من منشورات مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية :
أخي أبا أسامة السلام عليكَ – وعلى أعضاء المجموعة الكرام – ورحمة الله تعالى وبركاته ... وتحية خاصة لوالدنا الدكتور سعيد صيني .. والذي طالعت مقالته الفخمة - حول المشروع التابع لتوسعة
الحرم النبوي الشريف،,على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم - ( أليست طريقة تنفيذه مخالفة لدستور المملكة؟ )،وضعت المقالة جانبا على أن أعود لها للقراءة المتأنية .. ولكن شاغلا ما صرفني عنها .. ثم قرأت أمامي رسالة – عبر "الواتس" – تطلب البحث عن منزل .. لأسرة (أخرجت) من بيتها .. أو (طردت) .. أنسيت أي لفظة بالضبط ... ولكنها كانت صادمة للأذن .. فذكرتني بمقالة الدكتور سعيد .. فعدت لها.
كان الأولى أن أقول أن هذه الأسطر مجرد هامش على مقالة الدكتور .. فقد غطى الجوانب التي دارت في ذهني بعد سماع تلك العبارة الصادمة .. لذلك سأقتطف بعض المقاطع من المقالة المذكورة.
قبل أن أترككم مع مقتطفات من مقالة الدكتور سعيد ... أقول كلمة في هذا المشروع الذي ملئت صفحات وصفحات بالحديث عنه.
الذي تبين لي والله أعلم أن هذا المشروع قائم على الإشاعات .. ونحن في زمن لا ينازعه زمن آخر في انتشار الإشاعات،بسبب توفر وسائل التواصل الحديثة .. حدد موعد لفصل التيار الكهربائي هو 18 / 6 / 1435هـ .. ثم تحول إلى مطلع المحرم من هذا العام 1436هـ .. وكلام كثير حول ملاك استلموا تعويضاتهم .. وشكوى من قلة تلك التعويضات .. وآخرون أخرجوا من منازلهم قبل أن يستلموا تعويضاتهم .. بل وقبل أن التثمين !! .. مديرة مدرسة رفضت قبول الطالبات في الصف الأول لأن المدرسة ستهدم .. إلخ.
وجهة نظري الخاصة أن كل هذه الأحاديث تصب في غاية واحدة هي أن يخلي الناس منازلهم .. بشكل استباقي .. قبل أن تصاب الإيجارات بالجنون .. كما أن المتلهفين على سرعة هدم المدينة يخشون من إخراج عدد كبير من الناس دفعة واحدة .. لما يتبع ذلك من ضجة .. ما الذي سيحدث لو أن حيا من الأحياء التي قيل أنها ستزال ضمن المشروع طلب من سكانه إخلاءه فجأة .. أي خروج خمسة ألاف نسمة .. أو عشرة آلاف .. في مدينة تشكوا أصلا أزمة مساكن؟ لاشك أنهم سيتوجهون إلى الأمارة كأقرب جهة قد تنصفهم .. ومعلوم ما يتبع ذلك من ضجة ... قد تتخطى حدود البلد .. وما قد يسببه ذلك من بلبلة البلد غني عنها.
إذا تجاوزنا هذه الفرضيات .. فإنني أتذكر أن مشاريع المدينة – حسب ما أدركت منها – مرة بثلاثة مراحل :
المرحلة الأولى : كانت التعويضات التي تعطى لمن نزعت ملكياتهم .. مجزية إلى أقصى حد .. حتى أن الأمر وصل بالناس إلى الدعاء أن يأتي مشروع ما على منازلهم : ولم تكن فكرة هدم كامل المدينة أو إخراج الناس من حدود المدينة المنورة مما يرد على الخواطر.
المرحلة الثانية : هذه المرحلة ذات شقين : أولهما : التعويضات التي صرفت للملاك .. وهي مجزية بشكل عام .. وإن اشتكى البعض منها،وأعتقد أن ذلك كان قياسا على التعويضات السابقة .. وحين أقول (مجزية) فأعني أن من نزعت ملكية منزله حصل على ما يشتري أكثر من منزل .. وربما أكثر.
أما الشق الثاني .. فهو أن تلك الأرضي بيعت للمستثمرين بأضعاف مضاعفة .. حتى قيل أنها حصلت على أعلى سعر في العالم .. مما يعني أن (المشروع) كان مربحا للدولة .. كأول مرة في تاريخ توسعة الحرمين .. حسب علمنا.
المرحلة الثالثة : المرحلة الحالية .. وهي مرحلة الإشاعات كما أسميتها .. نسمع لغطا كثيرا .. ولا نمسك حقيقة .. ويكفي أن نقرأ أن شركة الكهرباء قد تفصل التيار عن منزل مواطن لا زال في ملكيته!! وهذه هي مرحلة (ترويع أهل المدينة)!!
وهذه مقتطفات من مقالة الدكتور سعيد صيني :
1 - (أستهل مشاركتي هذه بالقول: مع كل عام هجري جديد أرجو لهذه البلاد ولجميع الأمة الإسلامية العز والأمن بيقظة أصحاب القرار فيها، وبمساندة الحريصين على أداء واجباتهم تجاه وطنهم وأمتهم، في المجالات التي يبرعون فيها، بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب.)
2 - (التقيت، صدفة، بإخوة لا معرفة بيني وبينهم، في المسجد النبوي، ودار الحديث حول الاجتهاد المذهل في الهدم، وحول شكاوى المواطنين الذين تم هدم منازلهم أو يتعرضون للتهديد بقطع الكهرباء، قبل استلامهم أثمانها، فضلا عن أخذ رضائهم بالبيع وعن الثمن. فاللجنة من شدة حماسها في الهدم نشرت إعلانات قطع الكهرباء عن مئات المساكن، قبيل موسم الحج، فأفسدت الموسم على بعض المستثمرين في الحج. فتسببت في حرمانهم من دخول، يعتمدون عليها في دفع إيجارات مساكنهم، أو أخرجتهم من مساكنهم دون تسليمهم التعويض ليستأجروا البديل، بل وقبل تثمين عقاراتهم. )
3 - ( كثير من المسئولين في واجهة المشروع معروفون بالخوف من الله والإخلاص لهذا الوطن. فهل وراءهم قوى خفية تضغط عليهم للإسراع في الهدم، وإصدار قرارات، متأثرة، لا شعوريا، بالأفكار الإرهابية لداعش وإسرائيل والحوثيين، التي تملأ سماء اليوم وأرضه؟ ويتساءل أحدهم: هل ينتمي من يصدر هذه القرارات إلى داعش في الخفاء، أو أن ولاءهم لمصالحهم فوق مصالح الوطن؟ إن العاقل يقف في حيرة. ونسأل الله العظيم أن يكفي الوطن والمسلمين شرورهم عاجلا غير آجل.)
4 - (جزا الله خيرا أخانا حسام الضفيان على تقريره المنشور في صحيفة عكاظ، والصحف التي تسهم، بجد، في تشخيص الواقع. فهو تقرير يسهم، بحق، في مساندة أصحاب القرار المخلصين في هذا الوطن الغالي والحريصين على تطبيق الشريعة الإسلامية. فقد ورد في التقرير ما يشيع من شكاوى بين المنتزعة أملاكهم. ومن هذه الشكاوى الإعلانات والملصقات :"الإرهابية" الإرعابية باسم الدولة البريئة، بقطع الكهرباء، بل وإخراج البعض من ممتلكاتهم قبل تسليمهم حقوقهم، وإن كان على هذه الحقوق ملاحظات.
ويبدو أن هذا التصرف أمر طبيعي، تمارسه عدد من الأجهزة الحكومية، وذلك بحجة "المصلحة العامة" المظلومة والبريئة من التهمة. فأصحاب هذه المفاهيم الخاطئة يفترضون أن أصحاب القرارات النهائية في البلاد وهيئة كبار العلماء يجيزون التصرف في ممتلكات المواطن قبل تسليمهم حقوقهم التي يرضون بها أو -أحيانا - قبلوها مرغمين.)
5 - (هل يجوز في الشريعة الإسلامية، وحتى في القوانين البشرية، أن يتصرف الجهاز الحكومي في ممتلكات المسلم بدون رضاه، أي بإخراجه من عقاره أو هدمه، قبل أن يدفع له كامل حقوقه أو الاتفاق معه على طريقة دفعها ويفي بذلك؟)
بهذا التساؤل .. نختم هذه المقتطفات.
أبو أشرف محمود المختار الشنقيطي المدني
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
أخي أبا أسامة السلام عليكَ – وعلى أعضاء المجموعة الكرام – ورحمة الله تعالى وبركاته ... وتحية خاصة لوالدنا الدكتور سعيد صيني .. والذي طالعت مقالته الفخمة - حول المشروع التابع لتوسعة
الحرم النبوي الشريف،,على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم - ( أليست طريقة تنفيذه مخالفة لدستور المملكة؟ )،وضعت المقالة جانبا على أن أعود لها للقراءة المتأنية .. ولكن شاغلا ما صرفني عنها .. ثم قرأت أمامي رسالة – عبر "الواتس" – تطلب البحث عن منزل .. لأسرة (أخرجت) من بيتها .. أو (طردت) .. أنسيت أي لفظة بالضبط ... ولكنها كانت صادمة للأذن .. فذكرتني بمقالة الدكتور سعيد .. فعدت لها.
كان الأولى أن أقول أن هذه الأسطر مجرد هامش على مقالة الدكتور .. فقد غطى الجوانب التي دارت في ذهني بعد سماع تلك العبارة الصادمة .. لذلك سأقتطف بعض المقاطع من المقالة المذكورة.
قبل أن أترككم مع مقتطفات من مقالة الدكتور سعيد ... أقول كلمة في هذا المشروع الذي ملئت صفحات وصفحات بالحديث عنه.
الذي تبين لي والله أعلم أن هذا المشروع قائم على الإشاعات .. ونحن في زمن لا ينازعه زمن آخر في انتشار الإشاعات،بسبب توفر وسائل التواصل الحديثة .. حدد موعد لفصل التيار الكهربائي هو 18 / 6 / 1435هـ .. ثم تحول إلى مطلع المحرم من هذا العام 1436هـ .. وكلام كثير حول ملاك استلموا تعويضاتهم .. وشكوى من قلة تلك التعويضات .. وآخرون أخرجوا من منازلهم قبل أن يستلموا تعويضاتهم .. بل وقبل أن التثمين !! .. مديرة مدرسة رفضت قبول الطالبات في الصف الأول لأن المدرسة ستهدم .. إلخ.
وجهة نظري الخاصة أن كل هذه الأحاديث تصب في غاية واحدة هي أن يخلي الناس منازلهم .. بشكل استباقي .. قبل أن تصاب الإيجارات بالجنون .. كما أن المتلهفين على سرعة هدم المدينة يخشون من إخراج عدد كبير من الناس دفعة واحدة .. لما يتبع ذلك من ضجة .. ما الذي سيحدث لو أن حيا من الأحياء التي قيل أنها ستزال ضمن المشروع طلب من سكانه إخلاءه فجأة .. أي خروج خمسة ألاف نسمة .. أو عشرة آلاف .. في مدينة تشكوا أصلا أزمة مساكن؟ لاشك أنهم سيتوجهون إلى الأمارة كأقرب جهة قد تنصفهم .. ومعلوم ما يتبع ذلك من ضجة ... قد تتخطى حدود البلد .. وما قد يسببه ذلك من بلبلة البلد غني عنها.
إذا تجاوزنا هذه الفرضيات .. فإنني أتذكر أن مشاريع المدينة – حسب ما أدركت منها – مرة بثلاثة مراحل :
المرحلة الأولى : كانت التعويضات التي تعطى لمن نزعت ملكياتهم .. مجزية إلى أقصى حد .. حتى أن الأمر وصل بالناس إلى الدعاء أن يأتي مشروع ما على منازلهم : ولم تكن فكرة هدم كامل المدينة أو إخراج الناس من حدود المدينة المنورة مما يرد على الخواطر.
المرحلة الثانية : هذه المرحلة ذات شقين : أولهما : التعويضات التي صرفت للملاك .. وهي مجزية بشكل عام .. وإن اشتكى البعض منها،وأعتقد أن ذلك كان قياسا على التعويضات السابقة .. وحين أقول (مجزية) فأعني أن من نزعت ملكية منزله حصل على ما يشتري أكثر من منزل .. وربما أكثر.
أما الشق الثاني .. فهو أن تلك الأرضي بيعت للمستثمرين بأضعاف مضاعفة .. حتى قيل أنها حصلت على أعلى سعر في العالم .. مما يعني أن (المشروع) كان مربحا للدولة .. كأول مرة في تاريخ توسعة الحرمين .. حسب علمنا.
المرحلة الثالثة : المرحلة الحالية .. وهي مرحلة الإشاعات كما أسميتها .. نسمع لغطا كثيرا .. ولا نمسك حقيقة .. ويكفي أن نقرأ أن شركة الكهرباء قد تفصل التيار عن منزل مواطن لا زال في ملكيته!! وهذه هي مرحلة (ترويع أهل المدينة)!!
وهذه مقتطفات من مقالة الدكتور سعيد صيني :
1 - (أستهل مشاركتي هذه بالقول: مع كل عام هجري جديد أرجو لهذه البلاد ولجميع الأمة الإسلامية العز والأمن بيقظة أصحاب القرار فيها، وبمساندة الحريصين على أداء واجباتهم تجاه وطنهم وأمتهم، في المجالات التي يبرعون فيها، بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب.)
2 - (التقيت، صدفة، بإخوة لا معرفة بيني وبينهم، في المسجد النبوي، ودار الحديث حول الاجتهاد المذهل في الهدم، وحول شكاوى المواطنين الذين تم هدم منازلهم أو يتعرضون للتهديد بقطع الكهرباء، قبل استلامهم أثمانها، فضلا عن أخذ رضائهم بالبيع وعن الثمن. فاللجنة من شدة حماسها في الهدم نشرت إعلانات قطع الكهرباء عن مئات المساكن، قبيل موسم الحج، فأفسدت الموسم على بعض المستثمرين في الحج. فتسببت في حرمانهم من دخول، يعتمدون عليها في دفع إيجارات مساكنهم، أو أخرجتهم من مساكنهم دون تسليمهم التعويض ليستأجروا البديل، بل وقبل تثمين عقاراتهم. )
3 - ( كثير من المسئولين في واجهة المشروع معروفون بالخوف من الله والإخلاص لهذا الوطن. فهل وراءهم قوى خفية تضغط عليهم للإسراع في الهدم، وإصدار قرارات، متأثرة، لا شعوريا، بالأفكار الإرهابية لداعش وإسرائيل والحوثيين، التي تملأ سماء اليوم وأرضه؟ ويتساءل أحدهم: هل ينتمي من يصدر هذه القرارات إلى داعش في الخفاء، أو أن ولاءهم لمصالحهم فوق مصالح الوطن؟ إن العاقل يقف في حيرة. ونسأل الله العظيم أن يكفي الوطن والمسلمين شرورهم عاجلا غير آجل.)
4 - (جزا الله خيرا أخانا حسام الضفيان على تقريره المنشور في صحيفة عكاظ، والصحف التي تسهم، بجد، في تشخيص الواقع. فهو تقرير يسهم، بحق، في مساندة أصحاب القرار المخلصين في هذا الوطن الغالي والحريصين على تطبيق الشريعة الإسلامية. فقد ورد في التقرير ما يشيع من شكاوى بين المنتزعة أملاكهم. ومن هذه الشكاوى الإعلانات والملصقات :"الإرهابية" الإرعابية باسم الدولة البريئة، بقطع الكهرباء، بل وإخراج البعض من ممتلكاتهم قبل تسليمهم حقوقهم، وإن كان على هذه الحقوق ملاحظات.
ويبدو أن هذا التصرف أمر طبيعي، تمارسه عدد من الأجهزة الحكومية، وذلك بحجة "المصلحة العامة" المظلومة والبريئة من التهمة. فأصحاب هذه المفاهيم الخاطئة يفترضون أن أصحاب القرارات النهائية في البلاد وهيئة كبار العلماء يجيزون التصرف في ممتلكات المواطن قبل تسليمهم حقوقهم التي يرضون بها أو -أحيانا - قبلوها مرغمين.)
5 - (هل يجوز في الشريعة الإسلامية، وحتى في القوانين البشرية، أن يتصرف الجهاز الحكومي في ممتلكات المسلم بدون رضاه، أي بإخراجه من عقاره أو هدمه، قبل أن يدفع له كامل حقوقه أو الاتفاق معه على طريقة دفعها ويفي بذلك؟)
بهذا التساؤل .. نختم هذه المقتطفات.
أبو أشرف محمود المختار الشنقيطي المدني
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..