السبت، 1 نوفمبر 2014

لا يصلح العطار ما فسد في «المنجزات»

العطار هنا هو شركات العلاقات العامة والمناسبة خبر نشرته صحيفة الوطن قال: إن ستة من الوزراء تعاقدوا مع شركات علاقات عامة «لتحسين صورة سلبية أحاطت به شخصياً أو بوزارته»، وهو ما يعني
ضمناً يأساً من عمل مفيد لإدارات العلاقات العامة الحكومية.
ليس سراً أن عدداً من المسؤولين – وزراء وغيرهم- تعاقدوا مع شركات أو مؤسسات علاقات عامة، مع توافر إدارات لنفس الغرض في أجهزتهم، بل إن هذه الإدارات هي في الغالب من يرتب مسألة تلك التعاقدات ويشرف عليها!!.
وبعيداً عن التداخلات الحاصلة الآن بين العلاقات العامة والإعلام وتأثر مهنية الأخير وصدقيته بسطوة الأولى، لا يمكن لشركة علاقات عامة أن تحسّن صورة سلبية، إلا إذا استطاع صاحب الصورة شخصاً كان أو جهازاً إحداث نقلة نوعية في العمل الموكل إليه، نقلة يلمسها القطاع العريض من المخدومين في هذا الجهاز.
ذاك في العام أما في الخاص، الملاحظ أن بعض المسؤولين وزراء وغيرهم بحاجة إلى إعادة النظر في قاموسهم اللغوي والألفاظ التي يستخدمونها، اختيارهم للكلمات في التصريحات والردود التي تصدر عنهم مفصل مهم، هناك مشكلة ولا نريد تقليب المواجع بذكر أمثلة، يبدو لي أن هذا ناتج من أن المسؤول تعوّد الحديث وسط مجموعة لا يستطيع – أو لا يرغب – فرد منها في تصحيح ما يقول، لذلك نقل هذه العادة إلى الدائرة الأكبر من خلال الإعلام.
الثاني أن بعض المسؤولين يعتقدون بأنهم يلتمسون رضا القيادة العليا بتصريحات تستفز أفراد المجتمع، سواء بوعود لا تنجز، أم بالتأكيد على واقع إيجابي لا يلمسه إلا هم.
وكلما أحسّ أفراد المجتمع بأن تصريح المسؤول يستخف بهم أو يشي بإهمال لحقوقهم وحاجاتهم لا شك أنه سيحقق ضرراً كبيراً «بالصورة الذهنية» للشخص وللجهاز الذي يتولى إدارته، بل وبكل موظفيه وقد تتجاوز هذه الصورة إلى محيط أوسع، وهذه لا تنفع لإصلاحها عمليات تجميل ولا «سطول مكياج» شركات العلاقات العامة.
من حق المسؤول العمل على تحسين الصورة الشخصية وعن جهازه من دون تزييف وتضخيم. في المقابل هؤلاء الذين نتمنى لهم التوفيق – بما ينفع الناس – هناك وزراء ومسؤولون قنعوا بالابتعاد عن الأضواء مهما سلطت على أعمال أجهزتهم ودفعوا بالوكلاء أو المتحدثين الإعلاميين إلى الواجهة، هؤلاء قد لا يحتاجون إلى شركات علاقات عامة بقدر حاجتهم إلى دورات تأهيل عليا في معهد الإدارة.

عبدالعزيز  احمد السويد
Posted: 31 Oct 2014 04:37 PM PDT

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..