الثلاثاء، 10 فبراير 2015

هل يُدخل الغنوشي 'الإخوان' في الحرب العالمية على 'الدولة الإسلامية'؟


دعم مفضوح

مصادر غربية تكشف تعهد الغنوشي بحشد الشخصيات الدينية المؤثرة خلف التحالف الدولي مقابل رفع الحظر عن نشاط الإخوان في المنطقة.
تونس ـ قالت مصادر دبلوماسية غربية إن رئيس حركة النهضة الإسلامية والمسؤول العام عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين
راشد الغنوشي "تعهد لواشنطن بحشد قيادات الإخوان ورجال الدين المؤثرين في العالم العربي والإسلامي لمساعدة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية" مقابل وعود بـ"مساع لدى الدول العربية التي صنفت الإخوان تنظيماً إرهابياً بمراجعة موقفها منهم".
وأضافت المصادر أن الغنوشي أعرب خلال اللقاء الذي جمعه بالسيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين في تونس نهاية الأسبوع الماضي عن استعداده لـ"بذل ما في وسعه من جهود لإقناع قيادات الإخوان وكبار العلماء المسلمين المؤثرين بالترويج لشرعية الحرب التي يشنها التحالف الدولي على داعش باعتبارها جماعة إرهابية قدمت صورة دموية للإسلام مما عمق مخاوف البلدان العربية والغربية من مختلف الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها تنظيم الإخوان".
وكان جون ماكين أدى زيارة "مفاجئة" إلى تونس نهاية الأسبوع الماضي التقى خلالها راشد الغنوشي والرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد وأثارت الزيارة غضبا في أوساط الأحزاب السياسية العلمانية التي "تتوجس" من "دعم" السيناتور الأميركي للجماعات الإخوانية في العالم العربي.
ورأت الأحزاب السياسية في الزيارة "تدخلا سافرا في الشؤون التونسية" لكونها تزامنت مع نيل حكومة الحبيب الصيد ثقة البرلمان بعد أن تم إشراك النهضة في تركيبتها على الرغم من الرفض الشعبي والسياسي لتواجد إخوان تونس في أول حكومة ديمقراطية.
كما رأت فيها "دعما مفضوحا" لحركة النهضة التي تربطها علاقات وثيقة بمراكز القرار الأميركي لكون جون ماكين التقى راشد الغنوشي دون سواه من قيادات الأحزاب السياسية.
وتعود علاقة النهضة بالإدارة الأميركية، بحسب ما كشف عنه في وقت سابق المنسق الخاص لتحولات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية ويليام تايلور، إلى فترة حكم جورج بوش حيث تجري واشنطن مند تلك الفترة محادثات سرية مع الحركة الإسلامية.
وكثيرا ما يزور راشد الغنوشي واشنطن بدعوة من عدة جهات أميركية لإلقاء محاضرات تروج للإخوان على أنهم "معتدلون لا يعادون أميركيا ويؤمنون بالديمقراطية ومن أبرز تلك الجهات "معهد واشنطن" للدراسات، أحد أهم المؤسسات السياسية والبحثية المؤيدة لإسرائيل.
وأكدت المصادر الدبلوماسية أن لقاء ماكين بالغنوشي هو لقاء يرقى إلى مستوى اللقاءات الرسمية لأنه تم بناء على "إشارة" من مراكز قرار عليا في في الإدارة الأميركية لافتة إلى أن واشنطن ترى في الغنوشي أقرب قيادات الإخوان إليها ومؤهلا لقيادة جهود من شانها أن تفضي إلى مد جسر علاقة بين قيادات التنظيم الدولي وعلماء المسلمين بما يساعد على إضفاء شرعية دينية وسياسية على حرب التحالف الدولي ضد داعش.
وقالت المصادر إن الغنوشي "ربط تعهده بدعم ماكين ومن خلفه مراكز القرار الأميركي للإخوان مشيرا إلى أنهم ليسوا إرهابيين وإنما هم جزء من الأحزاب الديمقراطية في العالم العربي يؤمنون بالتداول السلمي على السلطة مستشهدا في هدا الإطار بحركة النهضة".
واغتنم الغنوشي اللقاء ليلفت إلى أن "إقصاء الإخوان من المشاركة في الحياة السياسية في البلدان العربية هو خطأ لأنه يفتح الأبواب أمام الجماعات الجهادية وفي مقدمتها داعش".
وخلال الأسابيع الماضية كثف راشد الغنوشي من تصريحاته "المعادية" لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يرى فيه نتيجة للاستبداد، واعتبر مشاركة النهضة في حكومة الحبيب الصيد "بديلا تقدمه تونس عن داعش والقاعدة".
وتوقعت المصادر الدبلوماسية أن يجري راشد الغنوشي خلال الأسابيع القادمة سلسلة من الاتصالات واللقاءات مع قيادات الإخوان ومع عدد من العلماء المسلمين لكسب تأييدهم لحرب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.
First Published: 2015-02-10
ميدل ايست أونلاين


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..