الذين تمردوا على الموقفين الشيعى والسُّنى على السواء.. وقيل إنهم اشتقوا اسمهم من بلدة فارسية كان اسمها "يزد" فكان لقبهم الأول (اليَزْديون) ولكن العامَّة من الناس حرَّفوه إلى (اليزيديون) واليزيدية.. وقيل بل هم جماعة انحرفت حين أخذت فلسفة الغُلاة من الشيعة الإسماعيلية، وتأثرت بما جاء فى رسائل إخوان الصفا، التى كتبها سراً فلاسفة الإسماعيلية.. لكنها مجرد أقاويل!
* * *
وبدلاً من الإطالة هنا بذكر المناقشات والمجادلات المطوَّلة التى تؤيِّد،
أو تنقض، نسبة اليزيدية وسبب تسميتهم، وأصل مذهبهم، وخطأ من جعلهم فرقةً من
الخوارج أو الشيعة.. سوف أُلخص ما اطمأنت نفسى إليه بخصوص "اليزيدية" بعد
بحثٍ طويل وقراءةٍ متأنية للكتابين المنسوبين لهما: كتاب الجلوة، ومصحف
رَش. تأمل:اليزيدية هم بقايا الديانة الفارسية القديمة التى سُمِّيت بالزرادشتية نسبةً إلى "زرادشت" وسميت أيضاً بالثنوية بسبب قولها بإلهين "اثنين" هما النور والظلام. والنور يمثله فى هذه الديانة الغابرة، الإله (يزدان) بينما الظلام المستولى على العالم الآن يمثله (أهريمن) الذى صار اسمه عند اليزيدية "طاووس مَلَك" أو عزازيل. وهو الذى بحسب اعتقادهم انحدرت منه مِلَّة اليزيدية، لكنهم لا يرونه مطابقاً لمعنى الشيطان فى اليهودية والمسيحية والإسلام، وإنما يقدسونه على نحوٍ قريب من تقديس المصريين القدماء للإله (ست) بل هم يحرِّمون لفظ كلمة "شيطان" ومشتقاتها، ولا ينطقون الألفاظ القريبة من اسمه. ويعتقدون بأنه اتصل ببعض مشايخهم السابقين الذين ارتفعوا بهذا الاتصال إلى مرتبةٍ إلهيةٍ فصاروا بدورهم مقدَّسين عند اليزيدية. ومن هؤلاء المشايخ الإلهيين (الشيخادى) الذى فسَّره البعض: الشيخ هادى، ورجَّح البعض أنه (الشيخ عدى) فربطوا بينه وبين المتصوف المعروف "عدى بن مسافر" الذى كان من أصحاب عبد القادر الجيلانى، الإمام الصوفى الحنبلى (المتوفَّى 561 هجرية).
وقد تطورت الديانة اليزيدية خلال الألف سنة الماضية، وحاول بعض أهلها الهروب من الاضطهاد فنسبوا عقيدتهم إلى الإسلام، فكانت النتائج عليهم وخيمة. إذ طالبهم المسلمون السُّنة (العثمانيون) بالالتزام بقواعد وأصول الإسلام السُّـنِّى، فاستعصموا منهم بالمناطق الوعرة فى الجبال، فما كان من الحكام (الأتابكة) و (العثمانيين) إلا ملاحقتهم ومحاولة إبادة أفرادهم لقطع شأفتهم من الوجود. وقد سرد عددٌ من الباحثين المعاصرين من أمثال الدكاترة (محمد الزعبى، محمود الدرة، خلف الجراد) عديداً من وقائع القتل والفتك والإبادة التى تعرَّض لها اليزيدية طيلة القرون الماضية، حتى كاد نسلهم ينقطع. فلم يبق منهم اليوم إلا قرابة الثلاثمائة ألف إنسان، يعيشون بين جبال العراق الشمالية يحوطهم الأكراد والحدود المتوترة مذهبياً بين تركيا وإيران والعراق وسوريا. وليس أمامهم اليوم فيما يبدو، إلا خياران قاسيان: الذوبان فى الجماعات المجاورة للاستقواء بها إلى حينٍ، أو الانسحاب من الوجود إلى أبد الآبدين. وبالتالى فقد صارت ديانتهم فى حكم المندثر، أو الذى فى طريقه للاندثار، لأن التطورات الكبيرة التى لحقت بعقائدهم والهجوم الصارم عليهم من المسلمين، والمتغيرات الدولية العاصفة من حولهم، جعلت من احتفاظهم بالخصوصية أمراً عسير المنال، حتى فى المناطق النائية التى يعيشون فيها.
وبحسب الدراسات المعاصرة، فإن العجائب التى ذكرها العلامة (الفقير إلى الله) أحمد تيمور، وسابقوه من المؤرخين القدامى. إنما هى خليط من الوهم ونقص الفهم، والحرص على إدانة هذه الجماعة الكُردية التى تعيش فى محيطٍ إسلامى سُنِّى لا يوافق على عقائدهم، ولا يتوافق مع عاداتهم.. وعلى وجه الإجمال، فاليزيدية ديانةٌ مستقلةٌ عن الإسلام (السُّنى والشيعى) وهى تؤمن بتناسخ الأرواح، وبأن هذا العالم فيه آلهةٌ عديدة، ولا تسمح للمؤمنين بها بالتزاوج مع الآخرين، وتعتقد بأن أميرهم معصوم لأن به رُوح الله، ولذلك لا يجوز خلعه.. ومع أن اليزيدية جماعة مسالمة، إلا أنها لم تعرف السلام منذ مئات السنين. وقد سعوا فى القرن الثامن الهجرى للنـزوح إلى مصر، وأقاموا زاوية لهم فى "القرافة الكبرى" لكن الحكام تعقبوهم وأحبطوا محاولتهم بالسيف.
* * *
أما
الجماعة الأخرى (الزيدية) الذين يقال لهم "الزيود" فهم جماعة من المسلمين
بلا جدال، ومن الشيعة بلا خلاف. وقد اشتقوا اسمهم من الإمام العلوى الكبير،
الشهيد (زيد بن علىّ زين العابدين الذى ثار على الحكم الأموى فى زمن هشام
بن عبد الملك، فقُتل، وثار من بعده ابنه يحيى، فقُتل أيضاً.. وقد تعرَّفت
على مذهبهم أول مرة، على مقاعد الدرس بقسم الفلسفة بآداب الإسكندرية، حيث
كان د. أحمد محمود صبحى يدرِّس لنا كتابه عن (الزيدية) ولا يُخفى عنا
إعجابه بمذهبهم "المعتدل". وهى الصفة التى طالما تردَّدت واشتهرت عن هذه
الجماعة الشيعية التى تعيش اليوم باليمن، وتمثل ثلث السكان هناك. وقد أرجع
الباحثون اعتدالها إلى عدة أسباب، سوف نستعرضها بعد الإشارة إلى أن المقصود
الصريح من كلمة (الاعتدال) هو الاقتراب من مذهب أهل السُّنة! وبالتالى،
فما نَصِفُه نحن بالاعتدال قد يكون هو عين (الانحراف) عند الغُلاة من
الشيعة، خصوصاً الإمامية منهم.يعود (اعتدال) الزيدية إلى مواقف إمامهم الأول زيد بن علىّ، الذى رفض "الرفض" الذى يعتبره أهل السُّنة سُبَّة فى الشيعة، ولذلك يسمونهم بالرافضة. وقد امتنع الإمام "زيد" عن الخوض فى أحقية أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب بالخلافة بعد النبى، وامتنع عن مسايرة الشيعة الإمامية، وأعلن موالاة الشيخين (أبى بكر، وعمر) وجواز خلافتهما للنبى، بل ودعا لعدم الغلو فى قَدْر آل البيت، بعبارةٍ شهيرةٍ نصُّها: يا معشر أهل العراق أحبونا (آل البيت) حبَّ الإسلام، ولا ترفعونا فوق حقنا، فقد كنتم تنالون من أصحاب رسول الله حتى أبغضتمونا إلى الناس. وبناءً على هذا الموقف، تطورت عند الزيدية من بعد إمامها الأول، أفكار سياسية وعقائدية متوازنة، من أهمها مبدأ جواز ولاية الصالح مع وجود الأصلح منه.
وكان الإمام "زيد" فيما رواه المؤرخون، من أصحاب مؤسس مذهب المعتزلة "واصل بن عطاء" وقيل بل كان من تلامذته. والمعتزلة من الجماعات الإسلامية (السُّنية) التى اشتهرت بالعقلانية. وكذلك كان الإمام "يحيى بن الحسين" وهو من أَجِلاَّء أئمة الزيدية، من تلامذة أبى القاسم البلخى (المعتزلى) ومن هنا احتفى الزيود دوماً بمذهب الاعتزال. ولذلك لم يكن من الغريب أن يتم فى اليمن (معقل الزيدية) اكتشاف المخطوطة الوحيدة من العمل الموسوعى (المغنى فى أبواب التوحيد والعدل) وهو أكبر وأوفى ما كُتب عن مذهب المعتزلة، على يد مفكرهم الكبير "القاضى عبد الجبار".
إذن، كانت مجانبة (الرفض) والقرب من فكر (المعتزلة) والقول بجواز إمامة (المفضول) والعيش بسلامٍ وسط محيط سُنىِّ. من أسباب اقتراب الزيدية من الموقف العام لأهل السُّنة، ومن هنا وصفوهم دوماً بالاعتدال، مع أن الزيدية عرفت اتجاهات فرعية فيها بعض الغلو، كالخابطية، لكنها اتجاهات لم تعمِّر طويلاً .. ومن أسباب اقتراب الزيدية من أهل السنة، أيضاً، أنهم يعتمدون فى فروع الفقه والمعاملات، مذهبىْ الشافعية والأحناف، وهما من المذاهب الفقهية الأربعة عند السُّنة. ولزمنٍ طويل، لم ترضَ عامة "الزيدية" ولا مشايخها الكبار، بالمذهب (الجعفرى) الذى يلتزم به معظم الشيعة، خصوصاً الإثنى عشرية منهم.
* * *
لكن التشيع كما أوضحنا فى المقالة الأولى من هذه السُّباعية، لا يتوقف
مفهومه على معناه العام الذى يشترك فيه معظم المسلمين (موالاة آل البيت)
ولا يتوقف على معناه المذهبى الذى يختلف عن موقف أهل السنة، بحسب المذهب
(الإثنى عشرى، الإسماعيلى، الزيدى.. إلخ). وإنما يتعدى ذلك إلى معنى ثالث
هو التشيع بالمعنى الأيديولوجى الذى قد يوحِّد الجماعات الشيعية أو يقارب
بينها، لتحقيق مصالح معينة فردية أو سياسية.. وهو ما جرى فى العقود
الأخيرة، مع بعض فرق الزيدية باليمن.كانت الزيدية خلال تاريخها الطويل، قد انقسمت إلى جماعاتٍ فرعيةٍ انتمى إليها جماعاتٌ كبيرة من الناس. ومع أن ابتداء الزيدية كان فى خراسان والعراق، إلا أنها تركَّزت منذ ألف سنة، فى بلاد اليمن. وقد شهد شمال اليمن استقرار الفرق الأكثر اعتدالاً من الزيدية، وكان عموم الناس هناك لا يرون بأساً فى طاعة حكام ينتمون إلى المذهب الزيدى. ولكن فى العام 1962 ثار على (الإمام) ثوارٌ ساعدهم عبد الناصر بجيش مصر، وصار الحكم "جمهورياً" فلم يعد الأئمة الزيود يحكمون.
ومنذ ثلاثة وعشرين عاماً يتولى "على عبد الله صالح" حكم اليمن، وهو فيما يقال من أصولٍ زيدية. لكنه فيما تبديه الشواهد، كان قلقاً من التقارب الإيرانى (الإثنى عشرى) مع جماعة الحوثى (الزيدية) وهو القلق الذى تفاقم مع اختيار الحوثيين للفقه الجعفرى المعمول به اليوم فى إيران، فضلاً عن التقارب (الأيديولوجى) بين الحوثيين والإيرانيين فى السنوات الأخيرة، وهو ما أهاج قلق حكام السعودية، الذين ينظرون لإيران بعين الشك والريبة. خصوصاً أن الحوثيين يسكنون شمال اليمن، ويتصلون بالتالى بجنوب السعودية.
واضطربت الأحوال فى اليمن مع ثورة الحوثيين، وفشل الرئيسُ اليمنى المدعوم من أمريكا والسعودية (وكلتاهما تكره إيران) فى الوصول إلى صيغة مقبولة، تحلُّ خلافه مع الحوثى. فأسرف "على عبد الله صالح" فى الاعتقالات وفى ضرب الحوثيين بعنف، فاختل ميزان البلاد. وتفاقم الأمر فى اليمن (السعيد) الذى لم يعد سعيداً، بسبب ازدياد الفساد، والسعى لتوريث الحكم. فتدهورت الأحوال العامة فى البلاد، مما أدى فى النهاية إلى الثورة اليمنية التى نشهد الآن فصولها الدامية فى نشرات الأخبار.
* * *
وهناك تفاصيل كثيرة تتعلق بتطور المذهب الزيدى، وبالفرق الفرعية التى
انسربت عن "الزيدية" خلال القرون الماضية.. لكن المجال هنا لن يسمح بالخوض
فى ذلك، وليس مرادنا من هذه "السباعية" الخوض فى تفاصيل الخلاف المذهبية
والعقائدية، مثلما يفعل المتخصصون المترفون. وإنما مرادنا إلقاء الضوء على
خلفيات الأحداث التى تجرى من حولنا، سعياً لفهمٍ أعمق لما يُحيط بنا اليوم
من أخطار داعية إلى سرعة استفاقة مصر مما تعانيه، والخروج بهمةٍ أعلى من
حالة "الرخاوة" التى تسود الشارع المصرى.. لأننا لم نعد نملك ترف الوقت، فى
غمرة الأحداث الجسام من حولنا، والمؤامرات، والتخبُّطات العارمة،
والانقسامات، والألاعيب السياسية الدولية.مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..