السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-----------------
الجواب :
تزاني فيه زيادة من حيث المبنى
وهو من (فاعلَ)يفاعل مفاعلة.. وهذا الباب يدل على المشاركة غالباً وهو متعدٍّ، وفيه إفادة البادئ بالفعل.
أما تزني فهو لازم.
وحليلة الجار زوجته.
هذا التفريق بتحليل الوزن التصريفي للفعلين، ولعل هناك فروقاً أخرى ذكرها أهل الحديث واللغة يتحفنا بها الإخوة الكرام.
-------------
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
وبعد:
فلقد أردت أن أبحث عن معنى لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ).
أريد ممن عنده العلم:
1. لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تزاني) ولم يقل (تزني).
2. معنى حليلة جارك.
أسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح.
فلقد أردت أن أبحث عن معنى لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ).
أريد ممن عنده العلم:
1. لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تزاني) ولم يقل (تزني).
2. معنى حليلة جارك.
أسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح.
-----------------
الجواب :
تزاني فيه زيادة من حيث المبنى
وهو من (فاعلَ)يفاعل مفاعلة.. وهذا الباب يدل على المشاركة غالباً وهو متعدٍّ، وفيه إفادة البادئ بالفعل.
أما تزني فهو لازم.
وحليلة الجار زوجته.
هذا التفريق بتحليل الوزن التصريفي للفعلين، ولعل هناك فروقاً أخرى ذكرها أهل الحديث واللغة يتحفنا بها الإخوة الكرام.
-------------
جاء في كتاب : << قواعد الأحكام في مصالح الأنام » ؛ فصل في بيان المفاسد :
في بيان المفاسد وهي ضربان : ضرب حرم الله قربانه , وضرب كره الله إتيانه , والمفاسد ما حرم الله قربانه رتبتان إحداهما : رتبة الكبائر وهي منقسمة إلى الكبير والأكبر والمتوسط بينهما , فالأكبر أعظم الكبائر مفسدة .
وكذلك الأنقص فالأنقص , ولا تزال مفاسد الكبائر تتناقص إلى أن تنتهي إلى مفسدة لو نقصت لوقعت في أعظم رتب مفاسد الصغائر وهي الرتبة الثانية . ثم لا تزال مفاسد الصغائر تتناقص إلى أن تنتهي إلى مفسدة لو فاتت لانتهت إلى أعلى رتب مفاسد المكروهات وهي الضرب الثاني من رتب المفاسد , ولا تزال تتناقص مفاسد المكروهات إلى أن تنتهي إلى حد لو زال لوقعت في المباح .
وقد أبان صلى الله عليه وسلم من تفاوت الكبائر ثلاث مراتب , إذ سئل عليه السلام أي الذنوب أكبر ؟ فقال : { أن تجعل لله ندا وهو خلقك , قيل ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قيل . ثم أي ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك } جعل الكفر أكبر الكبائر مع قبحه في نفسه , لجلبه لأقبح المفاسد ودرئه لأحسن المصالح , فإنه يجلب مفاسد الكفر ويدرأ مصالح الإيمان . ومفاسده ضربان : [ ص: 57 ] أحدهما عاجل وهو إراقة الدماء وسلب الأموال وإرقاق الحرم والأطفال .
الضرب الثاني : آجل وهو خلود النيران مع سخط الديان . وأما درؤه لأحسن المصالح فإنه يدرأ في الدنيا عن المشركين التوحيد والإيمان وعن الإسلام والأمن من القتل والسبي واغتنام الأموال , ويدرأ في الآخرة نعيم الجنان ورضا الرحمن . وجعل قتل الأولاد تاليا لاتخاذ الأنداد , لما فيه من الإفساد وقطع الأرحام والخروج من حيز العدالة إلى حيز الفسوق والعصيان , مع التعرض لعقاب الآخرة , وتغريم الدية والكفارة , والانعزال عن الولاية التي تشترط فيها العدالة وجعل الزنا بحليلة جاره تلو قتل الأولاد لما في ذلك من مفاسد الزنا كاختلاف المياه واشتباه الأنساب وحصول العار , وأذية الجار , والتعرض لحد الدنيا أو لعقاب الآخرة , والانتقال من حيز العدالة إلى حيز الفسوق والعصيان والانعزال عن جميع الولايات .
في بيان المفاسد وهي ضربان : ضرب حرم الله قربانه , وضرب كره الله إتيانه , والمفاسد ما حرم الله قربانه رتبتان إحداهما : رتبة الكبائر وهي منقسمة إلى الكبير والأكبر والمتوسط بينهما , فالأكبر أعظم الكبائر مفسدة .
وكذلك الأنقص فالأنقص , ولا تزال مفاسد الكبائر تتناقص إلى أن تنتهي إلى مفسدة لو نقصت لوقعت في أعظم رتب مفاسد الصغائر وهي الرتبة الثانية . ثم لا تزال مفاسد الصغائر تتناقص إلى أن تنتهي إلى مفسدة لو فاتت لانتهت إلى أعلى رتب مفاسد المكروهات وهي الضرب الثاني من رتب المفاسد , ولا تزال تتناقص مفاسد المكروهات إلى أن تنتهي إلى حد لو زال لوقعت في المباح .
وقد أبان صلى الله عليه وسلم من تفاوت الكبائر ثلاث مراتب , إذ سئل عليه السلام أي الذنوب أكبر ؟ فقال : { أن تجعل لله ندا وهو خلقك , قيل ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قيل . ثم أي ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك } جعل الكفر أكبر الكبائر مع قبحه في نفسه , لجلبه لأقبح المفاسد ودرئه لأحسن المصالح , فإنه يجلب مفاسد الكفر ويدرأ مصالح الإيمان . ومفاسده ضربان : [ ص: 57 ] أحدهما عاجل وهو إراقة الدماء وسلب الأموال وإرقاق الحرم والأطفال .
الضرب الثاني : آجل وهو خلود النيران مع سخط الديان . وأما درؤه لأحسن المصالح فإنه يدرأ في الدنيا عن المشركين التوحيد والإيمان وعن الإسلام والأمن من القتل والسبي واغتنام الأموال , ويدرأ في الآخرة نعيم الجنان ورضا الرحمن . وجعل قتل الأولاد تاليا لاتخاذ الأنداد , لما فيه من الإفساد وقطع الأرحام والخروج من حيز العدالة إلى حيز الفسوق والعصيان , مع التعرض لعقاب الآخرة , وتغريم الدية والكفارة , والانعزال عن الولاية التي تشترط فيها العدالة وجعل الزنا بحليلة جاره تلو قتل الأولاد لما في ذلك من مفاسد الزنا كاختلاف المياه واشتباه الأنساب وحصول العار , وأذية الجار , والتعرض لحد الدنيا أو لعقاب الآخرة , والانتقال من حيز العدالة إلى حيز الفسوق والعصيان والانعزال عن جميع الولايات .
الأخ الفاضل/
تحية لك من عند الله مباركة طيبة وبعد:
فقد رجعت إلى بعض شروح السنة فعثرت على بعض النصوص التي يمكن أن تفيد في إيضاح مفهوم الصيغة التي وردت في الحديث، وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا
أخوك الطالبي
جاء في شرح النووي على مسلم :"وَمَعْنَى تُزَانِي أَيْ تَزْنِي بِهَا بِرِضَاهَا وَذَلِكَ يَتَضَمَّن الزِّنَا وَإِفْسَادهَا عَلَى زَوْجهَا وَاسْتِمَالَة قَلْبهَا إِلَى الزَّانِي ، وَذَلِكَ أَفْحَشُ وَهُوَ مَعَ اِمْرَأَة الْجَار أَشَدُّ قُبْحًا ، وَأَعْظَمُ جُرْمًا لِأَنَّ الْجَار يَتَوَقَّع مِنْ جَاره الذَّبّ عَنْهُ ، وَعَنْ حَرِيمه ، وَيَأْمَن بَوَائِقه ، وَيَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ ، وَقَدْ أُمِرَ بِإِكْرَامِهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ، فَإِذَا قَابَلَ هَذَا كُلّه بِالزِّنَا بِامْرَأَتِهِ وَإِفْسَادهَا عَلَيْهِ مَعَ تَمَكُّنِهِ مِنْهَا عَلَى وَجْهٍ لَا يَتَمَكَّن غَيْره مِنْهُ كَانَ فِي غَايَةٍ مِنْ الْقُبْح .
وقال في عون المعبود:
( أَنْ تُزَانِي حَلِيلَة جَارك ) .... قَالَ فِي التَّنْقِيح : تُزَانِي تُفَاعِل ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَنْ يَكُون مِنْ الْجَانِبَيْنِ. قَالَ فِي الْمَصَابِيح : لَعَلَّهُ نَبَّهَ بِهِ عَلَى شِدَّة قُبْح الزِّنَا إِذَا كَانَ مِنْهُ لَا مِنْهَا بِأَنْ يَغْشَاهَا نَائِمَة أَوْ مُكْرَهَة ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ زِنَاهُ بِهَا مَعَ الْمُشَارَكَة مِنْهَا لَهُ وَالطَّوَاعِيَة كَبِيرًا كَانَ زِنَاهُ بِدُونِ ذَلِكَ أَكْبَر وَأَقْبَح مِنْ بَاب الْأَوْلَى .
-------
تحية لك من عند الله مباركة طيبة وبعد:
فقد رجعت إلى بعض شروح السنة فعثرت على بعض النصوص التي يمكن أن تفيد في إيضاح مفهوم الصيغة التي وردت في الحديث، وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا
أخوك الطالبي
جاء في شرح النووي على مسلم :"وَمَعْنَى تُزَانِي أَيْ تَزْنِي بِهَا بِرِضَاهَا وَذَلِكَ يَتَضَمَّن الزِّنَا وَإِفْسَادهَا عَلَى زَوْجهَا وَاسْتِمَالَة قَلْبهَا إِلَى الزَّانِي ، وَذَلِكَ أَفْحَشُ وَهُوَ مَعَ اِمْرَأَة الْجَار أَشَدُّ قُبْحًا ، وَأَعْظَمُ جُرْمًا لِأَنَّ الْجَار يَتَوَقَّع مِنْ جَاره الذَّبّ عَنْهُ ، وَعَنْ حَرِيمه ، وَيَأْمَن بَوَائِقه ، وَيَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ ، وَقَدْ أُمِرَ بِإِكْرَامِهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ، فَإِذَا قَابَلَ هَذَا كُلّه بِالزِّنَا بِامْرَأَتِهِ وَإِفْسَادهَا عَلَيْهِ مَعَ تَمَكُّنِهِ مِنْهَا عَلَى وَجْهٍ لَا يَتَمَكَّن غَيْره مِنْهُ كَانَ فِي غَايَةٍ مِنْ الْقُبْح .
وقال في عون المعبود:
( أَنْ تُزَانِي حَلِيلَة جَارك ) .... قَالَ فِي التَّنْقِيح : تُزَانِي تُفَاعِل ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَنْ يَكُون مِنْ الْجَانِبَيْنِ. قَالَ فِي الْمَصَابِيح : لَعَلَّهُ نَبَّهَ بِهِ عَلَى شِدَّة قُبْح الزِّنَا إِذَا كَانَ مِنْهُ لَا مِنْهَا بِأَنْ يَغْشَاهَا نَائِمَة أَوْ مُكْرَهَة ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ زِنَاهُ بِهَا مَعَ الْمُشَارَكَة مِنْهَا لَهُ وَالطَّوَاعِيَة كَبِيرًا كَانَ زِنَاهُ بِدُونِ ذَلِكَ أَكْبَر وَأَقْبَح مِنْ بَاب الْأَوْلَى .
-------
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله واله ومن والاه وبعد
بارك الله في الاخوة جميعا واحسن الله اليكم . لقد كان بودي ان ارد على تساؤل الاخ السائل ساعة من الليل ولكن داهمني الوقت .
فعلى كل.
فإن بين الكلمتين تباين في المبنى والمعنى .وكما يقال :(بزيادة في المبنى بزيادة في المعنى)
فالكلمة الاولى (تزاني) على وزن تفاعل ومصدره المفاعلة وهي تفيد المشاركة بين الطرفين كما يقال المخاطبة اذا تمت عملية الخطاب من الجانبين .بينما (تزني) لا يكون الا من جانب واحد وهو لازم وذلك متعد.
والمراد به ان تتم عملية الفاحشة عن تراض بينهما.
واما (حليلة) من فعيلة وهي التي تفيد الفاعلية والمفعولية .فتقول قتيل بمعنى القاتل والمقتول ويتعين المعنى بالقرينة.
وحليلة من حل يحل اذا وقع على الشيء والمراد بها زوجة جاره اذ يحِل عليها .
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ايذاء الجار واحترام حقوقهم .ونفي الايمان عن من يخل بحق الجيران واكد هذا الامر بحلفات ثلاثة .وهنا يعتبر من يفحش بزوجة جاره مرتكب الكبيرة لا يقل ذنبا عن مشرك وعاق لوالديه اذا اعتددنا بدليل الاقتران عند الاصوليين .فان الذنب الاول يخل بحق الله المحض على العبد والاخيرين من حقوق الله و العباد معا.
وفي استعمال كلمة (حليلة) خاصة دون كلمة( زوجة) لطيفة وهي تهويل وتبشيع هذا الامر وبخاصة اذ تم بالمطاوعة من قبلها. والله اعلم
--------
بارك الله في الاخوة جميعا واحسن الله اليكم . لقد كان بودي ان ارد على تساؤل الاخ السائل ساعة من الليل ولكن داهمني الوقت .
فعلى كل.
فإن بين الكلمتين تباين في المبنى والمعنى .وكما يقال :(بزيادة في المبنى بزيادة في المعنى)
فالكلمة الاولى (تزاني) على وزن تفاعل ومصدره المفاعلة وهي تفيد المشاركة بين الطرفين كما يقال المخاطبة اذا تمت عملية الخطاب من الجانبين .بينما (تزني) لا يكون الا من جانب واحد وهو لازم وذلك متعد.
والمراد به ان تتم عملية الفاحشة عن تراض بينهما.
واما (حليلة) من فعيلة وهي التي تفيد الفاعلية والمفعولية .فتقول قتيل بمعنى القاتل والمقتول ويتعين المعنى بالقرينة.
وحليلة من حل يحل اذا وقع على الشيء والمراد بها زوجة جاره اذ يحِل عليها .
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ايذاء الجار واحترام حقوقهم .ونفي الايمان عن من يخل بحق الجيران واكد هذا الامر بحلفات ثلاثة .وهنا يعتبر من يفحش بزوجة جاره مرتكب الكبيرة لا يقل ذنبا عن مشرك وعاق لوالديه اذا اعتددنا بدليل الاقتران عند الاصوليين .فان الذنب الاول يخل بحق الله المحض على العبد والاخيرين من حقوق الله و العباد معا.
وفي استعمال كلمة (حليلة) خاصة دون كلمة( زوجة) لطيفة وهي تهويل وتبشيع هذا الامر وبخاصة اذ تم بالمطاوعة من قبلها. والله اعلم
--------
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..