تمر مختلف المدارس والنظريات والتجارب الإدارية المعروفة وغير
المعروفة أمام الذهن وتذهب بخيرها وشرها إلا أن مدرسة واحدة وقفت أمامها
طويلا بالتأمل دون التحليل العلمي لها وتتبع أصولها وبدايتها، مدرسة ينطلق
أصحابها من عدم قدرتهم على تقدير حجم المسؤولية وتطوير الأداء ومقاومة
الإغراء والفساد الإداري، أصحابها عاجزون عن تقديم الذات أو النظر في
المرأة، أو الاستماع إلى الآراء الخيرة والاقتراحات الصائبة والنصح الرشيد،
يجيدون الحديث العذب، والوعد الكذب لا تأمن جانبهم ولا تثق بتعاملهم لأن
أساس انطلاقهم في عملهم هو الاعتماد على إبراز أخطاء الآخرين مهما صغرت
وعدم الرضا عن المبدعين مهما قدموا وأعطوا وعملوا يغتالهم نجاح الآخرين
ويؤلمهم مدح الناجحين.
الإدارة بالتسلق هو أقرب ما يمكن وصفهم به لأنهم يحاولون التسلق على
جهود الآخرين وتجيرها لهم يصدق فيهم قول الله سبحانه وتعالى "لا تحسبن
الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم
بمفازةٍ من العذاب ولهم عذابٌ أليم" (188 آل عمران) تجدهم يستغلون أعمال من
سبقهم في العمل ليس لإنهائه ولكن لاستغلاله من خلال محاولة إبرازه على أنه
يحمل الكثير من الأخطاء وأنهم هم من سيقومون بالإصلاح، يستغلون في ذلك ضعف
الوازع الديني والنفسي فيهم وفي بعض من حولهم، يسخرون لذلك كفاءات يعرفون
ضعفها وحاجتهما لهم ودعمهم ويزينون لهم ما يعملون من باطل حتى لو تطلب
الأمر الكذب والخداع والمراوغة، جهدهم هو استغلال جهود الآخرين والتسلق بها
أمام قياداتهم ورؤسائهم ومرؤوسيهم، حتى وإن كانوا يعلمون مثلا أن مرؤوسيهم
يعلمون حقيقة الحال وواقعه وأن هؤلاء المتسلقين لم يقوموا بهذا العمل ولكن
هؤلاء المرؤوسين يكونون بين حالين، إما منافق لا يمانع في دعم المتسلق أو
باحث عن السلامة لا يجاريه ولا يكذبه، كما أنه في الوقت نفسه لا يصدقه،
والمشكلة أن هذا المتسلق على جهود الآخرين يصدق الكذبة التي كذبها وتصبح
بالنسبة له حقيقة حتى أنه يتجرأ على أصحاب العقول الرصينة بذكرها نتيجة
انغماسته في تلك الكذبة.
الإدارة بالتملق نوع يجاري الإدارة بالتسلق، والتملق هنا هو محاولة أصحابها التملق لرؤسائهم وإرضائهم مهما كانت الأفعال والأعمال والأقوال ويعتقدون أنهم بذلك يكسبون رضاهم ويحققون القبول لديهم فتراهم يذكرون أعمال الآخرين بكل سوء ويزداد هذا الذكر السيئ عندما يعتقدون أن رؤساءهم يرغبون في سماع ذلك، أو تأتيهم رسائل مباشرة أو غير مباشرة من أشخاص حول هؤلاء الرؤساء يفهم منها عدم ارتياح رؤسائهم عن هؤلاء العاملين الجادين المخلصين المجتهدين، فيبدأ أصحاب مدرسة التملق في البحث عن أي عيوب أو أخطاء لإبرازها وتضخيمها أمام رؤسائهم لكسب رضاهم وهم بذلك يقللون من احترامهم لرؤسائهم ويصدق فيهم القول "إن من يفتح عينيك على أخطاء الآخرين دائما دون محاسنهم يتجاهل فيك نصف عقلك".
"من نم في الناس لم تؤمن عقاربه
على الصديق ولم تؤمن أفاعيه
كالسيل بالليل لا يدري به أحد
من أين جاء ولا من أين تأتيه".
أن مدرستي الإدارة بالتسلق والتملق ينتشر بعض خريجيهما في عديد من المؤسسات الحكومية والخاصة وحتى المؤسسات الخيرية والاجتماعية لا تسلم منهم، فتراهم دائما يرددون سنأتي بما لم يأت به الأوائل، وقاعدتهم وفقا لذلك "كلما جاءت أمة لعنت أختها" أصحاب هاتين المدرستين تنكشف أمورهم خلال فترة ليست بالطويلة خصوصا عندما يكون من حولهم من مسؤولين، رؤساء ومرؤوسين ومجتمع يتمتعون بالذاكرة الجيدة والخلق الرفيع والبحث عن الإصلاح والتطوير، لأنهم يعرفون بعد الانكشاف أن هؤلاء المتسلقين والمتملقين لا يقدمون العمل الذي وعدوا به مع استغلالهم لجهود من سبقوهم ولكن لأنهم ليسوا أصحاب معرفة وخبرة وقائدهم في ذلك الفكر هو الضلال وخداع الآخرين، ولهذا كل ذلك يساعد على انكشافهم إلا إذا رزقوا بإدارة لا تراقب ولا تحاسب ومجتمع يقبل الضيم ولا يكرهه إلا في المنام ويخنع في اليقظة ولا يرفع صوته إلا إذا سار وراء نعش.
إن خريجي مدرستي التسلق والتملق لن يقفوا بإذن الله سبحانه وتعالى في طريق النجاح والناجحين، ولهذا يجب عدم الالتفات إليهم وعتابهم لأنهم مجموعة فاقدة القدرة على العطاء والحوار وربما حوارها يغريها بالمزيد من التجاوز والإساءة يقول فيهم حكيم ناصح:
" واحذر مؤاخاة الدنيء لأنه
يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
ودع الكذوب ولا يكن لك صاحبا
إن الكذوب لبئس خلاً يصحب
وإذا الصديق رأيته متملقا
فهو العدو وحقه يتجنب".
الإداريون الذين يتعرضون لمواقف مع مثل خريجي مدرستي التسلق والتملق يجب عليهم عدم الخوض معهم في أي نقاش أو محاولة إيضاح حتى ولو عوتبوا ممن حولهم، لأن السكوت عنهم هو خير رد عليهم يقول في ذلك صاحب الرأي:
" قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف
وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تُخشى وهي صامته
والكلب يخسأ – لعمري – وهو نباح".
هؤلاء المتملقون المتسلقون لا يملكون فكرا أو رؤية أو قدرة على الإبداع وإنما يحاولون استغلال طيبة الناس وحاجتهم للدخول إليهم من خلالها ويجعلون من عملهم ومخالفة الأنظمة الوسيلة لكسب رضاهم، لأن أهدافهم قصيرة المدى وطموحهم محدود الرؤية يستغلون مفهوم أنا ومن بعدي الطوفان كوسيلة لتحقيق أغراضهم، كما أنهم يستغلون أغراض الوظيفة لمصالحهم الشخصية تحت مظلة زملائهم خريجي مدرسة الإدارة بالشرهة ولي عودة إن شاء الله لهذه المدرسة مدرسة الإدارة بالشرهة".
اسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى وأن لا يجعلنا من خريجي مدرستي التسلق والتملق الإداري ولا يجعلنا ممن ينخدع بكذبهم ونفاقهم وتملقهم وأن يوفقنا لجعل بلدنا في مصاف الدول المتقدمة بالعمل الصالح الناصح الأمين.
الإدارة بالتملق نوع يجاري الإدارة بالتسلق، والتملق هنا هو محاولة أصحابها التملق لرؤسائهم وإرضائهم مهما كانت الأفعال والأعمال والأقوال ويعتقدون أنهم بذلك يكسبون رضاهم ويحققون القبول لديهم فتراهم يذكرون أعمال الآخرين بكل سوء ويزداد هذا الذكر السيئ عندما يعتقدون أن رؤساءهم يرغبون في سماع ذلك، أو تأتيهم رسائل مباشرة أو غير مباشرة من أشخاص حول هؤلاء الرؤساء يفهم منها عدم ارتياح رؤسائهم عن هؤلاء العاملين الجادين المخلصين المجتهدين، فيبدأ أصحاب مدرسة التملق في البحث عن أي عيوب أو أخطاء لإبرازها وتضخيمها أمام رؤسائهم لكسب رضاهم وهم بذلك يقللون من احترامهم لرؤسائهم ويصدق فيهم القول "إن من يفتح عينيك على أخطاء الآخرين دائما دون محاسنهم يتجاهل فيك نصف عقلك".
"من نم في الناس لم تؤمن عقاربه
على الصديق ولم تؤمن أفاعيه
كالسيل بالليل لا يدري به أحد
من أين جاء ولا من أين تأتيه".
أن مدرستي الإدارة بالتسلق والتملق ينتشر بعض خريجيهما في عديد من المؤسسات الحكومية والخاصة وحتى المؤسسات الخيرية والاجتماعية لا تسلم منهم، فتراهم دائما يرددون سنأتي بما لم يأت به الأوائل، وقاعدتهم وفقا لذلك "كلما جاءت أمة لعنت أختها" أصحاب هاتين المدرستين تنكشف أمورهم خلال فترة ليست بالطويلة خصوصا عندما يكون من حولهم من مسؤولين، رؤساء ومرؤوسين ومجتمع يتمتعون بالذاكرة الجيدة والخلق الرفيع والبحث عن الإصلاح والتطوير، لأنهم يعرفون بعد الانكشاف أن هؤلاء المتسلقين والمتملقين لا يقدمون العمل الذي وعدوا به مع استغلالهم لجهود من سبقوهم ولكن لأنهم ليسوا أصحاب معرفة وخبرة وقائدهم في ذلك الفكر هو الضلال وخداع الآخرين، ولهذا كل ذلك يساعد على انكشافهم إلا إذا رزقوا بإدارة لا تراقب ولا تحاسب ومجتمع يقبل الضيم ولا يكرهه إلا في المنام ويخنع في اليقظة ولا يرفع صوته إلا إذا سار وراء نعش.
إن خريجي مدرستي التسلق والتملق لن يقفوا بإذن الله سبحانه وتعالى في طريق النجاح والناجحين، ولهذا يجب عدم الالتفات إليهم وعتابهم لأنهم مجموعة فاقدة القدرة على العطاء والحوار وربما حوارها يغريها بالمزيد من التجاوز والإساءة يقول فيهم حكيم ناصح:
" واحذر مؤاخاة الدنيء لأنه
يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
ودع الكذوب ولا يكن لك صاحبا
إن الكذوب لبئس خلاً يصحب
وإذا الصديق رأيته متملقا
فهو العدو وحقه يتجنب".
الإداريون الذين يتعرضون لمواقف مع مثل خريجي مدرستي التسلق والتملق يجب عليهم عدم الخوض معهم في أي نقاش أو محاولة إيضاح حتى ولو عوتبوا ممن حولهم، لأن السكوت عنهم هو خير رد عليهم يقول في ذلك صاحب الرأي:
" قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف
وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تُخشى وهي صامته
والكلب يخسأ – لعمري – وهو نباح".
هؤلاء المتملقون المتسلقون لا يملكون فكرا أو رؤية أو قدرة على الإبداع وإنما يحاولون استغلال طيبة الناس وحاجتهم للدخول إليهم من خلالها ويجعلون من عملهم ومخالفة الأنظمة الوسيلة لكسب رضاهم، لأن أهدافهم قصيرة المدى وطموحهم محدود الرؤية يستغلون مفهوم أنا ومن بعدي الطوفان كوسيلة لتحقيق أغراضهم، كما أنهم يستغلون أغراض الوظيفة لمصالحهم الشخصية تحت مظلة زملائهم خريجي مدرسة الإدارة بالشرهة ولي عودة إن شاء الله لهذه المدرسة مدرسة الإدارة بالشرهة".
اسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى وأن لا يجعلنا من خريجي مدرستي التسلق والتملق الإداري ولا يجعلنا ممن ينخدع بكذبهم ونفاقهم وتملقهم وأن يوفقنا لجعل بلدنا في مصاف الدول المتقدمة بالعمل الصالح الناصح الأمين.
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..