الجمعة، 7 نوفمبر 2014

تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) • النشأة - الأهداف - الانتشار

• وجود "داعش" في تونس وليبيا بين الحقيقة والخيال
باتت اخبار الدولة الاسلامية بالعراق والشام "داعش" هي الخبز اليومي للجميع سواء لصناع القرار أو متابعيه، فتواترت الاخبار التي تتحدث عن مواقع نفوذ وتواجد " داعش"، في العراق، في سوريا، في للأردن وعند الحدود التونسية الليبية

وتناقلت صور المجازر التي ارتكبها انصار "الدولة" كما يحلو لهم تسميتها. في خضم كل هذا غاب الأساسي من هي "داعش"؟ وما هو برنامجها؟وماهي علاقتها ببقية التنظيمات الجهادية؟ خصوصا وأنها باتت في صراع معلن مع تنظيم القاعدة الام بعد ان كانت خلافاتهما تقتصر على المجالس الضيقة، لتتحول اليوم إلى حرب على من يتزعم الجهاد العالمي أيمن الظواهري ام ابو بكر البغدادي.
قبل الحرب في سوريا كانت معرفة تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق" محدودة في نطاق متابعي تحركات الجماعات الاسلامية سواء في تونس او خارجها، لكن مع احتدام الحرب السورية ظهر شيئا فشيئا اسم الدولة إسلامية بالعراق والشام "داعش" التي يتزعمها ابو بكر البغدادي بعد ان أعلن الأخير ضم جبهة "النصرة" اليه كما ضم سوريا الى منطقة نفوذه، ومن يومها باتت "الدولة" وهي المصطلح الذي يستخدمه اتباعها، محل اهتمام الجميع ومخاوفه، فتعدّدت الروايات بشأنها وعن أهدافها ونشأتها وباتت كما الأساطير كلما تناقلت من شخص الى شخص أضيف اليها المزيد من التفاصيل التي تضفي عليها القداسة والقوة.

نشأة «داعش»
قبل أقل من سنة لم يكن هناك وجود لمسمى تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام، التي ظهرت بإعلان أمير الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي عن ان الدولة الاسلامية بالعراق باتت تشمل الشام، وبقية القصة معروفة لكن بدايتها ليست كذلك، حيث انطلقت القصة منذ أيام الاحتلال الأمريكي للعراق في عام ٢٠٠٣ يوم انصهرت جماعة «جماعة التوحيد والجهاد» مع عدد من الجماعات الأخرى برزت بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي لم يلبث أن بايع زعيم «القاعدة» في تلك الفترة أسامة بن لادن، ليستبدل الزرقاوي اسم تنظيمه بعد المبايعة، بـ«القاعدة في بلاد الرافدين».
ثم بعدها تم توحيد الجماعات الجهادية تحت مسمّى «مجلس شورى المجاهدين» ولاحقاً «حلف المُطيبين» ،الذي بويع «أبو عمر البغدادي» أميراً عليه قبل أن يُشكّل «دولة العراق الإسلامية» الهادفة إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي يغلب عليها أهل السنّة في العراق، حيث اعتبروا انه من الضروري انشاء دولة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم لذلك وقع اعتبار عدة مناطق في العراق على أنها "إمارة حُكم" لا «إمارة حرب». ووفق الأدبيات الجهادية فان الإمارة في المنهج السلفي انواع : إمارة إسلامية عامة، أي ولاية المسلمين تحت مسمى الخلافة، وإمارة إسلامية خاصة، إما أن تكون دعوية وجهادية أو "إمارة حُكم".
وهذا سبب الخلاف بين الدولة الاسلامية في العراق في فترة أولى وبين بقية الجماعات الجهادية التي رأت أن «الدولة» خلطت بين إمارة الحكم وإمارة التنظيم كما إن «إمارة الحكم» التي أعلنها البغدادي من مهماتها رعاية شؤون المسلمين، لكونها تسيطر على مساحات واسعة ومن واجبها الاهتمام بالمسلمين الموجودين ضمن رقعة سيطرتها، وهذا أيضاً كان مبعث الخلاف بين ابو بكر البغدادي وعبد الله الجولاني الذي اعتبر ان قرار البغدادي بان تشمل دولته في العراق الشام هو تحول خاطئ من إمارة التنظيم إلى إمارة حُكم في سوريا، الذي يعتبر ان «إمارة التنظيم»، التي من مهامها القتال حتى القضاء على العدو، من دون الاهتمام بتسيير شؤون الناس، أوجب في هذه المرحلة.
وفي بداية ٢٠١٠ استلم ابو بكر البغدادي إمارة دولة العراق الاسلامية في مرحلة أولى قبل انشاء الدولة الاسلامية في العراق والشام و باعتماد سياسة تقوم على ضمان عدم انهيار الدولة وحمايتها من الداخل عبر إجراءات أمنية تحول دون وصول أي جهة تُشكّل خطراً على الكيان اليه، وتسير تقارير إعلامية ومقالات نشرت في مواقع محسوبة على أنها جهادية أن اتفاقا وقع بين ابو بكر البغدادي وحجي بكر يقضى ببناء جهاز أمني لتنفيذ تصفيات واغتيالات سرية تشكّل في البداية من ٢٠ شخصاً، ووصل إلى ١٠٠ شخص حاليا وهو تحت إمارة ضابط سابق يُدعى "أبو صفوان الرفاعي"، ويتبع مباشرة قيادة التنظيم. و مهمة هذا الجهاز هي تصفية من ينشق او يعصي أمير الدولة سواء من القادة الميدانيين او القضاة الشرعيين.
كما حرص الاثنان على ضمان توفير الموارد المادية الدائمة وبالتوازي، فتواصل العمل بما قرره «أبو عمر البغدادي»، من مصادرة أموال الشيعة والمسيحيين وغير المسلمين، وعملاء النظام حتى لو كانوا من السنة اضافة إلى الاستيلاء على مصادر النفط ومحطات توليد الطاقة والوقود واي مصادر مالية حكومية في «دولة العراق»، وما لا يمكن الاستيلاء عليه بالكامل يقع إجبار صاحبه على دفع معلوم شهري تحت مسمّى ضريبة. كما ان موارد الدولة المالية تأتي من عائدات نقاط تفتيش اعلى الطرق البرية المكلفة بتحصيل أموال من الشاحنات التجارية.
تعدد موارد الدولة الاسلامية بالعراق والشام ساهم في ارتفاع العائدات المالية لها ما مكّنها من دفع رواتب وصرف مكافآت على العمليات العسكرية،وهو ما يسّر الاقبال على الانضمام الى صفوف التنظيم.
الهيكل والقيادة
المعطيات المتعلقة بهيكلة تنظيم "داعش" تتعدد ولكن أكثرها تواترا ودقة هو ما نشرته مواقع محسوبة على الجهاديين، اشارت الى أن هيكلة داعش تتضمن مجلس قيادة يتكون من عراقيين بنسبة ١٠٠٪ نظرا لان البغدادي يرفض ان يتبوأ حاملو الجنسيات الأخرى مناصب قيادية، اما عن المجلس العسكري فان عددهم يتراوح بين ٨ و١٣ شخصاً، كما يتولى قيادته ثلاثة ضباط سابقين في الجيش العراقي في عهد صدام حسين. وهم تحت إمرة عقيد ركن سابق في الجيش العراقي يُدعى حجي بكر، التحق ب"دولة العراق الإسلامية" في فترة إمارة "أبو عمر البغدادي" الذي قتل سنة ٢٠١٠، وتشير المعطيات ان مبايعة المجلس العسكري ل أبو بكر البغدادي كأمير للتنظيم كانت بمبادرة من حجي بكر الذي اعتبر صاحب المرحلة الجديدة في حياة "الدولة" والقائد في الظل.
بداية الخلاف مع الجبهة
سنة ٢٠١١ أرسل تنظيم دولة العراق الاسلامية بأحد قادته الميدانيين محمدالجولاني الى سوريا لاستقطاب وتكوين والإشراف على السلفيين الجهاديين هناك، وهو ما قام به الأخير الذي انتهى به الامر الى اعلان تاسيس جبهة النصرة في ٢٠١٢ تاريخ بزوغ نجمه واتساع مناطق نفوذه، قبل ان تندلع الخلافات بينه وبين ابو بكر البغدادي ومنها رفض محمد الجولاني طلب الأخير منه القيام بعمل عسكري ضد قيادات «الجيش الحر» اثناء أحد الاجتماعات في تركيا، ورفض مجلس شورى جبهة النصرة الطلب وهو ما ، اعتبره البغدادي خروجاً صريحاً عن الطاعة فأرسل اليه خطاباً شديد اللهجة يُخيّر الجولاني بين أمرين: تنفيذ الأوامر أو حلّ «النصرة» وتشكيل كيان جديد.
قبل ان يتطور الأمر ويرسل البغدادي قيادات عراقية من "الدولة لمقابلة» قيادات في «الجبهة» للتشاور معهم بشأن إقامة دولة إسلامية ممتدة من العراق إلى الشام بقيادة موحّدة. ليجد ميولا مؤيدة لدى عدد من القادة بجبهة النصرة خصوصا "المهاجرين" الذين اعتقلوا من قبل محمد الجولاني بتهمة إشاعة التكفير، لدى اكتشافه لمسألة الاتصالية بينهم وبين البغدادي، ومن بين المسجونين التونسيين أبو رتاج السوسي وأبو عمر العبادي والمغتربين ابو ضمضم الحسني وأبو الحجاج النواري.
لكن سجن قادة المهاجرين لم يحل دون اعلان ابو بكر البغدادي عن قيام الدولة الاسلامية بالعراق والشام ومعها انقسمت جبهة النصرة إلى ثلاثة فرق. الأولى التحقت بالتنظيم الجديد للبغدادي والثانية ظلت موالية لمحمد الجولاني، اما الثالثة فخسرت لعدم الالتحاق باي منهما، وخصوصا مع اندلاع الاشتباكات المسلحة بينهما والتي انتهت بالاستيلاء على جميع مخازن الاسلحة التي في حوزة جبهة النصرة وتصفية كل من يرفض تسليم مخزنه فوراً واستهداف أبرز قياداتها ومنهم الرجل الثاني في الجبهة المهاجر القحطاني، و أبو حفص النجدي وابو عمر الجزراوي.
عندها، لجأ الجولاني إلى زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري للبت في النزاع. وللحؤول دون إحراج «القاعدة». استدعى الظواهري شخصيات جهادية من اليمن والسعودية للتوسط بين المتنازعين، إلا أن البغدادي تملّص من مقابلتهم. وزاد ذلك الأمور سوءاً في ظل الخطر الداهم الذي يتهدد الجولاني. عندها عمد الأخير إلى إصدار بيان يُعلن رفض حل «جبهة النصرة»، واضعاً الأمر في عهدة الظواهري. أما بقية القصة، فباتت معروفة إعلامياً.
هذا الصراع أدى الى تقلص مناطق نفوذ الجبهة التي انشق عنها عدد كبير من «المهاجرين»، سرعان ما التحقوا بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لمخالفةالجولاني لتعليمات ولي الأمر ابو بكر البغدادي، والمخالفة كانت رفض الجولاني عرض من البغدادي يقضي بدمج الجماعتين تحت مسمّى واحد، و ظهر الانقسام إلى العلن عبر اعتماد المجموعات الجهادية شعارين، يعبّر كل واحد منهما عن انتماء، فكانت راية «جبهة النصرة»، وهي عبارة عن راية الاسلام السوداء، خُطّ في أسفلها «جبهة النصرة»، وراية «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرسوم داخلها "ختم النبوّة» في دائرة بيضاء (محمد رسول الله)، وذُيّل بعبارة (عراق ـــ شام).
وتشير معلومات أنّ «دولة العراق الإسلامية» تتقدم على حساب تراجع «جبهة النصرة»، خصوصا بعد مبايعتها من قبل عدد من شيوخ وعشائر وكتائب إسلامية، بينها «كتيبة الليبيين» و«جيش المهاجرين والانصار» و«مجلس شورى المهاجرين.
الصراع يتجدد مع تنظيم القاعدة
الخلاف بين أمراء "تنظيم القاعدة" ليس جديدا، لكن الجديد هو تبادلهم للاتهامات عبر مواقع الإعلام المقربة منهم فقبل أزمة أمراء القاعدة في سوريا، سبق وان اثيرت ازمة في العراق حيث وقع خلاف بين زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وأمير التنظيم في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي السابق، فبالرغم من دخول الزرقاوي للقاعدة وصعود نجمه، فانّ بن لادن والمجموعة القيادية كانو ا ينظرون الى الزرقاوي على انه اكثر تشددا بدرجة كبيرة عن "القاعدة"، فهو أكثر تشدداً وتزمّتاً في النظر إلى الواقع السياسي ومجموعته أكثر تشدداً دينياً. وهو توسع في عمليات التفجير، وفي التكفير والقتل لمن يختلف معه، ولديه تصور مختلف عن "القاعدة" المركزية في التعامل مع إيران وإعطاء الأولوية لمقاومة المشروع الشيعي، بينما "القاعدة" المركزية تركّز على المفهوم العالمي للصدام وأولوية المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية.
هذا الخلاف خلفياته هي مأخذ كل من بن لادن وأيمن الظواهري للزرقاوي تشدده ومغالاته في استهداف أبناء المذاهب الأخرى من دون التركيز على الحرب ضد قوات الاحتلال الأميركي. وقد خرج مضمون رسالتي بن لادن والظواهري، نصح فيهما الأخير أمير التنظيم في بلاد الرافدين بـ«أن لا يستنزف جهده في قتل عامة الشيعة وفي مهاجمة مساجدهم وبأن يكف عن بث مشاهد الذبح كي لا تُنفّر المسلمين من تنظيمه على تقدير أن نصف المعركة ساحتها التشويه الإعلامية الذي يجند له الأميركيون وقتاً وجهداً كبيراً».
كم في الرسالة التي نشرت على عديد المواقع
هذا الصراع ورثته دولة العراق الاسلامية ثم الدولة الاسلامية بالعراق والشام التي بايع أميرها ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري على السمع والطاعة لكنه في الأخير الامتثال لأوامر الداعية الى فك التنظيم والاكتفاء بإمارة العراق،عندما لجأ الجولاني إلى زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري للبت في النزاع بينهما وبقية القصة معروفة إعلامياً.
و عدم الامتثال للأوامر سرعان ما اصبح اتهاما وتجريحا حيث اعتبر البغدادي ان الظواهري انحرف وان المنهج الحالي للقاعدة فيه تخاذل وهو ما أيده فيه ٩ من أمراء القاعدة في مناطق مختلفة من الشرق اصدروا ما يعرف بالبيعة الخرسانية، لتصبح "داعش"، اليوم، مثل تنظيم «القاعدة» قبل عشر سنوات.
الانتشار
في السابق قرّر البغدادي مدّ سلطانه الى سوريا فشكّل «جبهة النصرة» عبر تكليف الجولاني بتنسيق «العمليات الجهادية» في سوريا. وبعد ذلك طلب منه الاندماج، ورفض الجولاني الامر لكن البغدادي أصر على الاعلان عن نشأة دولته، فقام بتشكيل مجلس شورى ثم نصّب نفسه أميراً للمؤمنين، ثمّ عيّن ولاة ووزراء وعمّالاً لجباية أموال الزكاة. وحدّد السياستين الداخلية والخارجية وأصبحت على كل الفصائل المسلّحة الموجودة في مناطقه، إما أن تبايعه أو تخرج لتقاتل في مناطق أخرى، ثم تطور - الامر فسار على خطى زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر الذي تولّى "إمارة الدولة الإسلامية في أفغانستان»، واعتبر نفسه «أمير حُكم»، فيما يعتبر الظواهري «أمير جماعة» لا منطقة خاضعة لسيطرته ليُطبّق فيها الإسلام.
هذه التطورات أحيت مطامع البغدادي بان يقيم الخلافة الاسلامية فراسل أمراء التنظيمات القيادية يسأل هم مبايعته منهم من رفض وهم بالاساس في المغرب (تونس ليبيا الجزائر المغرب) ومنهم من قبل، وبالنسبة لتونس فقد سبق لزعيم تنظيم انصا. الشريعة ابو عياض ان أرسل رسالة " عتاب ونصح" طالب فيها برأي الصدع في بيت الجهاديين .
اما من قبل بالبيعة فهم الأمراء التسع فيتركمانيتان وإيران الذين بايعوا ابو بكر كأمير للمؤمنين مما يعني نقطة تحول في خارطة الجهاد العالمي التي باتت تبرز من الأردن التي أعلن عن تاسيس فرع لداعش فيه وفق ما أعلنه للمتحدث باسمه محمد ابو بكر لوكالة الأنباء الألمانية منذ فترة، هذا الفرع أشار قادة داعش انه مركز للخدمات اللوجستية في الوقت الراهن قبل ان يقع ضم الأردن للدولة.
التونسيون وداعش
يظل ما يهم التونسيين من بروز تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام هو عدد التونسيين المنتسبين اليها وحقيقة انتشار التنظيم في البلاد وفي المغرب الكبير بصفة عامة، وهنا وجبت الإشارة اولا الى ان غالبية المنتسبين للتيار السلفي الجهادي في تونس بايعوا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وابرز المبايعين سيف الله بن حسن الو عياض. كما ان الحاكمية الفقهية للجهاديين التونسيين هي بيد هاني السباعي الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الذي له ثقل وانتشار بارز في شمال افريقيا وسيطرة على اتباعه.
الخلاف بين القاعدة والدولة ( داعش) في جزء منه له امتدادات عقائدية (باعتبار نظرة الاولى للثانية على انها مغالطة في التشدد والتكفير واعتبار الثانية للأولى انحرفت وتراخت عن نصرة الاسلام،) فانه من الصعب ان تجد داعش امتدادا حاليا في المغرب الكبير.
وبالنسبة للتونسيين المقاتلين في سوريا او العراق فقد وجب الإشارة الى ان تنظيم جبهة النصرة كان حريصا الأشهر الاخيرة قبل الأزمة على عدم إلحاق في صفوفه اي من "المهاجرين" وهو المصطلح المستخدم لوصف غير السوريين مما دفع التونسيين الى الالتحاق بجماعات اخرى أعلنت في ما بعد بيعتها لأبو بكر البغدادي كأمير لها. كما ان شبكة تسفير الشباب التونسي الى سوريا هي من تحدد وجهة المقاتل اي انها هي من تقرر الى اي الجماعات يلتحق ونظرنا لسيطرة داعش على عدد من الشبكات فقد باتت توجه المقاتلين الى صفوفها.
المهم للتونسيين اليوم هو الرسالة المنسوبة إلى ابو عياض التي هنأ فيها الجهاديين بإنجازات دولة لإسلام في العراق والشام في الأيام اخيرة انها حملت دعوة لتجاوز الأزمة بين القاعدة وداعش وهو ما يعني جهود وساطة توكد ان تنظيم انصار الشريعة لايزال على بيعته الاولى للقاعدة الان والقاعدة ببلاد المغرب الاسلامي.
هذا دون ان نغفل عن ان اي تقدم تحرزه الدولة الاسلامية في العراق والشام قد يودي في الأخير الى بروزها كقائمة للجهاد العاملي كما قد يستوجب مبايعتها وأعلن الولاء لها من قبل بقية التنظيمات الجهادية ومنها من هو في تونس.
من هو أبو بكر البغدادي
لا توجد معطيات دقيقة عن الهوية الأصلية لأبو بكر البغدادي أمير الدولة الاسلامية بالعراق والشام، لكن منذ حوالي ٤ اشهر ظهر حساب على موقع تويتر باسم البغدادي نشر صاحبه ما وصفه ب"أسرار دولة البغدادي" وفق تسلسل ومعطيات دقيقة توحي بأنّ المسرِّب كان قيادياً سابقاً في التنظيم، قدّم إجابات عن هوية أمير التنظيم أبو بكر البغدادي، ذكر عدد من اسماء أعضاء مجلسه ومخطّطهم ومصادر تمويلهم. ويتحدّث عن كيفية تسلّم البغدادي إمارة «دولة العراق الإسلامية» وأسباب توسّعه إلى سوريا والسياسة العامة التي يعتمدها في قيادة التنظيم وكيفية إمساكه بالقواعد الأساسية، اضافةالى كشف أسماء المشايخ الشرعيين.
وفي ما يتعلق بهوية البغدادي ، يُقدّم الموقع معطيات هامة من بينها اسمه الحقيقي وهو ابراهيم عواد ابراهيم بو بدري بن عرموش، وهو يحمل ثلاث كنيات، "أبو عواد" و" ابو دعاء" اضافة الى كنية «أبو بكر» وهي كنية فرضتهاالسياسة الأمنية التي يعتمدها قادة الدولة تفرض أن لا تكون الكنية أو اللقب حقيقيين.
وكشف الحساب الخاص على تواتر أن البغدادي عمِل في الفلوجة ثم اشتغل اماماً لمسجد في ديالى، وانه حمله لقب "البغدادي" هو من قبيل حمل الألقاب الحركية، واطنب الموقع في تقديم معطيات عن البغدادي منها انه ليس من بغداد بل من سامراء، ينتسب لعشيرة تدّعي صلة نسب بالإمام الحسن بن علي، ما يعني أن "أبو بكر" ينتسب إلى قريش، اي ان شروط الإمارة العامة لدى الجهاديين متحققة فيه وأهمها الانتساب لقريش.
وبرز اسم أمير تنظيم " الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو بكر البغدادي، بعد ان خلف أبو عمر البغدادي الذي قُتل في اشتباك مع القوات الأميركية في العام ٢٠١٠، ويقال ان البغدادي أحد القيادات المقرّبة أبرز أمراء القاعدة أبو مصعب الزرقاوي.
لكن نجمه لمع بعد إعلانه الوحدة عبر دمج "جبهة النصرة" بـ"دولة العراق الإسلامية" تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وكشفه تفاصيل سريّة بشأن تأسيس «جبهة النصرة» وإيفاده لمحمد الجولاني لهذه الغاية. ويسجّل للبغدادي مواجهته زعيم «تنظيم القاعدة» أيمن الظواهري عبر تسجيل صوتي صادر عن «مؤسسة الفرقان للانتاج الإعلامي»، حمل عنوان «دولة الإسلام في العراق والشام باقية»، أعلن فيه ما يشبه التمرد على الظواهري.
 

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

السفير العراقي بالقاهرة يكشف تفاصيل نشأة وتمويل ''داعش''

داعش الإرهابي.. من النشأة إلى الصحوة الجديدة

نشــأة (داعش) وسبــل القـضـاء علـيــه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..