لا أحب عادة المشاركة في المواضيع الساخنة في بدايتها .. فدائما ثمة ضجيج
كثير .. ولكنني أحيانا أترك القضايا حتى تهدأ الأمور ،وأحيانا أنسى ،كما
حصل مع جريمة (الدالوة)!
هذه المرة سأحاول الكتابة بين قمة الضجيج،والتراخي الذي قد يؤدي في النهاية للنسيان.
مرة أخرى .. من الملوم في ما حصل لصحفية وصحفيي "شارلي ابيدو"؟!
في اعتقادي أن الملوم الأول هو الدول الإسلامية التي لم تسع لسن قوانين (عالمية) تحمي رمزها الديني الأول .. رسول الهدى صلى الله عليه وسلم .. فالرموز الدينية ليست مثل"الإرهاب" الذي فيه "قولان" !!
والملوم الثاني .. هو الدول الإسلامية أيضا .. والتي لم "تضغط"كما ينبغي .. عبر مصالح فرنسا الاقتصادية .. وصفقات التسليح تحديدا .. ودعك من حرية الرأي في الغرب .. فقد تم غض الطرف – القانوني - عن عمليات "رشاوى"بسبب ضغوط تجارية .. فهل "المرتشي" أهم من الحبيب صلى الله عليه وسلم؟!!
أما الملوم الثالث فهم مسلمو فرنسا ... ولا نقصد أبدا أن يقلدوا ما حصل في دور الغرض في أمريكا وكندا،والذي نقله لنا الدكتور محمد الرميحي حين كتب يقول :
(وهناك بلدان كثيرة - حتى المشهورة منها بانفتاحها وتقبلها لكل الأفكار – لم تستطع أن تتحمل السماح ببعض العروض السينمائية،في فرنسا مثلا التي بنت سمعتها على حرية الفكر لم تستطع أن تتحمل عرض فيلم"الراهبة"الذي قامت ببطولته جان مورو. والفيلم كله يدور داخل دير مغلق للراهبات حيث تحاول رئيسة الدير دفع راهبة صغيرة بفعل الإغراء والتهديد إلى أحضان الراهب الأكبر (..) وتحمل وزير الثقافة الفرنسي في ذلك الوقت "شارل لانج"مسؤولية عرض هذا الفيلم.
ولكن الفيلم الآخر الذي أثار ضجة أكبر واعتراضات أعظم وصلت إلى حد قيام المظاهرات وإشعال النار في دور السينما في كل من أمريكا وكندا هو فيلم"الإغراء الأخير ؟؟؟" ){ مجلة العربي الكويتية " العدد رقم 439 يونيو 1995م}.
نحن لا نطالب مسلمي فرنسا بتكسير الصحيفة التي نشرت الصور المسيئة – كما كسرت دور العرض في أمريكا وكندا – بل نطالب بالاحتجاج السلمي .. المكثف .. مع مشاركة نجوم الكرة والسياسيين من مسلمي فرنسا أو من يعملون بها .. ولعلها كانت فرصة للدعوة بالتذكير بأخوة عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام .. ولعلنا نذكر فرنسا بهذا الخبر ..( باريس – رويتر : نشرت صحيفة"لوموند"أن فرنسا تعتزم رفع الحظر الذي فرضته على كتاب قالت في بادئ الأمر أن لمؤلفه نزعة معادية للغرب){ جريدة الحياة العدد رقم 11762 في 6 / 12 / 1415هـ = 5 / 5 / 1995م.}.
في بلد النور وحرية الرأي يتم حظر "كتاب"لأن لدى مؤلفه نزعة معادية للغرب !!
على كل حال .. حين لم تقم الدول الإسلامية بواجبها ... ولم يقم مسلمو فرنسا بواجبهم السلمي .. كان لابد من ردة الفعل العنيفة .. والتي يبدو أنها غير مدروسة أيضا .. فلعل الأقرب للصواب لمن كانت لديه قضية وليده الاستعداد لدفع حياته ثمنا لها .. أن ينفذها .. ثم يسلم نفسه للعدالة الفرنسية .. لتوضع القضية على طاولة الحوار .. والجدل القانوني .. إلخ.
هوس الاعتذارات ..
من الأمور التي تثير الأسى في النفس أن اللبرالي المسلم .. لا زال يحبوا في باحة الإيمان بحرية الرأي ... وعدم مصادرة آراء الآخرين .. لا أتفق مع ما قام به من نفذا عملية "شارل ابيدو"ولكنني لا أملك حق مصادرة حريتهما في ما يفعلانه .. وأعتقد أن الفرق كبير بين إبداء وجهة نظري .. ومصادرة آراء الآخرين ..
أما سيل الاعتذارات للغرب .. فطامة أخرى .. نذكر أن من الأسباب التي دفعت بأخينا مراد هوفمان لدخول الإسلام .. آية ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) .. بينما في النصرانية يتحمل سيدنا المسيح – عليه وعلى نبينا السلام – أخطاء وخطايا النصارى !!
وعليه فتحمل ذنب ما قِبل من لم يرتكبه .. مغروس في العقلية الغربية .. أما نحن المسلمين .. فنحن أمة "ولا تزر وازرة وزر أخرى".. وحتى مثلنا العامي يقول .. كل شاة معلقة بعرقوبها!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..