تتلخص قناعتي حول الآتي:
«السعوديون ينافقون كثيراً»، ويلبسون أقنعة أكثر، ولا يعيشون حياة حقيقية، ونكاد نكون جميعاً
على خشبة مسرح يقدم عروضاً هزيلة ذات نص سيئ وإخراج أسوأ.
أقول ذلك وأكتبه من قراءات متنوعة، أقلها تعليقاتنا بكلمات أو حركات يد، عيون، ولسان، بعد معظم مكالماتنا الهاتفية مع أشخاص نداهنهم بمعسول الكلام المحشو بعبارات إجلال، ثم بعد تأكدنا من إغلاق الهاتف تسمع أحدنا يتمتم «فلان، وما عنده سالفة»، وربما كان السعوديون أكثر الشعوب حرصاً على التأكد من أن المكالمة انتهت والهاتف مغلق.
زادت معايير النفاق عندنا إلى حد الغلو في إشهار قناعاتنا وممارساتنا الدينية، وكأننا في مسابقة يومية لتتويج «ملك أو ملكة جمال الدين»، فننهر الناس عن خطايا نرتكبها، ونرفع أطراف أشمغتنا عن «الجبهة» منادين الناس بإمعان النظر في «علامة السجود»، وكأنها علامة تجارية للدلالة على جودة المنتجات.
يحيط بنا هالة من النفاق كلما تكاثرنا في مكان، ففي الأفراح، أو الولائم لا تسمع ولا ترى من القوم إلا ما ليس فيهم، وكلما زاد عددنا زاد نفاقنا.
نرمي أنفسنا في أتون الديون والأقساط الشهرية، من أجل سيارات نعجز غالباً عن صيانتها، أو توفير وقود لها، وذاق جزء كبير منا مرارة تجربة استرداد شركة (تأجير منتهي بالتملك) سياراتها من أمام بيته أثناء نومه، أو عمله، في منتصف طريقه بينهما، ثم يندر أن يجيب بالحقيقة على سؤال (سلامات، وين سياراتك؟).
ندّعي الإنسانية خارج منازلنا، ونمارس داخلها ظلماً لنسائنا، أطفالنا، والعمالة المنزلية.
أفعالنا مفصولة عن قناعاتنا، عما تعلمناه، عما تم حقننا به في المدارس والمساجد، لأن النفاق ثقافة سائدة والتعليم مكتسبه، والسائد غالب دوماً.
نطالب الدولة بتوزيع عادل للثروات، ونحن نسرق ميراث الآباء، ونحرم منه صغار الأيتام والنساء، نستغل ملايين البشر في شركاتنا ونبلغ بلايين الأرباح، وبيننا مئات الجمعيات الخيرية متروكة حساباتها المصرفية، وآليات صرف أموالها لمحاسبة السماء، وكأن الأرض خالية من المحاسبين.
تتشبع منتجاتنا الأدبية والثقافية بكم هائل من النفاق، نصفها كتب ومنشورات دينية تكفي لبناء كوكب فضيلة وليس مدينة فاضلة واحدة، بينما نصف إنتاج الشعراء ينتمي إلى قصائد المدح، حتى بات ردح مدائحي، يمنحك وهم أن لحاتم الطائي ألف نسخة، ولهارون الرشيد مثلها.
يقول السوداني: «بالغت يا زول» ليته يقرأ في صحفنا أن محاكمنا تحاكم بعض قضاتنا في قضايا رشوة وفساد مالي، يكرر «بالغت يا زول»، قولوا له: «ما بالغنا» بل بلغنا في ممارسات النفاق اليومي، والجمعي ما يمنعنا من بناء مجتمع نقي، يرتقي إلى تحقيق عدالة، إنسانية، حضارة، حتى أصبح كل واقعنا «فوتو شوب» و«غرافكس».
/الحياة
«السعوديون ينافقون كثيراً»، ويلبسون أقنعة أكثر، ولا يعيشون حياة حقيقية، ونكاد نكون جميعاً
على خشبة مسرح يقدم عروضاً هزيلة ذات نص سيئ وإخراج أسوأ.
أقول ذلك وأكتبه من قراءات متنوعة، أقلها تعليقاتنا بكلمات أو حركات يد، عيون، ولسان، بعد معظم مكالماتنا الهاتفية مع أشخاص نداهنهم بمعسول الكلام المحشو بعبارات إجلال، ثم بعد تأكدنا من إغلاق الهاتف تسمع أحدنا يتمتم «فلان، وما عنده سالفة»، وربما كان السعوديون أكثر الشعوب حرصاً على التأكد من أن المكالمة انتهت والهاتف مغلق.
زادت معايير النفاق عندنا إلى حد الغلو في إشهار قناعاتنا وممارساتنا الدينية، وكأننا في مسابقة يومية لتتويج «ملك أو ملكة جمال الدين»، فننهر الناس عن خطايا نرتكبها، ونرفع أطراف أشمغتنا عن «الجبهة» منادين الناس بإمعان النظر في «علامة السجود»، وكأنها علامة تجارية للدلالة على جودة المنتجات.
يحيط بنا هالة من النفاق كلما تكاثرنا في مكان، ففي الأفراح، أو الولائم لا تسمع ولا ترى من القوم إلا ما ليس فيهم، وكلما زاد عددنا زاد نفاقنا.
نرمي أنفسنا في أتون الديون والأقساط الشهرية، من أجل سيارات نعجز غالباً عن صيانتها، أو توفير وقود لها، وذاق جزء كبير منا مرارة تجربة استرداد شركة (تأجير منتهي بالتملك) سياراتها من أمام بيته أثناء نومه، أو عمله، في منتصف طريقه بينهما، ثم يندر أن يجيب بالحقيقة على سؤال (سلامات، وين سياراتك؟).
ندّعي الإنسانية خارج منازلنا، ونمارس داخلها ظلماً لنسائنا، أطفالنا، والعمالة المنزلية.
أفعالنا مفصولة عن قناعاتنا، عما تعلمناه، عما تم حقننا به في المدارس والمساجد، لأن النفاق ثقافة سائدة والتعليم مكتسبه، والسائد غالب دوماً.
نطالب الدولة بتوزيع عادل للثروات، ونحن نسرق ميراث الآباء، ونحرم منه صغار الأيتام والنساء، نستغل ملايين البشر في شركاتنا ونبلغ بلايين الأرباح، وبيننا مئات الجمعيات الخيرية متروكة حساباتها المصرفية، وآليات صرف أموالها لمحاسبة السماء، وكأن الأرض خالية من المحاسبين.
تتشبع منتجاتنا الأدبية والثقافية بكم هائل من النفاق، نصفها كتب ومنشورات دينية تكفي لبناء كوكب فضيلة وليس مدينة فاضلة واحدة، بينما نصف إنتاج الشعراء ينتمي إلى قصائد المدح، حتى بات ردح مدائحي، يمنحك وهم أن لحاتم الطائي ألف نسخة، ولهارون الرشيد مثلها.
يقول السوداني: «بالغت يا زول» ليته يقرأ في صحفنا أن محاكمنا تحاكم بعض قضاتنا في قضايا رشوة وفساد مالي، يكرر «بالغت يا زول»، قولوا له: «ما بالغنا» بل بلغنا في ممارسات النفاق اليومي، والجمعي ما يمنعنا من بناء مجتمع نقي، يرتقي إلى تحقيق عدالة، إنسانية، حضارة، حتى أصبح كل واقعنا «فوتو شوب» و«غرافكس».
/الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..