قال لـ"حراك": "السلفية" منهج الأمة.. ولكم في بنات "ابن عبدالوهاب" اقتداء
· لسنا ضدّ عمل المرأة، ولا يوجد مسوغٌ شرعي لعملها كاشيرة بـ 1800 ريال.
· أكبر الجاليات المقاتلة مع "داعش" من المغرب العربي ومن تربوا بأحضان النصارى.
· "السلفية" ليست تياراً بل منهج تكونت عليه الأمة.. والآخرون هم التيار.
· انظر لـ"ابن باز"، و"ابن عثيمين"، والشيخ "الألباني" سترى خلافاً بلا إقصاء.
· بنات الشيخ محمد بن عبدالوهاب كُن يعلمن النساء الكتابة.. وهنّ قدوة.
· "الغامدي": الصحوة سبب التطرُّف والإشكالية ليست مع التوجّه الديني والعلماء.
· "الباهلي": كلما كان هناك جدلٌ في المجتمع وحراك كان هناك تقدُّم!
· "التويجري": الرموز الدينية أسَّسوا للتنمية في المملكة والعائق هو الفساد.
سبق- الرياض: فنَّد الأستاذ الأكاديمي في
جامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي، الشبهات التي يُثيرها الليبراليون
السعوديون، والزعم بأن التيار الديني، والمؤسسة الدينية، والفقه المطبّق في
السعودية، تعوق تقدُّم الدولة وتقف ضدّ التنمية وانخراطنا في عالم
المعاصرة، وقال: "الطرح العلماني والليبرالي السعودي هو الذي يفجّر
التطرُّف ويدفع الشباب للتطرُّف الذي يتوهّم بأن كل ما يطرحه هؤلاء
الليبراليون من تجديفٍ بحق الدين والعلماء في الصحف هو بإيعازٍ من الدولة.
وردَّ "السعيدي"، أثناء استضافته في برنامج "حراك" أمس الجمعة، على
الإعلامي قينان الغامدي الذي تداخل في البرنامج، وجزم بأن الفقه السائد
والتيار الديني معوِّقان للتنمية، وقال: إن الصحوة هي سبب التطرُّف؛
والإشكالية ليست مع التوجّه الديني والعلماء.
جاء ذلك في الحلقة المُثيرة من برنامج "حراك"، الذي يقدّمه الإعلامي
المعروف عبدالعزيز قاسم، في قناة "فور شباب"، الذي تداخل فيه؛ بجانب
"السعيدي" و"الغامدي"، كلٌّ من: عقل الباهلي الناشط السعودي المعروف، ود.
أحمد التويجري الأديب والكاتب السعودي.
"السلفية" منهج
وقال "السعيدي"، في بداية الحلقة، إنه يقف ضدّ كلمة "تيار ديني"، ويرفض
استخدام كلمة "التيار" للتعبير عن المنهج السلفي في السعودية، قائلاً: أنت
عندما تتحدّث عن المسلمين في المملكة العربية السعودية، فأنت تتكلَّم عن
المنهج الذي تكوَّنت عليه هذه الأمة وارتضت به، لكن الآخرين هم التيار،
ونقصد بهم الطرف المقابل، وهم يستخدمون هذا الوصف ويصفون الأمة بمنهجها
بأنهم "تيارٌ"؛ تقزيماً لهذه الأمة؛ لأنهم تعوَّدوا أن يقزِّموا أممهم.
خلاف لا إقصاء
وساق الإعلامي عبدالعزيز قاسم، لضيفه الاتهام الأول، الذي يلاحق التيار
الديني؛ بأنه أحادي وإقصائي ولا يقبل إلا الرأي الأوحد، فقال السعيدي:
"القول إن السلفية إقصائية ولا تقبل الآخر هو قولٌ لمَن لا يعرف السلفية أو
يتعامى عنها، فالسلفية تأخذ بجميع الآراء التي تتطابق مع الدليل، ولذلك لا
يمكن القول إن السلفية منهجٌ إقصائي، والدليل على ذلك أنه إذا نظرت إلى
كِبار علماء السلفية، مثل "ابن باز"، و"ابن عثيمين"، والشيخ "الألباني"،
سترى كم بينهم من خلافٍ في المسائل الدينية، لكن لا يُوجد بينهم إقصاء،
إنما الذي نُقصيه فعلاً هو الرأي الذي يريد تحطيمنا وإشعال الفتنة فينا،
وهو ما نفعله مع الآراء التي تريد تشتيت هذه الأمة وتمزيقها فنأخذ محافر
الطين ونلقيها على هذه الآراء؛ لأننا نعتقد أن تذبذب الفكر في بلدٍ ما هو
بداية انحلال جبهته الداخلية وبداية استعماره فكرياً".
الأصل.. الحِلّ
وجزم الإعلامي قينان الغامدي، بأن التيار الديني عائقٌ أمام التنمية، وكذلك
الفقه الذي يطبقه في المجتمع، وأن الصحوة الإسلامية هي سبب تطرُّف الشباب،
مضيفاً: "الإسلام دينٌ عظيمٌ، وهو لا شك خاتم الرسالات وأعظم الرسالات بما
جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، والمشكلة ليست في
الإسلام؛ والأصل في الإسلام هو الحِلّ وليس الحرام".
مزاعم الانخراط في الحياة
وقال "الغامدي": "الفقه السائد في السعودية عائقٌ في انخراطنا في الحياة
المعاصرة، ولعل أقرب دليل على هذا، هذه المعارك المحتدمة حول كشف وجه
المرأة، وحول قيادة المرأة للسيارة، والجدل حول الإجازة الأسبوعية، وحول
دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن بعض المناسبات التي يحتفل
بها مثل عيد الميلاد، فالإخوة أصحاب الباع في الفقه يضخمون مثل هذه القضايا
وهذه الأمور التي ليس لها أيُّ قيمةٍ ولا تؤثر في عقيدة المسلم، وما
يزعمون أنه منكرات تصل إلى حد التكفير".
التكفير و"داعش"!
وطلب قينان الغامدي، من المقدّم عبدالعزيز قاسم، سؤال ضيفه السعيدي، عن
موقفه من الابتعاث وموقف العلماء، وتوجّه بعد ذلك إلى وزارة الشؤون
الاسلامية، قائلاً: "هل الأولى بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تهتم
بشؤون المساجد وتطويرها، بدلاً من تعيين عشرات آلاف الدعاة الذين يجوبون
المساجد ولا نعرف لماذا يدعون وهم يتناوبون على الميكروفونات بعد كل صلاة
ويقولون كلاماً ينطوي على تكفير؟ وفي النهاية نقدم للعالم "داعش"
و"القاعدة" وهم من أبنائنا مع الأسف الشديد".
الخرافة وعمل المرأة
وبعد نهاية مداخلته ردّ "السعيدي" بقوله: "لا صحة لوقوف العلماء ضدّ تعليم
المرأة، وقال إن بنات الشيخ محمد بن عبدالوهاب يعلمن النساء الكتابة من ذلك
العصر، وإنما الذين وقف هم الغلاة من "إخوان مَن أطاع الله"، وإن الفكر
الديني بالسعودية هو الذي حرَّر المجتمع من الخرافة والبدعة وقاده
للسُّنَّة الصحيحة. وقال "السعيدي" إننا لسنا ضدّ عمل المرأة، ولكن لا يوجد
مسوغٌ شرعي أن تعمل المرأة كاشيرة بـ 1800 ريال، ما يكشف عن قصورٍ في
قوانين حمايتها في بلد له موارده الكبيرة، وقال إن أكبر جاليات تقاتل مع
(داعش) هي من تونس والمغرب العربي، وهم مَن تربوا في أحضان النصارى، وهناك
من أبناء أمريكا وأوروبا معهم.
محاسبة المتجاوزين
وطالب "السعيدي" بمحاسبة الإعلامين المتجاوزين وهم معروفون بأسمائهم، وقال
إن الإعلام السعودي يشهد على نفسه، أنه لم يقدم شيئاً مفيداً للدولة عبر
تقريرٍ قدّمته وزارة الإعلام لمجلس الشورى عام 1426 هـ، مختتماً بقوله:
"بلادنا هذه إسلامية سلفية، ولا يمكن أن تبقى إن لم تكن سلفية إسلامية".
الجدل مهم!
أما الناشط عقل الباهلي، فقد قال في مداخلته بالأمس: إن التيار الديني لا
يستطيع أن يعوق تطور المجتمع أو التنمية؛ لأن القرار ليس بيده؛ بل بيد
الدولة، فلا التيار الإسلامي ولا غيره يستطيع ذلك، وأضاف أن الجدل من حيث
المبدأ مهمٌ جداً للمجتمع السعودي، وكلما كان هناك جدلٌ في المجتمع وحراك
كان هناك تقدُّم.
الفساد والتنمية
ونفى الكاتب والأديب الدكتور أحمد التويجري، أن التنمية قد أُعيقت في
السعودية، أو أن التيار الديني أعاقها؛ بل العكس، فرموز التيار الديني هم
الذين أسَّسوا للتنمية في المملكة من جامعاتٍ ومستشفياتٍ ومعاهد، قائلاً إن
العائق هو غياب الرؤية الشاملة والمحسوبيات والفساد الذي استشرى والنفاق
والتزلف والذي حال بين المسؤول ورؤية الواقع، ومع الأسف مارس هذا كثير من
أدعياء الليبرالية.
تفريغ القضايا
وقال "التويجري" إنه يشعر بالحزن العميق عندما يرى قطاعاً كبيراً من
المثقفين يتناقشون بهذه الطريقة حول قضايا ليست من الأولويات أو تسطيحها،
مثل قضية المرأة، وتفريغ مثل هذه القضايا من مضمونها، فاختصار قضية المرأة
في عملها بوظيفة كاشير أو مناقشة قيادتها للسيارة؛ هذه ليست قضية المرأة
الحقيقية، بل قضية المرأة هي أن تستعيد شخصيتها الإنسانية وتمكينها في
المجتمع، وتكون وزيرةً ومديرةً في شركة وفاعلة في المجتمع.
وختم "التويجري" بقوله: "التوجّه العالمي في التنمية هو أن تنطلق التنمية
من المكوّن الأساسي من ثقافة المجتمع وليس بمخالفة أو معارضة هذه الثقافة،
لكن في الوقت نفسه لا ينبغي للفقيه حمل الناس على مذهبٍ بعينه أو رؤيةٍ
واحدة فقط".
-----------------------------
وفي صحيفة كل الوطن :
وفي صحيفة كل الوطن :
في "حراك" عبد العزيز قاسم..
هل السلفية عائق أمام التنمية في السعودية ؟ - كل الوطن -
في “حراك” عبد العزيز قاسم.. هل السلفية عائق أمام التنمية في السعودية ؟
مجلة ووردبريس
كل الوطن – محمد مختار :
توالت المقالات والتعليقات وردود الافعال على ما قام به الشيخ احمد الغامديعندما ظهر في قناة فضائية مع زوجته وهي كاشفة الوجه ، وكتب العديدون بان الفقه المطبق والسائد في السعودية عائق امام التنمية ، ولم يقدم سوى داعش واترابهما ، ووانه ضد الديمقراطية وحقوق الانسان لانه فكر اقصائي منغلق ومعادي للآخر .
فهل التيار الاسلامي في السعودية لم يقدم للعالم سوى داعش والقاعدة ؟ وماذا قدم التيار الإسلامي السعودي للعالم غير ذلك ؟
وهل الفكر السلفي في السعودية عائق أمام التنمية ؟
هذه هى القضية التي تناولتها حلقة حراك مع ضيف الحلقة: د.محمد السعيدي أكاديمي بجامعة أم القرى ومداخلات هاتفية لكل من: قينان الغامدي (كاتب وإعلامي سعودي) وعقيل الباهلي (كاتب وناشط سعودي) ود.أحمد التويجري (كاتب وأديب سعودي) حاورهم عبدالعزيز قاسم على قناة فورشباب الفضائية.
منهج وليس تيار
الدكتور
محمد السعيدي الاكاديمي بجامعة ام القرى : اسمح لي أولا بأن ارفض استخدام
كلمة التيار للتعبير عن المنهج السلفي في السعودية ، فأنت يمكن أن تستخدم
كلمة لتيار عندما تتكلم عن المسلمين في الولايات المتحدة او المسلمين في
استراليا ، او كندا ، ربما تصفهم بالتيار ، اما عندما تتحدث عن المسلمين في
المملكة العربية السعودية فأنت تتكلم عن المنهج الذي تكونت عليه هذه الامة
وارتضت به هذه الامة ، فلا يصح أن نتكلم عن سواد الأمة بأنهم هم التيار بل
هو المنهج الذي ارتضت به الامة وتكونت عليه الامة ونشأت عليه الامة ، لكن
الاخرون هم التيار ونقصد بهم الطرف المقابل ، وهم يستخدمون هذا الوصف
ويصفون الامة بمنهجها بأنهم تيار تقزيما لهذه الامة ، لانهم تعودوا أن
يقزموا أممهم .يقول سبحانه وتعالي (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
قينان الغامدي : الضوابط الشرعية المطاطة حرمت تعليم البنات وجعلت الحياة حراماً على السعوديين
فهذه
الاية يجب على مجتمعنا وعلى المسئول ان يستحضرها لاننا كنا قريبو العهد
بما تنطق به هذه الاية وهي أصدق ما تكون في هذا العصر بما كنا عليه في
بلادناقريبا ألف محمد أسد كتابه ( الطريق إلي مكة ) ، وفي الكتاب وقف عند ماء في نجد يقال عليه الحرملية ، وكتب في مثل هذا اليوم من العام الماضي كانت قبيلتا مطير وعتيبة تحتربان ويقتل بعضهما البعض على هذا الماء ، واليوم اراهما يرتديان الخف حذاء الخف والسنام حذاء السنام .
فتنة وتذبذب
إذا
يجب علينا ان نحرص على هذا المجتمع على هذه الدولة على هذه الامة وعلى هذا
المنهج الذي قامت عليه هذه الامة ، وما يثار من معارضات لما ارتضته الامة
من منهج انما هو ضرب بالفأس لهذه الدولة التي ضمتنا وجعلتنا بنعمة الله
إخواناوانا إن قلت التيار السلفي فانا اقول ذلك تنزلاً ، لكن قل التوجه السلفي لانه توجه الأمة ،فالقول بأن السلفية إقصاء ولا تقبل الآخر ، فمن يقول بهذا لا يعرف السلفية أو يتعامي عنها ، فالسلفية تأخذ بجميع الاراء التي تتطابق مع الدليل ، ولذلك لا يمكن بالقول بأن السلفية منهج إقصائي ، والدليل على ذلك أنه اذا نظرت إلي كبار علماء السلفية مثل ابن باز وابن عثيمين والشيخ الألباني ، كم بينهم من خلاف في المسائل الدينية ، لكن لا يوجد بينهم إقصاء ، إنما الذي نقصيه فعلا هو الرأي الذي يريد تحطيمنا وإشعال الفتنة فينا ، وهو ما نفعله مع الاراء التي تريد تشتيت هذه الامة وتمزيقها فنأخذ محافر الطين ونلقيها على هذه الأراء ، لاننا نعتقد ان تذبذب الفكر في بلد ما هو بداية انحلال جبهتها الداخلية وبداية استعمارها فكرياً.
فعندما يكون هناك منكر في مجتمع فأنا أسعد كثيرا بمن يرفع صوته لانكار هذا المنكر ، أما عندما يكون هناك اتفاق على ان هناك ما ( الأفضل ) ، فإن ينكر هذا الأفضل فإن بعض الأخوة هداهم الله اعتبروا تغطية الوجه منكر مع أنه خصيصة لهذا المجتمع ، وعندها استحضرنا ما حدث في بعض المجتمعات مثل مصر والمغرب والعراق ، لان ما حدث في هذه الامم من دعوة لكشف الوجه بحجة الاصلاح لم يرد منه فقط كشف الوجه ، لكن ما حدث في هذه المجتمعات هو انه ما حدث ان بعد الوجه تخطي الامر لما بعد الوجه كما نري في تجارب هذه البلدان ، فالتوجه السلفي من ميزته أنه يحفظ تجارب الامم إنطلاقاً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين ) ، وكما قال عمر:( ليست بالخب ولكن الخب لا يخدعني ) .
كشف الوجه
فما
يدعو له هؤلاء ليس مجرد كشف الوجه فقط ، لاننا إذا رجعنا لما يكتبه من
يروجون للأفكار الامريكية المنظرين للسياسة الامريكية الذين يؤججون لهذه
لخلافات في مجتمعاتنا مثل توماس فريدمان نجد أنه مثلا يقول : إذا أراد
الغرب تجنب حرب الجيوش مع الإسلام فإن عليه خوض حرب المبادئ في داخل
الإسلام .
د . محمد السعيدي : السلفية منهج وليس تيار ودعاة كشف وجه المرأة يريدون ما بعد وجهها
وما
نشر عن بناء شبكات إسلامية معتدلة كخطوة لبناء الإسلام من جديد ، وما جاء
في تقرير لجنة التحقيق في أحداث سبتمبر من أنه لا يوجد مجال للتصالح مع
التيار الاسلامي الذي تعود أفكاره لابن تيمية بل يتحدث التقرير عن ضرورة
عزله وتصفيته بعد حربه في ميدان حرب الأفكار من أجل كسب الأغلبية المحايدة
التي يمكن أن تتعاطف معه ، وهو ما ينعكس في بعض المقالات التي نقرأ لها في
بعض الصحف السعودية عن النص القرآني والنص النبوي يصب في نفس ما تهدف له
هذه الأفكار .
فتاوي الواتس آب
فنحن
لا نقصي الرأي الاخر بل ان الآخر هنا هو الذي يقصينا عندما يكتب احدهم على
تويتر ويشبه دعوته لكشف الوجه بأنها مثل الدعوة لتحطيم الأصنام ،فيجعل من
يقول بتغطية وجه المرأة كأنه هو الذي يعبد الأصنام .وما يتحدث به بعض المنتقدين للتوجه السلفي ليس له من مصدر إلا ( الواتس أب ) وهو ما يحدث مثلا مع ما يثار حول هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، مع ان كل القضايا التي تتعلق بالهيئة ينتهي الامر بأن يحسم لصالح الهيئة .
فالمجتمع هو الذي اختار أن يكون متفقا في فكره مثلما هو متفق في قيادته ، فلا معني أن نفرط في هذا الاتفاق بدعوى أن هناك مذهب وهناك مذهب ، وإذا أراد مجتمع اختيار الاختلاف او التغيير فيجب أن يتم ذلك بطريقة تلقائية وليس عن طريق دفع المجتمع في طريق معين لأن هذا الدفع يؤدي إلى تفجير المجتمع .
فلا معني للكلام عن ان عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة تمنع التنمية في بلد مثل المملكة العربية السعودية هو من أكبر الدول الصناعية في المنطقة وفي العالم لمنتجات مثل البتروكيميات والكابلات .
ضوابط الابتعاث
فمن يقول إن الصحوة فرضت على المجتمع وأن الدولة هي التي فرضتها فمعركتهم مع الدولة وليست مع التيار الاسلامي .وحتي بالنسبة لقضية الابتعاث فلم نكن ضد الابتعاث ولكن مع وضع ضوابط حتي لا يستغل الابتعاث كما قال دونالدرامزفيلد الذي دعا لتقديم 50 الف بعثة للطلاب السعوديين في إطار مشروع تغريبي يجعل المسلمين في السعودية مثل المسلمين في أوربا الشرقية .
وحتي بالنسبة لداعش ومن يقاتل في صفوف داعش من شباب هم في أغلبيتهم من الشباب التونسي والمغربي والجزائري الذين عاشوا وتربوا في ظل نظم علمانية معادية للإسلام ، بل ومتطرفة في خصومتها للإسلام .
تطبيقات وضوابط مطاطة
وفي
مداخلته قال قينان الغامدي الكاتب والاعلامي إن الاسلام دين عظيم وهو لا
شك خاتم الرسالات وأعظم الرسالات بما جاء في القرآن الكريم والأحاديث
النبوية الصحيحة ، والمشكلة ليست في الإسلام لكن في التطبيقات و الضوابط
الشرعية المطاطة التي تعيشها المملكة العربية السعودية منذ عقود ، حيث فرض
على الناس رأى واحد و منهج واحد لا يستطيع اي شخص الخروج عليه ومن يخرج
عليه يعاقب ، لانه لم يوضح ان هناك 4 مذاهب وان هناك اختلافات بين هذه
المذاهب وأن هناك الكثير من المباحات وأن الأصل في الإسلام هو الحل وليس
الحرام ، ومع الأسف توسع باب سد الذرائع حتى أصبح كل شئ في الحياة حراما في
السعودية .فنحن في السعودية والعالم العربي والعالم الاسلامي نعاني من الاسلام الراديكالي وليس الغرب ، فمثل داعش والقاعدة نحن الذي اكتوينا به قبل الغرب واصبح ابناؤنا حطب لهذا الفكر الذي نكتوي به ، فالمشكلة ليست في الاسلام وليست في الهدي النبوي الشريف ، ولكن المشكلة في فهم الدين الإسلام ولا شك أن الفقه السائد في السعودية عائق في انخراطنا في الحياة المعاصرة ، ولعل أقرب هذا هذه المعارك المحتدمة حول كشف وجه المرأة وحول قيادة المرأة للسيارة ، والجدل حول الإجازة الاسبوعية وحول دور هيئة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وعن بعض المناسبات التي يحتفل بها مثل عيد الميلاد ،فالاخوة أصحاب الباع في الفقه يضخمون في مثل هذه القضايا وفي هذه الامور التي ليس لها أي قيمة ولا تؤثر في عقيدة المسلم وما يزعمون انه منكرات تصل إلي حد التكفير .
تحريم التقنية
وهناك
من يزعم بأن الابتعاث حرام وأن استخدام أدوات التقنية حرام ، فأسال
الدكتور السعيدي هل منع الابتعاث وتحريم استخدام التقنية الحديثة عائق أمام
التنمية أما لا .وليس من دقيق القول أن المجتمع اختار لنفسه هذا الفكر وإنما فرض عليه خلف راية ما عرف بالصحوة وتبني الدولة في فترة من الفترات لهذه الصحوة لاسباب لم تكون معلومة في هذا الوقت للعامة ، ثم ظهر أن هذه الصحوة هي السبب فيما اصبحنا فيه الان من إرهاب وتطرف .
فهناك في السعودية من يعتنق المذهب المالكي والحانفي والحنبلي والشافعي بالاضافة للشيعة والصوفية ، فهؤلاء لم يختاروا المذهب الاحادي الذي يتحدث عنه الشيخ ، وهناك أسماء معروفة ولها تسجيلات وهم عشرات ومئات الاسماء يقولون بهذه الفتاوي التي يرفضها العقل حتي اليوم .
فهل الاولي بوزارة الأوقاف والشئون الاسلامية أن تهتم بشئون المساجد وشئون المهمة، بدلا من تعيين عشرات الاف الدعاة الذين يجوبون المساجد ولا نعرف ما لماذا يدعون وهم يتناوبون على الميكروفونات بعد كل صلاة ويقولون كلاماً ينطوي على تكفير.
تعليم البنات
وعندما
فتحت كليات الطب للبنات وجدنا هؤلاء يمسكون الميكروفونات ويقولون للناس
الذين يصلون معهم أن من يسمح لبنته بالالتحاق بكلية التمريض فهو ديوث ، وان
من يسمح لبناته بدخول كلية الطب فهو ديوث .انا عشت في اوربا 4 سنوات ولم اجد اسلام في اوربا إسلام يختلف عن اسلامنا فانا صمت وصليت في المساجد ولم اجد إسلام مختلف عن اسلامنا .
أما عن موضوع الابتعاث فنظام الابتعاث يتضمن على شرط وجود محرم ، لكن هناك من يحرم الابتعاث من الأساس ، وأكثر من ذلك فبعض الأصوات التي تتحدث باسم تيار الصحوة حرموا التليفزيون تحريما صارما ثم صاروا اكثر من يظهرون فيه ، وحرموا الهاتف الجوال ثم أصبحوا أكثر من يستعملوه.
ولا ننسي أن أصحاب هذه الأصوات هم الذين حرموا تعليم البنات تحريما كاملاً تصدي الملك فيصل لهم ودعمه لتعليم البنات وإلا لما رأينا بنت حصلت على فرصة للتعلم .
وفي مداخلته قال عقيل الباهلي إن الجدل من حيث المبدأ مهم جدا للمجتمع السعودي ، وكلما كان هناك جدل في المجتمع وحراك كلما كان هناك تقدم لهذا المجتمع ، وأضاف ان الجميع يتحدثون ويكيلون الاتهامات لبعضهم البعض ، لكن نحن في السعودية نريد مؤسسات نحتكم لها في هذا الحراك وهذا الجدال .
عقيل الباهلي : الحراك في المملكة يحتاج لكتابة دستور ومجلس شوري منتخب
فحتى
نكون في وضع صحي للحراك والنقاش يجب ان نكون مستندين لقانون فليس معقول أن
يقول احد بقول ويمر بلا تعليق ويقول شخص رأي آخر فيجر للمحاكم ، فالقضايا
المطروحة للنقاش مثل قيادة المرأة ومثل كشف الوجه وحتى كتابة دستور للمملكة
تحتاج إلي أن يكون هناك مرجعية لها من قانون ودستور ومجلس شوري منتخب .
مجلة ووردبريس
إنجازات ومحسوبيات
أما
الدكتور أحمد التويجري فقال في مداخلته إن التنمية في المجتمع السعودي لم
تعاق بل أن المجتمع السعودي حقق إنجازات كبيرة وإن لم نصل لما نأمل به ،
وقال إن الكثرة من المجتمع السعودي هم من التيار الديني .وأضاف أن ما اصطلح على تسميته بالتيار الديني وأو يار الصحوة هم قطاع عريض يمتد من كبار العلماء وحتي طلبة العلم وليس من الموضوعية أن يحمل هذا التيار مسئولية أخطاء بعض الأشخاص .
وقال إن يشعر بالحزن العميق عندما يرى قطاع كبير من المثقفين يتناقشون بهذه الطريقة حول قضايا ليست من الاولويات او تسطيحها مثل قضية المرأة وتفريغ مثل هذه القضايا من مضمونها ، فاختصار قضية المرأة في عملها بوظيفة كاشير أو مناقشة قيادتها للسيارة هذه ليست هذه قضية المرأة الحقيقية ، بل قضية المرأة هي أن تستعيد شخصيتها الإنسانية و تمكينها في المجتمع وتكون وزيرة ومديرة في شركة وفاعلة في المجتمع .
د.أحمد التويجري : الفساد والمحسوبية وغياب الرؤية أسباب عدم التقدم وليس تيار الصحوة
ويؤكد
التويجري أن التيار الديني لم يكون ابدا عائقا امام التنمية بل العكس أن
رموز التيار الديني هم الذين أسسوا للتنمية في المملكة من جامعات ومستشفيات
والعاملين فيها من أطباء ومهندسين هم من أهل التيار الديني ،ولكن العائق
امام التنمية في السعودية أمور لا علاقة لها بالتيار الديني هو غياب الرؤية
الشاملة والمحسوبيات على كافة المستويات والفساد الذي استشرى والنفاق
والتزلق والذي حال بين المسئول وبين رؤية الواقع ، ومع الاسف مارس هذا كثير
من أدعياء الليبرالية ، وهي امور تعقد الأوضاع أمام متخذ القرار .ويشير التويجري إلي أن التوجه العالمي في التنمية هي أن تنطلق التنمية من المكون الأساسي من ثقافة المجتمع وليس بمخالفة أو معارضة هذه الثقافة ، لكن في نفس الوقت لا ينبغي للفقيه حمل الناس على مذهب بعينه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..