لعلّكم تذكرون مقالي بتاريخ (25-1-2014) والذي كان عنوانه
(المجتمع..وخريجو “هلكوني”) أشرتُ فيه إلى هاشتاق (#هلكوني) أحد الهاشتاقات
التي أطلقها بعض المغردين في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” للتشهير بذوي
الشهادات العلمية الرفيعة (المسروقة أو المسلوقة) وكان بالفعل هاشتاقاً ،
لقي قبولاً ، وألقى بظلاله على تقصير الجهات ذات العلاقة تجاه هؤلاء
(الشلّة) التي أضرت نفسها ، قبل أن تضر غيرها ، بهذه الشهادات العلمية
المزورة ، التي لا تعدو في حقيقتها (كرتونية) حلّ أصحابها محلّ من تعب
وتغرّب سنوات عديدة مع الدراسة والبحث العلمي ، سواء في الداخل أو الخارج ،
بهذا التوجه وهذه الكيفية ، كان هذا الهاشتاق ، له أهميته نوعاً ما ، في
محاربة أصحاب الشهادات الوهمية ، ولوم الجهات ذات العلاقة ، تجاه تقصيرها
في ملاحقة هؤلاء ، وتجفيف منابع هذا الفكر المشلول ، لكن في الحقيقة ، أرى
أن هذا الهاشتاق ، قد يفقد قيمته ومصداقيته ، لِما رأيته من اصطناع قضية هي
في أصلها منتهية إجرائياً، الأمر الذي من أجله أخشى أن يتحول هاشتاق
(#هلكوني) إلى هاشتاق (#علكوني) الكل تابع وما يزال يتابع هاشتاق ، يطالب
إحدى جامعاتنا (بإعادة دكتوراه مسحوبة ، حينها كدت أصدّق هذه التهمة ،
ولمجرد أن شاهدت هذه الحملة الضاربة مع هذا الهاشتاق ، والتي سارت خلف صاحب
هاشتاق (#هلكوني) دون ترو وتحقق ، قلتُ في نفسي ، أيعقل أن تمنح جامعة
محلية مرموقة درجة الدكتوراه لشخص ثم تسحبها منه دون مبرر؟ هذا من رابع
المستحيلات ، ولم يسبق أن سمعنا بهكذا حالة ، شاركتُ كعادتي و(لقافتي) في
هذا الهاشتاق ، لكن أحمد الله أنني كنت متعقلاً نوعاً ما ، حيث طالبتُ
الجميع بالتروي ، وسماع الطرف الثاني ، وأقصد فيه الجامعة المتهمة ، وقلتُ
لابد أن وراء الأكمة ما وراءها ، واتضح فيما بعد أن مشكلة درجة الدكتوراه
هذه ، قد مضى عليها )28) عاماً ، مما أثار لديّ عدة تساؤلات ، من أهمها ،
لماذا ظل صاحبها طيلة هذه المدة الطويلة ، صامتاً؟ ولماذا اختير هذا الوقت
بالذات لإثارتها؟ نحن وجميع الأكاديميين ، يدركون قيمة مجلس القسم في
الكلية ومجلس الكلية ذاتها ومجلس الجامعة وأهدافها جميعاً ، ولا يمكن لأي
طالب أو باحث – وهو المفترض – أن يحصل على درجة علمية ، إلا عبر مسارات هذه
المجالس ، وهذه الإجراءات قد مررنا ومرّ غيرنا بها ، بل وذقنا مرارتها
وويلاتها ، هذه المجالس تطبق فيها الأنظمة المرعية للتعليم العالي ، ومن
يجهل ذلك ، فليس له حق أن يسلم عقله لغيره ، ويمشي (مع التيار) وفي خضم هذا
الهجوم القاسي على هذه الجامعة المحلية التي تُطالب فيه ، بإعادة هذه
الدكتوراه الممنوحة لهذا الشخص بعد سحبها منه كما يُعتقد ، اختار هؤلاء
المطالبون ، كلمات مغلّفة ، مثل (أعيدوا) و(بعد سحبها) ليوهموا القرّاء
بمنح هذه الشهادة لصاحبها فعلياً ، ثم سحبها منه ظلماً ، طالبتُ الجامعة
المعنية بالمسارعة بإيضاح الحقائق ، من أجل قفل هذا الموضوع الذي ما برح
يسيء للجامعة ، وكان بودي أن خرج مدير الجامعة الحالي أو المتحدث الرسمي
فيها إن وجد ، لكن هذا لم يحدث ، وهذه لعمري خطوة ، غير مقبولة ، في حين
خرج علينا مديرها الأسبق ، الذي كانت هذه القضية في عهده ، وأبان حقيقة
الأمر ، وأوضح أن هذه الدرجة العلمية لهذا الشخص ، لم تمنح له أصلا ، لوجود
ملحوظات فكرية عليها من قبل مجلس الجامعة ، وقد طُلب من صاحبها ، البحث عن
موضوع آخر لرسالته ، وتسجيله ، إلا أنه لم يفعل ، وأقسم مدير الجامعة
بالله ، أن منعها ، لم يكن بدوافع شخصية ، لكن تم منعها بموجب الأنظمة ،
وهذا يحدث كثيراً في الجامعات ، وقد رأيت أحدهم ، يتهم قسم العقيدة
بالكلية ، والجامعة ، بتهم خطيرة ، اتهم الجامعة (بالاخوانية) والقسم
(بالقطبية) رغم أنه غير قسم الرسالة ، وآخر يعتبرها في مقال له (قضية رأي)
وذلك وقوفاً مع صاحبها ، ونحن أمام هذه القضية التي أثارها صاحب هاشتاق
(#هلكوني) الأكاديمي الخبير بمجالس وأنظمة التعليم العالي وجامعاته ،وأظنه
لو مكث برهة مع نفسه ، وتساءل عن أسباب صمت هذا الشخص عن المطالبة بحقه
العلمي -كما يقول- كل هذه المدة الطويلة ، فلربما انكشفت له أمور تساهم في
بيان الحقيقة ،ألم يكن يظن في نفسه أنه بالفعل قد تكون ثمة مشكلة أدركتها
الجامعة في وقتها ، وتداركاً لها ، أوقفتها؟ ثم أن الطالب أو الباحث ، لا
يعتبر قد حصل على الدرجة العلمية بمجرد مناقشتها وإجازتها من المناقشين ،
لابد أن تمر في المجالس العلمية بدءاً من القسم مروراً بمجلس الكلية
وانتهاءً بمجلس الجامعة ، واعتمادها أخيراً من مدير الجامعة ، لتصبح حقاً
مشروعاً لصاحبها ، أما تعثرها بأحد المجالس ، فقد يكون حائلاً دون منحه
الدرجة ، فالقضية في نظري وهي بهذه الكيفية ، لا تستحق هذا النوع من
الإثارة ، فمحورها ، له مكانته الرفيعة عند أهل فنه ، بها أو بدونها ، لما
يملكه من مكانة محترمة في الشارع الثقافي والأدبي ،لثرائه المعرفي ، الذي
يتقازم أمامه أصحاب الشهادات الوهمية ولربما غيرهم ، وقد تمنيت لو قُفل هذا
الملف ، خشية أن يؤثر هذا الهاشتاق على مصداقية من رفع شعاره ، وعلى سمعة
من تتمحور حوله ، وهنا لابد من كلمة ، نقولها من باب النصح ، الأمانة
تقتضي عدم الانسياق ، خلف ما نشاهده من (هاشتاقات) في تويتر ، قبل التأكد
من حقيقتها ، وسلامتها من الإشكاليات ، غير الخافية..ودمتم بخير.
د. محمد أحمد الجوير
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
د. محمد أحمد الجوير
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..