الثلاثاء، ٢ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
هناك لعبة شائعة، اعتاد بعض المسؤولين، وذوي المناصب
العليا في العالم العربي على ممارستها
باحترافية، عندما يتورطون في إشكالات تهدد مناصبهم، من باب «من له حيلة فليحتل»، وهي لعبة ذات فاعلية جيدة، تتمثل في نزول المسؤول إلى الشوارع، ومحادثة الناس والجلوس معهم في الأماكن العامة، والاصطفاف في طوابير المحال التجارية، مع تكليف أشخاص بتصويره من دون لفت الانتباه، ومن ثم ترويج تلك الصور إعلامياً، مع عناوين براقة عن تواضع المسؤول وأريحيته، في محاولة لكسب جماهيرية سريعة بين الناس، ليشكلوا بذلك خط دفاع «افتراضي» أول عنه، إن انكشفت، أوراقه وتم تسليط الأضواء عليها.
قديما، كانت العملية تتم عن طريق مصورين وصحافيين فاسدين، بالاتفاق مع المسؤول أو وسيط يمثله بشكل غير رسمي، يحدث ذلك عندما يشعر صاحب المنصب الرفيع أن الخناق بدأ يضيق عليه، وأنه بحاجة إلى نقل صورة طيبة عنه قبل انتشار الصورة السلبية، أما حديثاً ومع الانفجار المعلوماتي الذي يتميز به هذا العصر، فأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة جيدة لإتمام هذه العملية بأقل نسبة من الخسائر، لكن يبقى الفخ الذي يقع فيه المسؤول الساذج عادة من حيث لا يشعر، هو المبالغة الممجوجة في الظهور المتواضع، أو طريقة ذلك الظهور، وهو ما يسهم في انكشافه لنسبة معقولة من الناس، وإن انطلت الحيلة على نسبة أكبر منهم.
معظم من عُرف عنهم ممارسة هذه اللعبة في العالم العربي والإسلامي، هم المسؤولون المتورطون في عمليات مشبوهة، أو انتماءات لتنظيمات معادية لدولهم، وفي الحالة العربية والخليجية -على وجه التحديد-، يمكننا القول إن أصحاب المناصب العليا من ذوي الميول السرية لتنظيم «الإخوان المسلمين» المحظور هم عادةً من يتفوقون في ممارسة هذه الحيلة؛ لأنها من أدبيات التنظيم نفسه، وممارساته العتيقة، إيماناً منه بأن الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان بحاجة دائماً لـ«نماذج عُمريّة -نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب- ليلتفوا حولها، حتى وإن كانت نماذج مزورة ومصنوعة بفلاشات مدفوعة، المهم أنها نماذج قادرة على خدمة التنظيم من مواقعها، أو حتى تحصين نفسها بسلطة الجماهير في حال انكشاف حقيقتها.
اليوم وبما أن اللعبة أصبحت تمارس عبر شبكات التواصل بشكل مكشوف تماماً، بات من الممكن وبكل بساطة معرفة الوجه والانتماء الحقيقي لمسؤول الفلاشات السرية، عن طريق مراقبة الأسماء الشهيرة التي تنخرط في ترويج صورته «العُمريّة» المصنوعة، مع ربط ذلك بميولها وانتماءاتها الحزبية، هذا بجانب مراجعة أرشيف أنشطة المسؤول الفلاشي ذات الطابع الفكري والثقافي، قبل أن يتولى منصبه الذي عرفه الناس به، وسيكون الأمر مدهشاً ومثيراً لكثير من البسطاء، وذوي النوايا الحسنة من الباحثين عن «عُمر» جديد.
هاني الظاهري
المصدر
--------------------------------------
التعليق :
باحترافية، عندما يتورطون في إشكالات تهدد مناصبهم، من باب «من له حيلة فليحتل»، وهي لعبة ذات فاعلية جيدة، تتمثل في نزول المسؤول إلى الشوارع، ومحادثة الناس والجلوس معهم في الأماكن العامة، والاصطفاف في طوابير المحال التجارية، مع تكليف أشخاص بتصويره من دون لفت الانتباه، ومن ثم ترويج تلك الصور إعلامياً، مع عناوين براقة عن تواضع المسؤول وأريحيته، في محاولة لكسب جماهيرية سريعة بين الناس، ليشكلوا بذلك خط دفاع «افتراضي» أول عنه، إن انكشفت، أوراقه وتم تسليط الأضواء عليها.
قديما، كانت العملية تتم عن طريق مصورين وصحافيين فاسدين، بالاتفاق مع المسؤول أو وسيط يمثله بشكل غير رسمي، يحدث ذلك عندما يشعر صاحب المنصب الرفيع أن الخناق بدأ يضيق عليه، وأنه بحاجة إلى نقل صورة طيبة عنه قبل انتشار الصورة السلبية، أما حديثاً ومع الانفجار المعلوماتي الذي يتميز به هذا العصر، فأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة جيدة لإتمام هذه العملية بأقل نسبة من الخسائر، لكن يبقى الفخ الذي يقع فيه المسؤول الساذج عادة من حيث لا يشعر، هو المبالغة الممجوجة في الظهور المتواضع، أو طريقة ذلك الظهور، وهو ما يسهم في انكشافه لنسبة معقولة من الناس، وإن انطلت الحيلة على نسبة أكبر منهم.
معظم من عُرف عنهم ممارسة هذه اللعبة في العالم العربي والإسلامي، هم المسؤولون المتورطون في عمليات مشبوهة، أو انتماءات لتنظيمات معادية لدولهم، وفي الحالة العربية والخليجية -على وجه التحديد-، يمكننا القول إن أصحاب المناصب العليا من ذوي الميول السرية لتنظيم «الإخوان المسلمين» المحظور هم عادةً من يتفوقون في ممارسة هذه الحيلة؛ لأنها من أدبيات التنظيم نفسه، وممارساته العتيقة، إيماناً منه بأن الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان بحاجة دائماً لـ«نماذج عُمريّة -نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب- ليلتفوا حولها، حتى وإن كانت نماذج مزورة ومصنوعة بفلاشات مدفوعة، المهم أنها نماذج قادرة على خدمة التنظيم من مواقعها، أو حتى تحصين نفسها بسلطة الجماهير في حال انكشاف حقيقتها.
اليوم وبما أن اللعبة أصبحت تمارس عبر شبكات التواصل بشكل مكشوف تماماً، بات من الممكن وبكل بساطة معرفة الوجه والانتماء الحقيقي لمسؤول الفلاشات السرية، عن طريق مراقبة الأسماء الشهيرة التي تنخرط في ترويج صورته «العُمريّة» المصنوعة، مع ربط ذلك بميولها وانتماءاتها الحزبية، هذا بجانب مراجعة أرشيف أنشطة المسؤول الفلاشي ذات الطابع الفكري والثقافي، قبل أن يتولى منصبه الذي عرفه الناس به، وسيكون الأمر مدهشاً ومثيراً لكثير من البسطاء، وذوي النوايا الحسنة من الباحثين عن «عُمر» جديد.
هاني الظاهري
المصدر
--------------------------------------
التعليق :
.....كتب الكاتب الأجير " وليس المأجور" مقاله الركيك يلمز فيه الوزير ..
فكان الرد عليه في عقر دار الصحيفة التي سمحت له بإستعراض غثاءه
من أطياف متعددة في المجتمع..
وأظن انه ان كان في وجه ذلك الكاتب بقية من حياء فسيعتذروان لم يكن.. وهذا هو الأقرب..
فينبغي تذكيره من باب التناصحان التجار الذين قصد كسب مودتهم..
سيتخلصون منه كما يتخلصون من منديل ورقي تم استخدامه..وصدق الله العظيم(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ
ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) [سورة الرعد : 17]واختم بقاعدة اتبعها دائما
لا تنظر الى احد تم ذمه ..
ولكن
تأمل من الذي ذمه أولا
والجميع يعرف د. توفيق ويعرف البعض من هو الكاتب
ولا مجال لإستعراض شيء من أمور هذا الكاتب المأجور لكن من يعرف توجهاته لا يستغرب
فقد كان له ماض في الحرب على الفضيلة بالمجتمع .. وأظن هذا يكفي !
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..