الخميس، 20 نوفمبر 2014

معيِّد القريتين!

السلام عليكم
جاء في الأمثال ( معايد القريتين ) ، فما هي قصة هذا المثل ؟
كما تعرفون كيف كانت الأوضاع في السابق ، كان الدهر شحيحًا في الأرزاق ، ولقمة العيش عزيزة
على كثير ممن عاشوا في تلك الفترة ، وفي ذلك الوقت كانت مناسبة العيد لها أهمية كبيرة في نفوس الكثيرين الذين يبيتون أيامًا ولياليَ قد أضناهم الجوع ، ففي حلول العيد يجد هؤلاء ( وما أكثرهم ) العيد فرصة للحصول على الطعام وخاصة من الموسرين الذين يقدمون الطعام ، وللعلم فإن هناك عادة قديمة ولا زالت موجودة لدينا في نجد ، وهي إخراج الطعام صباح العيد في الشوارع ، يخرج ربَّ الأسرة هو وأبنائه ومعهم آنية كبيرة عليها الأرز واللحم ، ويضعونها في أمام بيتهم ويأتي جارهم ومعه طعام العيد ويضعها ، يفعل هذا جميع الجيران المتقاربين ، حتتى تتكامل الأعياد جميعها ، ثم يبدؤون في الأكل ، وكان المقصود من هذه الطريقة هو ربما لوجود مسافر قد يشاركهم فرحة العيد أو بعض الفقراء والمساكين الذين يجدون في طعام العيد سدًّا لحاجتهم من الطعام ، إضافة إلى أنها عادة قديمة تعارف عليها الآباء فحرص عليها الأبناء من بعدهم ... ، نعود لقصة المثل : في أحد الأعياد في وقت سابق ، قرر أحد الفقراء أن يغتنم فرصة إخراج الطعام في الشارع ، وكان ذلك لشدة فقره ، كان يسكن في قرية ، إلى جوار هذه القرية قرية أخرى ليست بعيدة عنها ، فكر هذا الفقير في حيلة تمكنه من مشاركة كلا القريتين عيدهما ، فقرر أن يذهب إلى القرية المجاورة باكرًا فيتناول معهم طعام العيد ، ثم يرجع إلى قريته ويتناول معها العيد ، وبذلك يصيد عصفورين بحجر . جاء صباح يوم العيد خرج من قريته لكي يدرك عيد القرية الأخرى ، وحث المسير ، فلما وصل إلى القرية وجدهم قد انتهوا من طعام العيد ولم يبقَ له شيء من طعامهم ، فأدار ظهره لهم ليعود إلى قريته ليشاركهم بعيدهم فلما وصل إلى قريته وجدهم قد انتهوا من الطعام ، فلا هو شارك أهل قريته في عيدهم ولا هو شارك القرية التي في الجوار عيدهم ، فأصبح هذا المثل يضرب للرجل الذي يريد أن يستفيد من شيئين ولا يحصل على أي واحدٍ منها ، قال الشاعر لااعرف اسمه :
                            غديت مثل معايد القريتيني **** لا طال عيد ولا سِلِمْ من ملامه

                         وايضاً بيت لخلف الاذن
                                      غديت مثل معايد القرتيني .... لاجبت خير ولا تبعت الرفاقه





---------------------------------

على خفيف


معيِّد القريتين!

محمد أحمد الحساني
يطلق هذا المثل في نجد وملحقاتها على الشخص الذي يسعى نحو هدفين يريد إدراكهما في وقت واحد فلا يدرك أيا منهما. وللمثل قصة خلاصتها أن رجلا أراد أن يدرك صلاة العيد ووليمته في إحدى القرى فتأخر في خروجه وخشي ألا يدرك الصلاة ولا الوليمة في تلك القرية، فحدث نفسه أنه لو ذهب إلى القرية الأخرى لأدرك الوليمة وإن لم يدرك صلاة العيد وأطاع حديث النفس فوجه راحلته نحو القرية الأخرى فوجد القوم قد صلوا وتناولوا طعام المائدة وانفضوا عائدين إلى منازلهم فرجع إلى قريته التي خرج منها وحدث أهلها بما حصل له فأصبح مثلا للآخرين عندما يسعون لإدراك أمرين في وقت واحد فيضيع منهما الأمران ويعودون بخفي حنين!.
وفي الحياة العامة العديد ممن ينطبق عليهم هذا المثل أو هذه الصفة «معيد القريتين» من الذين تكون طموحاتهم أكبر من مواهبهم، أو من الذين تكون عيونهم مرة على الشحمة ومرة على اللحمة، ثم لايجدون في نهاية الأمر لاشحما ولا لحما. وهناك مثل عربي قريب في معناه مما ذكر آنفا عندما يقول إنسان عن نفسه متحسرا إنه قد خسر كل شيء فلم يطل عنب الشام ولا بلح اليمن!.
أما على المستوى الشخصي فإن صفة معيد القريتين كثيرا ما انطبقت علي ولكن بيدي لا بيد عمرو، حيث يحصل أن أدعى في ليلة واحدة ــ كما يحصل مع غيري ــ عدة دعوات لحضور حفلات زفاف وعقد قران ونحوهما، ويكون مطلوبا مني مجاملة أصحاب ثلاث أو أربع دعوات في الليلة نفسها فأطوف على تلك الأماكن ابتداء من بعد صلاة العشاء وأعقد النية على تناول العشاء في آخر موقع ولكنني أصله وقد تناول أهله طعام عشائهم فاكتفي بتقديم التهنئة ثم أعود أدراجي إلى منزلي بعد منتصف الليل وفي يدي لفافة طعمية!.


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..