الأحد، 7 سبتمبر 2014

التقاعد المبكر للمرأة..التفرغ للأسرة وفسح المجال للخريجات!


موظفة تتلقى طلب توظيف من فتاة ترغب العمل
بريدة - مريم الحربي
    نظام التقاعد للمرأة يتطلب دراسة عاجلة للنظر في تقليصه واختصاره في ظل تكدس الأعداد الهائلة من الخريجات التي وصلت
إلى أرقام خيالية من المستويات والتخصصات النظرية والتطبيقية كافة.
"الرياض" استطلعت آراء العديد من النساء حول هذا الاقتراح، حيث أوضحت المعلمة "أم عادل" -خدمة 28 سنة- بأنّ وزارة التربية والتعليم قامت بتغيير المناهج إلى مناهج مطورة تتطلب التعليم الالكتروني كالسبورة الذكية وغيرها، فهل من الممكن أن نستوعب نحن المعلمات القديمات التعامل مع هذا الأسلوب التعليمي الحديث، ونحن كل هذه السنوات نستخدم اللوحة والطباشير؛ فالتعليم الآن في هذا المرحلة بحاجة إلى عقول شابة متقنة للتعليم الالكتروني والمناهج المطورة واستخدام الحاسوب".
كما أشارت "مشاعل حسن" -خدمة 20 عاماً– إلى أنّ 25 عاماً من العطاء هي فترة كافية للتفرغ لحياتها الخاصة ومسؤوليتها، والنساء لديهن ظروف صحية واجتماعية، كما أنّ التقاعد بعد 25 عاماً يفسح المجال للخريجات من الطاقات الشابة للعمل ومواصلة العطاء.
بينما أكدت "أم عبد الرحمن" -25 سنة خدمة- على أنّ اتخاذ قرار يعتمد هذا الاقتراح في خفض سنوات التقاعد للمرأة؛ سيكون له أبعاد كثيرة وتحل به مشاكل عديدة أهمها البطالة وانتظار التعيين والزمن لا يتوقف وقطار العمر يمضي.
وقالت المعلمة "أم بدر" -35 سنة خدمة-"إنّ التقاعد عند بلوغ الخدمة عامها 25 براتب كامل حق من حقوق المرأة؛ لأنّ المراة تتحمل مسؤوليات كثيرة فهناك معلمات يعانين من ظروف لا يعلم بها إلا الله من ديون وزوج عاطل أو متوفى، ومع ارتفاع تكاليف المعيشة وجشع التجار الذي لا يرحم، فإنّ نصف الراتب لا يساعد المرأة في تحمل تكاليف الحياة من إيجار منزل ومعيشة ومصروف للأولاد والزوج في حالة من لديها زوج عاطل أو راتب قليل لا يكفي لذلك فإنّ النظر في هذا الأمر بعين الاعتبار هو العدل والإنصاف".
ومن جانب آخر قالت "حصة راشد" -26 عام من الخدمة- "إنّ هذا الاقتراح سيكون له إيجابيات كثيرة منها: توظيف خريجات الجامعات العاطلات، وإعطاء المرأة فرصة لتعويض مافاتها من خدمة زوج وأولاد؛ لأنّ راحتها النفسية سوف تنعكس على أفراد أسرتها".
وتساءلت "نوف سعد" -مديرة مدرسة ابتدائية خدمة 26 عام- عن تكليف الموظفة في أرض الخير وهي صانعة الأجيال بما لا تطيق من سنوات خدمة توازي خدمة الرجل، ولأن من مقومات نجاح الموظفة في انجاز مهامها الوظيفية وفي العطاء؛ تنشئة أبنائها تنشئة صالحة وتوفر الهدوء النفسي والبعد عن الضغوطات، وذلك لن يتوفر مع مطالب تفوق قدرتها وتكونها النفسي والجسدي، مشيرةً بأنه لا مساواة بين الرجل والمرأة في أمور عدة أبسط بكثير من سنوات العمل، ولأن الأم شريك قوي للأب في توفير حياة مناسبة راقية للأبناء يصعب عليها ترك الوظيفة وإغلاق باب رزق يعين على مجابهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وكثير من مشاكل الشباب التي ظهرت في مجتمعنا هي ناتجة لانشغال الوالدين معاً لسنوات عديدة.
وقالت "حصة" -تخصص كيمياء خريجة من 15 عاماً- بنبرة حزينة: "كنت متفوقة في الدراسة وكنت أعتقد أن خطابات التعيين تنتظرني فور تخرجي لكني لللاسف الشديد فوجئت بجدار صلب من اللامبالاة؛ تحطمت على صلابته وجمود من شيدوه في وجوهنا كل الأحلام الوردية ، فالله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل".
وقالت "فاتن" -تخصص لغة عربية-: "كان حلم عمري أن أكون معلمة لغة عربية فهي تستهويني منذ إيام الدراسة الأولى، واجتهدت وأمضيت الليالي الطويلة وأحرقت زهرة شبابي في التعليم؛ لكي أحقق حلمي وتفوقت في الدراسة وبعد تخرجي ماذا حدث؟ صدمت بواقع البطالة المظلم الحزين وتلاشت معه كل أحلامي ولا زلت أنتظر".
الأثنين 21 جمادى الأولى 1432 هـ - 25 ابريل 2011م - العدد 15645
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..