ميدل ايست أونلاين
أنباء عن وصول ثماني شخصيات من
الأنبار منهم الشيخ علي الحاتم إلى الولايات المتحدة للاتفاق على تشكيل
صحوات مسلحة ضد الدولة الإسلامية بمبلغ عشرة مليارات و200 ألف دولار.
تزامن
هذا مع تصريحات لرئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال ديمبسي عن حاجته إلى
ثمانين ألف جندي عراقي مدرب لاستعادة الموصل، وأنه سيزور بغداد لبحث
إمكانية تحول القوات العراقية من الدفاع إلى الهجوم، خصوصا بعد نجاح الجيش
العراقي باستعادة بيجي، وفك الحصار عن أكبر مصفاة للنفط العراقي هناك.
وعلى
الرغم من موافقة الرئيس باراك أوباما على إرسال المزيد من المستشارين
العسكريين ليصل عددهم إلى 3100 عسكري أميركي، فإن الجنرال ديمبسي يطالب
بإرسال المزيد إلى أماكن حساسة وخطرة في محيط الموصل.
يوما
بعد يوم تتضح الكلفة العالية لحرب الدولة الإسلامية، فقد عاد الرئيس
الأميركي مؤخراً لمطالبة الكونغرس بمبلغ 5.6 مليار دولار للعمليات
العسكرية، منها 1.6 مليار دولار لتدريب الجيش العراقي.
من
جهته توصل وزير النفط العراقي السيد عادل عبدالمهدي خلال اجتماعه مع رئيس
حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني الخميس في اربيل، الى اتفاق على تحويل 500
مليون دولار الى الاقليم مقابل وضع الاخير 500 الف برميل من النفط يوميا في
تصرف الحكومة المركزية. يجري هذا في نشاط مكثف لحل الخلافات بين الحكومة
والإقليم الكردي استعداداً لمواجهة كبيرة مع الدولة الإسلامية.
كل
هذه التحالفات والمليارات يبدو أنها لا تكفي لهزيمة الدواعش، فلا بد من
دور إيراني مركزي لحسم الصراع. لهذا أعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال"
الأميركية أنها تمكنت عبر مصادرها المطلعة من معرفة أن الرئيس الأميركي
باراك أوباما أرسل رسالة "سرية" إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي
خامنئي للتعاون سويا في محاربة الإرهاب وتسريع الاتفاق النووي، وبعدها
بأيام قليلة اجتمع في العاصمة العمانية مسقط وزيرا الخارجية الأميركي
والإيراني في لقاء اتسم بـ"الودية والإيجابية"، وعقب اللقاء عنونت صحيفة
"التايمز" اللندنية في صفحتها الأولى، أن أميركا على استعداد لإعادة
العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
يبدو أن إيران استلمت
حصتها من الوليمة الدولارية أيضا. هناك أنباء من لبنان عن إعلان حزب الله
فتح باب التطوع للمسيحيين والمسلمين السنة والدروز للتدريب والمشاركة في
قتال الدواعش. آلاف المتطوعين تحت ضغط البطالة في لبنان. راتب 2500 دولار
للتطوع مباشرة مع الحرس الثوري الإيراني، و1500 دولار للتطوع في حزب الله
أو الحزب القومي السوري، كلها يدفعها حزب الله ويشرف على تدريب الجميع. من
أين لك هذا؟
تصر إيران على استبعاد السعودية من الحرب على
الإرهاب في مخطط يهدف إلى الاستمرار في تصدير الثورة والعنف إلى الخليج.
وإلا ما معنى إصرار الإعلام الإيراني على اتهام السعودية بدعم الإرهاب رغم
أن الخليفة البغدادي بنفسه قد خرج في تسجيل صوتي مؤخراً بعنوان "ولو كره
الكافرون" يهدد المملكة العربية السعودية ويعد بوصول طلائع الدولة
الإسلامية إلى بلاد الحرمين؟ بالمقابل تقوم الميليشيات الشيعية بحفلات قتل
جماعي وإحراق جثث مصورة، وترسل تهديدات إلى السعودية أيضا.
كتب
توماس فريدمان في نيويورك تايمز مؤخراً: عندما تحاول فهم الشرق الأوسط،
يجب أن تستمع لما يقوله السياسيون بلغتهم لشعبهم، وليس لما يقولوه لنا بنحو
شخصي. فلنستمع لما يقوله اللاعبون الرئيسيون علنا بلغتهم. مثلا، نشرت
مقتطفات من مقابلة مع محمد صادق الحسيني المستشار السابق للرئيس الايراني
السابق محمد خاتمي بثتها قناة ميادين يوم 24 سبتمبر، وقد أشار إلى أن ايران
الشيعية سيطرت فعليا على اربع عواصم عربية: بيروت من خلال حزب الله، ودمشق
من خلال النظام الشيعي العلوي، وبغداد من خلال الحكومة التي يقودها الشيعة
هناك، وصنعاء حيث الحوثيون الشيعة الموالون لايران. وقال الحسيني إن
السعودية هي قبيلة على وشك الانقراض. قد لا نتمكن، نحن الأميركيين، من سماع
هذه الأشياء خصوصا الآن بينما أميركا وايران تنهيان حرباً باردة دامت 35
عاماً ليصلا الى معاهدة ستسمح لايران باقامة برنامج نووي "سلمي".
يبدو
أن هناك محاولات عالمية لتهميش الدور السعودي في المنطقة، تقف خلفه إيران
تحديدا بإصرارها على استراتيجية الحرب العقائدية مستغلة التباس الوضع،
واختلاط الأوراق بسبب صعود نجم الدولة الإسلامية السنية في مواجهة
الجمهورية الإسلامية الشيعية. هذا التهميش غير ممكن وتقف أمامه حقائق
الجغرافيا والتاريخ في المنطقة ويهدد بتصعيد خطير في المنطقة.
الكاتب
عبدالرحمن الراشد يلخص محنة السنة في أن الميليشيات الشيعية لا تُعمل
السيف في المدن الشيعية بسبب ارتباطها بإيران التي تمتلك القدرة على التحكم
وتنظيم نشاطها.
بالمقابل الدولة الإسلامية مثلاً غير
قابلة للترويض والتبني من قبل دولة عربية، بسبب أفكارها المتطرفة التي لا
تعترف بالجغرافية والحكومات وغالبا ما ترتد في حروب طاحنة داخل المدن
السنية. يقول الراشد "أكثر من 90 في المائة من عمليات الجماعات الإرهابية
السنية موجهة ضد المجتمعات السنية، موثقة في 7 دول شهدت أعمال عنف بدرجات
مختلفة".
من الواضح أن إيران تريد الحرب على داعش، أن
تكون نصرا عقائديا شيعيا على سنة العراق والسعودية معا. ربما تسمح إيران
لشيوخ الأنبار بقبض الدولارات وزج أبنائهم في الحريق، وربما تسمح للسعودية
بالخلاص من خطر جماعة تهددها بشكل علني، غير أن المجد في النهاية تريده
إيران لنفسها ولمشروعها الخميني القديم.
تقرير الأمم
المتحدة لشؤون اللاجئين الثلاثاء الماضي لا يبشر بخير على الإطلاق، وهو يصب
في صالح المشروع الصفوي. هناك 1.9 مليون نازح سني عراقي جديد يضاف إلى
مليون نازح من قبل، وهذا العام وحده هناك 190 ألف سني عراقي، معظمهم من
الكفاءات، هاجروا بعيدا إلى مناطق آمنة لعوائلهم.
من جهته
يبدو الخليفة البغدادي في كلمته الأخيرة وكأنه مدعوم من كواكب غامضة في
مجرات بعيدة فهو لا يكترث بكل هذه التحالفات الجدية والمخيفة ويردد
"وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى"، هذا بالنسبة لنا في غاية الغرابة حقاً،
ويجعلنا نقلق أكثر على أهل الموصل وصلاح الدين وغيرها.
أسعد البصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..